ارتقاء بالشراكة الاستراتيجية القائمة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
مع العلاقات التاريخيَّة والحضاريَّة بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة الهند وتطوُّر هذه العلاقات على مدار قرون مضت لِتتخذَ شكلًا مُتعدِّد الأوْجُه.. تأتي مباحثات حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع القيادة الهنديَّة ضِمن زيارة الدَّولة الَّتي يُجريها جلالته إلى الهند لِتعملَ على الارتقاء بالشراكة الاستراتيجيَّة القائمة بَيْنَ البَلدَيْنِ إلى مستويات أعلى وآفاقٍ أرحب وأوسع عَبْرَ تعزيز التجارة والاستثمار والتعاون وتحقيق التكامل بَيْنَ الجانبَيْنِ في مختلف المجالات.
وهذه العلاقات المتجذِّرة أفضت إلى تعاون في مختلف المجالات السِّياسيَّة والاستراتيجيَّة والدفاعيَّة والأمنيَّة والاقتصاديَّة والطَّاقة والاستثمار والفضاء والتعدين والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والعلاقات القنصليَّة والإنسانيَّة وغيرها.
كما أنَّه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسيَّة الرسميَّة في عام ١٩٥٥، عمل البَلدان بخطوات واسعة في مجال التعاون الاستراتيجي الَّذي نشهد نتائجه الإيجابيَّة بشكلٍ واضح في ارتفاع حجم التجارة الثنائيَّة بَيْنَهما إلى حوالي (١٠) مليارات دولار أميركي خلال عامَي ٢٠٢١ و٢٠٢٢.
وتفتح المحادثات الَّتي يُجريها جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أيَّده الله ـ آفاقًا لرسم مُخطَّط جديد للتعاون المستقبلي بَيْنَ البًلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، خصوصًا في ظلِّ التقارب بَيْنَ «رؤية عُمان 2040» والإنجازات التنمويَّة للهند؛ باعتبارها الاقتصاد الأسرع نموًّا في العالَم.
المحرر
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تفاؤل هندي بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن في عهد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعربت النخب الاقتصادية والصناعية الهندية عن تفاؤلها بمستقبل العلاقات التجارية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة خلال الفترة الرئاسية الجديدة لدونالد ترامب، معتبرةً أن الفرص "واسعة" لتعزيز التعاون الثنائي في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية، والصناعات الدوائية، والتكنولوجيا المتقدمة، والدفاع.
وبحسب صحيفة "أنديا تايمز" الهندية، جاء ذلك بالتزامن مع مراسم تنصيب ترامب، حيث نشر هارش جوينكا، رئيس مجلس إدارة شركة "آر بي جي إنتربرايزز" الهندية العملاقة، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، رؤيةً استشرافيةً للعلاقات بين البلدين، مقترحًا أربعة محاور للهند لدعم المصالح الأمريكية، تشمل: "تسهيل وصول المنتجات الأمريكية إلى الأسواق المحلية، والترحيب باستثمارات شركات مثل ستارلينك وتسلا، وتبنّي سياسات مرنة تجاه عملاق التجارة الإلكترونية أمازون، وتعزيز الشراكات الدفاعية".
وفي المقابل، حدد جوينكا أربعة مطالب للجانب الأمريكي، أبرزها: "دعم تصنيع قطاعات الطيران والدفاع في الهند، والضغط من أجل عضوية الهند الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وتخفيف قواعد منح التأشيرات للكوادر الهندية المتخصصة، والتعاون لتحسين العلاقات مع بنجلاديش".
من جهته، أكد إس بي شارما، نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة "PHDCCI"، في تصريح لوكالة "PTI" الإخبارية، أن "عهد ترامب السابق شهد تحولًا استراتيجيًا في العلاقات الثنائية، مع تسجيل حجم التبادل التجاري أرقامًا قياسية، وفتح آفاق غير مسبوقة للتعاون الاقتصادي"، معربًا عن توقعاته بـ"مزيد من التقدم في تعزيز الشراكة، خاصة في ظل المصالح المشتركة لمواجهة التحديات الجيوسياسية".
وفي قطاع الصحة، رأى سودارشان جين، الأمين العام لـتحالف الصيدلة الهندي، أن "الأمن الصحي العالمي وتوفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة" سيحتلان مكانةً مركزية في أجندة إدارة ترامب، مشيرًا إلى أن "الهند والولايات المتحدة قادرتان على إطلاق تحالفات نوعية في مجالات البحث العلمي، وتطوير الأدوية، وضمان مرونة سلاسل الإمداد الدوائية"، مضيفًا: "الرعاية الصحية قد تكون حجر الزاوية في هذه الشراكة الاستراتيجية".
بدوره، شدد بانكاج موهيندرو، رئيس جمعية الإلكترونيات والهواتف المحمولة، على أن "عودة ترامب إلى البيت الأبيض تمثل فرصة ذهبية للهند لتعزيز مكانتها كقوة تصنيعية رائدة"، موضحًا أن "السياسات الحمائية التي ينتهجها ترامب قد تُسرّع من تحول الهند إلى مركز عالمي لإنتاج الإلكترونيات والهواتف الذكية، خاصة مع توجه الشركات متعددة الجنسيات لتنويع سلسلة التوريد بعيدًا عن الصين".
يذكر أن العلاقات الهندية الأمريكية شهدت تقاربًا ملحوظًا خلال ولاية ترامب الأولى (2017-2021)، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 150 مليار دولار عام 2022، فيما تُعد واشنطن ثاني أكبر شريك تجاري للهند، كما وقّعت الدولتان اتفاقيات دفاعية تاريخية، أبرزها "اتفاقية التبادل اللوجستي" (LEMOA)، التي مهدت الطريق لتعاون أوسع في مجال الأمن الإقليمي.