الكويت وأميرها في قلب اهتمام رئيس إقليم كوردستان
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
شفق نيوز/ التعزية التي تقدم بها رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الى الكويت والكويتيين بوفاة الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح، وهو الأمير الـ16 لدولة الكويت، تشير إلى ما هو أبعد من المناسبة الحزينة، وتعكس اهتمام الرئيس بالجارة الكويتية التي عانت الأمرين من ظلم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
وكثيرا ما تطرّق نيجيرفان بارزاني كلما كان يتحدث عن العراق والاقليم والاوضاع الاقليمية عن الخسائر التي ألحقها النظام السابق بغزو الكويت العام 1990، وحجم الضرر الذي لحق بالعراق والكويت بسبب ذلك، وما تلاه من حروب وخراب.
وللرئيس نيجيرفان بارزاني علاقات تواصل دائمة مع الكويتيين، وأهمها تلك الزيارة التي قام بها الى الكويت في تشرين الأول/أكتوبر العام 2020، عندما اجرى محادثات مع الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت الذي أُعلنت وفاته السبت.
وفي رسالة التعزية التي نشرها نيجيرفان بارزاني، كتب قائلا "أتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى شعب وقيادة دولة الكويت الصديقة بوفاة المغفور له سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح"، مضيفا "نحن في إقليم كوردستان العراق نشارككم في دولة الكويت الشقيقة أحزانكم ومصابكم الأليم في هذا الوقت العصيب. ندعو من الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان".
أكثر من مرة كان يستحضر الرئيس نيجيرفان الكويت عندما يتحدث عن المعاناة والحروب التي تسبب بها النظام السابق، بما في ذلك ضد الكورد. في مقابلة تلفزيونية له قبل عامين، أشار مثلا إلى أنه "في العام 1974 عندما تصورت بغداد انها اصبحت قوية شنت الحرب مرة اخرى على ثورة (الملا مصطفى بارزاني) وثورة الكورد، فعجزت عن قهر الثورة الكوردية واضطرت لعقد اتفاقية مع شاه إيران تنازلت فيها عن نصف شط العرب لإيران، ومن اجل اعادة هذا النصف من شط العرب خاضت حربا مع ايران لثماني سنوات، ووقعت تحت طائلة الديون فاحتلت الكويت لتعويض هذه المآسي التي وقعت في التاريخ القريب".
وفي كلمة له في 30 أيار/مايو 2022، أمام مؤتمر "السلام من خلال الاعتدال" في اربيل، قال الرئيس نيجيرفان أنه "إذا تلافينا العودة إلى التاريخ القديم للصراعات والصدامات المذهبية والطائفية والقومية، وتناولنا فقط التاريخ الحديث للعراق، نجد كم من الحروب والدمار والكوارث جلبها على العراق والمنطقة، الظلمُ الذي مورس منذ تشكيل الدولة العراقية بحق شعب كوردستان ومكوناته. نجد كم ألحقت تداعياته الضرر بالمنطقة و بالسلام والاستقرار في المنطقة"، مشيرا مثلا الى الحرب العراقية – الإيرانية، وبعدها احتلال الكويت من جانب العراق، ثم تشكيل وقدوم التحالف الدولي لتحرير الكويت ثم حرب الخليج الثانية، ومعركة تحرير العراق، وجميع الأحداث التي تبعتها وصولاً إلى ظهور داعش في هذه المنطقة.
رؤية نيجيرفان بارزاني لهذه الأحداث الاقليمية ونظرته الى الكويت كدولة عانت هي الأخرى من النظام السابق، ابقته على علاقة تواصل مع الكويت والكويتيين. ففي 13 تشرين الاول/اكتوبر العام 2020، زار قصر البيان الكويتي حيث اجرى محادثات مع الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، حيث جدد التعبير باسم شعب وحكومة إقليم كوردستان عن تعازيه وتعاطفه ومشاركته هو وشعب وحكومة إقليم كوردستان الأحزان مع أمير وشعب وحكومة الكويت، لوفاة أمير دولة الكويت السابق الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح.
وللأمير الراحل نواف الأحمد تجربة خاصة هو الآخر مع النظام السابق في العراق، حيث انه كان وزيرا للدفاع في الكويت عندما غزاها صدام حسين. وكان الشيخ نواف تولى وزارة الدفاع في العام 1988، أي قبل عامين من الغزو، وظل يقود الوزارة طوال شهور الغزو العراقي السبعة والتي انتهت بتدخل عسكري من جانب تحالف تقوده الولايات المتحدة في العام 1991، ما يعني أن الشيخ نواف كان مرتبطا بشكل مباشر بالملف العراقي وجرائم نظام صدام.
وبحسب المعلن رسميا، فقد بحث نيجيرفان مع الشيخ نواف الأحمد خلال لقائهما العلاقات بين اقليم كوردستان والكويت، وأكدا على تطويرها في المجالات كافة. حيث عبر الرئيس نيجيرفان عن الشكر للدعم والمساعدات الإنسانية التي تقدمها الكويت لإقليم كوردستان، وخاصة المساعدات التي تقدمها للاجئين السوريين والنازحين العراقيين في الإقليم، كما شكر دور وعمل ونشاطات القنصلية العامة الكويتية في إقليم كوردستان.
وبالاضافة الى ذلك، فقد تناولت المحادثات الكويتية-الكوردية مجموعة مسائل تهم الجانبين.
وقبلها بثلاثة أشهر، خاطب الرئيس نيجيرفان الشيخ صباح الأحمد بعد تعافيه من عملية جراحية، وقبل رحيله بفترة قصيرة، متمنيا له موفور الصحة واستمرار التطور والرفاهية لشعب ودولة الكويت.
وفي تعبير عن اهتمامه الكويتي هذا، التقى الرئيس نيجيرفان في 18 شباط /فبراير 2023، في ميونخ، مع وزير خارجية دولة الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، حيث أكد الجانبان على تعزيز علاقات دولة الكويت مع العراق وإقليم كوردستان، واتفقا في الرأي بأهمية العمل المشترك والتفاهم بين دول المنطقة لحفظ الأمن والاستقرار وحل المشاكل والخلافات بالطرق السلمية.
كما تناول اجتمع نيجيرفان بارزاني مع الوزير الكويتي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية للعراق، وجدد وزير الخارجية الكويتي التعبير عن دعم بلاده للعراق وإقليم كوردستان وحل الخلافات بينهما واستتباب الاستقرار والازدهار في العراق. وتناولت المحادثات أيضا علاقات العراق وإقليم كوردستان مع الدول المجاورة، وآخر مستجدات الوضع في سوريا والمنطقة بصورة عامة.
وفي 9 تشرين الأول 2022، استقبل نيجيرفان بارزاني، القنصل الكويتي الجديد في اقليم كوردستان عثمان داود الداود، حيث هنأه على مباشرته مهام عمله آملاً له الموفقية والنجاح، معبرا له عن الدعم الكامل لإنجاح مهامه.
وذكر موقع "رئاسة اقليم كوردستان-العراق" انه "إلى جانب التعبير عن رغبة إقليم كوردستان في تعزيز علاقاته مع دولة الكويت، جدد الرئيس نيجيرفان التعبير عن الشكر والتقدير لقيادة دولة الكويت على المساعدات الإنسانية التي قدمتها في إقليم كوردستان للنازحين واللاجئين"، فيما أعرب القنصل الكويتي الجديد عن أمله في أن يتمكن من تقوية العلاقات وتوسيع مجالات التعاون المشترك بين إقليم كوردستان والكويت.
كما تناول لقاء نيجيرفان مع الدبلوماسي الكويتي، مستجدات العملية السياسية في العراق وأوضاع المنطقة بصورة عامة فيما أكد الجانبان على أهمية أمن واستقرار المنطقة للأطراف كافة.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اقليم كوردستان امير الكويت الأحمد الجابر الصباح نیجیرفان بارزانی الرئیس نیجیرفان إقلیم کوردستان اقلیم کوردستان النظام السابق دولة الکویت نواف الأحمد الشیخ نواف
إقرأ أيضاً:
رئيس صندوق الثروة السيادية في الكويت غانم الغنيمان يغادر منصبه.. ما السبب؟
كشفت مصادر "بلومبيرغ" عن تسليم المدير الإداري لصندوق الثروة السيادية في الكويت غانم الغنيمان، مهام منصبه إلى الشيخ سعود سالم عبد العزيز الصباح، بعدما تم إبلاغه بتقلص ولايته.
وقالت "بلومبيرغ" في تقرير، الخميس، إن الغنيمان يغادر منصبه بعد ثلاث سنوات، ما ينهي فترة مضطربة في إدارة أحد أكبر المستثمرين العالميين، والتي تأثرت بصفقات بارزة أبرمها نظراؤه الإقليميون في السنوات الأخيرة.
وأضافت نقلا عن أشخاص "مطلعين" على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المعلومات، أنه جرى إبلاغ الغنيمان البالغ من العمر 65 عاما والذي وصل إلى سن التقاعد القانونية، بتقليص مدة ولايته.
وتم تعيين الغنيمان في الهيئة العامة للاستثمار في الكويت عام 2021، لفترة ولاية مدتها أربع سنوات.
ووفقا لمصادر "بلومبيرغ"، فقد تولى الشيخ سعود سالم الصباح، عضو مجلس إدارة الهيئة، منصب المدير العام خلفا لغانم الغنيمان.
الشيخ سعود هو نجل الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، محافظ البنك المركزي السابق الذي شغل المنصب لمدة 25 عاما قبل أن يستقيل احتجاجا على السياسات المالية في ذلك الوقت.
ونقلت "بلومبيرغ" تأكيد ممثل عن الصندوق الكويتي بشأن مغادرة الغنيمان منصبه، مشيرا إلى أن الأخير بلغ سن التقاعد، لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تعليق بشأن خليفته.
ومن غير المتوقع أن التغييرات في القيادة إلى تحول كبير في استراتيجية الهيئة العامة للاستثمار، التي تخضع لإشراف وزير المالية الكويتي.
يشار إلى أن الهيئة ركزت خلال هذا العام بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية، ومراكز البيانات، وأشباه الموصلات، في حين توجد أكثر من 50 من استثمارات الصندوق في الولايات المتحدة، تليها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ثم آسيا والأسواق الناشئة.
وبحسب التقرير، فإن الصندوق الكويتي واجه تحديات عديدة خلال السنوات الأخيرة، وذلك بالتزامن مع فترة من الاضطراب السياسي في الكويت.
وعلى الرغم من أنه كان يُعد سابقا من أبرز المستثمرين العالميين، إلا أن الهيئة العامة للاستثمار تأخرت مؤخرا مقارنة بصناديق إقليمية أخرى مثل شركة مبادلة للاستثمار وأبوظبي للاستثمار (ADIA) وصناديق سيادية أخرى في الشرق الأوسط. ومع ذلك، ظلت عوائد الهيئة قوية، حيث حققت عوائد مزدوجة الرقم مدعومة بالانتعاش السوقي العام الماضي، وفقا لـ"بلومبيرغ".
وأشار التقرير إلى أن هذه التغييرات في صناديق الثروة السيادية تأتي في وقت يشهد فيه عالم صناديق الثروة السيادية الخليجية، المعروف بهدوئه، تحولات كبيرة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، عينت قطر رئيسا تنفيذيا جديدا لصندوقها السيادي البالغ قيمته 510 مليارات دولار، بينما كشفت "بلومبيرغ" عن تغييرات استراتيجية قيد التنفيذ في صندوق أبوظبي للاستثمار (ADIA) الذي تبلغ قيمته تريليون دولار.
وشدد التقرير على أن القادة الجدد في كلا الصندوقين بحاجة إلى مواجهة تحديات متعددة، بما في ذلك رئاسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والعلاقة المتغيرة بين الغرب والصين، والتنافس المتزايد بين دول الخليج نفسها مع سعيها للتنويع الاقتصادي.