لم ينشغل الاعلام الدولى فى مشارق الأرض ومغاربها بقضية ما، مثلما انشغل بجرائم إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة فى قطاع غزة والضفة الغربية لبشاعة وهول ما يرتكبه النظام الصهيونى من إبادة جماعية، بما فى ذلك الإعلام الدولى الذى يسعى لنقل الوقائع البشعة لممارسات إسرائيل ضد المدنيين والصحفيين والسجناء فى المعتقلات والسجون الإسرائيلية.
فلم تبالِ الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة بمستوى مطلق من الإدارة الأمريكية، بأى نداء لوقف الحرب، فلقى العشرات من الصحفيين الفلسطينيين ومراسلى وكالات الأنباء الدولية حتفهم، مع آلاف من الشعب الفلسطينى الأعزل، لأنهم بعثوا برسائل للعالم عن جرائم إسرائيل، وخالفت كل الاعراف والاخلاق الدولية بإظهار المعتقلين الفلسطينيين عراة كما ولدتهم أمهاتهم فى صقيع قاس، وهذه المشاهدة أزعجت الرأى العام الدولى بعنف، وغيرت الصورة التى روجتها إسرائيل بعد 7 أكتوبر إثر العملية البطولية للمقاومة الفلسطينية، واهتز الضمير العالمى، والمنظمات الأممية إلى الحد الذى أجهش بالبكاء الكثير ممن يتولون مسؤوليات ومهام دولية.
ما دفع البرلمان الأوروبى والدول (الـ27 الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى ) الجمعة الماضى إلى الاتفاق على تشريع يهدف إلى حماية تعددية وسائل الإعلام واستقلالها، تشريع يضمن حرية الإعلام، واستقلال وسائل الإعلام وحماية الصحفيين.
وعلى مستوى آخر للإعلام الدولى، أعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود» ثانى أكبر منظمة دولية معنية بحرية وحياة الصحفيين ومقرها باريس أن 45 صحفياً قتلوا عام 2023 أثناء أداء مهمتهم 17 بينهم لقوا حتفهم خلال الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، وفق الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار.
ومؤتمر صحفى عقدته منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش أثناء نشرهما نتائج تحقيقاتهما فى مقتل صحفى رويتر عصام عبدالله فى 13 أكتوبر على يد طاقم دبابة إسرائيلية.
وأحصت «مراسلون بلا حدود» مقتل 13 صحفياً سقطوا «بنيران إسرائيلية» فى غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس فى السابع من أكتوبر. وأدت هذه الحرب إلى مقتل ثلاثة صحفيين فى لبنان. وقتل آخر فى إسرائيل بنيران حركة حماس.
وفى نوفمبرالماضى تقدمت منظمة مراسلون بلا حدود بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب «جرائم حرب» فى حق الصحفيين القتلى فى غزة.
وأظهر تحقيق أجرته وكالة الأنباء الفرنسية ونشرت نتائجه الأسبوع الماضى حول القصف الذى أدى فى 13 أكتوبر إلى مقتل الصحفى فى وكالة رويترز باسم عبدالله وإصابة ستة آخرين، بينهم المصورة فى فرانس برس كريستينا عاصى التى أصيبت بجروح بليغة، وأن الضربة نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية.
لا شك أن بسالة المقاومة الفلسطينية أبهرت الإعلام الدولى بعد تمكن مقاتليها من استهداف أكثر من 100 آلية عسكرية جنوب قطاع غزة، إضافة إلى عدد الكمائن المحكمة ضد قواته الراجلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم مشارق الأرض قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
29 منظمة دولية تتهم إسرائيل بتشجيع نهب المساعدات في غزة
أفادت 29 منظمة دولية غير حكومية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشجع على نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات.
وجاء في تقرير مشترك لهذه المنظمات اليوم الجمعة، ومن بينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية".
وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي لا يمنع نهب شاحنات المساعدات ولا يمنع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية، مشيرا بشكل خاص إلى تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية -الاثنين الماضي- تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات غزة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز الأموال من سائقيها مقابل الحماية".
وأكدت المنظمات -في تقريرها- أنه في بعض الحالات حينما كان عناصر الشرطة الفلسطينية "يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، تعرضوا لهجوم من القوات الإسرائيلية".
وأضافت "تقع عديد من الحوادث بالقرب من القوات الإسرائيلية أو على مرأى منها، بدون أن تتدخل حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة".
حصار وتجويع
وفي التقرير نفسه، نددت المنظمات بخفض المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة إلى "مستوى متدن تاريخيا".
وأوضحت أن المساعدات دخلت إلى غزة بمعدل 37 شاحنة فقط يوميا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، و69 شاحنة يوميا في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مقارنة مع 500 شاحنة يوميا قبل بدء الحرب الإسرائيلية، التي يصفها خبراء دوليون بأنها إبادة جماعية.
وفي الفترة من 10 أكتوبر/تشرين الأول إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري "أدت الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عاملا في المجال الإنساني… يعملون بشكل رئيسي لصالح جمعيات فلسطينية"، وفقا لما جاء في تقرير المنظمات الـ29.
وأضاف التقرير أن "هؤلاء الموظفين قتلوا في منازلهم أو في مخيمات النزوح أو في أثناء توزيع المساعدات".
وأشارت المنظمات إلى أنه يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي طلبت الولايات المتحدة مجددا من السلطات الإسرائيلية تحسين الوضع الإنساني في غزة.
وأضافت أن إسرائيل لم تستجب للمطالب الأميركية، بل قام جيشها "في الوقت نفسه باتخاذ إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير"، لا سيما في شمال قطاع غزة.
وكانت 8 منظمات غير حكومية، بينها "أنقذوا الأطفال" و"كير" و"ميرسي كورب"، أشارت في الآونة الأخيرة إلى أن الوضع "أكثر كارثية مما كان عليه قبل شهر".