تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، استضافت غرفة قطر اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين للجمعية العمومية للغرفة الإسلامية.

ويعد الاجتماع منصة لتبادل الأفكار المبتكرة والرؤى لإرساء دعائم مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارا لشعوب العالم الإسلامي، وذلك من خلال برنامج زاخر بفرص وإمكانات تقوية أواصر التعاون المشترك لتحقيق التقدم المنشود والارتقاء بالأوضاع الاقتصادية في مختلف دول العالم الإسلامي.

وجرى خلال الاجتماع الإعلان عن إعادة هيكلة الغرفة الإسلامية وتحديث اسمها وهويتها لتصبح "الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية"، بالإضافة إلى مبادرة التمكين الاقتصادي لفلسطين وإطلاق مركز منظمة التعاون الإسلامي للعمل، حيث اعتمد الاجتماع الاسم الجديد للغرفة الذي أوصى به الاجتماع الخامس والثلاثون لمجلس إدارة الغرفة الإسلامية في السابع عشر من يوليو الماضي في أذربيجان.

ووافق المشاركون في الاجتماع على طلب انضمام اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا (FIANZ) كعضو منتسب في الغرفة الإسلامية، ليصبح بذلك إجمالي عدد المؤسسات الأعضاء في الغرفة 67 عضوا، كما شهد الاجتماع انتخاب مجلس إدارة مركز الغرفة الإسلامية للبحوث والمعلومات (ICRIC)، فضلا عن استعراض أبرز الإنجازات التي أحرزتها الأمانة العامة للغرفة الإسلامية هذا العام.

وأكد سعادة السيد عبدالله صالح كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة الإسلامية أهمية تكاتف الجهود على جميع المستويات من أجل دفع مسيرة التنمية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، داعيا مجالس إدارات المؤسسات التابعة إلى الانطلاق من استراتيجية الغرفة الهادفة لتمكين القطاع الخاص، والعمل كشراكة حقيقية مع الغرفة ككيان مؤسس وحاضن حقيقي وداعم مستمر لهذه الكيانات التابعة. وقال "إننا كقطاع خاص بحاجة إلى منظومة خدمات متكاملة من جميع هذه المؤسسات التي تمثل مرتكزات ضرورية لنجاح أعمالنا".

من جانبه، أعرب سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني نائب رئيس الغرفة الإسلامية رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، عن تقديره لمساعي الغرفة الإسلامية وجهودها الرامية إلى تعزيز العمل الإسلامي المشترك وتسخير الفرص والإمكانات المتاحة للنهوض بمعدلات التبادل التجاري بين دول العالم الإسلامي وتحقيق النمو المستدام في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وأكد سعادته استعداد دولة قطر لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية، بما يحقق التكامل الاقتصادي المنشود، مشيرا إلى أنه بالرغم من الروابط التاريخية والعلاقات الوثيقة بين الدول الإسلامية، إلا أن حجم التجارة البينية لا يزال متواضعا، كما أن مقارنته مع تجارة الدول الإسلامية مع بقية دول العالم متواضعة أيضا ولا تعكس ما تملكه الدول الإسلامية من إمكانات هائلة وموارد طبيعية كثيرة، حيث لا تتعدى نسبة التجارة بين الدول الإسلامية 15 بالمئة من إجمالي تجارة الدول الإسلامية مع العالم. وقال "ما أحوجنا الآن إلى تعزيز التبادل التجاري بين دولنا وفي ظل التحديات العالمية".

وشدد في هذا السياق على أهمية تسهيل إجراءات تبادل السلع والخدمات بما يؤدي إلى زيادة مستوى التجارة بين الدول الإسلامية، وصولا إلى السوق الإسلامية المشتركة، منوها بأهمية تعزيز اللقاءات المتبادلة بين ممثلي القطاع الخاص والمستثمرين في الدول الأعضاء وتنظيم المعارض التي تبرز المنتجات الإسلامية والفرص والحوافز الاستثمارية المتاحة في هذه الدول وترويجها بين الدول الأعضاء.

بدوره، أشاد السيد رفعت هسارجيكلي أوغلو نائب رئيس الغرفة الإسلامية رئيس اتحاد الغرف وتبادل السلع في تركيا، بجهود الغرفة الإسلامية في تعزيز نمو الأعمال والنهوض بالأوضاع الاقتصادية في دول العالم الإسلامي.

ونوه السيد ناجى جباروف المدير العام لإدارة الشؤون الاقتصادية بمنظمة التعاون الإسلامي، بالدور المحوري الذي تلعبه الغرفة الإسلامية في تعبئة القطاع الخاص، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لدول منظمة التعاون الإسلامي.

وأعلن عن إطلاق مركز منظمة التعاون الإسلامي للعمل، وهو مؤسسة متخصصة تعمل كوكالة تنفيذية تعمل على تنفيذ قرارات وبرامج منظمة التعاون الإسلامي في مجال العمل والتوظيف والحماية الاجتماعية.

وعلى هامش اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين للجمعية العمومية للغرفة الإسلامية، تم توقيع مذكرتي تفاهم بين كل من غرفة قطر وغرفتي جيبوتي وأوغندا، وذلك في إطار تعزيز أواصر التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وفي إطار جهود مساندة الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التداعيات الكارثية التي يواجهها، جاء إطلاق الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية مبادرة التمكين الاقتصادي لفلسطين، خلال اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين للجمعية العمومية للغرفة، والتي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد الفلسطيني من خلال حشد دور القطاع الخاص وتعزيز التمكين الرقمي للقوى العاملة فيه.

وتشمل مبادرة التمكين الاقتصادي لفلسطين، إنشاء نظام شامل للتعليم عن بعد، وربط التعليم الأكاديمي بتطبيقات مهنية مع التركيز على ثقافة التحول إلى العمل عن بعد، بالإضافة إلى تعزيز الأعمال التجارية من خلال إطلاق مبادرات مالية شاملة متنوعة وتهيئة البنية التحتية لدعم العمل عن بعد، الأمر الذي يسهم في تمكين الفلسطينيين من الانخراط في السوق العالمية وبناء اقتصاد رصين للبلاد.

وتضم مجالات عمل المبادرة منصة للتوظيف عن بعد وتطوير المهارات، تتضمن قائمة بالوظائف المتاحة ووحدات تعلم متكاملة للراغبين في العمل عن بعد، ومنصة أخرى للتعلم عن بعد تضم مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل التخصصية التي تسعى إلى تعزيز المهارات الشخصية وإتقان مهارات العمل عن بعد، ومن ثم خفض معدلات البطالة وتوفير دخل ثابت، بالإضافة إلى تمكين المجتمع من تحقيق الاستقلال المالي والتغلب على مختلف المعوقات الاقتصادية.

كما تشمل مبادرة التمكين الاقتصادي لفلسطين حاضنات الأعمال التي يتم من خلالها توفير مراكز محلية للتدريب الرقمي، وعقد ندوات افتراضية حول كيفية العمل عن بعد، وكذلك دعم رواد الأعمال في مختلف المحافل والمؤتمرات الدولية، فضلا عن التعاون مع الجامعات لتقديم منح دراسية ودعم مادي للطلاب غير القادرين، ودعم ريادة الأعمال، مما يؤدي إلى تعزيز الابتكار والإبداع والنهوض باقتصاد البلاد بشكل جلي.

وتتمثل آليات تمويل المبادرة في التمويل الاجتماعي أو التشاركي، أي المشاركة في جمع الأموال اللازمة لتلبية الحاجات المادية للمبادرة، إلى جانب تبني مشروع أو عدة مشروعات تحمل اسم الجهة المانحة، وذلك من خلال جهة بعينها، فضلا عن التبرعات النقدية التي يتم جمعها من كبار رجال الأعمال والمستثمرين التأسيسيين. ودعت الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية جميع رجال الأعمال واتحادات الغرف التجارية ومؤسسات القطاع الخاص والمنظمات الدولية إلى توحيد الجهود والتكاتف من أجل المشاركة في تحقيق أهداف هذه المبادرة وتمكين الشعب الفلسطيني من التغلب على ما لحق بفلسطين من خراب ودمار، ومساندته لتعزيز النمو الاقتصادي بالبلاد من أجل مستقبل أفضل للأمة الإسلامية جمعاء.

وتأتي مبادرة الغرفة الإسلامية للتمكين الاقتصادي لفلسطين لتكون بمثابة خارطة طريق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي طويل الأجل، وذلك في ضوء الجهود الحثيثة التي لا تتوانى الغرفة الإسلامية عن تقديمها من أجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز النمو والارتقاء في شتى ربوع العالم الإسلامي. وأكدت الغرفة الإسلامية، باعتبارها الممثل الوحيد للقطاع الخاص في دول العالم الإسلامي، على المضي قدما في مساعيها الحثيثة بالتعاون مع مختلف المؤسسات المعنية من أجل إرساء دعائم مستقبل اقتصادي مشرق تنعم في ظله دول العالم أجمع.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: غرفة قطر منظمة التعاون الإسلامی دول العالم الإسلامی الغرفة الإسلامیة للجمعیة العمومیة الدول الأعضاء القطاع الخاص الإسلامیة فی العمل عن بعد إلى تعزیز من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: المجاهدون في فلسطين ولبنان هم المترس الأول للأمة الإسلامية

يمانيون | أكد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن الأمة بحاجة إلى تثبيت الانتماء لهويتها ومسؤوليتها ودينها كي تحصل على الحرية، وتثبت أمام المؤامرات الاستعمارية الأمريكية الصهيونية الغربية.

وجدد في خطاب له اليوم الأحد بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد التأكيد  على ثبات اليمن في التصدي لكل المؤامرات الأمريكية الصهيونية التي تستهدف الشعبين اليمني والفلسطيني.

وقال السيد القائد : “يجب ألا نعبّد أنفسنا إلا لله، وأن نتحرر من العبودية لكل الطواغيت، وهذه مسألة ذات أهمية كبيرة في ما يتعلق بانتمائنا الديني”.

وأضاف: “مهمتنا أيضاً بحاجة إلى الحرية وإلى الخلاص من هيمنة أعدائها، بالنظر إلى مستوى التحديات والمخاطر التي تهددها من جانبهم”، مؤكداً أن “الطاعة لأمريكا ولإسرائيل هي تعبيد للنفس لهم، وانتقاص على حساب هذا الانتماء، ولذلك المسألة خطيرة جداً، تمس بالمبادئ، وبالثوابت الدينية والأسس الدينية”.

وتطرق السيد القائد إلى أبرز المحطات التي تؤكد على حقد الأعداء الكبير على أمتنا، والتي تستوجب النفير والاستعداد، والأعداد لمواجهتهم بكل قوة، لافتاً إلى الموقف اليمني المشرف في هذا الصدد.

وأوضح أن “شعبنا قدم عشرات الآلاف من الشهداء والآخرون خسروا عشرات الآلاف ممن قدموهم قرباناً واسترضاء للأمريكي والإسرائيلي”، لافتاً إلى أن “شعبنا قدم شهداؤه في سبيل الله تعالى قرباناً إلى الله، ولذلك ينعم بالحرية الحقيقية”.

الخنوع لأمريكا وإسرائيل لا يمثل حلاً

وأكد السيد القائد أن شعبنا تمكن من أن يتحرك في إسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، مبيناً أن التحرك اليمني تميّز عن كل البلدان وكان تحركاً رسمياً وشعبياً بفاعلية عالية وسقف عالٍ، متبعاً بالقول:”إسناد اليمن للشعب الفلسطيني كان بزخم هائل واستمرار وثبات، بالرغم من كل الضغوط والحملات والعدوان والحصار”

ونوه السيد القائد إلى أن أمتنا تحتاج إلى الحرية كشيء أساسي بالنظر إلى هويتها وانتمائها ومسؤوليتها، مؤكداً أن “الخنوع لأمريكا وإسرائيل لا يمثل حلاً لأمتنا ولا يدرأ المخاطر عنها”.

وأوضح أن “الخنوع لأمريكا وإسرائيل يساعد الأعداء إلى أن يتمكنوا أكثر وأكثر من نجاح مؤامراتهم ومخططاتهم ومشاريعهم وأجندتهم التدميرية والعدوانية ضد أمتنا”، منوهاً إلى أن “أمتنا بحاجة إلى أن تتحرر وأن تستشعر مسؤوليتها وأن تخرج من حالة الجمود”.

وبين السيد القائد أن أعداءنا حاقدين جاحدين يحملون الحقد الشديد جداً ضد أمتنا، وعبّرت جرائمهم الرهيبة جداً في غزة على ذلك.. كانوا يتعاملون مع الشعب الفلسطيني في غزة بعدوانية شديدة جداً تعبّر عن منتهى الحقد.. هم طامعون في أوطاننا وفي ثرواتها وفي موقعها الجغرافي.. لا يعطون أي اعتبار لا لحقوق إنسان ولا لقيم ولا لأخلاق ولا لقوانين ولا لأي شيء.. يرتكبون أبشع وأفظع وأسوأ وأقصى الجرائم حتى بحق الأطفال والنساء والطاعنين في السن.. يرسلون الكلاب البوليسية على العجائز الطاعنات في السن، وهن في حالة المرض لينهشوا لحمهن وهن على قيد الحياة.. وواصل : “الأعداء يرتكبون جرائم الاغتصاب دون أي حياء ودون أي وازع أخلاقي أو إنساني أو قانوني أو غير ذلك.. يرتكبون جرائم القتل ويتعمدون قتل بعض الأطفال بدم بارد.. استخدموا القنابل الفتاكة التي تستخدم لتدمير المنشآت الخرسانية لاستهداف النازحين في خيمهم القماشية.. استخدموا القنابل الحارقة وارتكبوا جرائم التجويع وكل أصناف الجرائم”.

ولفت إلى أن “الإسرائيلي والأمريكي معاً أرادوا بعدوانهما الوحشي الإجرامي على قطاع غزة إنهاء المقاومة والقضاء على المجاهدين وتهجير أهل غزة”، متطرقاً إلى تحركات المجرم ترامب وتصريحاته التي يرددها ويكررها عن تهجير أهالي غزة إلى الأردن وإلى مصر، والذي هو هدف إسرائيلي منذ البداية.

وأكد السيد القائد أن “الأعداء هدفهم الإبادة والسيطرة التامة والتهجير الكامل للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وإنما أعاقهم ويعيقهم الصمود العظيم الأسطوري للشعب الفلسطيني ومجاهديه وشهدائه”.

وبين أنه “لو أتيح للأعداء أن يتحقق الإبادة والتهجير ولم يصمد الشعب الفلسطيني هذا الصمود العظيم، لكانوا فعلوا ذلك وانتقلوا إلى الخطوات التالية”.

ونوه إلى أن “الأعداء لديهم أهداف واضحة وهم يسعون لتنفيذها على مستوى فلسطين، وفي مقدمة ما يستهدفونه المسجد الأقصى والقدس، وموقفهم في هذه المسألة موقف عقائدي”، مشيراً إلى أن الأعداء “يسعون لاستقطاع الضفة الغربية بشكل نهائي”.

وقال إن “ما يفعله الأعداء في هذه المرحلة في الضفة الغربية من عدوان يحاولون أن يعوضوا به ما خسروه في غزة وما سقط عليهم فيها من الغرور والطغيان والكبر”.

وأضاف: “الأعداء يحاولون أن يعوضوا فشلهم في غزة بالاستعراض الإجرامي الذي ينفذونه في الضفة”.

وأكد أن “الأعداء يهدفون إلى استقطاع الضفة وغزة بشكل كامل وتهجير الشعب الفلسطيني والمصادرة لكل فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية بكلها”، مشيراً كذلك إلى أن الأعداء يهدفون إلى منع عودة اللاجئين الفلسطينيين من خارج فلسطين وتوطينهم حيث هم في البلدان التي هم لاجئون فيها.

أطماع إسرائيلية في المنطقة كلها

ولفت السيد عبد الملك إلى أن العدو لا يزال يماطل في تنفيذ الاتفاق في لبنان، وهو مستمر في ممارساته العدوانية، موضحاً أن “العدو يواصل التدمير للمنازل وتجريف الأراضي الزراعية وقلع أشجار الزيتون المعمّرة، وكذلك الاستهداف للأهالي وتنفيذ غارات عدوانية في لبنان”.

وأشار إلى أن العدو الصهيوني بتحركاته يؤكد على أنه سيستمر في احتلاله لما احتله في سوريا، ويسعى باستمرار إلى تثبيت تواجده هناك، منوهاً إلى أن “أطماع العدو واضحة كلما تهيأت له الظروف أو رأى المجال مفتوحا أمامه”.

واستطرد :”العدو لن يتردد في الإقدام على أي خطوة عدوانية من احتلال ومصادرة للأرض والأوطان ومن قتل أبناء هذه الأمة، من ارتكاب أبشع الجرائم وتنفيذ مختلف المؤامرات”.

وأكد أن “العائق الحقيقي للعدو تجاه كل مؤامراته بأنواعها ومساراته العدوانية المتعددة هو التصدي لهم بالجهاد في سبيل الله تعالى وبالمقاومة”، منوهاً إلى أن “دور المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها أنها في الخندق الأول في معركة كل الأمة”.

وقال في هذا السياق: “العدو الإسرائيلي لو نجح خلال معركة طوفان الأقصى في التخلص من المقاومة الفلسطينية لكان قد اتجه إلى البلدان المجاورة بدون تردد”، متسائلاً “هل كان العدو سيحترم الاتفاقيات السابقة مع الأردن أو مع مصر أو مع لبنان؟ لم يكن ليحترم أي شيء من ذلك”.

وأشار إلى أن “ما يفعله العدو في سوريا، فهو لا يحترم أي اتفاقيات هو يعمل على صناعة فرص، ويستثمر الفرص عندما تتوفر لتحقيق أهدافه العدوانية”.

وأكد السيد القائد أن “المقاومة الفلسطينية لهم الدور الأول، وكذلك حزب الله في لبنان في حماية كل الأمة من خطر يستهدفها بالاحتلال المباشر لرقعة جغرافية واسعة”.

وأوضح أن “المقاومة ليست فقط عائقا للعدو الإسرائيلي وعاملا أساسيا في أنه لم يصل بكل شره إلى بقية البلدان لأنه انشغل بهذه المقاومة والمجاهدين، فالمقاومة أثبتت فيما كانت عليه من ثبات وما أمدها الله به من عون ونصر أنها في مستوى أن تلحق الهزيمة بالعدو وتحقق الانتصار للأمة”.

ولفت إلى أنه “لو قامت الأمة بما عليها من مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى في الوقوف مع هذه المقاومة ودعمها واحتضانها ونصرتها لحققت الهزيمة بالعدو وحققت الانتصار للأمة”.

وبين أن “الموقف الرسمي الداعم للمقاومة بحق وجد هو حالات استثنائية في الأنظمة العربية والإسلامية”، مبيناً أن “الجمهورية الإسلامية في إيران لها دور بارز وواضح يعترف به العدو والصديق في إسناد وإعانة المجاهدين في فلسطين ولبنان”.

دور بارز ومميز لليمن

وفي هذا السياق أضاف السيد القائد بقوله “بلدنا برز رسمياً وشعبياً بكل ما يستطيع في إسناد المجاهدين في فلسطين ولبنان”.

وأوضح أن “التعاطف الشعبي معلوم في كل العالم العربي والإسلامي لكنه لا يكفي لوحده إذا لم يترجم إلى مواقف عملية وإلى دعم حقيقي وإسناد حقيقي، وهذا هو الشيء الغائب في واقع الأمة”.

وتطرق السيد القائد إلى أن “الكثير من الأنظمة الرسمية لم تتحرك بجدية لتقديم الدعم الحقيقي، لا على المستوى السياسي ولا المادي ولا العسكري ولا بأي مستوى”، مؤكداً أن “مواقف الأنظمة الرسمية شكلية في أغلبها، عبارة عن قمم تصدر بيانات لا أكثر دون أي جهد عملي أو دعم حقيقي”.

ولفت إلى أن “المقاومة والمجاهدين في فلسطين ولبنان هم بالمستوى الذي يمكن أن يحقق للأمة كل الأمة الانتصار الكامل والتاريخي على العدو الإسرائيلي”.

وكرر قوله: “لو وقفت هذه الأمة مع المجاهدين في فلسطين ولبنان الوقفة الصادقة العملية الجادة وقدمت لهم الدعم بمثل ما تقدمه أمريكا والغرب للعدو الإسرائيلي لحققت للأمة الانتصار الكامل والتاريخي”، مؤكداً أن “هناك مسؤولية حقيقية على هذه الأمة تجاه المقاومة، وتبقى هذه المسؤولية دائمة”.

وعبر السيد القائد عن حزنه إزاء مسارعة الأنظمة العربية لاسترضاء ترامب ودعم أمريكا في وقت يكون فيه الشعب الفلسطيني أحوج وأولى، مؤكداً أن “أي دعم للأمريكي هو دعم للإسرائيلي”.

وقال السيد القائد “عندما تقدم مئات المليارات من ثروات هذه الشعوب للأمريكي، هو يقدم منها أيضاً مئات المليارات، يقدم من خلالها السلاح، و القنابل التي تقتل الشعب الفلسطيني”.

وفي ختام حديثه بهذا الصدد، أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن هناك مسؤولية على الأمة لمناصرة الشعب الفلسطيني”، معتبراً المجاهدين في فلسطين هم “المصد الأول والعائق الأول والمترس الأول للأمة الإسلامية بكلها”، وبجانبهم أيضا المجاهدين في لبنان، حاثاً أحرار الأمة على دعم الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة.

مقالات مشابهة

  • أشرف صبحي: استمرار سياسة تمكين الشباب وتطوير استراتيجية الوزارة بما يتماشى مع تطلعاتهم
  • بهدف إعادة التوازن الإقتصادي ..محافظ البنك المركزي يبحث مع كوريا الجنوبية تعزيز الدعم الاقتصادي وبرامج الإصلاح المالي
  • إعادة هيكلة القطاع العام... تحدٍ كبير ينتظر الحكومة العتيدة!
  • أفريكان مانجر: وفد تونسي في ليبيا لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين
  • اجتماع لمناقشة سبل توفير وسائل السلامة في محطات الغاز بالأمانة
  • قائد الثورة: المجاهدون في فلسطين ولبنان هم المترس الأول للأمة الإسلامية
  • ماليزيا تعلن عن عقد مؤتمر لدعم جهود إعادة الإعمار في فلسطين
  • "البحوث الإسلامية" ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة "معًا لمواجهة الإلحاد"
  • البحوث الإسلامية ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة معًا لمواجهة الإلحاد
  • وزير العمل يبحث مع فلسطين والفلبين تعزيز التعاون المشترك