ملاذ النازحين من الحرب.. اشتباكات تهدد مدينة ود مدني السودانية
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
اندلعت اشتباكات على مشارف مدينة ود مدني، وهي مدينة سودانية كبرى تمثل ملجأً للنازحين ومركز لعمليات الإغاثة.
ويشكل القتال، الذي يشارك فيه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، تهديدًا خطيرًا للمدينة، مما قد يفتح جبهة مميتة أخرى في الحرب المستمرة منذ 8 أشهر والتي عصفت بالسودان.
ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، تقع ود مدني على بعد حوالي 100 ميل جنوب شرق العاصمة الخرطوم، وكانت ملاذاً لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الصراع منذ اندلاعه في أبريل.
ويثير التصعيد الأخير مخاوف بشأن سلامة سكان المدينة والعمليات الإنسانية التي كان لها دور حاسم في تقديم المساعدة للمتضررين من الحرب.
وأفاد السكان، صباح يوم السبت، بأنهم سمعوا طائرات عسكرية تحلق فوق المدينة، حيث تعرض حي واحد على الأقل لقصف جوي.
وأدى الوضع إلى إغلاق العديد من المتاجر والشركات، مما دفع بعض السكان إلى إخلاء المدينة وتكديس أمتعتهم في الحافلات وعربات الريكشا.
وتشير مصادر محلية إلى أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية عززت سيطرتها على منطقة دارفور في الغرب في الأشهر الأخيرة، وإن كان ذلك على حساب العنف العرقي الوحشي.
ووردت أنباء عن إطلاق نار كثيف في أجزاء مختلفة من ضواحي ود مدني، الجمعة، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة عدد من الجرحى، بحسب جماعات مدنية محلية تعرف باسم لجان المقاومة.
وردا على الاشتباكات، أعلن والي ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني، حظر التجول اعتبارا من الساعة السادسة مساء، وحتى السادسة صباحاً، وأعلنت الأمم المتحدة تعليق كافة البعثات الميدانية الإنسانية في الولاية حتى إشعار آخر.
وأعربت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، عن قلقها البالغ إزاء الوضع، وحثت قوات الدعم السريع على الامتناع عن الهجمات ودعت جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين.
ويثير اشتداد القتال في ود مدني شبح ظهور خط جبهة جديد في الصراع السوداني الأوسع الذي أودى بحياة أكثر من 10,000 شخص، ويواجه ملايين آخرين الجوع الشديد والنزوح. وقد أثبتت جهود السلام، المدعومة من الولايات المتحدة ودول شرق أفريقيا، فشلها حتى الآن، ولا يزال كلا الفصيلين مصرين على تحقيق النصر الصريح.
ومنذ 15 أبريل، لجأ ما يقرب من 500 ألف شخص إلى ود مدني وولاية الجزيرة الأوسع، مما أدى إلى إرهاق الخدمات المحلية ودفع العشرات من وكالات الإغاثة إلى نقل عملياتها إلى المدينة. والآن، وبينما تهدد الاشتباكات استقرار ود مدني، تسعى الوكالات الإنسانية جاهدة للاستجابة لاحتياجات الفارين من العنف والواصلين إلى ولاية سنار المجاورة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدينة ود مدني مدينة سودانية الجيش السوداني تمرد قوات الدعم السريع ود مدنی
إقرأ أيضاً:
الجزيرة ترصد أوضاع مدارس الطوارئ بمخيمات النازحين في السودان
وسط ظروف استثنائية فرضتها الحرب في السودان تواصل مدارس الطوارئ في مخيمات النازحين بولاية كسلا شرقي البلاد مهمتها في توفير التعليم للأطفال النازحين رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها على المستويين البيئي والإنساني.
ورصد مراسل الجزيرة الطاهر المرضي هذه الأوضاع في مخيم المطار للنازحين، إذ تحولت الخيام إلى فصول دراسية تستقبل أكثر من ألفي طالب وطالبة يحافظون على شغفهم بالتعليم رغم قسوة الظروف.
ويخلع الطلاب أحذيتهم عند دخول الفصول ويجلسون على الأرض في ظل غياب المقاعد والطاولات التي باتت ذكرى من ماضٍ أكثر استقرارا.
وتصف المعلمة أميرة واقع التدريس في هذه الظروف الاستثنائية قائلة "في مدارس الطوارئ كل شيء تغير، الفصل مكتظ بـ230 تلميذة، والمفترض أن يكون 18 أو 20 من أجل المتابعة"، مضيفة أنها تواجه صعوبات في التصحيح ومتابعة هذا العدد الكبير من الطالبات.
ويشرف على العملية التعليمية في المدرسة معلمون من مختلف التخصصات، وهم أنفسهم نازحون اضطرتهم الحرب إلى ترك منازلهم، وقد تم تقسيم أيام الأسبوع مناصفة بين البنين والبنات، مع ملاحظة أن صفوف البنات تشهد اكتظاظا أكبر مقارنة بصفوف البنين.
ومن القصص المؤثرة في المدرسة قصة أبو ذر، وهو طالب في المرحلة المتوسطة ويجمع بين التعليم والعمل، حيث يقضي صباحه في الفصل الدراسي، وفي المساء يعمل في صيانة الفحم لمساعدة أسرته وتأمين مصاريف دراسته.
إعلانوتتفاقم المأساة مع وجود أكثر من 60 طفلا في سن التعليم وصلوا إلى المخيم وهم يعانون من اضطرابات نفسية، وتحاول الطبيبة النفسية نهاد مساعدة هؤلاء الأطفال من خلال الموسيقى والرسم.
وتشير نهاد في حديثها إلى أن آثار الحرب ظهرت جلية في رسومات الأطفال التي تحفل بصور الأسلحة والجنود، مما دفعها إلى العمل على دمجهم مع زملائهم في المدرسة.
وفي خضم هذا الواقع المرير تبقى الآمال معلقة على مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال الذين يواصلون تعليمهم رغم كل الصعاب، فمع كل رسمة يخطونها وكل كلمة يتعلمون نطقها يتجدد الأمل في أن طفل اليوم الذي يرسم زهرة قد يتمكن غدا من زراعة حديقة من الأحلام.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.