واشنطن تخفض الأموال المخصصة لسوريا في ميزانية دفاع 2024.. ما الأسباب؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
وافق مجلس النواب الأمريكي أمس الجمعة على مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني وميزانية الدفاع للعام المالي 2024 البالغة 886 مليار دولار، وتتضمن 156 مليون لصندوق سوريا الذي تستفيد منه قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري، لقتال تنظيم الدولة.
ومقارنة مع العام 2023، خفض المشروع 9 ملايين دولار أمريكي من الدعم المخصص لسوريا، وهو ما أثار تساؤلات عن دلالة الخطوة الأمريكية.
وقالت مصادر أمريكية في حديثها مع "عربي21" بشأن تخفيض الأموال المخصصة لسوريا في ميزانية الدفاع الأمريكية للعام 2024، إن التخفيض لا يعكس تغييراً على سياسة واشنطن تجاه سوريا.
وكان قد
نسبة بسيطة
ووصف المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية حازم الغبرا أن نسبة التخفيض بـ"الضئيلة"، وقال لـ"عربي21" إن نسبة التخفيض هي 5 في المئة فقط، ما يلغي أي بعد سياسي للخطوة، وخاصة أن المبلغ المرصود هو ضخم (156 مليون دولار).
ويقول الغبرا إن ميزانية الدفاع الأمريكية تعتمد على نقاط عديدة أولها الحاجات على الأرض، أي مدى حاجة القوات الأمريكية والقوات الحليفة لها (قسد) على الأرض، وبطبيعة الحال هذا يتغير من عام لآخر، فعلى سبيل المثال لا يتم تزويد القوات الحليفة لواشنطن بمدرعات بشكل سنوي.
ويضيف أن الولايات المتحدة لا تستطيع تلبية كل الاحتياجات على الأرض، بل تركز على الأساسيات، وهذا يقرره بطبيعة الحال الخبراء والمكتب المالي المسؤول عن الميزانية.
ولفت إلى زيادة الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وسوريا على وجه الخصوص للتعامل مع الميليشيات الإيرانية، وقال إن "تموضع الجيش الأمريكي بشكل أكبر في المنطقة يقلل حكماً من الدعم المالي المرصود لحماية المنطقة، على اعتبار أت تكاليف التموضع الأمريكي تزداد".
مشاكل تواجه الخزينة الأمريكية
من جانب آخر، أكد الغبرا أن الولايات المتحدة تعاني من مشاكل التمويل، وقال: "الولايات المتحدة منخرطة في أكثر من حرب، من أوكرانيا التي تستنفذ الكثير من الأموال الأمريكية، إلى التموضع الأمريكي في الخليج العربي "المكلف"، وصولاً إلى الحرب في غزة، التي تكلف الخزينة الأمريكية أيضاً.
وقال: "لذلك جاء التخفيض على الأموال المخصصة لسوريا، بحيث يمكن القول إن هناك أولويات لدى واشنطن".
وبحسب الغبرا، فإن كل ما سبق يؤشر إلى عدم وجود تغير في الموقف الأمريكي في سوريا تجاه "قسد" التي عملت مع واشنطن لسنوات.
ويتفق مع الغبرا، السياسي السوري المقيم في الولايات المتحدة أيمن عبد النور، في اعتبار أن نسبة التخفيض صغيرة مقارنة بالرقم المالي الضخم (156 مليون دولار).
ويقول لـ"عربي21" إن التخفيض شمل غالبية بنود ميزانية الدفاع، مشيراً إلى وجود مشاكل بين الكونغرس والبيت الأبيض بخصوص الميزانية، ويقول: "بالتالي سبب التخفيض يعود لأسباب مالية، وليس سياسية".
أزمة متفاقمة بعد حرب غزة
ويقول الباحث المختص بالشأن الأمريكي، عبد الرحمن السراج إن التخفيض يتعلق أساساً بأزمة تواجهها الولايات المتحدة فيما يتعلق بتكلفة المساعدات الخارجية وخاصة المساعدات في مناطق الصراع، ومنها أيضا أوكرانيا وإسرائيل.
ويضيف لـ"عربي21" أن الأزمة تفاقمت بعد بدء الحرب على غزة، ولم تحصل الإدارة الأمريكية من الكونغرس على موافقات على التمويل، واستثنت فقط المساعدات لـ"إسرائيل" التي قدمتها بقرار تنفيذي دون اللجوء للكونغرس.
ويتابع السراج بأن التخفيض يتماشى مع توجه الولايات المتحدة لخفض الإنفاق الخارجي من هذا النوع، مؤكداً أن "الساحة السورية تعد أقل الأولويات في المنطقة إذا ما قورنت بالعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا قسد ميزانية الدفاع الخارجية الأمريكية الولايات المتحدة سوريا الولايات المتحدة الخارجية الأمريكية ميزانية الدفاع قسد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة میزانیة الدفاع
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟
قال الباحث بالشؤون العسكرية علي الذهب ان هناك تحول في المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين، وان اميركا ستضاعف الهجمات على الحوثيين وتركز بشكل أكبر على تحركات الجماعة خارج صنعاء.
علي الذهب، تحدث للأناضول إن "التطورات تشير إلى تحول في المواجهة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي".
وأضاف: "هناك تطور ملحوظ في آلية المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين، وهو الانتقال إلى تعقب التهديدات المتحركة".
وأوضح: "بمعنى البدء في تزاوج الاستهداف لتشمل معاقل أو مناطق المنشآت المحصنة التي تضم طائرات غير مأهولة أو صواريخ بالستية أو مجنحة أو أي قذائف أخرى تهدد الشحن البحري وكذلك تشمل في الوقت نفسه منصات متحركة أو وسائل نقل المقذوفات والقادة والمدربين الخبراء المعنيين بهذه التقنيات".
الذهب عزا التحول في المواجهة إلى "توفر مزيد من المعلومات الاستخبارية الأمريكية عن مصادر التهديد الثابتة والمتحركة والمعاقل التي توجد فيها المقذوفات".
ورأى أن "الأمريكيين استفادوا خلال عام مضى من جمع بيانات عن الحوثيين وانتقلوا إلى المواجهة".
وبشأن دلائل التحول، قال الذهب إن "الولايات المتحدة لجأت مؤخرا إلى استخدام قاذفات ’بي 2’ (B2 الاستراتيجية)، لأن الهدف يحتاج إلى ذخيرة انفجارية شديدة وأكثر فاعلية".
واستطرد: "الهدف المراد ضربه محصن تحصينا شديدا وعلى مسافة كبيرة تحت الأرض، واستخدام هذه القاذفات تؤدي إلى هذا الغرض".
وعن مستقبل المواجهات، رجح الذهب أن "الولايات المتحدة ستضاعف الهجمات على الحوثيين وتركز بشكل أكبر على تحركات الجماعة خارج العاصمة صنعاء".
وتابع مبينا: "أي استهداف مناطق إعداد وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في المحافظات خصوصا تعز (جنوب غرب)، والحديدة وريمة (غرب)، والبيضاء (وسط)، والمناطق القريبة من البحر الأحمر".
وتصاعدت خلال الأيام الماضية المواجهات العسكرية بين التحالف الأمريكي وجماعة الحوثي اليمنية، بعد نحو عام من بدء الأخيرة هجماتها البحرية "إسنادا" لقطاع غزة الذي يتعرض بدعم أمريكي لحرب إبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ "عمليتين عسكريتين نوعيتين" بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيّرة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "إبراهام لينكولن" في البحر العربي ومدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر.
وأكد متحدث وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" بات رايدر، في اليوم نفسه، أن الحوثيين أطلقوا صواريخ ومسيّرات باتجاه مدمّرتين أمريكيين أثناء عبورهما مضيق باب المندب.
وأوضح أن المدمرتين "تعرّضتا لهجوم استُخدمت خلاله 8 طائرات مسيرة و5 صواريخ بالستية مضادة للسفن و3 صواريخ كروز مضادة للسفن، وتمّ التعامل معها بنجاح"، دون إيضاحات.
وجاء هذا الهجوم بعد أن شنت الولايات المتحدة في 9 و10 نوفمبر الجاري، سلسلة هجمات على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
وادعت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، في بيان، أن قواتها "نفذت في هذين اليومين سلسلة ضربات جوية دقيقة على منشآت لتخزين أسلحة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين".