جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@21:42:26 GMT

ملف الرياضة.. وحديث يطول!

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

ملف الرياضة.. وحديث يطول!

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

يمثل ملف الرياضة العُمانية واحدًا من أكثر الملفات سخونة على الساحة الجماهيرية؛ حيث يمس هذا القطاع شريحة كبيرة من أبناء الوطن، ويتماهى مع جوانب مُهمة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة الخليجية من تطور ملموس جعلها تنافس على المستوى العالمي، وأصبحت هذه المنطقة قبلة هامة وواجهة للأحداث الرياضية العالمية والإقليمية، وقد تحولت الرياضة إلى صناعة واستثمار عالي القيمة وأصبح أحد المصادر الهامة لتعزيز الدخل القومي للعديد من الدول.

وفي حقيقة الأمر، مَرَّ ملف الرياضة العُمانية بمجموعة كبيرة من التحولات بداية من بزوغ فجر النهضة المباركة بقيادة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والذي أولى عناية خاصة بهذا القطاع، ولامست مسيرة النهضة المباركة جوانب متعددة منه وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية والتشريعات والتنظيمات الإدارية. ومع استكمال النهضة المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- نجد أنَّ هذا الملف يجد أولوية خاصة من لدن جلالته- أبقاه الله- وقد تجلى هذا الاهتمام بالإعلان عن بدء الدراسات الاستشارية لمشروع المدينة الرياضية، ومن المؤمل أن تكون هذه المدينة الرياضية علامة فارقة في مسيرة الرياضة العُمانية.

ومنذ أيام أعلن سعادة وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب أن الوزارة ستقوم بتنفيذ دراسة لتقييم واقع قطاع الرياضة في سلطنة عُمان بالتعاون مع بيت خبرة دولي، وذلك بدايةً من يناير 2024، وسوف يتمُّ الالتقاء بأصحاب العلاقة من الأندية الرياضية وغيرها من الهيئات الخاصة العاملة بالمجال الرياضي بهدف رصد هذه التحدّيات ورفع التوصيات خلال الربع الثاني من العام المقبل، وهذا التوجه والاعلان هو خطوة في مصب تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" والتي تضمنت هدفاً استراتيجياً يوازي طموح القيادة والرياضيين في سلطنة عُمان، حيث جاء في الرؤية أن الهدف الاستراتيجي للرياضة العُمانية هو (بيئة وأنظمة محفزة لرياضة مُساهِمة اقتصاديًا ومنافسة عالميًا)، ومن خلال هذا الهدف الاستراتيجي الواضح ندرك أن ملف الرياضة يجب أن يتحرك في محورين رئيسيين هما المساهمة الاقتصادية والمنافسة العالمية.

كل الطرح السابق هو واقع لا يمكن تجاهله عند الحديث عن ملف الرياضة العُمانية، هذا الملف الذي أصبح الحديث فيه حساسًا خاصة مع الواقع الذي تعيشه رياضتنا والمقارنة المستمرة مع المحيط، وهذا أمر لا يمكن تجاهله أو القفز عليه، بل إنه من المهم أن يتم مواجهة التحديات والوقوف على ما يواجهنا من إشكاليات جعلت من واقعنا الرياضي مجال نقد وحديث مستمر حتى نتمكن من تحويل الأهداف إلى واقع، خاصة وأننا كبلد نملك جميع مقومات النجاح في هذا المجال لما تزخر به بلادنا من مواهب وما يتوفر من شغف واهتمام بالرياضة من مختلف شرائح المجتمع.

في الواقع سعدت بأن دراسة تقييم واقع الرياضة سوف تتم عبر جهة محايدة، وقد تكون غير مرتبطة بالوسط الرياضي، وذلك لأننا بحاجة لنظرة من خارج القطاع متجردة من الذاتية والخلفيات السابقة والمنطلفات المترسخة عبر تجارب سابقة طغت عليها فترات متذبذبة ما بين الفشل والنجاح، وتخللتها مراحل مد وجزر قد يكون تقييمنا لواقعنا مرتبطاً بكل ذلك، كما أننا بحاجة ماسة لمعرفة أين وصل العالم من حولنا، وما هي التوجهات العالمية والاستراتيجيات التي تبنتها الدول الأخرى ومحاولة إسقاطها ومقاربتها مع واقعنا وخلق تجربة خاصة بنا تجمع هذا المزيج، ورسم خارطة طريق تنتقل برياضتنا لمستوى آخر نأمله ويحقق طموح القيادة والمختصين وكل من له علاقة بهذا القطاع.

المهمة ليست سهلة، والانتقال بواقعنا الرياضي يتطلب الكثير والكثير من العمل، فالبنية التشريعية تحتاج إلى إعادة نظر، والهياكل الإدارية هي الأخرى يجب أن تكون محل بحث وتمحيص ودراسة، والمكونات الأساسية لهيكل الرياضة العُمانية كاللجنة الأولمبية والاتحادات واللجان والأندية يجب أن يطالها التغيير وإعادة تعريفها كمفاهيم أساسية في قيادة التحول من الهواية إلى الاحتراف في جميع مفاصل القطاع الرياضي، كما أن قضية الكفاءة يجب أن تكون هي الأساس في مستقبل الرياضة العُمانية، فالموارد التي تنفقها الدول في القطاع الرياضي هي استثمار يعود أثره بأشكال مختلفة، ويحقق أهدافاً رسمت وغايات وضعت لهذا الاستثمار، وإن الهدر المتواصل دون تحقيق الغايات يجعل الحكومات تعيد النظر في خططها وأولوياتها.

إن ما نشاهده من خطوات في القطاع الرياضي هذه الأيام يجعلنا نتفاءل بأن ملف الرياضة العُمانية قد حان وقته، وأن القادم سوف يكون مختلفًا، وأن تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان "040م سوف يكون هو عنوان المرحلة القادمة، وهذا الأمر بلا شك يتطلب قرارات حاسمة، وعدم السماح بأخطاء قد تكلف ضياع فرص اللحاق بالعالم المتقدم رياضيًا، وما زال المجال مفتوحًا لتغيير هذا الواقع وتحقيق آمال الأجيال القادمة من أبناء الوطن الذين بلا شك متشوقون لغد مشرق لرياضتنا يواكب التطور الذي تشهده البلاد في شتى المجالات، وعلى المسؤولين تقع مهمة صناعة هذا التغيير. والله من وراء القصد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إسدال الستار على الدورة الرمضانية في نادي دبا الرياضي

 

دبا- الرؤية

أسدل الستار على فعاليات الدورة الرمضانية لكرة القدم، والتي نظمها نادي دبا الرياضي الثقافي، تحت رعاية سعادة الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الهوم المياسي والي دبا، وسط أجواء رياضية تنافسية وحضور جماهيري كبير.

وشهدت المباراة النهائية لقاءً مثيرًا، فيما تميزت البطولة بمشاركة واسعة من الفرق واللاعبين الذين أظهروا مستويات فنية عالية وروحًا رياضية مميزة. وأشاد سعادة الشيخ الولي بالتنظيم المميز للبطولة والروح التنافسية التي سادت المباريات، مؤكدًا أهمية هذه الفعاليات في تعزيز الرياضة المجتمعية وتشجيع الشباب على ممارسة كرة القدم.

وفي ختام الحفل، قام سعادته بتتويج الفريق الفائز بالكأس ومنح الميداليات الذهبية، كما تم تكريم الفرق الفائزة بالمراكز المتقدمة واللاعبين المتميزين في البطولة، إضافة إلى تكريم الجهات الداعمة والمساهمين في إنجاح هذا الحدث الرياضي.


 

مقالات مشابهة

  • إسدال الستار على الدورة الرمضانية في نادي دبا الرياضي
  • صدور الجزء السادس من موسوعة "الإمبراطورية العُمانية من سواحل إفريقيا إلى سواحل الهند"
  • وزير الإعلام: مشروعنا الرياضي يتطلب التخلص من إعلام الأندية .. فيديو
  • مدحت العدل: إعادة مباراة الأهلي والزمالك ستودي إلى وقف النشاط الرياضي
  • منتدى الاستثمار الرياضي 2025 .. الحدث الأكبر لتعزيز نمو القطاع في المملكة
  • منتدى الاستثمار الرياضي 2025: الحدث الأكبر لتعزيز نمو القطاع الرياضي في المملكة
  • 54 عامًا على تأسيس العلاقات العُمانية التونسية
  • إنجاز تاريخي.. مواي تاي العراق تنضم للمجلس الدولي العسكري الرياضي
  • الوهيبي: "اتحاد القدم" يسعى لتحقيق تطلعات الجماهير والارتقاء بالكرة العُمانية
  • سفن "فرايز" علامة تجارية عُمانية تجاوزت الحدود