ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يواصل ترسيخ القِيم الأخلاقية لدى النشء
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، الذي يأتي تحت عنوان: " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى الشيخ عبد الكريم أحمد، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، والشيخ محمود عبد الجواد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.
فى البداية قال الشيخ عبد الكريم، إن تحرى الحق هو صفة كل مسلم، والحق في كتب اللغة وصفوه بالعدل، والثبات و بالوجوب وباليقين، وبالصدق، ووصفوه بأنه ضد الباطل، موضحا أن الله حقٌ في وجوده، فلا يمكن لأحد أن يجحده ويكون مسلماً، حقٌ في أفعاله، حقٌ في قضائه وقدره، حقٌ في ذاته وصفاته، حقٌ في ألوهيته، فلا يستحق أحد العبادة إلا هو ، فقوله حق، وفعله حق، ورسله حق، وكتبه حق، ودينه حق، الله هو الحق المطلق، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ، كل الناس، كل البشر، كل المخلوقات تفنى إلا الله، فإنه باق، يبقى، لأنه وجوده حق سبحان.
وبيَّن الباحث بالجامع الأزهر، أن وعد الله حق لا يخلف، ولا يتخلف وعده أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ، فلا يبقى لأحد من المخلوقين لا ملِك ولا ملَك، لا يبقى له شيء، ولقائه حق، فالبعث حقٌ لا شك فيه، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ، وحسابه حقٌ لا ظلم فيه، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ.
ووضح الباحث أن من رحمة الله أن جعل للحق علامات، ولم يترك البشر يضطربون في معرفة الحق، أو تركهم في حيرة، بل نصب الله للحق علامات، فهذه الكتب التي أنزلها، وهذه الرسل التي بعثها، وهؤلاء الدعاة الصادقين الذين قيّضهم، وهذه الأدلة التي ركزها في الفطرة، وفي القرآن، وفي الواقع؛ للدلالة على الحق، حتى لا يكون لأحد حجة يقول: ما علمتُ، ما دريتُ، موضحا أن الحق له صفات، وصفات الحق جميلة، وتميزه عن الباطل، ولن يشتبه الحق بالباطل عند مَن يريد معرفة الحق، ويستمدُ من الله العون والتوفيق، ويسلك السُّبل التي أرشده الله إليها في معرفة الحق.
وتابع: أما مَن أغمض عينه، وأصم أذنه، فلن تملك له من الله شيئا، والشمس ساطعة في وضح النهار، لكن من تعامى عنها وأغلق عينيه لن يراها، "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ"، وقوله تعالى: "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا".
وأشار إلى أن التأييد الإلهي للحق بأن الله أيد الحق بمعجزات للأنبياء، أيدّه بتثبيت أصحابه، أيدّه بسنن كونيه جارية، وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ، فيثبِّت أصحاب الحق على الحق وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ، مؤكدا أن الحق يتصف بالقوة، الحق قوي، الحق ليس ضعيفاً، بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ. وعنْ أبِي جُحَيفةَ وَهبِ بنِ عبدِ اللهِ - رَضْيَ اللهُ عَنْه - قَالَ: آخَى النَّبُّي ﷺ بينَ سَلمانَ وأبي الدَّرداءَ، فزارَ سَلمانُ أبا الدَّرداءِ، فرَأىَ أمَّ الدَّرداءِ مُتبذِّلةً فَقالَ: ما شَأنُكِ: قالتْ أَخُوكَ أبو الدَّرْداءِ ليس له حاجَةٌ في الدُّنِيا. فجاءَ أبو الدَّرْداءِ فصَنَع له طَعامًا، فقَالَ له: كُلْ فإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: ما أنا بآكِلٍ حتَّى تأكُلَ. فأكلَ فلمَّا كانَ الليلُ ذهَبَ أبو الدَّرداءِ يقومُ، فَقالَ له: نَمْ، فنَامَ. ثمَّ ذَهَبَ يقومُ فقَالَ له: نَمْ فلمَّا كان مِنْ آخرِ اللَّيلِ قَالَ سَلمانُ: قُمِ الآنَ. فصَلَّينا جميعًا، فَقالَ له سَلمانُ: إنَّ لرَبِّكَ عليكَ حقًّا، وإنَّ لنفسِكَ عليك حقًّا، وإنَّ لأهلِك عليك حقًّا، فأَعْطِ كلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه، فأتَى النَّبيُّ ﷺ فذَكرَ ذلك له، فَقال النَّبيُّ ﷺ «صَدَقَ سَلْمانُ».
من جانبه، تناول الشيخ محمود عبد الجواد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، شرح النداء، حيث قام بتعريفه وبين حالات إعرابه ومواضعه، ودلل على ذلك بالأمثلة التوضيحية.
وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.
يذكر أن ملتقى " الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بالجامع الأزهر الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
حكم جمع الصلوات الخمس .. وأداء الفجر بعد الاستيقاظ .. الأزهر يوضح
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا يجيب فيه عن تساؤلات شائعة حول جمع الصلوات الخمس وحكم تأدية صلاة الفجر بعد الاستيقاظ من النوم، مؤكدًا ضرورة الالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها المحددة.
وأوضح المركز أن جمع الصلوات الخمس في وقت واحد غير جائز بإجماع العلماء، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا» (النساء: 103)، مما يدل على أن أداء كل صلاة في وقتها واجب شرعي لا تساهل فيه.
وأشار البيان إلى أن الجمع بين الصلوات يقتصر فقط على حالتي السفر أو الضرورة، كالجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، بينما تظل صلاة الفجر ملزمة في وقتها المحدد.
وفيما يتعلق بمن نام عن صلاة الفجر بغير عمد، أكد المركز استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» (رواه مسلم)، أن العذر في هذه الحالة مقبول، شريطة أداء الصلاة فور الاستيقاظ دون تأخير.
هل ثواب الصلاة مع الزملاء في العمل تعدل الجماعة بالمسجد؟.. الموقف الشرعيما هو وقت صلاة الفجر الصحيح؟.. اغتنم الفضل كاملا بهذه الساعةأمين الفتوى يوضح حكم قراءة سورة الناس في الركعة الأولى من الصلاةحكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاةكما استشهد المركز بحديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه، الذي رواه أبو سعيد الخدري، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ»، مما يؤكد على مرونة الشريعة الإسلامية في التعامل مع الظروف الخارجة عن إرادة الإنسان.
وفي السياق ذاته، شدد البيان على أهمية الالتزام بأداء الصلاة في وقتها، محذرًا من التكاسل عن ذلك، مشيرًا إلى قول الله تعالى في وصف المنافقين: «وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى» (النساء: 142).
واختتم المركز بيانه بالدعوة إلى الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها المحددة، سواء في الحضر أو السفر، وعدم التهاون في هذا الركن الأساسي من أركان الإسلام، لما فيه من تقوى وتقرب إلى الله.