بوابة الوفد:
2025-04-26@14:08:31 GMT

لا تقسُ على المريض فلن يستسلم

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

عندما لا يستسلم المريض للمرض، فهو الذى لا ينساه الطبيبُ فقد يصيب المريض من الوهن ما يجعله غير قادر على أن يرفع يديه أو جسده عن «سرير» الكشف، بل إنه يُسلّم جسده كله للطبيب سواءً وضعته يمينًا أو يسارًا، فما يسألك لمَ فعلت وما عاتبك لمَ لم تفعل ولكنه فى قرارة نفسه يصر على عدم الاستسلام.

بل أكثر من ذلك، فهذا المريض له «أنة» غريبة ومؤلمة لا يستطيع أحدٌ أن ينساها وهى صادقة ونابعة من القلب ودالة على عظم المرض الذى هو فيه وقد أكل من جسده ما أكل وشرب منه ما شرب والنادر أن المريض اليائس تمامًا هو الذى قد «يلح» عليك أن يسلمك نفسه لكى تسلمه للموت بدلًا عنه وتخلّصه من هذا الزائر الكاسر الذى تمكن منه فلا يكاد ينتهى من شىء إلا ويمسك فى الشىء الآخر والا لما سلمك جسده بهذه السهولة وقليل ما نرى ذلك.

والطبيب عندما يتحدث مع هذا المريض بالذات يجد أن المرض قد يكون له مسمى آخر فهو قد سيطر وهو قد انتشر وهو فعل بالمريض ما فعل وأذكر أحد مرضى الأورام فى مرحلة متأخرة قد أصابه المرض الكثيرُ فى كل أعضاء جسده، فما منه إلا أنه يصرخ من الألم إذا مسه أحد أو لمسه وكنت أحدّث نفسى أن المرض درجات ودركات، فما نعرف منه إلا قليلاً وما نعرف عن كل مرض إلا قليلًا أيضًا وقد تتبدل يوماً ما نظرتنا الطبية إلى مرض معين فنجد أن التعامل معه من البداية كانت تنقصه بعض الأمور.

والمرض فهو لا يفرق بين وزير وخفير وغنى وفقير ولا أظن المرض اختلف عن قديم ولا سيختلف عن جديد ما دام الإنسان هو الإنسان فى خَلقه وخُلقه وقوته وضعفه ومازال المرض لا يستطيع أن يسلب منه إلا سمعه وبصره وقوته وبأسه وصحته وشهوته، أما من دون ذلك فلم يتغير ولن يتغير.

كيف يكون التحدى؟

المرض غير قادر على أن يسلب البشر عزيمتهم أو إرادتهم وما زال المرض يُقهر بالتحدى والصبر فهما عصيّان عليه ولا يجد لهما مسلكاً وهذا ما فهمناه ورأيناه من المرض وعن المرض وأشد الأمراض حتى الآن هى الأورام بكل ما فيها من قسوة وخبث وإذا تحدثت مجازًا إلى الورم، فستجد أنه أخبث الخبثاء فعليًا لأنه يُبطن عكس ما يُظهر ويستغل أى وسيلة حتى يصل إلى غايته فى تدمير الإنسان.

والإنسان أمام الأورام لا حيلة له فهى ليس لها «كتالوج» أو «أجندة» معروفة فلها أجندتها الخاصة فيما تفعل وقد رأينا أناسًا كانوا جبابرة فى الطول والعرض ولكنهم أمام الأورام قد خسروا طولهم وعرضهم بلا أدنى سبب.

وأوصى نفسى وغيرى أن نراعى هذه المرحلة فلا نقسو على مريض لذنب لم يفعله ولابد أن نستمع إلى أهاته وتألماته فهى جزء من «الفيزيتا» التى نقبضها أما ثواب ذلك فله أجر كبير عند الله لأنّ كثيراً من هؤلاء يكون الأهل قد وصلوا معهم إلى درجة كبيرة من عدم التحمل تجعلهم لا يتحمّلون كلمة من المريض ولا يقبلون فضلًا عن التكلفة المادية التى يعانون منها.

ويقول العارفون بالمرض إنه ابتلاء للمؤمن وبلاء للعاصى وهو حزن لمن يكفر وبشر لمن يتقرب إلى الله وهو الصبر ومفتاحه بين يديك فاصبر كما قال فى كتابه الكريم: «فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا استكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ».

 

استشارى القلب – معهد القلب

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي سرير

إقرأ أيضاً:

"الصحة العالمية" تدعو إلى تسريع التقدم نحو القضاء على الملاريا

دعت منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف الجهود على جميع المستويات لتسريع التقدم نحو القضاء على الملاريا، إذ وضع قادة العالم في أواخر التسعينيات حجر الأساس لتقدم ملحوظ في مكافحة الملاريا عالميًا، بما في ذلك منع أكثر من ملياري حالة إصابة بالملاريا ونحو 13 مليون حالة وفاة.
وأفادت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للملاريا الذي يوافق 25 أبريل من كل عام، بأن 45 دولة خالية من المرض، ولا تزال العديد من الدول ذات العبء المنخفض للملاريا تتقدم بثبات نحو هدف القضاء على المرض.
أخبار متعلقة أمريكا.. مقتل طيار في تحطم طائرة قبل عرض جوي بولاية فيرجينياالصين تنفي مزاعم ترامب بوجود محادثات يومية للتوصل إلى اتفاق تجاريومن بين البلدان الـ 83 المتبقية الموبوءة بالملاريا، أبلغت 25 دولة عن أقل من 10 حالات إصابة في عام 2023.وفاة 600 ألف شخصوعلى الرغم من المكاسب الكبيرة، لاتزال الملاريا تمثل تحديًا رئيسيًا للصحة العامة، إذ تسبب المرض في عام 2023 في وفاة ما يقرب من 600 ألف شخص.

من التفشي إلى الانحسار.. نتائج حاسمة في قضاء #المملكة على #الملاريا#اليومhttps://t.co/8deY6LMKkI pic.twitter.com/XxK9mGyMcg— صحيفة اليوم (@alyaum) April 24, 2025
وتعد المنطقة الإفريقية الأكثر تضررًا، وتتحمل 95% من عبء الملاريا سنويًا.
ودعا مدير عام المنظمة د. تيدروس ادهانوم إلى الالتزام السياسي القوي، والاستثمار المستدام، والعمل متعدد القطاعات، والمشاركة المجتمعية لدحر الملاريا.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز للمريض جمع صلاتين؟.. الإفتاء تفند رأي المذاهب الأربعة
  • الدواء المغشوش.. سم قاتل !
  • لن تصدق| إهمال تنظيف الأسنان يصيب النساء بهذا المرض
  • في اليوم العالمي لـ الملاريا.. كل ما تود معرفته عن المرض
  • "الصحة العالمية" تدعو إلى تسريع التقدم نحو القضاء على الملاريا
  • بعيدا عن الألم والفقد.. حافظوا على قلوبكم من التوقف!
  • محظورات على مقدم الخدمة بمشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض (تعرف عليها)
  • انتشال جثمان طفل فصلت رأسه عن جسده داخل مجموعة ري فى الدقهلية
  • تسجيل وفاة ثالثة بالحمى النزفية في كركوك
  • نظرية جديدة تُعيد رسم ملامح أسباب مرض ألزهايمر