شكّل انسحاب بوركينا فاسو والنيجر وقبلهما مالي، من مجموعة الساحل الإفريقي، نهاية هذه المنظمة الإقليمية، التي تأسست قبل تسع سنوات، في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، بهدف مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية بمنطقة الساحل الإفريقي.

وفي هذا السياق، أعلنت بوركينا فاسو والنيجر، بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري، انسحابهما من المجموعة وذلك بعد عام ونصف من انسحاب مالي من التجمع الإفريقي.



ومجموعة دول الساحل الإفريقي، تجمع إقليمي للتنسيق والتعاون، تأسس عام 2014 بنواكشوط، وكان يضم موريتانيا، وتشاد، وبوركينا فاسو، والنيجر ومالي.

وأعلنت كل من بوركينا فاسو والنيجر، في بيان لهما، عن انسحابهما، بالقول إن: "المجموعة لم تحقق أهدافها بعد مرور حوالي 9 سنوات على تأسيسها".

واعتبرت الدولتين، أن "الأسوأ من ذلك، أن الطموحات المشروعة لدولنا، لجعل منطقة الساحل منطقة أمن وتنمية، يتم إحباطها بسبب العبء المؤسسي".


وشدد البلدان على أن "المجموعة لا يمكن أن تخدم المصالح الأجنبية على حساب مصالح شعوب الساحل، ناهيك عن قبول إملاءات أي قوة مهما كانت باسم شراكة مضللة وطفولية تنكر حق سيادة شعوبنا ودولنا، ولذلك، فقد تحملت بوركينا فاسو والنيجر بكل وضوح المسؤولية التاريخية بالانسحاب من هذه المنظمة".

إعلان تفكك
وبعد أيام من انسحاب بوركينا فاسو والنيجر وقبلهما مالي، أطلّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، ووزير التجهيز والنقل، محمد عالي سيدي محمد، في مؤتمر صحفي، أعلن فيه رسميا أن "المجموعة لم تعد موجودة بعد انسحاب ثلاث من دولها".

وأضاف: "يمكن القول إن مجموعة الخمس في الساحل لم تعد موجودة على النحو الذي كانت عليه"؛ فيما تنص المادة 20 من الاتفاقية المؤسسة للمجموعة، على أن المجموعة يمكن أن يتم حلها بطلب من 3 أعضاء، أو من العضوين المتبقيين وهما في هذه الحالة موريتانيا وتشاد.

أسباب وعوامل التفكك
ويرى الباحث الموريتاني المتخصص في الشؤون الإفريقية، أحمد ولد محمد المصطفى، أن هناك عدد من الأسباب والعوامل التي تضافرت لتوصل مجموعة الدول الخمس بالساحل إلى هذا المصير، الذي وصلت إليه، وهو التفكك والتلاشي.

ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن "بعض هذه العوامل، صاحب المجموعة من إنشائها قبل عقد من الزمن، وبعضها مستجد"، موضحا: "من العوامل المصاحبة لتأسيس المجموعة، فشلها المزمن في تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، وأبرزها التنسيق في مواجهة التحدي الأمني من خلال القوة المشتركة، وفرض الأجندات التنموية ضمن حلول مشاكل المنطقة".

واسترسل المتحدث نفسه: "واجه الأول أزمة تمويل نتيجة الفشل المتكرر في اعتماد القوة لدى مجلس الأمن تحت البند السابع، وواجه الثاني عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم في المؤتمرات والاجتماعات التي نظمت لتحقيقه".

وأوضح أن من بين المستجدات التي ساهمت في تفكك هذه المجموعة، ما يتعلق بـ"الانقلابات التي عرفتها المنطقة، واتساع الشقة بين حكامها وفرنسا، وتأثير هذا الخلاف على العلاقات البينية بين الدول الأعضاء".

وأشار إلى أن الشرارة المباشرة لانطلاق مسار نهاية المجموعة هي "رفض تشاد والنيجر تسليم الرئاسة الدورية للمجموعة لدولة مالي عند استحقاقها لذلك قبل أكثر من سنة، وهو ما أدى لاحقا لانسحاب مالي، قبل أن تنسحب معها بوركينا فاسو والنيجر، لتكون النتيجة في النهاية هي تفكك هذه الهيئة الإقليمية".


ورأى ولد محمد المصطفى، أن تفكك مجموعة الساحل "سيفتح الباب أمام خيارات أخرى، ظهر أحدها مبكرا وهو التحالف الذي أعلنته مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وقد يظهر غيره خلال الفترة القادمة".

توتر مع الغرب
ويأتي انسحاب مالي وبوركينافاسو والنيجر من مجموعة الساحل، وسط تصاعد التوتر بين هذه البلدان والدول الغربية على خلفية الحضور الروسي في منطقة الساحل.

وتراجع الحضور الغربي والفرنسي بشكل خاص في المنطقة خصوصا في مالي وبوركينافاسو، حيث سحبت فرنسا قواتها من البلدين، كما شرعت في سحب قواتها من النيجر.

في المقابل يبدي حلف شمال الأطلسي (الناتو) اهتماما متزايدا بموريتانيا تعزز أكثر خلال قمة الحلف في مدريد العام الماضي والتي دُعيت إليها دولتان فقط من خارج الحلف هما موريتانيا والأردن.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الموريتانية، العام الماضي، قال نائب الأمين العام المساعد للحلف للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، خافيير كولومينا، إن "موريتانيا هي الشريك الوحيد للحلف في منطقة الساحل، وهي الوحيدة التي يمكنها النفاذ لبعض أدواتنا بطريقة منهجية لأنها شريك" وفق تعبيره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مالي النيجر النيجر مالي الساحل الأفريقي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بورکینا فاسو والنیجر مجموعة الساحل منطقة الساحل

إقرأ أيضاً:

ما كل هذا الهري.. مدحت العدل يعلق على عقوبة انسحاب الأهلي

علق السيناريست الدكتور مدحت العدل، على تعليقات جماهير الأهلي على العقوبات الصادرة من رابطة الأندية على الأحمر بعد انسحابه من مباراة القمة.

وكتب العدل على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: "الحقيقة أني لا أعرف تحديداً ماكل هذا ( الهري) علي عقوبة نادي كل هذا التهريج .. نادي أخطأ لماذا لا يعاقب ولماذا لا يُعامل ككل انسحب بالفعل واللوائح واضحة وضوح الشمس ؟!ولجنة أوليمبية ومجلس ادارة الكون الذي لابد أن يدلي بدلوه إلخ .. ما الأندية ؟! 

وأضاف ما هذا الرعب من ردة فعله ؟! الموضوع أصبح ماسخاً،  فقولوا علي المصداقية السلام وللمرة الثانية .. الجنازة ومستفزا.. اتركوا الناس تنشغل بما هو أجدي .. وأبشر القائمين علي المنظومة إذا لم ينته هذا الجدل الممل بإنتصار الحق، حارة والميت ( دوري)".

في تطور جديد لأزمة مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، ينتظر النادي الأهلي رد اللجنة الأولمبية المصرية على الشكوى التي تقدم بها ضد الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية المحترفة، وذلك بعد إصدار الرابطة ثلاث عقوبات ضد الأهلي وإعلان الزمالك فائزًا بالمباراة بنتيجة 3-0. بينما يبدو الزمالك في موقع المتفرج، منتظرًا حسم الأزمة بشكل نهائي.

تفاصيل عقوبات رابطة الأندية بعد مباراة القمة

أصدرت رابطة الأندية المصرية المحترفة ثلاث عقوبات ضد الأهلي، جاءت كالتالي:

اعتبار الزمالك فائزًا بنتيجة 3-0:
تم اعتماد نتيجة المباراة لصالح الزمالك وفقًا للمادة (4.17) من لائحة المسابقة، بعد رفض الأهلي خوض المباراة.

خصم 3 نقاط من الأهلي:
تم خصم ثلاث نقاط من رصيد الأهلي في جدول ترتيب الدوري، بالإضافة إلى النقاط الخاصة بالمباراة التي اعتُبر فيها مهزومًا.

تحمل الأهلي للخسائر المالية:
ألزمت الرابطة الأهلي بتحمل جميع الخسائر المالية الناتجة عن فقدان الدخل من العقود التجارية وعقود البث، بالإضافة إلى النفقات الأخرى المترتبة على المشاركة في المباريات قبل الانسحاب.

انتظار قرار اللجنة الأولمبية:

تقدم الأهلي بشكوى إلى اللجنة الأولمبية المصرية، احتجاجًا على ما وصفه بـ"مخالفة اللوائح" في إدارة مباراة القمة، خاصة فيما يتعلق بقرار إدارة المباراة بطاقم تحكيم مصري رغم الاتفاق المسبق على استقدام حكام أجانب. وتنتظر الرابطة قرار اللجنة الأولمبية للبت في الشكوى والالتزام بالقرار النهائي.

مقالات مشابهة

  • مجموعة مصر.. سيراليون تفوز على غينيا بيساو وتتقدم لوصافة المجموعة الأولى بتصفيات كأس العالم 2026
  • وزيرة الخارجية الألمانية: إيران أحد الأطراف الأساسية التي تقوم بانتهاك السيادة السورية وهي متورطة بالأحداث الأخيرة في الساحل
  • جامعة القديس يوسف في بيروت تحتفل بذكرى تأسيسها الـ150
  • ترتيب مجموعة الزمالك في كأس عاصمة مصر ..وموعد المباراة المقبلة
  • عاجل | سانا عن قائد عسكري سوري: اتفاق على انسحاب الجيشين السوري واللبناني من قرية حوش السيد علي وضمان عودة المدنيين
  • خبير مالي ينصح العراقيين بشراء الذهب
  • مجموعة stc ثالث أقوى سمة تجارية في قطاع الاتصالات العالمي
  • عبد الباقي لـ سانا: شملت الإجراءات إلغاء عقود مُبرمة بشكل غير قانوني وثبت تورطها في فساد مالي، إلى جانب تخفيض أسعار مواد من متعهدين استغلوا العقوبات الاقتصادية التي جلبها النظام البائد لسوريا، وتسبب بفرض أسعار مُبالغ فيها على الجهات الحكومية
  • ويتكوف: لا إعمار ولا عودة ولا انسحاب قبل التفاوض
  • ما كل هذا الهري.. مدحت العدل يعلق على عقوبة انسحاب الأهلي