هل تنجح إسرائيل في تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية؟
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثالث، تزايدت التحذيرات الدولية والأممية من إمكانية تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء المصرية.
وتساءلت وكالة الأنباء الفرنسية عن إمكانية نجاح إسرائيل في تنفيذ مخططها؟ خاصة بعد أن أمرت المدنيين بالمغادرة إلى أقصى جنوب القطاع،واضطرار نحو 85% من سكان القطاع إلى ترك منازلهم، وحدوث اكتظاظ كبير في مدينة رفح الحدودية مع مصر.
وجاءت التصريحات الإسرائيلية لتؤكد نية إسرائيل في تهجير سكان غزة، حيث دافع أعضاء في الحكومة الإسرائيلية علناً عن فرضية مغادرة الفلسطينيين للقطاع.
وخلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كتب وزير المال بتسلئيل سموتريتش على فيسبوك مرحبا بـ"الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم".
ودعت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل إلى "تشجيع إعادة التوطين الطوعي لفلسطينيي غزة خارج القطاع لأسباب إنسانية"، فيما اقترح مسؤولون إسرائيليون سابقون أن مصر بإمكانها إقامة مدن خيام واسعة في صحراء سيناء، بتمويل دولي.
تحذيرات
ورداً على هذه التصريحات، حذّر عدة رؤساء دول عربية من المخطط الإسرائيلي لتهجير سكان غزة، ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سكان غزة إلى "الثبات والبقاء على أرضهم" بعد أيام على اندلاع الحرب. كما حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من "نكبة ثانية".
وانتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر في الدوحة "أساليب إسرائيل المنهجية...لتفريغ غزة من شعبها"، مضيفاً أن "مقدار الدمار في شمال قطاع غزة مؤشر واضح على نية إسرائيل في طرد سكان غزة منها ضمن سياسة يدافع عنها أعضاء الحكومة الإسرائيلية مثل بن غفير وسموتريتش وآخرين".
كذلك، رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشكل قاطع فكرة طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، قائلا إنه يجب أن يكونوا قادرين على البقاء في ديارهم بينما تقاتل إسرائيل حماس. وقال في مقابلة مع قناة "العربية" إن "هذه الفكرة محكوم عليها بالفشل، ولذا نحن لا نؤيدها".
فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأحد الماضي من "تزايد الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر".
وكرّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني ذلك، متهما إسرائيل بتمهيد الطريق لطرد سكان قطاع غزة جماعيا إلى مصر عبر الحدود.
وأشار لازاريني في مقال رأي نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة واحتشاد المدنيين النازحين الذين فرّوا من القتال بشكل متزايد قرب الحدود في الشمال ثم الجنوب. وقال "التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر".
اقرأ أيضاً
مصر تحذر إسرائيل وأمريكا من "قطيعة" حال تهجير الفلسطينيين لسيناء
واعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي أنه "من الأهمية بمكان التشديد على عدم الترويج لعملية إجلاء السكان هذه وعدم التشجيع عليها أو فرضها ".
ما هو الرأي القانوني؟
قانونياً، إنّ طرد المدنيين محظور بموجب اتفاقيات جنيف التي تشكل جوهر القانون الإنساني الدولي.
في هذا السياق قالت شيلا بايلان، المحامية الدولية في مجال حقوق الإنسان، المستشارة السابقة للأمم المتحدة "إذا تم التهجير في سياق نزاع مسلح، فهو جريمة حرب".
وبموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن "الترحيل أو النقل القسري للسكان" مُدرج كجريمة ضد الإنسانية.
وأوضحت بايلان أنه لا يحتاج القادة للقيام بإعلانٍ صريح حول ضرورة مغادرة الأشخاص حتى يتم اعتبار ذلك ترحيلاً قسريا مؤكدة "إذا جعلت ظروف العيش مستحيلة أمام الناس، فلن يكون أمامهم خيار آخر".
وأشارت إلى حصول إدانات ناجحة متعددة بشأن التهجير القسري للمدنيين، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة والمحكمة الخاصة بسيراليون والمحكمة الجنائية الدولية.
وفي عام 1948، شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبان قيام دولة إسرائيل والتي عُرفت ب"النكبة".
ونحو 80% من سكان غزة هم أنفسهم لاجئون أو أبناء وأحفاد اللاجئين الذين تركوا منازلهم خلال "النكبة" إبان قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وهناك قرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة مسجلون لدى الأونروا.
وخلال حرب عام 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية، حدث المزيد من عمليات النزوح.
المصدر | أ ف بالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل رفح تهجير سيناء تهجیر سکان إسرائیل فی قطاع غزة سکان غزة غزة إلى
إقرأ أيضاً:
«توماس فريدمان»: تهجير سكان غزة لمصر والأردن غير مقبول وقوة مصر أهم ما يميزها
أكد الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، أن مقترح ترامب حول تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن سيموت من تلقاء نفسه.
جاء ذلك خلال مداخلة لها أمام مؤتمر غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف فريدمان، أن ثمة دورا هاما للدول العربية، لحل أزمة غزة، مؤكدا أنه لا يمكنهم رفع أيديهم و ترك غزة ليقرر نتنياهو مصيرها، مشيرا إلى الموقف الذي يمكن الوصول إليه خلال القمة العربية الطارئة بالقاهرة.
رسالتي للمصريينوأوضح فريدمان أن الصدام بين ترامب ونتنياهو قادم، موضحا أن الشرق الأوسط بات مرتبطا في الولايات المتحدة بالاستثمار في الخليج، بالإضافة إلى المصالح الأمريكية المرتبطة بمواجهة الصين وهو ما يتطلب خلق تحالف كبير تحتاجه واشنطن ليهدد العلاقة مع نتنياهو.
وأوضح فريدمان أن تهجير سكان غزة لمصر والأردن غير مقبول، وان ترامب أدرك أن فكرته مجنونة وتراجع بالفعل، داعيا العرب إلى عدم القلق بشأن مقترح ترامب، ولكن تبقى الأمور في انتظار ما سوف تسفر عنه القمة العربية.
وأضاف إذا ظلت أمريكا على نفس النهج لأربعة سنوات قادمة فمن الصعب التنبؤ بالمستقبل، موضحا أن تعيينات ترامب لقادة المؤسسات الأهم بالبلاد لم يقبل بهم إيلون ماسك لتعيينهم مديري مبيعات بشركة تسلا.
وقال فريدمان، إن رسالتي للمصريين هي اعتنوا ببلدكم وحافظوا على مؤسساتكم.
الجهود المصريةوبذلت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهودا ضخمة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، حيث تحركت الدولة المصرية على عدة مستويات، سياسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، وإنسانيا لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع بالكميات التي تسمح بالوفاء باحتياجات أهالي غزة الذين يواجهون مجاعة بسبب جرائم الاحتلال وحصارهم، فضلا عن اتباع المسارات القانونية من أجل معاقبة إسرائيل على ما تقوم به من جرائم ضد الإنسانية.
ثوابت تاريخيةويعد الموقف المصري، الأكثر اتساقًا في التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية، بدءًا من دعم حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية على مدار عقود وحتى اليوم، لتؤكد بذلك القيادة السياسية الثوابت التاريخية المصرية في أنها الحارس الأول لهذه القضية، كما أنها لن تسمح بتصفيتها بدون حل عادل يحفظ لهذا الشعب حقوقه التاريخية.
دور مصر التاريخيولا تزال مصر في صدارة الجهود الإقليمية والدولية الدافعة نحو تنفيذ وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وصد كافة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، فتمثل الجهود المصرية الراهنة المستمرة من 7 أكتوبر الماضي، امتدادًا لدورها التاريخي إزاء قضية العرب الأولى، حيث ظلت القضية على رأس أولويات اهتمام القيادة المصرية، وتقوم بتذكير العالم بأن دماء الفلسطينيين لا تزال تنزف مع دخول الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة عامها الأول، فمصر على مدار عام كامل من الحرب، لم تدخر جهداً أو طريقاً إلا وسلكته لوقف العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والمواثيق والاتفاقيات الدولية.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: تضارب أرقام التمويل ضمن تحديات إعادة إعمار غزة
مؤتمر «غزة ومستقبل السلام».. السفير العرابي يناقش تفكيك القضية الفلسطينية وإعادة تركيبها
مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: لا مبرر لانتهاكات إسرائيل ضد الأطفال في غزة