جريدة الحقيقة:
2024-11-25@21:05:48 GMT

«سمو العفو» ،،، بقلم: أنس محمد العتيبي

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

سطر لنا الراحل لجوار ربه ما لا يمكن أن يستوعبه مقال ولا أن تتناقله كلمات ولا أن تعبر عنه مشاعر مهما كانت صادقة.

فقد نجح «سمو العفو» في تغيير مفاهيم خاطئة لا نعلم كيف تسللت الى عقولنا عبر الزمن فشكراً «سمو العفو» لأن تلك المفاهيم لم يعد لها مصداقية من بعدك ، فأنت الذي رأيناك تتقلد الحكم دون صراع ولا نزاع ولا عراك ولا حراك ، وبهذا فقد رسخت مفهوم عقائدي بحت أن (ما اصابك ما كان ليخطأك وما اخطائك ما كان ليصيبك).

ولم يتوقف طموح «سمو العفو» عند هذا الحد ، ذلك الطموح الذي يقوده الطمع في ما عند الله (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وأبقى). فبادرت بالاحسان الى من هم في حاجتك وتحت رعايتك ، فكانت كلماتك دوما تسابق دموعك الصادقة مرددًا «المواطن المواطن المواطن».

وقد قام «سمو العفو» بتجنيد همة عالية شامخة لا تعرف حدود الممكن ، فكسرت حاجز الممكن للنفس البشرية في عفوك عن من أساء وأخطاء ، رافعاً راية (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) الراية التي نسأل الله أن يظلك بظلها يوم لا ظل الا ظله سبحانه وتعالى.

وها هو قد رحل هذا الرجل الناسك العابد المتوكل على ربه والمتصالح مع ذاته الحامل للأمانة على قدر من المسوولية وعلى قدر كبير من مشاعر الأبوة الصادقة المخلصة التي لا يتخللها شك او ريبة تاركاً خلفه سيرة خالدة عطره وسراجاً منيراً في نهج المتوكل على الله والمحسن لمن هم في حاجته والمتجاوز عن من أخطآ في حقة ، مبتغياً من الدنيا زاداً يعينه على حساب الآخرة ويبوء به (في جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)

وبهذا يكون «سمو العفو» قد أحيا فلسفة دينية حياتية عظيمة عنوانها العدالة والعفو والإحسان.

بقلم: أنس محمد العتيبي
[email protected]

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر

عدنان ناصر الشامي

على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.

كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.

الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..

واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.

قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..

الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”

اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.

وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.

إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.

هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.

من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.

اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.

نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.

اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.

مقالات مشابهة

  • الراجحي معلقًا على نتائج الانتخابات البلدية: من الممكن إجراء انتخابات تشريعية فقط قبل منتصف العام القادم
  • خادم الحرمين يوجه بتمديد حساب المواطن واستمرار تقديم الدعم الإضافي لعام كامل
  • القيادة توجه بتمديد العمل ببرنامج حساب المواطن والدعم الإضافي للمستفيدين لعام كامل
  • تمديد العمل ببرنامج حساب المواطن والدعم الإضافي للمستفيدين لعام كامل
  • الراجحي: من الممكن إجراء الانتخابات البرلمانية فقط قبل منتصف العام المقبل
  • العتيبي: الأندية بدأت في البحث عن صفقات قبل الميركاتو الشتوي
  • اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
  • إنجاز طبي جديد في مشفى مصياف الوطني
  • اعتداء وحشي على مواطن في إب من قبل عصابة حوثية
  • بيان فضل العفو والتجاوز عن المعسر رغبة في الثواب