«أمير العفو».. رجل التحديات الصعبة وصاحب بصمة سياسية

صدمة عاشها أبناء الكويت عقب إعلان الديوان الأميرى، ظهر أمس، وفاة أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح، عن عمر ناهز 86 عاماً، بعد وعكة صحية ألمت به منذ 29 نوفمبر.

وللأمير الراحل الكثير من المواقف الوطنية والإنسانية المشرّفة فى خدمة بلاده، أهّلته للحصول على لقب «أمير العفو» فى 8 نوفمبر من عام 2021 إذ تخلّلت فترة حكمه إصدار مراسيم عفو شملت الكثير من المواطنين والشخصيات العامة والسياسية من أطياف مختلفة، خصوصاً فى القضايا التى أعقبت الحراك الاحتجاجى المعارض فى الكويت عام 2011، وفى مقدّمتها العفو عن المُدانين فى قضية اقتحام مجلس الأمة فى نوفمبر عام 2011، التى صدرت بها أحكام على رموز من المعارضة.

شهدت فترة حكمه أزمات تغلب عليها.. وفتح مساراً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية

وشهد حكم الشيخ نواف الأحمد، الذى استمر لأكثر من ثلاثة أعوام، عدداً من التحديات الداخلية والخارجية الحرجة، إذ جرت فى عهده ثلاثة انتخابات برلمانية، الأولى بعد أشهر من تنصيبه حاكماً للبلاد، والثانية فى سبتمبر عام 2022، والأخيرة فى يونيو عام 2023، جرّاء أزمات حادة عصفت بالعلاقة بين البرلمان والحكومة، وأدت إلى شلل الحياة السياسية التام فى الكويت، قبل أن يتدخّل الأمير ويفتح مساراً جديداً فى العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، كما شهدت البلاد خلال حكمه تشكيل 7 حكومات. وحصل على وسام «طوق الاستحقاق المدنى» من إسبانيا فى 23 مايو عام 2008، وأيضاً على وسام «المحرر الجنرال سان مارتين» من الأرجنتين فى 1 أغسطس 2011.

الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، هو الابن السادس لحاكم الكويت العاشر، وتولى منصب ولى العهد على مدى 14 عاماً، قبل أن تُسند إليه الإمارة فى 2020 إثر وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وُلد الشيخ نواف فى 25 يونيو عام 1937 فى فريج الشيوخ بمدينة الكويت، ونشأ وترعرع فى «قصر دسمان»، الذى كان بيت الحكم فى عهد والده الأمير أحمد الجابر، وتلقى تعليمه فى المدارس النظامية بالكويت، ومن بينها المدرسة المباركية، وتزوج من السيدة شريفة سليمان الجاسم الغانم فى خمسينات القرن العشرين، وله أربعة أبناء وبنت واحدة.

تقلّد الشيخ نواف مناصب سياسية ووزارية عدة، بداية من عمله محافظاً لـ«حولّى» منذ عام 1962 ولستة عشر عاماً، ثم وزيراً للداخلية فى 19 مارس عام 1978، وفى 26 يناير 1988 تولى وزارة الدفاع، كما تولى وزارة الشئون الاجتماعية فى 12 أبريل 1991، ونائب رئيس الحرس الوطنى فى 16 أكتوبر 1994، وعُيّن نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية فى 16 أكتوبر 2003، قبل أن يصبح ولياً للعهد بتاريخ 20 فبراير 2006 لنحو 14 عاماً قبل تولى مقاليد الحكم.

وتولى الشيخ نواف إمارة البلاد إثر وفاة الشيخ صباح الأحمد، الذى ترك بصمة واضحة فى الداخل، كما كان له دور كبير على صعيد السياسة الخارجية، حيث لعب دور الوساطة فى الكثير من الأزمات الإقليمية، ولُقّب بـ«شيخ الدبلوماسيين العرب»، و«عميد الدبلوماسية العربية والكويتية».

وعقب إعلان الديوان الأميرى وفاة الشيخ نواف، يستعد ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، البالغ من العمر 83 عاماً، والملقب بـ«أبوطلال» لأداء اليمين الدستورية، أميراً للبلاد، حسب أحكام الدستور الكويتى، والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 فى شأن أحكام توارث الإمارة، ويُعد ولى العهد الجديد الشيخ مشعل هو الابن السابع لحاكم الكويت الأسبق، الشيخ أحمد الجابر الصباح، والأخ غير الشقيق للأمير الراحل، وتولى الكثير من المناصب، ومنذ عام 2004 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطنى بدرجة وزير، وقبل ذلك تولى رئاسة جهاز أمن الدولة، وعمل فى وزارة الداخلية، كما يتمتّع بنفوذ قوى داخل الحرس الوطنى، وهى مؤسسة عسكرية مستقلة عن قوات الجيش والشرطة، وتهدف إلى مساعدة القوات المسلحة وهيئات الأمن العام والمساهمة فى أغراض الدفاع الوطنى.

 

المصدر: الوطن