غزة .عواصم "وكالات: قصفت القوات الإسرائيلية أهدافا في أنحاء قطاع غزة اليوم وأفادت تقارير بسقوط العشرات من الشهداء والمصابين الفلسطينيين، وذلك على الرغم من تجديد دعوة الولايات المتحدة إلى تضييق نطاق الحملة والتركيز على استهداف قادة حماس.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني في خان يونس بالجنوب إن مستشفى ناصر استقبل 20 شهيدا فلسطينيا جراء غارات جوية خلال الليل بالإضافة إلى عشرات المصابين ومن بينهم نساء وأطفال.
وأضافوا أن الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة في الشمال استهدفت مقر جمعية الشبان المسيحية الذي يؤوي المئات من النازحين، وأفادوا بمقتل وإصابة عدة أشخاص.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن ما لا يقل عن 36 شخصا استشهدوا جراء غارات على ثلاثة منازل في مخيم جباليا للاجئين، وهو عدد لم تتمكن السلطات الصحية من تأكيده. وقالت وزارة الصحة في غزة إن هجوم إسرائيل البري واستهداف المنشآت الطبية جعلا من الصعب جمع معلومات حول القتلى والمصابين في شمال غزة.
ويعتقد موظفو إنقاذ أن بعض القتلى والمصابين ما زالوا تحت الأنقاض في بعض هذه المناطق.
وذكر سكان في القطاع أن القتال والقصف تكثفا خلال الليل في أحياء الشجاعية والشيخ رضوان والزيتون والتفاح وبلدة بيت حانون في الشمال، وفي وسط مدينة خان يونس وشرقها وشمالها.
وقال أحمد (45 عاما) وهو كهربائي وأب لستة أطفال في تصريحات من ملجأ في منطقة بوسط غزة "تحول قطاع غزة إلى كرة من النار خلال الليل وكنا نسمع دوي انفجارات وطلقات نارية من كل الاتجاهات".
وقال مسؤولون أمريكيون إن جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، الذي زار إسرائيل يومي الخميس والجمعة، حمل رسالة إلى إسرائيل لتضييق نطاق الحملة العسكرية والانتقال إلى عمليات أكثر استهدافا ضد قادة حماس.
وفي أثناء زيارة سوليفان، قال المسؤولون الإسرائيليون علنا أنهم سيواصلون الحرب حتى يحققوا هدفهم المتمثل في القضاء على حماس، الأمر الذي قد يستغرق شهورا.
وقال مسؤول بالجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية قتلت عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن في غزة خلص تحقيق مبدئي إلى أنهم كانوا يرفعون راية بيضاء.
وأضاف المسؤول أن الواقعة حدثت في منطقة قتال عنيف، حيث يعمل مقاتلو حماس بالزي المدني ويستخدمون أساليب خداعية، لكن تم إطلاق النار على الرهائن بما يخالف قواعد الاشتباك الإسرائيلية.
وتعتقد إسرائيل، التي قالت إنها انتشلت جثث ثلاث رهائن آخرين قتلتهم حماس، أن نحو 20 من بين أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان قد لقوا حتفهم.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه قصف مبنى في جباليا من الجو بعد تعرض قواته لإطلاق نار ورصد مقاتلين من حماس فوق سطحه. ولم يتضح إذا ما كان المبنى من المباني التي قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية إنها استُهدفت.
وقال الجيش إن قواته قتلت مدنيين في مدرستين بمدينة غزة وداهمت شققا سكنية مليئة بالأسلحة في خان يونس واكتشفت ما وصفها ببنية تحتية تحت الأرض تستخدمها حماس.
وقالت سميرة (40 عاما) وهي أم لأربعة أبناء ونزحت إلى رفح المتاخمة لمصر "كل يوم الوضع بيصير أسوأ من اللي قبله، الأكل بيقل والميه بتصير أسوأ، بس الموت والدمار هم اللي بيزيدوا".
وأضافت عبر الهاتف "بطلت قادرة أتعامل مع الأطفال، هم تعبوا وإحنا تعبنا كمان. كل ليلة بنصير نفكر أنه هاي آخر ليلة لنا، القصف بيتوقفش". وتساءلت "ايمتى ممكن يقولوا بيكفي وهالحرب توقف؟"
وفي ظل القتال البري المكثف في مختلف أنحاء قطاع غزة وتحذير منظمات الإغاثة من وقوع كارثة إنسانية، حذرت الولايات المتحدة من أن إسرائيل تخاطر بفقدان الدعم الدولي بسبب الغارات الجوية "العشوائية" التي تقتل المدنيين الفلسطينيين.
وفي هجوم مباغت عبر الحدود على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، اجتاح مسلحون من حركة حماس بلدات إسرائيلية مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة حسبما أعلنت إسرائيل. وأدى الهجوم الإسرائيلي المضاد إلى مقتل نحو 19 ألف شخص وفقا للسلطات الصحية في غزة مع مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت الأنقاض.
وتصاعدت حدة القتال على مدى الأسبوعين المنصرمين منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا وسمحت بالإفراج عن عشرات الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
وأفادت صحيفة وول ستريت بأنه من المقرر أن يجتمع مسؤولون إسرائيليون وقطريون في النرويج اليوم في إطار جهود لإحياء محادثات حول الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف إطلاق النار وتحرير السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
واضطرت الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم خلال الشهرين المنصرمين، ومنهم من تعرض لذلك عدة مرات.
وبعد مغادرة سوليفان، قالت إسرائيل إنها ستفتح معبر كرم أبو سالم، وهو الطريق الرئيسي المؤدي إلى غزة، أمام شحنات المساعدات للمرة الأولى في الحرب مما يسمح بدخول 200 شاحنة يوميا.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها تؤوي 1.4 مليون شخص في منشآتها التي تتكدس بشدة في الوقت الحالي لدرجة أنه لم يعد سوى مرحاض واحد لكل 486 شخصا في أماكن إيوائها برفح.
وأضافت الأونروا أن نحو ألف لاجئ أُصيبوا في أماكن الإيواء هذه منذ السابع من أكتوبر وأن ما لا يقل عن 288 قُتلوا منهم 135 من موظفيها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
الدفاع المدني الفلسطيني: مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي
أكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، استمرار الاحتلال في منع الطواقم الإغاثية والإنسانية من العمل لليوم الـ26 على التوالي في شمال غزة، مشيرا إلى صعوبة الأوضاع مع مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي بحق أهالي القطاع.
واستنكر المتحدث، في مداخلة هاتفية مع قناة القاهرة الإخبارية اليوم الأحد، القصف الإسرائيلي الذي استهدف صباح اليوم أحد المنازل المأهولة بالسكان في شمال القطاع، مما أسفر عن استشهاد وفقدان أكثر من 64 فلسطينيا، لافتا إلى المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطن الفلسطيني في منطقة بيت لاهيا.
وقال إن الوضع في شمال القطاع كارثي بامتياز مع استمرار عمليات القتل ومنع الطواقم الطبية من تقديم الخدمات الإغاثية ومواصلة استخدام سلاح التجويع والتعطيش وعرقلة إدخال الدواء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددا على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتا إزاء الانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى استشهاد العديد من أهالي سكان القطاع نتيجة نفاد المواد الغذائية والطبية لمدة تصل لأكثر من 45 يوما على التوالي، مؤكدا أن الاحتلال يمارس منهجية واضحة في قتل المواطنين الفلسطينيين في غزة.
وشدد على عدم وجود أي مكان آمن في جميع مناطق القطاع مع تدمير كامل كل مناحي الحياة من آبار ومدارس ومستشفيات وجامعات ومساجد، مشيرا إلى المعاملة الوحشية والانتهاكات وعمليات التنكيل التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المواطنين في القطاع، داعيا إلى حراك دولي حقيقي لإنهاء معاناة المواطنين في غزة المستمرة منذ أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، محذرا من تداعيات وخيمة جراء عدم إنهاء هذه الحرب على غزة.
اقرأ أيضاًالدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال يستهدف العائلات والمباني السكنية
الدفاع المدني الفلسطيني: الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا مع استمرار الحصار
الدفاع المدني الفلسطيني: هناك نحو 10 آلاف شهيد لا يزالون تحت الأنقاض