«سمو العفو» ،،، بقلم: أنس محمد العتيبي
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
سطر لنا الراحل لجوار ربه ما لا يمكن أن يستوعبه مقال ولا أن تتناقله كلمات ولا أن تعبر عنه مشاعر مهما كانت صادقة.
فقد نجح «سمو العفو» في تغيير مفاهيم خاطئة لا نعلم كيف تسللت الى عقولنا عبر الزمن فشكراً «سمو العفو» لأن تلك المفاهيم لم يعد لها مصداقية من بعدك ، فأنت الذي رأيناك تتقلد الحكم دون صراع ولا نزاع ولا عراك ولا حراك ، وبهذا فقد رسخت مفهوم عقائدي بحت أن (ما اصابك ما كان ليخطأك وما اخطائك ما كان ليصيبك).
ولم يتوقف طموح «سمو العفو» عند هذا الحد ، ذلك الطموح الذي يقوده الطمع في ما عند الله (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وأبقى). فبادرت بالاحسان الى من هم في حاجتك وتحت رعايتك ، فكانت كلماتك دوما تسابق دموعك الصادقة مرددًا «المواطن المواطن المواطن».
وقد قام «سمو العفو» بتجنيد همة عالية شامخة لا تعرف حدود الممكن ، فكسرت حاجز الممكن للنفس البشرية في عفوك عن من أساء وأخطاء ، رافعاً راية (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) الراية التي نسأل الله أن يظلك بظلها يوم لا ظل الا ظله سبحانه وتعالى.
وها هو قد رحل هذا الرجل الناسك العابد المتوكل على ربه والمتصالح مع ذاته الحامل للأمانة على قدر من المسوولية وعلى قدر كبير من مشاعر الأبوة الصادقة المخلصة التي لا يتخللها شك او ريبة تاركاً خلفه سيرة خالدة عطره وسراجاً منيراً في نهج المتوكل على الله والمحسن لمن هم في حاجته والمتجاوز عن من أخطآ في حقة ، مبتغياً من الدنيا زاداً يعينه على حساب الآخرة ويبوء به (في جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)
وبهذا يكون «سمو العفو» قد أحيا فلسفة دينية حياتية عظيمة عنوانها العدالة والعفو والإحسان.
بقلم: أنس محمد العتيبي
[email protected]
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
محمد البدري: العفو عن أبناء سيناء يعكس التزام الدولة بتعزيز حقوق الإنسان
أكد النائب محمد البدري، عضو لجنة الصحة في مجلس الشيوخ، أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن 54 محكوماً من أبناء سيناء يعكس رؤية القيادة السياسية في بناء دولة حديثة تقوم على سيادة القانون، وتجمع بين العدالة الإنسانية والاحتواء المجتمعي.
وأوضح البدري في تصريحات صحفية له اليوم، أن القرار يمثل رسالة واضحة بأن الدولة المصرية حريصة على احتضان جميع أبنائها، مهما كانت الظروف، في إطار احترام حقوق الإنسان وتعزيز التماسك الوطني، مشيرًا إلى أن هذا العفو يحمل في طياته رسالة أمل لجميع المصريين، بأن الوطن يتسع للجميع، وأن كل من يساهم في بناء مستقبل مصر له مكانة خاصة ومحفوظة في قلب الدولة المصرية.
ولفت إلى أن القرار يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التي أطلقها الرئيس السيسي، والتي تهدف إلى تحقيق التوازن بين سيادة القانون واحترام القيم الإنسانية، موضحًا أن العفو يؤكد إيمان القيادة السياسية بأهمية المصالحة المجتمعية كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وأشار البدري إلى أن هذا القرار هو جزء من رؤية الرئيس لبناء "الجمهورية الجديدة"، التي لا تقتصر فقط على التنمية الاقتصادية والعمرانية، بل تمتد أيضاً إلى تعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية، لافتًا إلى أن الدولة، بقيادة الرئيس السيسي، أثبتت مراراً قدرتها على الموازنة بين تطبيق القانون والرحمة، بما يضمن تحقيق العدالة الشاملة، وهو ما يثبت أن مصر ماضية بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل يتشارك فيه الجميع، تحت مظلة القانون والإنسانية، لتحقيق التنمية المستدامة وبناء وطن يحتضن الجميع.