الأسرى الاسرائيليون لدى المقاومة ..هل هم قميص نتنياهو السياسي لتأخير سقوطه قضائيا..؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
#الأسرى_الاسرائيليون لدى #المقاومة_الفلسطينية..هل هم قميص #نتنياهو السياسي لتأخير سقوطه قضائيا..؟
ا.د #حسين_محادين *
من الواضح بجلاء كما نُشر مرارا ان الذي رفض ويرفض استمرار عمليات الهدنة وتبادل الاسرى مع المقاومة الاسلامية في غزة هو رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المحتل نيتياهو وحده دون غيره من القيادات الاسرائيلية لاسيما العسكرية منها ممثلة بوزير الدفاع يوآف غالانت بدليل اصرار هذا الوزير مثلا على عدم ظهوره قبل ايام في مؤتمر صحفي لنيتيايو حيث قام بعقد مؤتمر صحفي لوحده بتوقيت سبق مؤتمر رئيس وزراء إسرائيل الذي كان محددا من قبل، الامر الذي يعبر عن حجم الخلافات بينهما ما يؤكد وجود رئسين يقودان المعارك السياسية بقيادة نتياهو وعسكري بقيادة وزير الدفاع في آن.
( 2)
ماذا لو وافق نتياهو -وهو المطلوب للقضاء بتهم عديدة بعد اعيد مجددا العمل باجراءات مقاضاته- على استمرار او حتى إعادة احياء الهدنة وقبوله شروط المقاومة الفلسطينية في غزة واكنافها وهي القاسية والمُذلة والمُحرجة له ولحلفائه اقليميا وعالميا..؟..
(3)
بالترابط مع ما سبق ؛ سيفقد نتياهو وهو المؤمن بذلك أهم ورقة تربطه بالاسرائليين “المواطنيين” بحكم الأمر الواقع والمتمثلة برفعه شعارا وميدانيا عبر العسكر حق إسرائيل وبدعم الحلفاء في القضاء على حماس الارهابية في يده الاولى ؛ وفي اليد الثانية مازال ممسكا وبتعنت واضح باستمرار الحرب رغم تصاعد الخسائر الاسرائلية غير مبالِ بواقعها المّر ومآلاتها الخاسفة للآن بحجة ملفات الاسرى المفتوحة على كل الاحتمالات بعناوينها الداخلية والخارجية في آن استدرارا للتعاطف معه فكرا توسعيا وقرارات على الصعيدين الداخلي العالم الغربي عموما، وهما سلاحه السياسي/العسكري الذي يوظفه بحنكة لإدامة الحرب عبر إشهاره الدائم لهما في وجه العالم الغربي الرسمي الداعم له؛ وتحديدا امريكا مُبتزا لها عبر اللوبي الصهيوني وهو الاقوى والضاغط هناك وبقوة على الرئيس الامريكي جون بايدن قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة..وبالتالي لا يعقل أن يُلقي بأهم اسلحته ويوقع ضمنا وبالتأكيد على نهاية حياته الشخصية والسياسية للابد وكأنه يقول شخصيا بمنطقه وشخصيته الانتهازية وغير الموثقة كما تؤكد دراسة لسماته الشخصية التي نشرتها جامعة تل ابيب قبل شهر تقريبا..أذا قُدر للحرب ان تقع فلتقع على أرض وحدود الاخرين ولو كانوا الاسرائيليين وحلفائهم الغربيين معا..المهم ان انجو أنا كمتهم ولو مؤقتا .
وبناء على ماسبق..يبدو ان نتياهو قد”نجح” بدهاء سياسي/ عسكري استثمار ملف الاسرى وكانه قميص سياسي في وجه العالم – تناصاً ومحاكاة لقميص عثمان في التاريخ العربي الاسلامي- ليتنقل به من عنوان وجغرافيا سياسية لاخرى مؤجلاً ولو ايام او اشهر سقوطه النهائي في الاقليم والعالم ..
اخيرا…
إن الحرب المستمرة بين المقاومة الاسلامية المغالبة والكيان المحتل مرشحة للاستمرار كما تؤكد كل من الكيان المحتل وامريكا وفقا لما صدر عن مسؤولين كبار من الطرفين انهيّا معا اجتماعات امنية مساء اليوم السبت 12/16 رغم وجود تسريبات اعلامية تشيّ باستمرار عمليات التفاوض المصري والقطري الاسرائيلي في الحدائق الخلفية الهادئة للمعارك سواء في الدوحة القطرية أو في دول اجنبية اخرى…انها رؤية تفكرية للحوار بالتي هي اوعى..
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية نتنياهو
إقرأ أيضاً:
المقاومة في اليوم التالي
يقال إن (الحق فوق القوة) وإن المقاوم المدافع عن حقه في وطنه وحريته وسيادته واستقلاله، هو الأقوى من المحتل والأكثر شجاعة من الغازي والوافد الغريب عن الأرض والتضاريس.
غزة تجاوزت بملحمتها (حطين) و(عين جالوت) وتجاوزت ملاحم العرب والمسلمين في مواجهة الحملات الصليبية.. نعم تجاوزت ملحمة طوفان الأقصى كل ملاحم العرب والمسلمين التي كانت متعادلة في قدرات أطرافها، غير أن ملحمة الأقصى كانت ملحمة استثنائية غير مسبوقة في التاريخ، لا من حيث قدرات أطرافها، ولا من حيث إمكانياتهم، إذ يصعب بل يستحيل أن نقارن بين قدرات وإمكانيات المقاومة ماديا ومعنويا وعلميا وتقنيا واستخباريا وعسكريا، مع عدو مدجج بكل القدرات العسكرية الحديثة بل والأكثر حداثة، والمتفوق تقنيا والمدعوم من كبرى جيوش العالم ودول العالم، التي اصطفت سرا وعلانية إلى جانب العدو، مقدمين له كل أشكال الدعم والإسناد بكافة أشكاله عسكريا استخباريا وأمنيا وتسليحا وتجسسيا وإعلاميا ودبلوماسياً وغطاء سياسياً في كل المحافل الدولية والمنظمات الدولية، لدرجة ان أمريكا ودول الغرب وكل عواصم الحريات والديمقراطيات في العالم تخلت من أجل الكيان الصهيوني عن قيمها وأخلاقياتها ومبادئها وقوانينها ودساتيرها من أجل نصرة العدو الصهيوني، فيما المقاومة التي حوصرت من العدو ومن كل دول العالم حوصرت أيضا من أشقائها عربا ومسلمين، في حرب إبادة جماعية دامت لأكثر من 15 شهرا، حربا أبادت القطاع ولم تترك فيه حجرا ولا شجرا وذهب ضحيتها أكثر من (70 ألف شهيد) غالبيتهم نساء وأطفال وشيوخ ومدنيون عزل، وهناك أكثر من (200 الف جريح) وآلاف المعتقلين، حرب مشفوعة بحصار جوي وبري وبحري، حرب منع الأعداء خلالها الطعام والماء والوقود والأدوية عن الأطفال والنساء والشيوخ وعن أكثر من (2.5) مليون عربي فلسطيني، ظل لأكثر من (15) شهرا تائها في جغرافية القطاع المحدودة التي لا تزيد عن (365)كم مربع.
حرب استهدف العدو فيها المنازل والمساجد والكنائس والمدارس والطرقات والمستشفيات وعربات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني والدكاترة ومخازن الأدوية، حرب إبادة ممنهجة ومنظمة ومتفق عليها بالفعل والصمت والتجاهل، حرب عجزت المؤسسات الدولية المعنية بحماية السلم والأمن الدوليين عن إيقافها، حرب دمرت مقرات الأمم المتحدة، واهتان خلالها رموز المنظمات الدولية، حرب يمكن وصفها بأنها حرب إبادة كاملة جسدت انحطاط المجتمع الدولي وانهيار قوانينه وكل المنظومات القانونية والأخلاقية، سقطت خلالها حتى الأديان بكل مسمياتها (سقطت للأسف بكل قيمها) والهويات الحضارية والإنسانية.
حرب أخفق فيها العدو رغم كل ما سلف ذكره، عن تحقيق ولو هدف من بنك أهدافه التي أعلنها يوم قرر شن عدوانه وحرب إبادته على قطاع غزة بذريعة تصفية المقاومة وتجريدها من سلاحها والتخلص منها فكريا ووجوديا وماديا ومعنويا، نعم حرب رغم بشاعة العدو وجرائمه فيها ورغم المدد الغربي والشراكة الأمريكية والصمت العربي الإسلامي إزاءها، هزم فيها العدو هزيمة منكرة وساحقة، هزيمة قد لا يستوعبها البعض من أصحاب نظريات (الانبطاح) الذين ينظرون إلى الدمار في غزة ويعتبرونه دليلاً على (هزيمة المقاومة) فيما آخر سيقول: من قتلت المقاومة من العدو؟ مقارنة بما قتل العدو من الشعب الفلسطيني؟ وهناك من سيظل يتمسك بخيبته ويتحدث عن (مغامرات المقاومة) وأنها ضحت بالشعب الفلسطيني وضاعفت من معاناته ودمرت قدراته وعرضته للإبادة، وأمثال هؤلاء ومن يرددون مثل هذه الترهات هم بشر قد سلب الله منهم عقولهم وجَّردهم حتى من بقايا كرامة يمكن أن يتحلى بها إنسان لديه بقايا من كرامة وحرية وشذرات من نخوة عز.
حرب عدوانية شنها العدو، وكانت بالنسبة للمقاومة مصيرية مرتبطة بحقها الوجودي وحق شعبها في الوطن والدولة والحرية، حرب حسمتها المقاومة الفلسطينية وانتصرت فيها ومشاهد تبادل الأسرى كافية لتثبت انتصار المقاومة التي لا يمكن مقارنتها بالعدو وقدراته وإمكانياته وإمكانيات حلفائه وداعميه.. فمن دعم المقاومة؟ حتى (سلطة عباس) المرتهنة شاركت العدو في عدوانه على المقاومة، العرب خانوا المقاومة ومن هرولوا ليتوسطون ما كانوا ليهرولون للوساطة لو كانت المقاومة ضعيفة أو تمكن العدو من سحقها، ماذا فعل هؤلاء في لبنان؟ وماذا فعلوا في سوريا؟ هل قدروا يلتزمون بما تعهدوا به للشعب اللبناني؟ هل تمكنوا من ردع العدو في سوريا؟ وحدها اليمن ممثلة بحكومة صنعاء، أقدمت على ما لم يكن يخطر ببال أحدا عدوا كان أو صديقا.. نعم عملت اليمن ما لم يجرؤ على القيام به ويعمله أي نظام عربي هل كانت صنعاء تغامر؟ لا كانت مؤمنة حد اليقين بما تقوم به وتعرف جيدا ما الذي قامت به والهدف من وراء ذلك، وهو ما لم يدركه أو يستوعبه أصحاب نظريات الانبطاح والارتهان..
لذا أعيد وأكرر ما سبق أن قلته في تناولة سابقة بأن اليوم التالي الفلسطيني هو يوم المقاومة وهي من سوف تشكل أطيافه وهذا ما نشاهده ويشاهده العدو والعالم الذين أرعبتهم مشاهد العزة والكبرياء والشموخ في قطاع غزة.