أهالي الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون لوقف القتال وبدء مفاوضات
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
تظاهرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة قبالة مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، ورفع المحتجون شعارات تطالب بمنح الأولوية لإعادة المحتجزين أحياء على الفور في صفقة تبادل وبأي ثمن، مطالبين حكومة بنيامين نتنياهو بـ"وقف القتال وبدء مفاوضات" مع المقاومة لتأمين الإفراج عنهم.
وطالب المحتجون المجلس المصغر لإدارة شؤون الحرب بالتحرك على الفور ووضع منحى جديد لصفقة تبادل أسرى واستعادة المحتجزين.
وهددت عائلات الأسرى بنقل اعتصامها من "ميدان الرهائن" إلى مدخل مقر وزارة الدفاع في حال لم يعلن مجلس الحرب عن منحى لاستعادة المحتجزين.
ووجهت العائلات انتقادات واسعة لأعضاء مجلس الحرب وقالوا في مؤتمر صحفي عقدوه في أعقاب الإعلان عن قتل الجيش الإسرائيلي 3 جنود أسرى لدى المقاومة يوم أمس إنهم حذروا مرارا من أن الحرب في غزة تعرض حياة المحتجزين للخطر، وإنهم أصبحوا يتلقون أبناءهم واحدا تلو الآخر بالتوابيت، وإن الوقت عامل حرج وكل دقيقة تؤثر على إمكانية استعادتهم.
وقالت نوام بيري ابنة الأسير حاييم بيري "لا نتلقى سوى الجثث، نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات".
فيما قال روبي تشين والد إيتاي تشين (19 عاما) "يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية، من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة".
وأضاف "أخبرونا في البداية بأن العملية البرية ستعيد المخطوفين. إن الأمور لا تسير كذلك، لأنه مذاك عاد مخطوفون لكن ليس جميعهم أحياء، لقد حان الوقت لتغيير تلك الفرضية".
رسائل حماستزامنا مع تلك المظاهرات المستمرة منذ أشهر اعتبر أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن "العدو" ما زال يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة "غير آبه بمشاعر عائلاتهم".
واتهم أبو عبيدة جيش الاحتلال بأنه "تعمد بالأمس إعدام 3 منهم وآثر قتلهم على تحريرهم".
وفي إطار الحرب النفسية التي تفوقت فيها كتائب القسام على جيش الاحتلال نشرت كتائب القسام صورة بشأن المحتجزين الإسرائيليين لديها وكتبت عليها باللغتين العربية والعبرية "الخيار لكم في توابيت أم أحياء".
وفي السياق ذاته، خاطب القيادي في حماس أسامة حمدان عائلات الأسرى لدى المقاومة قائلا لهم "إن مغامرات نتنياهو قد لا تعيد أبناءكم أحياء أبدا، ومن يريد استعادة الجنود الأسرى أحياء عليه أولا أن يوقف العدوان كاملا، ثم يأتي لصفقة تبادل، وفق شروط المقاومة".
تحمل مسؤوليةفي أثناء ذلك، أعلن جيش الاحتلال مقتل محتجزة أخرى في غزة، وأنه أبلغ عائلتها بذلك.
وذكرت إذاعة الجيش أن عنبر هايمان، إحدى المحتجزات الإسرائيليات في غزة، والتي أسرت في حفل الطبيعة بمستوطنة راعم، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد قتلت.
وفي محاولة لامتصاص موجة الغضب المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي تجاه الجيش قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال إنه يتحمل شخصيا باعتباره قائد الجيش مسؤولية قتل المختطفين الثلاثة في غزة، وتعهد بفعل كل ما يلزم لعدم تكرار ذلك.
ووفق إحصاءات إسرائيلية تمكنت كتائب القسام في معركة طوفان الأقصى من قتل نحو 1200 إسرائيلي معظمهم من الجنود وأسرت نحو 239 بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري مع الاحتلال الذي يعتقل 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ ذلك الوقت يشن جيش الاحتلال عدوانا وحشيا على غزة خلّف 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
رشقة القسام.. صواريخ تتحدى الحرب وتُسقط أمن نتنياهو المزعوم
يمانيون/ تقارير بعد عامٍ وسبعة أشهر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وفي وقتٍ كانت فيه حكومة الاحتلال تُروّج لانتهاء “مرحلة التهديد” من غزة، جاءت رشقة صاروخية من كتائب القسام لتقلب المعادلة رأسًا على عقب.
وفي توقيتٍ محسوب بعناية، وبالتزامن مع زيارة مجرم الحرب نتنياهو إلى واشنطن، دوّت صافرات الإنذار من عسقلان إلى أسدود، وعادت مشاهد الهلع والرعب إلى شوارع المستوطنات.
في هذا التقرير نوجز تفاصيل ما وراء هذه الرشقة الصواريخ، أكانت مجرد رشقةٍ عابرة، أم أنها رسائل استراتيجية تُعيد العدوّ الصهيوني إلى نقطة الصفر.
رغم مرور أكثر من عامٍ ونصف على العدوان الشامل، والذي خلّف آلاف الشهداء ودمارًا واسعًا في البنية التحتية المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء، تثبت كتائب القسام أن قدراتها لم تُقضَ، وأن يدها لا تزال قادرة على الوصول إلى عمق المستوطنات الصهيونية.
الصواريخ التي أُطلقت من دير البلح، وهي المنطقة التي شهدت وجودًا عسكريًّا لجيش الاحتلال منذ بداية الحرب، أصابت أهدافها بدقة، ما يعني أن القسام تحتفظ بمفاجآتٍ تكتيكية كبرى، وتعمل وفق استراتيجية منضبطة، بعيدة عن الفوضى أو العشوائية.
ويرى خبراء عسكريون، أن تزامن القصف مع زيارة نتنياهو لواشنطن لم يكن صدفة؛ فالرسالة موجهة بشكلٍ واضح للقيادة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية: أن “لا أمن دون وقف العدوان، ولا صفقات دون الإفراج عن الأسرى ورفع الحصار”.
القسام بهذه الخطوة، تعيد خلط أوراق الملف السياسي، وتؤكد أن الحرب لم تُنهِ المقاومة، بل زادتها مرونة وقدرة على إيصال رسائلها بصوت الصواريخ لا البيانات.
مشاهد الرعب في “أسدود وعسقلان وتل أبيب”، وسقوط صواريخ على مركبات ومبانٍ، وتوثيق لحظة وصول سيارات الإسعاف والإطفاء، كلها أعادت للأذهان مشاهد 7 أكتوبر “يوم العبور العظيم”.
كما أن اعتراف وسائل الإعلام العبرية بوقوع إصابات وأضرار مباشرة، وحديثها عن احتمال وجود “تشتيت جهود؛ تمهيدًا لتسلل بري من عناصر المقاومة”؛ يعكس حجم القلق والخوف الذي لا يزال يسيطر على الجبهة الداخلية رغم كلّ الادّعاءات الرسمية بالنصر.
مأزق القيادة الصهيونية – انقسام داخلي وتآكل الثقة:
التباينات في التصريحات بين قادة الاحتلال توضح أزمة القيادة، فبين من يطالب بالقضاء على حماس كالمجرم “سموتريتش”، ومن يرى الفشل الذريع كالصهيوني “يائير غولان”، هناك إدراك داخلي بأن الحكومة الحالية تقود الكيان نحو المجهول.
وهكذا، تُكتب فصائل الجهاد والمقاومة المعادلة من جديد، أن لا أمن للاحتلال، ما دام الدم الفلسطيني يسيل بلا حساب، كما أن الخلافات حول الرهائن، واستمرار القصف، وتآكل الردع، كلها مؤشرات على هشاشة الوضع الأمني والسياسي في الكيان.
وبحسب المراقبين، فإن رشقة واحدة فقط كانت كفيلة بإظهار كذب الادّعاءات حول تدمير بنية المقاومة؛ ما يعني أن خيار الحسم العسكري وصل إلى طريق مسدود.
كما أن استمرار إطلاق الصواريخ بعد كلّ هذه المدة، رغم الحصار الشامل، يضع تساؤلات كبرى حول كفاءة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدرة استخباراته على التنبؤ والتعطيل.
وتثبت المقاومة في غزة مجددًا أنها لم تُهزم، بل تتطور وتختار التوقيت والمكان والسلاح بعناية، والاحتلال رغم كلّ أدواته العسكرية والدبلوماسية، لم يتمكن من تحقيق “النصر الكامل”.
وعليه؛ وفي ظل غياب أفق سياسي حقيقي، وتصاعد الضغط الشعبي والدولي، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد جولات جديدة من التصعيد، ما لم يفرض اتفاق شامل يلبي الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين.
نقلا عن المسيرة نت