بعد 9 سنوات من تأسيسها.. ما أسباب تفكّك مجموعة الساحل بأفريقيا؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
شكّل انسحاب بوركينا فاسو والنيجر وقبلهما مالي، من مجموعة الساحل الإفريقي، نهاية هذه المنظمة الإقليمية، التي تأسست قبل تسع سنوات، في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، بهدف مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية بمنطقة الساحل الإفريقي.
وفي هذا السياق، أعلنت بوركينا فاسو والنيجر، بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري، انسحابهما من المجموعة وذلك بعد عام ونصف من انسحاب مالي من التجمع الإفريقي.
ومجموعة دول الساحل الإفريقي، تجمع إقليمي للتنسيق والتعاون، تأسس عام 2014 بنواكشوط، وكان يضم موريتانيا، وتشاد، وبوركينا فاسو، والنيجر ومالي.
وأعلنت كل من بوركينا فاسو والنيجر، في بيان لهما، عن انسحابهما، بالقول إن: "المجموعة لم تحقق أهدافها بعد مرور حوالي 9 سنوات على تأسيسها".
واعتبرت الدولتين، أن "الأسوأ من ذلك، أن الطموحات المشروعة لدولنا، لجعل منطقة الساحل منطقة أمن وتنمية، يتم إحباطها بسبب العبء المؤسسي".
وشدد البلدان على أن "المجموعة لا يمكن أن تخدم المصالح الأجنبية على حساب مصالح شعوب الساحل، ناهيك عن قبول إملاءات أي قوة مهما كانت باسم شراكة مضللة وطفولية تنكر حق سيادة شعوبنا ودولنا، ولذلك، فقد تحملت بوركينا فاسو والنيجر بكل وضوح المسؤولية التاريخية بالانسحاب من هذه المنظمة".
إعلان تفكك
وبعد أيام من انسحاب بوركينا فاسو والنيجر وقبلهما مالي، أطلّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، ووزير التجهيز والنقل، محمد عالي سيدي محمد، في مؤتمر صحفي، أعلن فيه رسميا أن "المجموعة لم تعد موجودة بعد انسحاب ثلاث من دولها".
وأضاف: "يمكن القول إن مجموعة الخمس في الساحل لم تعد موجودة على النحو الذي كانت عليه"؛ فيما تنص المادة 20 من الاتفاقية المؤسسة للمجموعة، على أن المجموعة يمكن أن يتم حلها بطلب من 3 أعضاء، أو من العضوين المتبقيين وهما في هذه الحالة موريتانيا وتشاد.
أسباب وعوامل التفكك
ويرى الباحث الموريتاني المتخصص في الشؤون الإفريقية، أحمد ولد محمد المصطفى، أن هناك عدد من الأسباب والعوامل التي تضافرت لتوصل مجموعة الدول الخمس بالساحل إلى هذا المصير، الذي وصلت إليه، وهو التفكك والتلاشي.
ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن "بعض هذه العوامل، صاحب المجموعة من إنشائها قبل عقد من الزمن، وبعضها مستجد"، موضحا: "من العوامل المصاحبة لتأسيس المجموعة، فشلها المزمن في تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، وأبرزها التنسيق في مواجهة التحدي الأمني من خلال القوة المشتركة، وفرض الأجندات التنموية ضمن حلول مشاكل المنطقة".
واسترسل المتحدث نفسه: "واجه الأول أزمة تمويل نتيجة الفشل المتكرر في اعتماد القوة لدى مجلس الأمن تحت البند السابع، وواجه الثاني عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم في المؤتمرات والاجتماعات التي نظمت لتحقيقه".
وأوضح أن من بين المستجدات التي ساهمت في تفكك هذه المجموعة، ما يتعلق بـ"الانقلابات التي عرفتها المنطقة، واتساع الشقة بين حكامها وفرنسا، وتأثير هذا الخلاف على العلاقات البينية بين الدول الأعضاء".
وأشار إلى أن الشرارة المباشرة لانطلاق مسار نهاية المجموعة هي "رفض تشاد والنيجر تسليم الرئاسة الدورية للمجموعة لدولة مالي عند استحقاقها لذلك قبل أكثر من سنة، وهو ما أدى لاحقا لانسحاب مالي، قبل أن تنسحب معها بوركينا فاسو والنيجر، لتكون النتيجة في النهاية هي تفكك هذه الهيئة الإقليمية".
ورأى ولد محمد المصطفى، أن تفكك مجموعة الساحل "سيفتح الباب أمام خيارات أخرى، ظهر أحدها مبكرا وهو التحالف الذي أعلنته مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وقد يظهر غيره خلال الفترة القادمة".
توتر مع الغرب
ويأتي انسحاب مالي وبوركينافاسو والنيجر من مجموعة الساحل، وسط تصاعد التوتر بين هذه البلدان والدول الغربية على خلفية الحضور الروسي في منطقة الساحل.
وتراجع الحضور الغربي والفرنسي بشكل خاص في المنطقة خصوصا في مالي وبوركينافاسو، حيث سحبت فرنسا قواتها من البلدين، كما شرعت في سحب قواتها من النيجر.
في المقابل يبدي حلف شمال الأطلسي (الناتو) اهتماما متزايدا بموريتانيا تعزز أكثر خلال قمة الحلف في مدريد العام الماضي والتي دُعيت إليها دولتان فقط من خارج الحلف هما موريتانيا والأردن.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الموريتانية، العام الماضي، قال نائب الأمين العام المساعد للحلف للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، خافيير كولومينا، إن "موريتانيا هي الشريك الوحيد للحلف في منطقة الساحل، وهي الوحيدة التي يمكنها النفاذ لبعض أدواتنا بطريقة منهجية لأنها شريك" وفق تعبيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مالي النيجر النيجر مالي الساحل الأفريقي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بورکینا فاسو والنیجر مجموعة الساحل منطقة الساحل
إقرأ أيضاً:
5 أولويات ترسم مساراً طموحاً ورؤية لمجموعة «منافاتف»
اجتمعت قيادة مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب «منافاتف»، في العاصمة الأردنية عمّان، لتفعيل الخطط الاستراتيجية للمجموعة.
ترأس الاجتماع سامية أبوشريف، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ورئيس وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في الأردن، ونائب رئيس المجموعة حامد سيف الزعابي، الأمين العام ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة في الإمارات، وبحضور سليمان بن رشيد الجبرين، السكرتير التنفيذي للمجموعة.
وعقد الاجتماع لوضع الخطط التنفيذية لأولوياتهما الاستراتيجية المشتركة لرئاسة دولة الإمارات والأردن للمجموعة، والتي تم تحديدها واعتمادها من الاجتماع العام ال39 للمجموعة في نوفمبر 2024، بناءً على الإنجازات البارزة التي حققتها الرئاسة اليمنية لعام 2024.
وستركز محاور الأولويات المشتركة لرئاسة المجموعة الإقليمية على تعزيز فاعلية مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتشمل الأولويات الخمس، تعزيز دور مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إعداد وتنفيذ الجولة الثالثة من عملية التقييم المتبادل ودعم الدول الأعضاء فيها التي توشك على الخضوع لعملية التقييم، وثانياً تعزيز نظام حوكمة المجموعة، وثالثاً الاستمرار في دعم المجموعة لتنفيذ وإنجاز خطة عمل توصيات مجموعة العمل المالي، ورابعاً تعزيز التعاون والتواصل ورفع مستوى التنسيق.
أما خامس الأولويات فهي، تعزيز الجهود المبذولة لتطبيق المعايير الدولية من خلال تحديد وفهم مخاطر واتجاهات وأساليب غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح. وستتولى سامية أبوشريف، منصب رئيس مجموعة العمل المالي للمنطقة لعام 2025، فيما سيشغل حامد سيف الزعابي، منصب نائب الرئيس في الوقت ذاته، قبل أن يتولى رئاسة المجموعة في 2026.
وأكدت سامية أبوشريف، أن الأولويات المشتركة لرئاسة «منافاتف» ترسم مساراً طموحاً لتعزيز التوجه الاستراتيجي ورؤية المجموعة وأولوياتها القادمة، والذي من شأنه الإسهام في تحقيق رؤية البلدين على مدى رئاستيهما لعامي 2025 و2026 بشكل فاعل ومثمر.
وقال حامد الزعابي، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تطوراً ملحوظاً في تعزيز قدراتها لمكافحة الجرائم المالية، مؤكداً عزمهم على تعزيز المبادرات الرائدة في هذا المجال.
وأعرب سليمان بن رشيد الجبرين، عن أهمية المبادرة المشتركة بين الرئاسة الحالية للمجموعة ممثلة في المملكة الأردنية الهاشمية. (وام)