سُئل حكيم.. لماذا سبقت غيرك؟.. فأجاب قائلا «انشغلت بصناعة نفسى، وعملت بما علمت»، وكذلك أنت ابقَ وفيا لنفسك، ولا تدع أحدا يشتتك عن أهدافك، فأنت المفكر الذى تحدد من ستكون.. عليك أن تفعل الأشياء التى تعتقد أنه ليس باستطاعتك أن تفعلها، فلا يوجد مستحيل فى الحياة ما دام هناك إصرار، فكلما أجهدت نفسك كانت مسيرتك سهلة، وكانت ثمار رحلتك رائعة.

. وهكذا محدثى مضى فى طريقه، ولم يدع خوفا يسيطر عليه، وخاض مغامراته لكسب معارف جديدة.

لا تندم على الماضى، فقط تعلم منه، لتصنع المستقبل الأفضل، فكل هدف تسعى لتحقيقه، عليك أن تتألم من أجله، فالمستقبل ما هو إلا حلم استطعت تحقيقه، وعلى هذا كانت مسيرة الرجل طوال مشوار رحلته.

الدكتور محمد الجوهرى رئيس مجلس إدارة شركة أكسفورد الدولية للتدريب والاستشارات والبحوث.. له نظامه الخاص حتى لا يسير على نسق الآخرين، ثلاثة أمور فى حياته: الثقة فى النفس، والإصرار على التنفيذ، تميزه يكمن فى خدمة الغير، التعثر فى فلسفته ليس عائقا، ولكن خطوة جديدة.

مجموعة من الأشجار المثمرة، والنباتات العطرية تحيط السور الخرسانى، ديكورات تتشكل من أشجار زينة، تُكسب المكان سحرا، أرضية عشبية عبارة عن أحواض، يتوسطها مجرى مائى صغير، تمت زراعتها بنباتات الزينة، والنباتات العطرية... عند المدخل الرئيسى مجموعة من التصميمات الهندسية التى تضفى جمالا، ديكورات متنوعة، بعضها يحمل تراث التصميم الكلاسيكى، والآخر الحديث.. ألوان الجدران أكثر هدوءا، والأثاث استكمل المكان بلوحة فنية جميلة، زاد منها مدفئة مصممة على الطراز الغربى.. ممر بنهايته درجات سلم تؤدى إلى غرفة مكتبه، المكدسة بالكتب، والملفات، والمجلدات النادرة التى تحتوى نوادر وروائع الأدب والروايات، محتويات الغرفة عبارة عن أدوات مكتبية.. سطح المكتب بدا أكثر ترتيبا، مجموعة قصاصات ورقية بعضها يتعلق بأجندة عمله اليومية، والأخرى سطور صفحاتها تسرد مشواره، وذكرياته بحلوها، ومرها.. بدأ افتتاحيتها بقوله «أسعى لإسعاد الآخرين والتضحية قليلاً من أجلهم، فرسم الابتسامة، وخدمة الآخرين، هى قمة السعادة».

«لا تنظر إلى الماضى بغضب أو إلى المستقبل بقلق» بهذا تشكل فكره، وشخصيته، موضوعى، يفكر بحكمة، يحلل الأحداث بموضوعية، واقعى، لا يميل إلى المبالغة، تفاؤله يبنى على أسس، يبدى ملاحظات إذا تطلب الأمر ذلك، يقيم رؤيته على حقائق، وهو سلاح ثقته، بسيط فى عرضه للمشهد الاقتصادى، يرى أن المتغيرات الداخلية، والخارجية كان لها الدور الأكبر فى الأزمات التى واجهت الاقتصاد الوطنى، مما شكل رؤية غامضة، وضبابية للمشهد، نتيجة المتغيرات الخارجية والعالمية المتلاحقة، التى بدأت بالأوبئة الصحية، والصراعات السياسية فى منطقة أوروبا، وأيضاً الارتباك السياسى الذى يسيطر على منطقة الشرق الأوسط، والذى أثر سلبا على اقتصاديات العالم، ومنها الصراع بين قوى العالم، الذى من شأنه تغيير خريطة العالم اقتصاديا فى المستقبل.

حكمته «اعمل كثيرا، وتحدث قليلا»، ونفس الحال عندما يتحدث عن الاقتصاد الوطنى، تجده أكثر واقعية يقول إن «الاقتصاد الوطنى لا يعمل فى جزر منعزلة، عما يحدث فى الاقتصاد العالمى، وبالتالى يعد أكثر تأثرا، بسبب الاعتماد على الاستيراد بصورة رئيسية، ورغم ذلك إلا أنه يسير فى مسار الإصلاح الذى تحقق منه كثيرا، لكن لم يؤتِ ثماره، نتيجة الاضطرابات العالمية، العثرات التى واجهها الاقتصاد، وتسبب فى تأخير حصاد هذه الإصلاحات، الذى سيتحقق مع استقرار هذه الصراعات فى العالم والمنطقة».

بفكر عميق، وتفاصيل مهمة يبنى الرجل تفسيراته، يحدد التحديات والأزمات الداخلية التى تواجه الاقتصاد، ومنها عدم اعتماد الاقتصاد على الإنتاج، والتصنيع المحلى، فى كافة القطاعات، وعندما تتجه الدولة سيتوقف الاعتماد على الاستيراد، الذى يتسبب فى استنزاف العملة الصعبة، خاصة أن تغيير الدولة لفلسفتها واستراتيجيتها بالقيام على التصنيع والإنتاج المحلى، سيؤدى إلى تغيير خريطة الاقتصاد للأفضل، والتنمية المستدامة، يؤدى أيضاً إلى عودة الصناعات الوطنية، ذات التنافسية القوية إلى الخريطة العالمية، ومنها الاستثمار فى الثروات الطبيعية، وهذه الصناعات ضمنها الرمال السوداء التى تعتبر منجما من الذهب لدخولها مكوناتها فى العديد من الصناعات الأخرى.

- بثقة، وصراحة يجيبنى قائلا إن «هذه الأزمة تتطلب تدخلا حاسما من الحكومة من خلال الإسراع فى توفير العملة الأجنبية، وكذلك تنظيم سوق الصرف، بنوع من الحكمة، خاصة أن بعض الشركات القائمة على الاستيراد للمنتجات والسلع الترفيهية، وغير الضرورية تتحمل جزءا كبيرا من هذه الأزمة، ولابد من مواجهتها مع أيضاً التصدى للمجموعات والمافيا التى تقوم بتجميع المدخرات، والعملة الصعبة من المصريين العاملين بالخارج، وبيعها بالسوق السوداء، مما يؤثر على سعر الصرف».

كل شىء يستحق العمل من أجله، وتحقيق أفضل النتائج، وكذلك كما يراها محدثى إذ يرى على الحكومة العمل على مواجهة غول التضخم، من خلال الإنتاج، وتغطية السوق المحلى من منتجات، وسلع، وكذلك التصدير للخارج، مما يسهم فى نشاط للاقتصاد وتوسع فى الاستثمارات، وبالتالى توافر فرص عمل، مما يسهم وقتها فى تراجع معدلات التضخم.

لا يتجه إلى التفاصيل كثيرا، لكن حينما يتطلب المشهد تفسيرا دقيقا تجده يتحدث عن التفاصيل، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأسعار الفائدة، حيث يرى الرجل أن الاستمرار فى رفع أسعار الفائدة، لا يخدم النشاط الاقتصادى، والتوسع فى المشروعات الاستثمارية، إذ إنه يدفع المستثمرين إلى عدم الاستثمار، والاكتفاء بإيداع الأموال بالبنوك، دون توجيهها إلى الاستثمار، حيث إن استمرار البنوك على سياسة توجيه الودائع إلى الاستثمار فى أذون الخزانة، والسندات يؤدى إلى حالة قلق فى الاقتصاد تصل إلى الإضرار به، عكس ما كان يحدث منذ سنوات توجيه أموال البنوك إلى الاستثمار.

إذا أردت النجاح عليك بالمثابرة، وخوض التجارب التى تسهم فى التعليم، ونفس الحال كما يرى محدثى أنه على الحكومة، العمل على إيقاف الاقتراض الخارجى، حتى لو تم توجيه هذه الأموال للمشروعات الاستثمارية، ذات العائد، وبدأت الحكومة فى ذلك الأمر، بعد توقف المشروعات القائم تمويلها على الدولار، من أجل الترشيد، وكذلك الاستفادة بما قامت الحكومة بتنفيذه، حيث إن المزيد من التمويل والاقتراض الخارجى يؤدى إلى زيادة الأزمات والعثرات أمام الاقتصاد الوطنى، وهو ما يتطلب بدائل عبر الاستثمارات، واستقطابها إلى السوق المحلى، مع التركيز على العديد من الصناعات سواء فى الغزل والنسيج، أو غيرها من الصناعات المهمة.. واستشهد بذلك بما وصلت إليه صادرات بعض دول المنطقة وتحقيقها المليارات من صناعة السيارات وتصديرها.

- علامات غضب ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «قيام السياسة المالية، واعتمادها فى الإيرادات على منظومة الضرائب، يعد أمرا يضر بالاقتصاد، والاستثمار، حيث غير مقبول أن تبلغ الضرائب قرابة نسبة 85% فى الإيرادات، خاصة فى ظل غياب العدالة فى تحصيل الضرائب، مما يعمل على تهرب أصحاب المهن الحرة من سداد الضرائب، لذلك على الحكومة تحديد سياسة مالية واضحة، تتسم بالعدالة، بما يعمل على تشجيع الاستثمارات، وليس العمل على تطفيشها».

رغم الآمال المتعلقة على الاقتصاد غير الرسمى، ودوره فى رفع الإيرادات، إلا أن لمحدثى رؤية خاصة فى هذا الصدد تقوم على تقديم محفزات، وضمانات تعمل بالحفاظ على حقوق أصحاب هذا الاقتصاد، من خلال تحقيق عدالة فى منح التراخيص، وتقديم إعفاءات ضريبية، والعمل على دعمهم فى التسويق والترويج لمنتجاتهم، وهو ما يعمل على حرص هذا الاقتصاد على سرعة الانضمام للمنظومة الرسمية.

الإخلاص فى العمل، والحرص على الوضوح والدقة فى تأدية المطلوب بكل نشاط، من السمات المستمدة من والده، لذلك تجده حينما يتحدث عن ملف الاستثمار، دقيقا فى تعبيراته، صياغته للكلمات بدقة، حيث يرى أن التوقف عن تحصيل المؤسسات للضرائب بطريقة عشوائية، من الأمور المهمة للعمل على القضاء عليها، باعتبارها جباية، بالإضافة إلى ضرورة عودة وزارة الاستثمار من أجل تحديد استراتيجية واضحة، تخدم ملف استقطاب الاستثمارات والأموال الخارجية، بأسلوب أكثر احترافية، تعمل على الترويج للاستثمارات للمشروعات القومية، بالإضافة إلى سرعة تخارج الدولة من الشركات، والمشروعات لمصلحة القطاع الخاص، حيث كشفت التجربة فشل الحكومة فى هذا الملف، وإسناده للقطاع الخاص، القادر على تحقيق تنمية حقيقية، على غرار تجارب القطاع الخاص بالخارج، الذى يعد عمود التنمية المستدامة، مع أيضاً البدء بالمشروعات الكبيرة، القادرة على جذب المزيد من الأموال الأجنبية.

إيمانك بفكرة، يجعلك تعمل على تحقيقها، ونفس الحال تكرر مع الحكومة فى طرح حصصها المملوكة بالشركات إلى مستثمر استراتيجى، وذلك بحثا عن العملة الصعبة، وبحسب الرجل فإن اتجاه الحكومة لهذا النموذج من الطرح، أمر جيد للغاية، بسبب حالة الاحترافية التى يحظى بها المستثمر الاستراتيجى، فى عملية الإقبال على مثل هذه من الطروحات، والفكر المتطور الذى يقدمه هذا المستثمر، والتوسع فى الاستثمارات، وهو ما تكون لصالح المستثمر الاستراتيجى.

- بدا أكثر تفاؤلا قبل أن يجيب قائلا إن «انخفاض وتدنى أسعار الأسهم، بالإضافة إلى تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، دفع المستثمرين للتحوط، ضد معدلات التضخم، وعلى المستثمر هنا أن يعمل على تنوع استثماراته، بهدف تحقيق التوازن، والحفاظ على أموال محفظته الاستثمارية».

لا يُخفى تحيزه لمجال عمله فى البورصة، لذلك يشدد على ضرورة إتاحة الرقابة المالية للشركات العاملة فى السوق بالتعبير عن رؤيتها، فيما يتعلق بمصلحة السوق والشركات، وأن يتم تأسيس إدارة خاصة بالفتوى القانونية للرد على استفسارات الشركات، خاصة أن الشركات عندما تتواصل للاستفسار عن بعض الأمور المتعلقة بالعمل والشركات، يكون الرد شفويا وغير كامل.

الأحلام لا تتحقق سوى عن طريق الجهد، والعمل الجاد، والإخلاص، ومن هذا الاتجاه نجح الرجل فى تحقيق نجاحات متتالية، طوال مشوار رحلته، نجح فى تجاوز كل ما واجهه من مصاعب، وترك بصمة وأثرا فى كل مكان عمل به، نجح أيضاً مع مجلس إدارة الشركة أن يحافظ على نجاحات الشركة من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات مع مؤسسات محلية، وعربية، خاصة خليجية للهيكلة والتدريب للعاملين، وتقديم الاستشارات الإدارية، وكان مؤخرا مع شركة صيانكو للخدمات والمقاولات العامة والتى تعد من أكبر الشركات بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ما يسعى إليه مجلس إدارة الشركة عبر 4 مستهدفات، الاستمرار فى العمل بدول الخليج، وكذلك تحسين بيئة العمل، والاستعانة بالخبرات المدربة على تحقيق مستهدفات الشركة، والتعاون مع المؤسسات العلمية والبحثية العالمية.

لا تضع حدودا لقدراتك، فما تؤمن به يمكن تحقيقه، وهو سر نجاح الرجل، ينصح أولاده بالعمل على خدمة الآخرين والاجتهاد.. لكن يظل شغله الشاغل الحفاظ على ريادة شركته بسوق التدريب والاستشارات.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: والبحوث خريطة العالمية الاقتصاد الوطنى بالإضافة إلى العمل على یعمل على من خلال

إقرأ أيضاً:

الحكومة تعلن تطبيق "حماية المستهلك للهواتف الذكية" لضبط عملية الشراء

تحت شعار "عام جديد بلا شكاوى"، أعلن جهاز حماية المستهلك تطبيق " حماية المستهلك عبر الهواتف الذكية "لمدة 5 أيام ، وذلك بهدف محو أسباب الشكاوى قبل نهاية العام الجارى . ويأتى ذلك تزامناً مع  مبادرة " تجارة الكترونية منضبطة" ، بما يضمن انضباط واستدامة حركة  التجارة الإلكترونية وتقديم خدمات رقمية ذكية وتعزيز وحماية حقوق المستهلكين.
قال الدكتور أيمن عبد المطلب ، بجهاز حماية المستهلك ، إنه يوجد عدد كبير من الشكاوى والبلاغات بالسلع والخدمات ، حيث أن الهدف من المبادرة إزالة هذه الشكاوى ، ولكن نقدم على عام جديد بدون شكاوى .
وأشار إلى أنه سيتم الالتقاء مع الشركات خلال الخمس أيام بهدف إزالة أسباب الشكاوى .
وأضاف أنه سيعقب هذه المبادرة مبادرات أخري تخص السلع الغذائية وغيرها من القطاعات المختلفة مثل السيارات والاتصالات .

فيما قال محمد عطا الله ، المحامى وممثل أحد الشركات المشاركة فى المؤتمر ، أن التطبيق الجديد يساهم فى ضمان سلامة المنتجات والخدمات المتاحة فى السوق المحلى من خلال إتاحة البيانات والمعلومات الدقيقة حول المنتجات و  استدعاءات السلع فى الأسواق والتوعية من المنتجات الغير آمنة ، مما يكفل حقوق المستهلكين وتعزيز حركة التجارة الداخلية .

ومن جانبه ، أوضح إبراهيم السجيني ، رئيس جهاز حماية المستهلك ، أهمية الدور العظيم لمركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء فى التعاون المثمر مع الجهاز ، لاسيما  فى  إنشاء ال Mobile Application  والذى يعد تجسيدا للتعاون والتكامل بين أجهزة ومؤسسات الدولة، وهذا التعاون يمثل خطوة هامة ومحورية في خطة عمل الجهاز لما يتمتع به مركز المعلومات من خبرات تقنية و بحثية ، خاصة فى المجالات الإقتصادية وما يتعلق بضبط الأسواق وأسعار السلع، والتى بدورها ستنعكس على المستهلك.

مناشداً جموع المستهلكين، بتحميل التطبيق والإستفادة من خدماته المختلفة .

مقالات مشابهة

  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • «رابطة المصنعين»: ارتفاع أسعار السيارات حتى منتصف 2025 لحين عودة التصنيع المحلي
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • وزير الاتصالات: مركز التميز الجديد لـ«كومفولت العالمية» يوفر وظائف عالية القيمة
  • د.حماد عبدالله يكتب: " تراجع " حركة التجارة الدولية !!
  • الحكومة تعلن تطبيق "حماية المستهلك للهواتف الذكية" لضبط عملية الشراء