ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم دعاء أول العام وآخره، وهل الدعاء في هذا الوقت حرام شرعا؟

دعاء الحظ والنصيب.. احرص على هذه الآيات الكريمة دعاء جميل ومكتوب.. علمه النبي للسيدة عائشة

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن تخصيصُ يوم معيَّن في السَّنَة بدعاءٍ معينٍ من أدعية الصالحين ومُجَرَّبَاتهم أو عبادةٍ معينةٍ أمرٌ جائزٌ شرعًا جرى عليه عمل المسلمين عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يُعتَقَد أنه سنّةٌ نبوية.

وذكرت دار الإفتاء، أن الدعاءان المشار إليهما في السؤال هما من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ الحنابلة منذ نحو ألف سنة.

وأوضحت، أن دعاء أوَّل السنة أن يقول المسلم: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك، يا ذا الجلال والإكرام".

وتابعت: ودعاء آخر السنة أن يقول في آخر أيامها: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم".

وأكدت دار الإفتاء، أنه من البدع المنهجية المنكرة التي انتشرت بين بعض المتعالمين في هذا العصر: الادِّعاءُ بأن تخصيصَ أوقات معينة للدعاء أو العبادة هو أمر مُبتَدَعٌ لا يجوز، وهذه الدعوى الباطلة هي البدعة حقًّا، وهي من بِدَعِ الضلالةٍ التي لم يُسبَقْ إليها أصحابُها، ولم يُعوِّل عليها أحد من أهل العلم في قديم الدهر أو حديثه.

وأشارت إلى أن الحق أن هذه الدعوى الباطلة هي البدعة حقًّا؛ إذ حقيقتُها: حرمانُ المسلمين من تحويل الأوامر الشرعية المطلقة إلى برامج عمل يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية أو موسمية، والحيلولة بينهم وبين الانتظام في الدعاء والعبادة حسب ما تمليه ظروفهم وأوقاتهم وأحوالهم، وتناسبه عاداتهم وأعرافهم؛ فإن الناس لو تُرِكُوا دون هذه الترتيبات الموسمية وبرامج العمل الحياتية التي تجعلهم على صلة بدينهم وذكر لربهم: لأدَّى بهم ذلك إلى الغفلة، وكل ذلك مَدْعَاةٌ لتقليل مظاهر الدعاء والعبادة في حياة المسلمين، هذا مع كثرة المناسبات الاجتماعية ومواسم الاحتفال وما تموج به من لهو وانشغال عن ذكر الله تعالى وعبادته، فيضيع بذلك التوازن الذي أراد الشرعُ من خلاله أن يعمل المسلم لآخرته كأنه يموت غدًا، وأن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا.

وقالت دار الإفتاء، إن من اتهم المسلمين فقد تحجر واسعًا وضيَّق على المسلمين أمرًا جعل الشرع لهم فيه سعة، حيث إن الإسلام حث حثًّا مطلقًا على الدعاء، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، ومنع المداومة على الخير ضرب من ضروب الجهل والصدّ عن ذكر الله تعالى، والناهي عن ذلك قد سنَّ سنة سيئة في المنع من فعل الخير وتنظيمه والمداومة عليه، مخالفًا بذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أن عمله كان ديمة، ومِن أن أحب الأعمال إلى الله أدومها كما ثبت في "الصحيحين" وغيرهما، ولم يلتفت في نهيه هذا إلى عواقب ما يقوله ويزعمه مِن صرف المسلمين عن المداومة على الدعاء.

وينبغي الحذر من الفتاوى الباطلة التي تطعن في هذه الأدعية الجليلة وتصفها بالبدعة؛ بدعوى أنها لم تَرِدْ في السُّنّة، فهي فتاوى مبتدعة لم يقل بها أحد من علماء الأمة، كما أنها تستلزم الطعن على علماء الأمة وصلحائها وسلفها وأئمتها، وهو عين ما يريده الأعداء من إبعاد المسلمين عن تراثهم وإفقادهم الثقة في أئمتهم الهداة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الدعاء ادعية دار الإفتاء المصرية وآخره دار الإفتاء دعاء أو

إقرأ أيضاً:

أثر الدعاء في تحقيق الطمأنينة وتيسير الأمور في حياة المسلم

فضل الدعاء في الإسلام وأثره في حياة المسلم،الدعاء هو عبادة عظيمة في الإسلام، يُعتبر وسيلة للتواصل المباشر بين العبد وربه، ومن خلالها يطلب المسلم من الله تحقيق رغباته وتيسير أموره. 

فيما يلي تستعرض لكم بوابة الفجر الإلكترونية فضل الدعاء في الإسلام، ونناقش أثره على حياة المسلم وكيف يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأفراد والمجتمعات.

فضل الدعاء في الإسلام

الدعاء له مكانة عالية في الإسلام، وقد ذُكر في العديد من النصوص القرآنية والحديثية التي تبين فضل الدعاء وأجره.

أثر الدعاء في تحقيق الطمأنينة وتيسير الأمور في حياة المسلم

 قال الله تعالى: *"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"* (غافر: 60). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: *"الدعاء هو العبادة"* (رواه الترمذي).

أثر الدعاء على الفرد

- **تعزيز العلاقة بالله**: الدعاء يعزز من علاقة الفرد بالله تعالى، حيث يشعر المسلم بالقرب من ربه وتواصل مباشر معه. هذا الشعور يقوي الإيمان ويعزز من الاطمئنان والثقة بالله.

- **تحقيق الراحة النفسية**: عندما يدعو المسلم الله تعالى، يشعر بالراحة النفسية والتخفيف من التوتر والقلق. الدعاء يُعتبر وسيلة للتعبير عن المشاعر والآمال، مما يساهم في تحقيق الاستقرار النفسي.

- **طلب الهداية والتوفيق**: من خلال الدعاء، يطلب المسلم من الله الهداية والتوفيق في حياته.

 الدعاء يساعد على توجيه الفرد إلى الطريق الصحيح ويمنحه القوة للتعامل مع التحديات.

أثر الدعاء على المجتمع

- **تعزيز روح التعاون والتضامن**: عندما يشارك الأفراد في الدعاء لأجل المجتمع، يعزز ذلك من روح التعاون والتضامن. 

الدعاء الجماعي يساهم في تحقيق الأهداف المشتركة ويزيد من الإحساس بالوحدة.

أثر الدعاء في تحقيق الطمأنينة وتيسير الأمور في حياة المسلم

- **تحقيق الاستجابة للأزمات**: الدعاء الجماعي يمكن أن يكون وسيلة قوية لتخفيف الأزمات التي يواجهها المجتمع.

 من خلال الدعاء، يمكن للمجتمع أن يتوجه إلى الله طالبًا العون والرحمة، مما يسهم في تجاوز الأوقات الصعبة.

- **تشجيع العمل الصالح**: الدعاء يعزز من روح العمل الصالح والمساهمة في تحسين المجتمع. من خلال طلب الهداية والتوفيق، يُشجع المسلمون على المشاركة في الأعمال الخيرية والإصلاحية.

كيفية الدعاء بفعالية

- **الإخلاص في النية**: من الضروري أن يكون الدعاء مصحوبًا بالإخلاص والنية الصافية. 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: *"ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"* (رواه مسلم).

- **التضرع والاعتراف بالضعف**: يُستحب أن يدعو المسلم بتضرع واعتراف بضعفه أمام الله، مع الإيمان بأن الله قادر على تلبية الدعاء.

دعاء الصبر على البلاء في يوم الجمعة: فضله وأهميته استخدام الأدعية المشروعة

 يُفضل أن يكون الدعاء باستخدام الأدعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية. من الأدعية المشروعة: *"اللهم اغفر لي وارحمني"* و*"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"* (البقرة: 286).

فوائد الدعاء في الدنيا والآخرة

- **تحقيق الأماني**: الدعاء هو وسيلة لتحقيق الأماني والتمنيات.

 قال النبي صلى الله عليه وسلم: *"ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجَّلَ له دعوته، وإما أن يُدَّخَرَ له، وإما أن يُكَفَّرَ عنه من السوء"* (رواه مسلم).

- **تحقيق المغفرة والرحمة**: الدعاء يُعتبر وسيلة لطلب مغفرة الله ورحمته. من خلال الدعاء، يطلب المسلم من الله أن يغفر له ويرحمه، مما يعزز من فرصة الحصول على الجنة.

- **الاستجابة للأزمات**: الدعاء يمكن أن يكون وسيلة لرفع البلاء والتخفيف من الأزمات. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: *"لا يرد القضاء إلا الدعاء"* (رواه الترمذي).

فضل دعاء الصبر على البلاء وأهميته في حياة المسلم الدعاء هو عبادة عظيمة لها تأثير كبير على حياة المسلم

 من خلال الدعاء، يمكن للفرد تعزيز علاقته بالله، تحقيق الراحة النفسية، وطلب الهداية والتوفيق. كما أن الدعاء له أثر إيجابي على المجتمع، حيث يعزز من روح التعاون والتضامن، ويسهم في تجاوز الأزمات. 

لذا، يُستحب للمؤمن أن يحرص على الدعاء بانتظام، مع الإخلاص والنية الطيبة، لتحقيق الخير والبركة في حياته وحياة المجتمع.

مقالات مشابهة

  • هل الدعاء بين الأذان والإقامة ضمن أوقات الاستجابة؟
  • أدعية خسوف القمر: فرصة للتقرب إلى الله والتفكر في عظمته
  • خسوف القمر 2024.. أدعية مستجابة للصلاة للصلاة والذكر في ساعات الخسوف
  • أثر الدعاء في تحقيق الطمأنينة وتيسير الأمور في حياة المسلم
  • أدعية لطلب البركة والرحمة في الحياة اليومية
  • دعاء اليوم..لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • دعاء زهران: القضية السكانية واحدة من أهم التحديات التنموية التي تواجه الدولة المصرية
  • ما قصة القوة التي طوقت جامع أم الطبول وسط بغداد؟
  • ما الدعاء الذي أوصى به الرسول السيدة فاطمة الزهراء؟
  • «أعوذ بك من شر ما صنعت».. الدعاء المستجاب قبل الفجر | ردده لتفريج الكرب