الحياة التي نعيشها ليست صعبة لدرجة اليأس والتشاؤم ، وفي نفس الوقت ليست وردية لدرجة الانغماس في الخيال واللاوعي .... هناك من عانى في حياته معاناة كبيرة فيصور لنا الحياة على أنها لا تحتمل ، وهناك من عاش حياته في رفاهية وسعادة فيصور لنا الحياة على أنها وردية .... يجب أن نكون وسطيين بين هذا وذاك ، يجب أن نعيش الحياة ونؤمن أنها حلوة ونتفاءل بالمستقبل وأن الله يأتي باليسر مع العسر وفي نفس الوقت ندرك تقلباتها وعراقيلها ونخطط لاجتيازها دون يأس.

صعوبة الحياة تتلخص في نفوس غير سوية نفسيا ، تحقد وتحسد وتغار منك ومن الذي بين يديك ، تنتقدك بشدة لتشبع نقصها وتشعر بانتصار زائف .... في قلوب قاسية لدرجة الأذى والانتقام لا تعرف الحب ولا الرحمة .... في عقول غبية تحاول أن تكون ذكية بالحيل وعدم الصراحة لتخدم مصالحها ، وقد تدعي الحب الزائف من أجل تحقيق أهدافها .... في الطاقات السلبية المحيطة بنا من إحباط وإفشال وإضعاف وظروف معاكسة ومضادة لإرادتنا وخططنا .... في تقلبات القدر المفاجئة التي تصدمنا وتحزننا وتزعجنا وتضعفنا ولو لفترات بسيطة .... في المغريات المعيشية المحيطة التي تختبر قدرتنا على إدخار المال أو إنفاقه .... في الفتن الدنيوية التي تستهدف تمسكنا بإيماننا العقائدي واستقامة أخلاقنا .... علينا مواجهة كل ذلك بقوة وثبات وصلابة الصخرة القوية التي لا تؤثر فيها ضربات الموج وبحكمة بالغة كالمنارة التي ترشد السفن بنورها في بحر الحياة.

لكي نجتاز صعوبة الحياة ونعيش في سعادة علينا أن نضع في أولوياتنا الحفاظ على سلامنا النفسي بالبُعد عن المحبطين الذين يزعزعون ثقتنا في أنفسنا بالانتقادات اللاذعة .... الاهتمام براحة بالنا بعدم الدخول في الصراعات وعدم المشاركة في النقاشات الشاقة والطويلة غير النافعة .... ضمان استقرارانا المادي بالإدخار الجيد ومقاومة المغريات بالاستثمارات الناجحة المضمونة ولو على أضيق الحدود لأن المال مهم جدا في وقتنا الحالي صحيح أنه لا يشتري الصحة ولكنه يسهل العلاج ويوفر الوقاية اللازمة لتقليل إحتمالية حدوث المرض .... الاهتمام بوضعنا الصحي بوضع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة كأسلوب حياة .... التمسك بإيماننا بالله والإصرار على إستقامتنا الأخلاقية لنستطيع مقاومة المغريات الدنيوية التي قد تضعف إيماننا وتؤثر على أخلاقياتنا ومبادئنا ، ولنستطيع الصبر على التقلبات القدرية المفاجئة التي تزعجنا وتحزننا.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

أحمد شعراني يكتب: مهرجان العلمين.. نتجه للأمام

التخلص من آثار الماضي البغيض، هو عنوان المرحلة، وكأن الدولة المصرية، أبت أن يظل لأي بغيض ذيل في هذا الوطن، ومن اليوم الأول مٌذ انطلاق ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، حينما، تدخل الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي لإنقاذ البلاد من المُستنقع الفكري الذي كُنا على شفا حفرة من الوقوع فيه.

ودون أياد مُرتعشة، ودون تراجع، أخذت مصر على عاتقها أن تعود لمكانتها الريادية مرة أخرى، بداية من التخلص من الإرهاب، تِلك المعركة التي خضناها ودفعنا فيها النفيس والغالي من أبناء الشعب المصري، وقواتنا المُسلحة والشرطة، في تطهير الأراضي من الفئران التي كانت تتخذ من باطن الأرض مقرًا لها.

واحدة من تِلك المعارك الهامة التي خاضتها الدولة، هي إعادة إعمار تِلك المدينة الساحلية التي تٌعد واحدة من بين أهم المُدن التي تطل على ساحل البحر المتوسط، وهي مدينة العلمين، أو كما كان يُطلق عليها في العصر الروماني، ليوكاسبيس، حيث كانت مدينة كبيرة يعيش فيها قرابة الـ 15 ألف مواطن، وكانت ميناء ضخم، باعتبارها واحدة من المدن المُطلة على ساحل البحر المتوسط، والتي سُميت فيها بعد بـ"العلمين" والتي تُعني الجبلين، لأنها تقع بين جبل الملح وجبل الطير كمان تقول المراجع التاريخية.

العلمين التي كانت مسرحًا لواحدة من المعارك التاريخية في الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت بداية انكسار جيش الطاغية الألماني هتلر، حينما كان يطمح روميل قائد جيشه، في التوغل في مصر للسيطرة على القاهرة، وهُزم على يد جيش الصحراء في العلمين، وفر هاربًا، لتظل مصر بشكل أو بآخر كما قيل عنها: "مقبرة الغٌزاة والطُغاة"، ومنذ ذلك الوقت عام 1942، أصبحت العلمين مدينة أشباح، تملؤها الألغام، ولن تستطيع السير فيها إلا وترى يافطة "احذر" إشارة على الألغام الموجودة بالمنطقة.

واليوم وتحديدًا مُنذ افتتاح مدينة العلمين على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018، تحولت المدينة من مسرح للحرب، لمسرح للحياة وأيقونة مصرية للترفيه وذلك بعد تدشين الشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية واحد من أهم المهرجانات التي كُنا نحتاجها، وهو "مهرجان العلمين"، التي انطلقت الدورة الأولى منه العام الماضي 2023، وحقق نجاحاً كبيرًا في جذب مليون زائر، خلال فعالياته.

وتهدف المُتحدة وكما جاء على لسان عمرو الفقي الرئيس التنفيذي للشركة، هذا العام لجذب 2 مليون سائح وزائر أي ضعف الرقم الذي تحقق العام الماضي، لذلك جاءت النسخة الثانية من المهرجان أكثر تطورًا عن نسخته الأولى، بإنشاء أربع فروع أخرى من المهرجان، حيث لن يقتصر الأمر على الحفلات والموسيقى فقط، إنما أنشئت مهرجان للترفيه ومهرجان للرياضة ومهرجان للطعام ومهرجان الموسيقى والمسرح، ومهرجان نبتة الذي يعد واحد من أهم الأفكار التي من المقرر أن تٌقدم هذه الدورة، وهو المهرجان الموجه للطفل برئاسة الممثل أحمد أمين.

بصرف النظر عن كل المعوقات التي عاشتها مصر، استطاعت اليوم وبالأرقام أن تحقق في النصف الأول من 2024، أعلى مُعدل في أعداد السائحين القادمين إليها، حيث تخطى الرقم في ستة أشهر فقط، 7.069 مليون سائح، بإيرادات تخطت 6.6 مليار دولار وهي الأرقام التي وصفتها الصٌحف العالمية بأنها أرقام تاريخية وغير مسبوقة.

على الرغم من ذلك فـ مصر تستحق الأكثر، كما قال أشرف سالمان رئيس مجلس إدارة الشركة المُتحدة في مؤتمر افتتاح الدورة الثانية من مهرجان العلمين، أن مصر تستحق أن يصل أعداد السائحين فيها لـ 50 مليون وليس 15 فقط.

يرجع الخبراء في انتعاش الحركة السياحية والترفيهية في مصر كما جاء في تقرير نشرته cnn، لأكثر من سبب لكن أهمهم هو أن تِلك الأعداد مؤشر وانعكاس كبير على الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وهذا ما قدره الله لهذا البلد، كما جاء في القرآن على لسان يوسف وهو يستقبل أبويه حينما قال: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ».

وليكن شعارنا في المرحلة القادمة من مدينة العلمين ومهرجان العلمين أننا «نتجه للأمام».

مقالات مشابهة

  • أحمد شعراني يكتب: مهرجان العلمين.. نتجه للأمام
  • حظك اليوم.. توقعات برج القوس 6 يوليو 2024
  • "أسماء جلال" حب من طرف واحد.. حكاية غُصَّة القلب التي تكللت بالنجاح الفنِّيّ
  • قصة مسرحية «السندباد».. يشارك بها كريم عبد العزيز في مهرجان العلمين
  • قبل عرضها في مهرجان العلمين.. التفاصيل كاملة لـ مسرحية السندباد
  • انطلاق العرض الثاني لمسلسل الحشاشين على قناة الحياة الأحد المُقبل
  • عدنان الروسان يكتب ..رسالة الى أحمد حسن الزعبي ..!!
  • عدناان الروسان يكتب ..رسالة الى أحمد حسن الزعبي ..!!
  • كيف أنقذ أختي من أزمة الطلاق التي حلّت بها..
  • ‎كريم عبد العزيز لـ عمرو أديب أنا أهلاوي مجنون :وتركي آل الشيخ يرد .. فيديو