جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-19@03:12:43 GMT

باقون.. ما بقي الزعتر والزيتون

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

باقون.. ما بقي الزعتر والزيتون

 

د. أحمد بن علي العمري

 

"باقون.. ما بقي الزعتر والزيتون"، جملة قالها رجل مسن من أهالي غزة العزة بعد أن قصفت داره بصاروخ من العدو الصهيوني الغاشم على رأس ساكنيه ودمرت الدار واستشهد العديد من أهله..

إنها جملة مُعبّرة تحمل الكثير والكثير من العبر والمعاني والمضامين؛ فقد ربطها بالزعتر والزيتون وهي نباتات تنبت من الأرض، ويا له من وصف بليغ في محتواه ومضمونه؛ فالأرض هي الثبات والحياة وما ينتسب للأرض عمره ما ينتزع بالماديات؛ حيث تبقى الثوابت هي ذاتها لا تتبدل ولا تتحول.

قالها بألم وحسرة ووجع وأنين وتألم، لكنه قالها أيضًا بنبرات كلها سمو وشموخ وتحدٍ وإصرار واستبسال وطموح وتشبث بالأرض وانتماء للوطن وبعزة وكرامة.

لله درهم، والله ينصرهم، إنهم فعلًا كما قال الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات "شعب الجبارين"، وسط التخاذل والتضعضع والضعف والهوان في الدول العربية والإسلامية من حولهم.

لقد زعموا أنَّ الجيش الإسرائيلي الغاشم "الجيش الذي لا يقهر"، وها هو يقهر في غزة الصمود والشموخ.

وأنا- والواقع معي- نقول إن الشعب الفلسطيني هو الشعب الذي لا يقهر، لقد وصلت بهم الأمور لدرجة أنهم يخفون الإعلان عن قتلاهم وأسراهم ومصابيهم وإذا ما أعلنوا فعلى استحياء نتيجة ضغوطهم الداخلية وصحفهم وإعلامهم فيعلنون عن النذر اليسير وليس الحقيقة كاملة.

لماذا هذا كله يحصل في غزة؟ الإجابة ببساطة ومباشرة أن رجال المقاومة يذهبون لميدان الوغى للاستشهاد والارتقاء إلى الله سبحانه وتعالى، بينما جنود الاحتلال يذهبون وفي بالهم العودة لاستلام الراتب في آخر الشهر. فرق كبير جدًا وبعد شاسع في الآيدلوجيات وما تضمره النفوس والعقيدة الصادقة.

ثم هناك سؤال محيِّر ولا أرى له جوابًا شافيًا ومُقنعًا، عندما تعلن أي دولة عربية أو إسلامية الإسلام منهجًا لها وطريقًا ودستورًا يثور عليها الجميع بما في ذلك من هم في محيطها مطالبين بالعلمانية والديمقراطية، وأنه لا بُد من التخلي عن الدين من أجل الديمقراطية؛ لدرجة أنهم تدخلوا في مناهج المدارس وفكر الأبناء!!

لكن عندما تعلن إسرائيل أنها دولة يهودية يكون ذلك بردًا وسلامًا على العالم!

ثم لماذا نهرول دائمًا في اتجاههم؟ وهم في كل مرة يتبرأون منَّا ولا نصرة ولا نصير؟!

إنني وكل عماني وكل مقيم على هذه الأرض المباركة الطيبة نحيِّي النهج والسياسة التي تنتهجها سلطنة عمان وعلى رأسها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وكذلك وزارة الخارجية وبياناتها المتتالية والمتعاقبة والثابتة والواضحة. والتحية والتبجيل لشيخنا الجليل العلامة أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة، وللشعب العماني المقاطع والهبة العمانية المظفرة من شعبها الأبيّ الوفيّ.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية الاردن بعد زيارته الرئيس المكلف: نثق بأن سلام سيسير باتجاه تشكيل الحكومة بأسرع وقت

استقبل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام بعد ظهر اليوم في دارته وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي في حضور السفير الاردني في لبنان وليد الحديد.

بعد اللقاء قال الوزير الصفدي:"سعدت بلقاء دولة الرئيس المكلف ونقلت له تمنياتنا بالتوفيق في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بأسرع وقت ممكن، وجلالة الملك حريص جدا على أن يسير لبنان إلى الأمام باتجاه اعادة بناء مؤسسات واستعادة أمنه واستقراره ،  ونثق بأن دولة الرئيس إن شاء الله سيسير  باتجاه تشكيل الحكومة بأسرع وقت ، حتى تبدأ المؤسسات اللبنانية بالعمل خصوصا بعد انتخاب فخامة رئيس الجمهورية ".

  اضاف:" نقلت له رسالة من جلالة الملك اليوم ، أكدت أن المملكة تقف مع لبنان الشقيق في هذه المرحلة الحساسة، ونعتبر أن ثمة لحظة مهمة في لبنان مع بداية جديدة وبداية عهد جديد، ونرى مشاعر التفاؤل بشكل ملموس  واللحظة الأقليمية والدولية ايضا داعمة للبنان في هذه المرحلة،  كما قلت لاستعادة فاعلية مؤسساته، وتجاوز التحديات الكثيرة التي مر بها لبنان على مدى السنوات الماضية".

وتابع :"اللقاء مع دولة الرئيس كان لقاء إيجابيا يثق هو بأن الأردن يقف إلى جانب لبنان وإلى جانبه في مواجهة تحمل هذه المسؤولية،  ونحن نثق بأن دولة الرئيس سيكون إن شاء الله قادرا على أن يأخذ لبنان عبر مسؤوليته إلى مرحلة جديدة مع توافق حالة،  فيها بداية لرئيس جمهورية جديد و رئيس حكومة جديد، إن شاء الله وقف إطلاق النار سيستمر ، وهناك ثمة تحد لاعادة  البناء و إلاعمار ، فكل هذه تحديات كبيرة، و لكن إن شاء الله سيكون لبنان قادرا مع هذا التحرك الإيجابي السريع باتجاه تفعيل مؤسساته على أن يتجاوز ها ويعيد لبنان دوره وتالقه في المنطقة والعالم".

وكان الرئيس سلام تلقى إتصالاً من شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى هنأه فيه على تكليفه بتشكيل الحكومة.

 

مقالات مشابهة

  • اللواء (م) مازن محمد اسماعيل: نشد من عضد البرهان لمواجهة حلف الشيطان
  • اللواء سمير فرج: الفلسطينيون باقون على أرضهم بفضل رفض مصر للتهجير أو تصفية القضية
  • استطلاع: 29% من الألمان ادعوا المرض للتغيب عن العمل
  • «الشؤون الإسلامية» تطلق اسم النخوة على 7 مساجد
  • السعودية.. تفاعل مع جملة قالها رونالدو بعد تعثر النصر أمام التعاون
  • رئيس المحكمة الدستورية: المغرب ليس وليد البارحة ولم يحصل على الإستقلال في 1956
  • تعامل بعفوية واغتنم الفرص.. حظك اليوم برج الأسد الجمعة 17 يناير
  • العقل الإخوانى «المركوب»
  • وزير خارجية الاردن بعد زيارته الرئيس المكلف: نثق بأن سلام سيسير باتجاه تشكيل الحكومة بأسرع وقت
  • 10 فوائد صحية للزعتر تجعلك تتناوله يوميا