يمن مونيتور/ أ ف ب
أعلن السبت تعيين ولي عهد الكويت الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد، خلفا لأخيه غير الشقيق الشيخ نواف الذي حكم الكويت ثلاثة أعوام وأعلن عن رحيله السبت عن 86 عاما.
ولد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في 27 أيلول/سبتمبر 1940 وهو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر الصباح الذي حكم البلاد من 1921 وحتى وفاته عام 1950، وهو أب لـ12 ابنا.
ودرس الشيخ مشعل في كلية هندن للشرطة في بريطانيا وتخرج فيها عام 1960. والتحق بوزارة الداخلية وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا للمباحث العامة آنذاك (والتي تحولت في عهده إلى “أمن الدولة”) برتبة عقيد في عام 1967 حتى عام 1980.
كما كان رئيسا فخريا لجمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية خلال الفترة (1973 ــ 2017م) وأيضا للجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي سنة 1979 إذ كان أحد مؤسسي الجمعية.
تولى وزارة الدفاع عند غزو صدام لبلاده…من هو نواف الأحمد الصباح أمير الكويت “الهادئ والمتكتم”؟
في 1977 عينه الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت آنذلك رئيسا لديوانية شعراء النبط.
وعين في 13 كانون الثاني/يناير 2004 من طرف الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح نائبا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير. وشغل المنصب حتى توليه ولاية العهد في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2020 بتزكية من الشيخ نواف الراحل.
وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، ونظرا لظروفه الصحية، أصدر الشيخ نواف الأحمد الصباح أمرا أميريا بالاستعانة بولي العهد الشيخ مشعل الأحمد لينوب عنه في ممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية.
وأثناء توليه منصب (نائب رئيس الحرس الوطني) منح (وسام قائد جوقة الشرف) من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية. وفي عام 2016، سافر الشيخ مشعل إلى الخارج وخضع لـ”عملية ناجحة”، لم يُكشف عن تفاصيلها.
“الديناميكيات الداخلية للأسرة الحاكمة”
وبات الشيخ مشعل الحاكم السابع عشر للكويت. وسيكون أمامه عام لتسمية ولي عهده، وسط تكهنات بشأن اختيار شخصية من الجيل الأصغر سنا.
وقال بدر السيف أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت إن اختيار ولي العهد سيعكس “الديناميكيات الداخلية للأسرة الحاكمة. وسواء شهدت الكويت أول تحول جيلي منذ عقود أم لا… فإن البلاد ستحتاج إلى تحقيق إنجازات على صعد عدة”.
وكتب بدر السيف على موقع إكس “من خلال عمله في جهاز الأمن وفي الحرس الوطني، يعد الشيخ مشعل عارفا بكل خفايا الأمور… فهو كان موجودا في الغرفة المجاورة لثلاثة من الأمراء الأربعة السابقين على نحو يومي” من دون أن يتولى منصبا في الحكومة.
ينص دستور الكويت على أن الأمير يجب أن يكون من ذرية مؤسس الدولة الشيخ مبارك الصباح. وتقليديا، تناوب على الحكم فرعا العائلة السالم والجابر، لكن هذا التقليد لم يتكرر خلال العقد الحالي، إذ ينتمي كل من الشيخ صباح والشيخ نواف والشيخ مشعل إلى فرع الجابر.
واعتمدت دولة الكويت المحافظة، التي تحكمها أسرة الصباح، النظام البرلماني منذ 1962. ولكن، منذ ذلك الحين تم حل المجلس التشريعي مرارا. وفي حين يُنتخب النواب، يتم تعيين وزراء الحكومة من قبل عائلة الصباح المهيمنة على الحياة السياسية.
وأدى عدم الاستقرار السياسي في الكويت إلى إضعاف شهية المستثمرين في بلد يعد أحد أكبر مصدري النفط في العالم. وينجم عدم الاستقرار عن خلافات بين شخصيات من الأسرة الحاكمة والبرلمان. وخلال السنة المنصرمة، شهدت البلاد تشكيل خمس حكومات. كما شهد عهد الأمير نواف تنظيم ثلاثة انتخابات برلمانية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: أمير الكويت الشيخ مشعل الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح الجابر الصباح الشیخ نواف الشیخ مشعل
إقرأ أيضاً:
حين تخجل من إلقاء تحية الصباح!
ـ 1 ـاعتدت أن ألقي تحية الصباح كل يوم على إخوتي وأفراد أسرتي المقيمين في طولكرم ومخيمها، في الآونة الأخيرة صرت أخجل حين أكتب لهم "صباح الخير" وأنا أعلم أنهم لم يروا الخير منذ زمن طويل، بعد أن "حرثت" آليات الاحتلال شوارع المدينة ومخيمها، ودمرت عددا غير قليل من منازلها وكثيرا من بنيتها التحتية، وهجرت جل سكان المخيم، هؤلاء الذين هجروا قبل سبعين عاما ونيف من قراهم ومدنهم شمال فلسطين: يافا وما حولها من قرى، ومدن وبلدات الساحل الفلسطيني، ثم لاحقتهم إلى مخيمهم، وهجرتهم إلى اللامكان!
بالنسبة لي، إعادة إنتاج نكبة أو نكبات صغيرة، في مخيمات ومدن الضفة الفلسطينية، ليست حدثا قابلا للتعاطف الإنساني، إنها كابوس شخصي، ويمس جزءا من عائلتي الصغيرة، فضلا عن عائلتي الكبيرة: أبناء الشعب الفلسطيني، لا يمكن لشخص سوي حتى لو لم يكن فلسطينيا، أن يمارس حياته وروتينه اليومي، وكأن ما يجري على بعد ساعة سفر من سكناه، لا يعنيه، فكيف يكون الحال وأنت أحد ضحايا الكيان المحتل شخصيا؟
ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!حين أرى فيلما وثائقيا عن يافا، وقريتي التي كانت تعيش وادعة على بعد كيلو متر أو أكثر قليلا من المدينة، يحلو لي أن أتخيل ماذا كان سيكون مسار حياتي والآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، لو لم يحصل كل ما حصل من نكبة واحتلال، وأصاب بصداع مركب، وأنا أرى كيف يعاد إنتاج النكبة ولكن بصورة أكثر وحشية وبشاعة خاصة في غزة!
ـ 2 ـ
كان يمكن أن يكون مسار حياتي وآلاف اللاجئين والنازحين مختلفا عما جرى، المخيف أن هذا المسار المفترض ليس مهما أمام ما يحصل الآن من المسارات المخيفة التي تنتظر بقية أبناء الشعب الفلسطيني، سواء من عانوا النزوح واللجوء، أم من لم يعانوا منه، فكل الشعب الفلسطيني اليوم برسم الإبادة الحسية أو المفترضة، عبر القتل فيزيائيا، أو إنهاء استقرارهم وإيقاع حياتهم اليومية، وتخييرهم بين الخضوع للاحتلال والعيش كما العبيد، أو الهجرة "الطوعية!" أو القتل، والحقيقة أن هذه الخيارات اليوم "المتاحة" أمام الشعب الفلسطيني هي نفسها العناصر التي وضعها بتسلئيل سموتريتش في "خطة الحسم" ويجري تطبيقها اليوم بمنتهى الحَرْفية والتفاصيل!
جل العرب وكثير من دوائر صنع القرار في الغرب، منشغلة اليوم بإخراج "أسرى" العدو من أيدي المقاومة في غزة، (لا أحد من هؤلاء يتحدث عن آلاف الأسرى والمختطفين الفلسطينيين في سجون العدو!) وهؤلاء أنفسهم منشغلون أكثر في اليوم التالي في غزة، طبعا بدون المقاومة بتشكيلاتها حماس والجها وبقية الفصائل، ليست مهمة حياة أكثر من مليوني فلسطيني يرتعشون من البرد والجوع وهم يقيمون في خرق بالية على حطام بيوتهم فيما بقي من غزة، المهم أن لا يكون هناك مقاومة، لأنها الوحيدة التي أعادت كتابة التاريخ الحالي ليس لفلسطين وبلاد الشام فقط، بل لكثير من البلاد حتى البعيدة منها.
بالسبة لهؤلاء وأولئك، كانت المقاومة هي "العورة" التي يتعين محوها من الوجود، كي تبقى خيارات سموترتش الثلاثة هي فقط المتاحة أمام الفلسطيني، وفي الوقت التي تقرر فيه المقاومة إلقاء سلاحها (وهي لن تفعل طبعا) فسيكون عليها هي وغزة أن تواجه ما واجهه مسلمو البوسنة والهرسك، حين حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، حيث لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءًا كبيرًا من المساعدات التي تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل "الأمان"!
ـ رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12,000 من الذكور (صبيانًا ورجالًا) وذبحوهم جميعًا ومثَّلوا بهم.
ـ كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يُجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم..!
ـ كانت الأم تمسك بيد الصربي.. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها.
ـ وبعد ذبح سربرنيتسا.. دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحًا وأعلن: سربرنيتسا كانت دائمًا صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب، حماس لن تلقي السلاح، ولن يعيد التاريخ نفسه في غزة كما حصل في سربرنيتسا!
ـ 3 ـ
ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!
الطريق لم تزل طويلة أمام تحرير فلسطين، ولكن التحرير بدأ، وحتى ذلك الحين الذي لن يكون بعيدا، سأستمر في إلقاء تحية الصباح على من بقي من أسرتي في طولكرم ومخيمها، وسيردون على التحية بأحسن منها، فهم من يمدني بالأمل والصمود، وهم من يُصدّرون لنا في الشتات الكثير من الأمل والخير.