بعد هجمات اليمنيين.. شركات شحن عالمية تمنع سفنها من الإبحار في البحر الأحمر وقناة السويس
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
عواصم - رويترز
قالت مجموعة الشحن الفرنسية (سي.إم.إيه سي.جي.إم) اليوم السبت إنها أوقفت عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر في أعقاب الهجمات على سفن تجارية في المنطقة.
وقالت المجموعة ومقرها مرسيليا في بيان "الوضع يتدهور أكثر والمخاوف بشأن السلامة تتزايد".
وأضافت "لذلك قررنا إصدار تعليمات لجميع سفن الحاويات التابعة لمجموعة (سي.
وفي السياق نفسه قالت شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (إم.إس.سي) ومقرها سويسرا في بيان اليوم السبت إنها ستتوقف عن استخدام قناة السويس بعد هجوم على إحدى سفنها.
وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية في الأسابيع القليلة الماضية سفنا في البحر الأحمر، وهو طريق مهم يسمح بمرور التجارة بين الشرق والغرب، ولا سيما النفط، عبر قناة السويس لتجنب إهدار مزيد من الوقت وتكاليف الإبحار حول أفريقيا.
وأعلنت جماعة الحوثي تعرض السفينة إم.إس.سي بالاتيوم 3، التي ترفع العلم الليبيري، لهجوم أمس الجمعة بطائرة مسيرة في مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
وقالت إم.إس.سي، وهي أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، لكن السفينة تعرضت لبعض الأضرار الناجمة عن حريق وخرجت من الخدمة.
وقال الجيش الأمريكي إن صاروخا استهدف سفينة أخرى ترفع العلم الليبيري، وهي الجسرة، مما أدى أيضا إلى نشوب حريق.
وكثف الحوثيون هجماتهم على السفن في الأسابيع الماضية وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل، واستهدفوا مدينة إيلات على البحر الأحمر اليوم السبت، دعما لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تخوض حربا مع إسرائيل في قطاع غزة.
وتعهد الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم اليمن، بمواصلة هجماتهم حتى توقف إسرائيل هجومها في غزة، لكنهم قالوا أمس الجمعة إنهم لا يستهدفون سوى السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
لكن شركة مارين ترافيك لتتبع السفن نشرت بيانات أظهرت أن السفينتين بالاتيوم 3 وألانيا، التابعة أيضا لإم.إس.سي وتعرضت هي الأخرى لتهديد، كانتا متجهتين إلى مدينة جدة السعودية.
باب المندب هو أحد أهم الطرق في العالم لشحن السلع الأولية بحرا، وخاصة النفط الخام والوقود من الخليج إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد القريب، بالإضافة إلى السلع المتجهة شرقا إلى آسيا، ومنها النفط الروسي.
وقالت بريطانيا اليوم السبت إن إحدى سفنها الحربية أسقطت طائرة مسيرة يشتبه أنها هجومية كانت تستهدف سفنا تجارية في المنطقة.
وردا على تزايد الهجمات، أعلنت شركة إيه.بي مولر-ميرسك الدنمركية أمس الجمعة وقف جميع شحنات الحاويات عبر باب المندب حتى إشعار آخر، وقالت شركة الشحن الألمانية هاباج لويد إنها قد تفعل الشيء نفسه، وذلك بعد ساعات من ورود أنباء عن تعرض إحدى سفنها، الجسرة، لهجوم بالقرب من اليمن.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: البحر الأحمر الیوم السبت إم إس سی
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: الحوثيون خلقوا مخاوف كبيرة في النظام الاقتصادي الإسرائيلي (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إن هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل خلقت مخاوف كبيرة في النظام الاقتصادي الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن هجمات الجماعة على السفن التجارية وسيطرتها على خليج عدن ومضيق باب المندب أحد طرق الشحن الرئيسية لإسرائيل عبر البحر الأحمر وقناة السويس، أدت إلى تحويل الشحن الدولي إلى طريق أطول، يدور حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح.
وأضافت "في إسرائيل، كانت هناك مخاوف من التأثيرات الدرامية على تجارتنا العالمية والتي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات".
تتابع "كان هذا القلق مبررًا بالتأكيد. كانت تكاليف الشحن المتزايدة أثناء أزمة كوفيد-19 عاملاً رئيسيًا في الزيادة العالمية في أسعار المنتجات الاستهلاكية. كما تسبب إغلاق قناة السويس بين عامي 1967 و1975 في إلحاق أضرار كبيرة بالتجارة الدولية والنمو الاقتصادي لإسرائيل".
ومع ذلك، تظهر دراسة جديدة أجراها بنك إسرائيل، أجراها هاجاي إتكيس ونيتسان فيلدمان، أن تأثير الحوثيين كان محدودًا نسبيًا. منذ البداية، يتم شحن حوالي 5٪ فقط من الصادرات الإسرائيلية عن طريق البحر إلى آسيا وأوقيانوسيا، وحوالي 20٪ من الواردات المدنية إلى إسرائيل. و
وكشفت الدراسة أن إجمالي الواردات الإسرائيلية من آسيا وأوقيانوسيا لم ينخفض بشكل غير عادي في أعقاب هجمات الحوثيين. كما لم ترتفع أسعار الواردات إلى إسرائيل بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تكاليف الشحن البحري تشكل جزءًا صغيرًا من سعر البضائع، وبالتالي فإن تأثيرها على السعر النهائي ضئيل.
وحسب التقرير فإن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لم تؤثر على السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل فحسب، بل أثرت أيضًا على النقل البحري العالمي في جميع أنحاء العالم. وشعرت دول أخرى في البحر الأبيض المتوسط بتأثير هذه الهجمات بقوة أكبر.
وقالت الصحيفة العبرية "إن الواردات في دول مثل اليونان وتركيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا لمدة ستة أشهر انخفضت بسبب هجمات الحوثيين، لكنها تمكنت من التعافي بحلول ربيع عام 2024.
وأشارت إلى أن تحويل طرق الشحن أدت في البداية إلى زيادة تكاليف النقل، لكن هذه الزيادة تباطأت في غضون عدة أشهر. ومن عجيب المفارقات أن إسرائيل، التي كانت الهدف المعلن لهجمات الحوثيين، أظهرت تأثيرًا أقل مقارنة بدول ساحلية أخرى على البحر الأبيض المتوسط.
وقالت "لا عجب أن الحوثيين أنفسهم بدأوا يشعرون بالقلق. فالمحور الشيعي ينهار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ونفوذهم الضار على طريق التجارة البحرية الرئيسي يضعف مع إيجاد العالم لحلول بديلة وإظهار المرونة في طرق الشحن".
وخلصت الصحيفة العبرية بالقول "يظل الحوثيون وحدهم في الحملة الإيرانية الأوسع، حيث لم يكونوا اللاعب الأقوى في البداية. فهذا الأسبوع، هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا منشأة للحوثيين في صنعاء، وفي وقت لاحق، ضربت إسرائيل أيضًا عدة أهداف في اليمن، في حين لا يُتوقع أن تعاملهم إدارة ترامب الناشئة بشكل إيجابي".