خبراء ومحللون يعلقون على قتل الاحتلال أسراه: فشل آخر يضاف إلى فشل 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
تعد حادثة مقتل 3 أسرى إسرائيليين في غزة من قبل جنود الاحتلال بمثابة فشل آخر لإسرائيل يضاف إلى فشلها في التصدي لهجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وكما يقول خبراء ومحللون، فإن هذا الحادث يعكس تخبط قيادات الجيش الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري قد ذكر -أمس الجمعة- أنه "خلال القتال في (حي) الشجاعية، حدد الجيش عن طريق الخطأ 3 أسرى إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدا، نتيجة لذلك، قامت القوات بإطلاق النار عليهم وقتلوا".
ووفق الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن، حاتم كريم الفلاحي فإن قضية قتل المحتجزين الثلاث تنم عن إشكال حقيقي لدى جيش الاحتلال على مستوى التخطيط والتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية.
وقال إن هذه القضية -و ليست الأولى بالنسبة للجيش الإسرائيلي- تدل على تخبط كبير جدا لدى قيادات الجيش الإسرائيلي نتيجة المعارك الضارية التي خاضتها قواته مع المقاومة الفلسطينية في الفترة السابقة، بالإضافة إلى أن كثرة الكمائن التي وقعت فيها هذه القوات والرعب والخوف الذي انتابها في ظل الخسائر الكبيرة جعلتها تتحسب لكل شيء وتضرب كل شيء يتحرك.
وفي السياق نفسه، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي سلوك جيش الاحتلال بأنه "دنيء وغير أخلاقي"، وليس جديدا عليه، إذ طالما استعمله مع الفلسطينيين، فقد ضربوا وأهانوا شابا فلسطينيا معاقا ثم أطلقوا عليه الرصاص من المسافة صفر، وكذلك أطلقوا النار على صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وذكّر بما فعله الاحتلال في حرب 1967، حين قام بدفن أسرى مصريين بعد أن استسلموا وكذلك جزء من الجنود الأردنيين، وأخفى هذه الجريمة التي انكشفت لاحقا.
وأضاف البرغوثي -وكان يتحدث ضمن الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد؟"- أن قتل جيش الاحتلال لأسراه يدل على ارتباكه وخوفه من المقاومة الفلسطينية، حيث إنه يخسر الحرب بعجزه عن اقتلاع المقاومة من جذورها، وعجزه عن استرداد المحتجزين، فضلا عن بسط سيطرته على مناطق بما فيها شمال غزة. وقال إن الاحتلال يواجه حرب عصابات على طريقة ما جرى في فيتنام ضد الأميركيين.
(الجزيرة)
وتواجه القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل -يضيف البر غوثي- مأزقا حقيقيا، وهناك مظاهرات في تل أبيب باتت تهتف بسقوط نتنياهو الذي لا يعبأ بحياة المحتجزين الإسرائيليين.
وحول هذا المأزق، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إيهاب جبارين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول أن يفر إلى الأمام ويتمسك بدماء الأسرى والجنود لينقذ نفسه وحكمه، مشيرا إلى أن الضغوطات تتراكم عليه من قبل الجمهور الإسرائيلي وخاصة من عائلات المحتجزين، ومن الإدارة الأميركية التي وضعت سقفا زمنيا للحرب على قطاع غزة، لأنها لا تريد دخول الانتخابات القادمة في ظل هذه الأوضاع.
مساعي عقد صفقةوبحسب جبارين، فقد دخلت إسرائيل الحرب من أجل تحقيق هدفين هما، كسر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة المحتجزين، ولكن ما حققته هو أنها قتلت المحتجزين وقتلت المدنيين الفلسطينيين، وحتى إنها فشلت في تسويق دعايتها لإعطاء شرعية لحربها، كما يبرز المتحدث.
وبشأن احتمال تجديد مساعي عقد صفقة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، توقع الخبير العسكري والإستراتيجي كريم الفلاحي أن يحصل هذا الأمر، إذا استمرت الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن المرحلة الحالية هي حاسمة وشديدة للطرفين، ومسألة الربح والخسارة في الحروب تقاس بتحقيق الأهداف، وإسرائيل لم تحقق أهدافها، بل إنها تضيف فشلا آخر إلى فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إشارة منه إلى معركة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة على الاحتلال.
ومن جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، جبارين إنه في خضم ما يتكبده الجيش الإسرائيلي من خسائر وفشله في استعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، سيضغط الشارع الإسرائيلي من أجل الذهاب إلى صفقة الآن مع الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يدفع بتعزيزات عسكرية إلى طولكرم ومخيميها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، بمزيد من التعزيزات العسكرية الى مدينة طولكرم ومخيميها، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الـ18 على التوالي.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دفعت بآليات وأربع جرافات عسكرية من النوع الثقيل الى المدينة من حاجز "تسنعوز" العسكري، المقام على أراضي الفلسطينيين عند المدخل الغربي للمدينة، واتجهت صوب مخيمي طولكرم ونور شمس.
ونشرت قوات الاحتلال دوريات المشاة في شوارع وأحياء المدينة، تركزت في الحي الشمالي تحديدا في محيط دواري شويكة واليونس، وعرقلت حركة تنقل المركبات، وأوقفتها ودققت في هويات ركابها، وقامت بتفتيش المواطنين وما يحملونه بأيديهم.
وألحقت قوات الاحتلال دمارا كبيرا في ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في الحي الشرقي للمدينة، خاصة في المنازل التي استولت عليها، وحولتها لثكنات عسكرية في شارع المقاطعة..
كما طال الدمار البنية التحتية في الشوارع المحيطة بهذه المنازل في الحي المذكور، في الوقت الذي استولت على مبان أخرى عند مفرق أبو صفية بعد إجبار أصحابها على إخلائها، وحولتها لثكنات عسكرية.
وتواصل قوات الاحتلال فرض حصار مطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، وتنتشر في الشوارع والحارات، وسط مداهمتها للمنازل وتخريبها وتدمير أجزاء منها من جدران وأسطح، مترافقا مع إطلاق كثيف للرصاص الحي تجاه كل شيء متحرك; وألحقت جرافات الاحتلال دمارا كبيرا وواسعا في البنية التحتية في شوارع المخيمين وشارع نابلس الواصل بينهما، وأضرارا جسيمة في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات; ما تسبب في انقطاعها بشكل كامل عنهما، إضافة الى الأضرار التي حصلت في المنازل والمحال التجارية، بعد هدمها بشكل كلي وجزئي من قبل جرافات الاحتلال.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال تواصل تهجير سكان مخيم نور شمس من منازلهم، وإجبارهم على الخروج من المخيم، الذي شهد خلال اليوم الأول من العدوان عليه قبل ستة أيام موجة نزوح بمئات العائلات تحت التهديد والترهيب، وتوجهها الى مراكز إيواء في المدينة وضواحيها وقراها، ليضافوا الى آلاف المواطنين الذين نزحوا من مخيم طولكرم خلال الأيام الماضية.
وفي الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم السابع على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.