على مدار السنوات القليلة الماضية، تم تطوير تكنولوجيا التمثيل الضوئي الاصطناعي بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة كفاءة الخلايا الشمسية الاصطناعية وتحسين أدائها. وتم تطوير مواد جديدة لصنع هذه الخلايا، مما يسمح بتحسين كفاءة تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية.

ويعني التمثيل الضوئي الاصطناعي أن التفاعلات الكيميائية تتم بمساعدة ضوء الشمس، وكما هي الحال في الطبيعة، يتم امتصاص الفوتونات بواسطة مادة نشطة ضوئيا وتستخدم طاقتها لدفع تفاعل كيميائي مباشرة.

وأحرز باحثون من معهد كارلسروه للتكنولوجيا (KIT) وشركاؤهم الكنديون تقدما كبيرا في انتقال الطاقة مع الهيدروجين المتولد على الأسطح، ونشرت نتائج دراستهم في دورية "جول" (Joule) يوم 21 يونيو/حزيران الفائت.

وحتى الآن، تم استخدام هذه التقنية بشكل أساسي في المختبر، لأن تكاليف إنتاج الهيدروجين الشمسي كانت مرتفعة للغاية.

التطبيق المحتمل للمفاعلات الضوئية المقترحة على سطح أحد المنازل (دورية جول) مفهوم المفاعل الضوئي

يتناول مفهوم المفاعل الضوئي الذي قدمه الفريق تحديا مزدوجا: فهو يتكون من ألواح بوليمر مجهرية مطلية بالألمنيوم لتحقيق انعكاسية عالية، كما أنه يوفر ظروف التشغيل المثلى ويضمن النقل الفعال للضوء إلى المحفز الضوئي على مدار اليوم.

وتتكون وحدة المفاعل الضوئي الفعال للاستخدام العملي بشكل أساسي من مكونين: محفز ضوئي مناسب يقود التفاعل الكيميائي ومفاعل ضوئي يحتوي على المحفز الضوئي والمواد الأولية للتفاعل الكيميائي.

ويقول بول كانط من معهد كارلسروه للتكنولوجيا لهندسة العمليات الدقيقة (IMVT) في بيان صحفي للمعهد "هناك العديد من المحفزات الضوئية المعروفة. يمكن استخدامها لتحليل الماء إلى هيدروجين وأكسجين أو لإنتاج وقود محايد مناخيا من الماء وثاني أكسيد الكربون".

ويضيف "في الحالة المثالية، يجب أن يوجه المفاعل الضوئي ضوء الشمس الساقط إلى المحفز الضوئي مع عدم وجود أي خسائر تقريبا، بغض النظر عن مصدره أو مكان وضع الشمس".

ويستطرد "علاوة على ذلك، يجب أن تضمن بنية ومادة المفاعل الضوئي التشغيل الأمثل للمحفز الضوئي، مثل درجة الحرارة المناسبة عند امتصاص الضوء".

نموذج التصميم المستخدم لإثبات مفهوم المفاعل الضوئي (دورية جول) فرصة تكنولوجية كبيرة

يعتقد كانط أن الاستخدام الواسع لوحدات المفاعل الضوئي الجديدة لإنتاج الهيدروجين أو الوقود على الأسطح أو في المزارع الشمسية قد يكون إحدى الفرص التكنولوجية الكبيرة للبشرية في مكافحة أزمة المناخ. مع ذلك، فإن كفاءة التفاعل الكيميائي العالية هي شرط يجب تحققه قبل أن يصبح التمثيل الضوئي الاصطناعي تقنية فعالة.

ووفقا لتقديرات الباحثين الأولى، تبلغ تكلفة المتر المربع لوحدة المفاعل الضوئي حوالي 22 دولارا أميركيا. وفي حال نجاح تطوير هذه المفاعلات لتوليد الهيدروجين والوقود، فإن هذه التقنية قد تكون واحدة من الحلول الهامة لأزمة الطاقة وتغير المناخ.

وفي الوقت الحالي، يعمل الفريق على تطوير محفز ضوئي يحلل الماء بكفاءة إلى هيدروجين وأكسجين، وسيتم دمجه في المفاعلات الضوئية، كما تتم دراسة الإنتاج الضخم للألواح الجديدة المعتمدة على تقنية المفاعل الضوئي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

جوجل تستثمر في شركة الطاقة الشمسية التايوانية لتعزيز الطاقة الخضراء

تستثمر شركة Google في شركة تايوانية للطاقة الشمسية ولديها خطط لبناء خط أنابيب للطاقة المستدامة بقدرة 1 جيجاوات في المنطقة. وتقوم الشركة بوضع حصة في New Green Power (NGP)، وهي جزء من المحفظة الاستثمارية لشركة BlackRock، للمشروع. يمكن أن تساعد هذه الخطوة جوجل وتايوان على الاقتراب من أهدافهما المناخية مع تحقيق الاستقرار في إنتاج الطاقة الخضراء في أحد أهم مراكز أشباه الموصلات في عالمنا الجديد المليء بالذكاء الاصطناعي.

وتتمتع جوجل بالفعل بحضور كبير في تايوان، بما في ذلك مركز البيانات. وفقا لأماندا بيترسون كوريو، الرئيس العالمي لطاقة مركز البيانات في جوجل، فإن الوقود الأحفوري يولد حاليا ما يقرب من 85 في المئة من شبكة الكهرباء في تايوان. وكتبت: "للمساعدة في التغلب على هذه العقبات، يمكن للشركات أن تلعب دورًا محوريًا في إيجاد استراتيجيات جديدة لزيادة المعروض من مصادر الطاقة المتجددة المتاحة وتعزيز التقنيات الناشئة التي تتيح إزالة الكربون بالكامل من أنظمة الكهرباء الإقليمية".
وتتوقع جوجل استخدام ما يصل إلى 300 ميجاوات من الطاقة الشمسية لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها في تايوان. بالإضافة إلى ذلك، يقول بيترسون كوريو إن الشركة "قد تقدم جزءًا من قدرة الطاقة النظيفة هذه لموردي ومصنعي أشباه الموصلات في المنطقة". وقالت إن ذلك سيساعد شركائها على تحقيق أهدافهم في مجال الطاقة الخضراء وتقليل الانبعاثات غير المباشرة (النطاق 3) من شركاء سلسلة التوريد في Google.

كتب بيترسون كوريو: "يمكن إرجاع حصة كبيرة من بصمتنا في النطاق 3 إلى شبكات الكهرباء التي تزود موردينا ومستخدمينا بالطاقة، ولهذا السبب تظل إزالة الكربون على نطاق واسع - والشراكات مثل هذه - جوهر هدفنا المتمثل في الوصول إلى صافي صفر". .

ولم يوافق المنظمون على الصفقة بعد. لم تذكر Google حجم استثمارها في NGP.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تسعى لاستيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب.. ومحطة تجريبية قريبا
  • حزب مصر بلدي يثمن قرار استخدام الطاقة الشمسية بمهرجان العلمين
  • "التخطيط": الدولة المصرية بذلت العديد من الجهود في مجال توطين صناعة الهيدروجين الأخضر
  • جوجل تستثمر في شركة الطاقة الشمسية التايوانية لتعزيز الطاقة الخضراء
  • الذهب الأخضر
  • مصدر جديد ومدهش للطاقة.. نظيف ويقلص من الاحتباس الحراري
  • BP تنضم لتحالف يضم "مصدر" لتنمية الهيدروجين الأخضر في مصر
  • “بي بي” تتحالف مع مصدر و”حسن علام للمرافق” و”إنفينيتي باور” لتنمية الهيدروجين الأخضر في مصر
  • وزير المالية: حريصون على جذب استثمارات هولندية في قطاع الهيدروجين الأخضر
  • 24 مليار يورو لمشروع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء بمنطقة جرجوب