على عكس مرسي.. هكذا يتمسك السيسي بالرئاسة عبر غزة وإسرائيل
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
على النقيض من الرئيس المصري الراحل محمد مرسي (2012-2013)، يبدو أن الحفاظ على علاقات قوية مع إسرائيل، حتى لو على حساب الدمار الشامل في قطاع غزة، هو طريق الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي للحفاظ على حكمه، بحسب محمد صبري في تحليل لـ"المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية" (ISPI).
صبري تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "منذ بداية الحرب الحالية على غزة (في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، كان النظام المصري صارما في تصريحاته التي أدانت القصف الإسرائيلي العشوائي للقطاع الساحلي، والتهجير القسري لنصف سكانه، وقتل نحو 15 ألف شخص (حوالي 19 ألف حاليا)، وحذرت إسرائيل من أي محاولات لدفع (تهجير) سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية".
واعتبر أن "لغة التصعيد هذه في مواجهة حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو كانت بمثابة مفاجأة للمصريين وخارج البلاد، في ضوء عشر سنوات من التفاهم غير المسبوق بين الجارتين والشريكتين في معاهدة السلام (1979)".
وعلى الرغم من هذه المعاهدة، إلا أنه يوجد رفض شعبي واسع بين المصريين للعلاقات مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.
واستدرك صبري: لكن "بعيدا عن البيانات الشفهية، لا تبذل مصر سوى القليل من الجهود، ومن الصعب أن يُنظر إلى دورها على أنه وساطة محايدة أو تدخل فعال".
وأردف أن "في رفح بشمال سيناء، وهو المعبر الحدودي المصري إلى غزة ونقطة الدخول والخروج الوحيدة التي لا تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، يبدو أن السلطات المصرية استسلمت لشروط الحصار الكامل المعلنة أو قبلتها عن طيب خاطر".
ولفت إلى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، في 9 أكتوبر الماضي، بأنه لن يتم توفير الماء أو الغذاء أو الوقود أو الكهرباء لـ"الحيوانات البشرية" في غزة، على حد قوله.
وشدد صبري على أنه "منذ ذلك الحين، ومن دون أي وجود عسكري فعلي أو سيطرة على معبر رفح الحدودي، الذي يديره مسؤولون مصريون وفلسطينيون، لا تزال إسرائيل تفرض سلطتها، فلا يُسمح لأي شيء بعبور المعبر، سواء إلى داخل غزة أو خارجها، دون موافقة إسرائيل".
اقرأ أيضاً
لمصر وإسرائيل وغزة.. هذا ما تعنيه ولاية السيسي الرئاسية المقبلة
"مجرد خادم"
متحدثا عن قطر والأردن وإسبانيا وبلجيكا، قال صبري إن "موقف مصر وإرادتها وقدراتها يصبح مكشوفا بشكل أكبر عند مقارنتها بمواقف دول أخرى يبدو أنها تفعل المزيد، على الرغم من كونها أكثر بعدا عن القرب الجغرافي المباشر وامتداد هذا الصراع".
وزاد بأنه "وسط هذه الجهود الدولية (لوقف الحرب وإعاثة سكان غزة)، يُنظر إلى مصر على نطاق واسع، على حد تعبير المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، على أنها "مجرد خادم" على المعبر الحدودي".
و"بالنسبة للسيسي، تشكل الحرب في غزة تهديدات لنظامه وسياساته (...) وعلى مدى السنوات العشر الماضية، حوّل السيسي (يحكم منذ عام 2014) مصر من وسيط موثوق وغير متحيز بين حركة حماس في غزة وإسرائيل إلى شريك لتل أبيب ضد غزة وفصائلها"، بحسب صبري.
ولفت إلى أنه "بعد فترة وجيزة من قيادة السيسي في يوليو/ تموز 2013 (حين كان وزيرا للدفاع) لانقلاب 2013 ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، تم تصنيف حماس (في مصر) كمنظمة إرهابية إلى جانب الحركة الأم، جماعة الإخوان المسلمين المصرية (ينتمي إليها مرسي)".
واستطرد: "وبينما ازدهرت علاقات السيسي مع إسرائيل، تراجعت علاقات مصر التاريخية مع غزة إلى أدنى مستوياتها، فخلال حرب غزة في عام 2014، كانت مصر تحاصر غزة بالفعل ودمرت أنفاق التهريب التي أنقذت القطاع من الحصار الإسرائيلي الخانق".
ويعيش في غزة نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
اقرأ أيضاً
محلل إسرائيلي: السيسي شريك لنتنياهو في استراتيجيته الفاشلة بشأن حماس
موقف مرسي
صبري قال إن "المقارنة السريعة مع دور مصر في حرب غزة عام 2012 تظهر التحول الجذري في موقف القاهرة".
ولفت إلى أنه "بمجرد أن شنت إسرائيل العملية العسكرية في القطاع، أرسل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي رئيس الوزراء هشام قنديل شخصيا إلى غزة، واستدعى السفير المصري من تل أبيب".
وتابع: "وفي الوقت نفسه، سمحت السلطات المصرية وسهلت عبور وفد شعبي يضم مئات المصريين إلى غزة، تضامنا مع سكاها تحت النيران الإسرائيلية، مع إبقاء معبر رفح مفتوحا بالكامل".
وأضاف صبري أن مصر تقمع أي احتجاجات مناهضة لإسرائيل، وفشلت أو لا ترغب في وقف سيطرة إسرائيل على معبر رفح، الذي قصفته تل أبيب خمس مرات منذ اندلاع الحرب وهددت بضرب أي قوافل مساعدات إنسانية تمر منه دون تنسيق معها.
واعتبر أن كل هذا "يمثل إشارات واضحة على قرار السيسي الواعي بعدم إضاعة العلاقة التي أقامها مع إسرائيل على مدى عقد من التعاون والسياسات المشتركة بشأن مكافحة الإرهاب في سيناء وحصار غزة وخنق فصائلها، وفي مقدمتها حماس".
وقال إنه "يبدو أن الحفاظ على علاقات قوية مع إسرائيل، حتى لو كان ذلك على حساب الدمار الشامل في غزة، هو طريقة السيسي للحفاظ على حكمه، إذ يعاني نظام السيسي من أزمة اقتصادية من صنع يديه، مع أعلى مستويات الديون الخارجية في تاريخ البلاد".
وتابع: "كما تواجه الدولة ضغوطا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب سجلها السيئ للغاية في مجال حقوق الإنسان، كما تواجه فضيحة رشوة في واشنطن تورط فيها رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل والسيناتور الأمريكي البارز بوب مينينديز".
و"لذلك، فإن الوقوف ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (...) يعني مواجهة غضب جماعات الضغط الإسرائيلية القوية في كل العواصم الكبرى، بدءا بواشنطن، والتي تعمل بالفعل على تقليص المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر (...) وبالنسبة للسيسي ونظامه، فإن الوقوف فعليا إلى جانب غزة في هذه الحرب سيكون بمثابة الانتحار"، كما ختم صبري.
اقرأ أيضاً
أكاديمي أردني: تجويع غزة رهان السيسي وإسرائيل لهزيمة المقاومة
المصدر | محمد صبري/ المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مرسي السيسي حكم غزة إسرائيل حرب حماس مع إسرائیل یبدو أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: سنضرب حزب الله في لبنان بكل قوة
تعهدت تل أبيب، اليوم الثلاثاء، بمواصلة استهداف عناصر حزب الله في لبنان بكل قوة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولا توقف في لبنان" حتى تتحقق أهداف الحرب، بحسب ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
בהמשך פגישתי אתמול עם פורום מטכ"ל הדגשתי את מדיניות ישראל לגבי לבנון:
הפעילות המזהירה והעוצמתית שבוצעה ע"י צה"ל וגופי הביטחון מול החיזבאללה וחיסול נסראללה מהווים תמונת ניצחון וצריך להמשיך את הפעילות ההתקפית, כדי להוסיף ולגרוע את יכולות החיזבאללה ולממש את פירות הניצחון.
בלבנון… pic.twitter.com/ALTCOqD3IG
وغرد كاتس على صفحته الرسمية في منصة "إكس" قائلاً: "إن العمليات الهجومية الإسرائيلية يجب أن تستمر في إضعاف قدرات حزب الله وتحقيق ثمار النصر".
وأضاف "سنستمر في ضرب حزب الله بكل قوتنا حتى تتحقق أهداف الحرب. لن توافق إسرائيل على أي ترتيب لا يضمن حقها في فرض ومنع الإرهاب بشكل مستقل، وضمان تحقيق أهداف الحرب في لبنان".
وبحسب المنشور تطالب تل أبيب أن تكون نتيجة الحرب "نزع سلاح حزب الله، ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني، والسماح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم بأمان".
وقال متحدث باسم حزب الله، الإثنين، إن الجماعة اللبنانية لم تتلق أي مقترحات بشأن هدنة في لبنان، في وقت قال فيه وزير الخارجية الإسرائيلي إن الجهود الدبلوماسية أحرزت "تقدماً" ووسط تقارير إعلامية إسرائيلية، تفيد بأن مجلس الوزراء وافق على مقترح لوقف إطلاق النار.