أشاد المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول أمس بتبني دول العالم التخلي عن الوقود الأحفوري خلال مؤتمر كوب28، معتبرا أن الجميع بات قادرًا على مساءلة الحكومات وقطاعات النفط والغاز في ما يتعلق بسياسات الطاقة الخاصة بها.

في مقابلة مع وكالة فرانس برس، رأى بيرول أن مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب28" في دبي لم يتناول تمويل تحول الطاقة في دول الجنوب وهو أمر أساسي لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي.

وأشار إلى أن 200 دولة اتفقت على اتجاه نظام الطاقة العالمي. ومن الآن فصاعدًا سيتوجب على الحكومات وقطاع الطاقة والاستثمارات أن تقول بوضوح ما الذي ستفعله لتسريع التحول بعيدًا من الوقود الأحفوري في السنوات الست المقبلة. والآن سيكون من حق الجميع أن يسألوا رئيس شركة نفطية أو رئيس حكومة كيف ستساهم هذه القرارات في هذا التحرك.

وأوضح ان الوكالة حددت خمسة شروط لنجاح (مؤتمر الأطراف). ثلاثة منها تم قبولها، وهي مضاعفة النمو في الكفاءة في استخدام الطاقة وزيادة الطاقات المتجددة ثلاثة أضعاف وتراجع استخدام الوقود الأحفوري. وتمت مناقشة مسألة الميثان. وما ينقص إلى حد كبير هو كيفية مساعدة الدول النامية على تمويل تحولها إلى الطاقة النظيفة.

وقال ان الاتفاق يُعطي إشارة لا لبس فيها إلى المستثمرين مفادها: إذا واصلتم الاستثمار في الوقود الأحفوري، فقد تتعرضون لمخاطر تجارية جسيمة. إنها أيضًا إشارة للمستثمرين الى أن الطاقات النظيفة أكثر ربحية مما يمكن لكثيرين أن يتصوروا، موضحا ان ليس سكان لندن أو باريس وحدهم من يطلقون ناقوس الخطر بشأن تغير المناخ: يزداد عدد الناس في كل مكان من نيودلهي إلى جاكرتا الذين يرون ارتباط ذلك بالوقود الأحفوري وسيمثل ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاع المحروقات والمستثمرين فيه.

وبين ان في اتفاق باريس (في العام 2015)، وصلت الاستثمارات العالمية في الطاقات النظيفة إلى ألف مليار دولار. هذا العام، وصلت إلى نحو ألفَي مليار. لكن هذا التقدّم يتعلق بالاقتصادات المتقدمة والصين، فالاستثمارات في سائر أنحاء العالم ثابتة، صفر نمو! إنها مشكلة يواجهها الجميع حتى لو وصلت أوروبا مثلًا إلى صفر انبعاثات، سيراوح تغير المناخ مكانه في حال حافظت الانبعاثات في الدول الأخرى على مسارها الحالي. الانبعاثات ليس لديها جواز سفر! هذا كان العنصر المفقود من مؤتمر كوب28.

وأكد ان هذا التمويل أولوية رئيسية للوكالة الدولية للطاقة في مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب29" (المحتمل أن يُعقد) في باكو. في ما يخصّ كيفية وضع الآليات المناسبة بدءًا بوسائل خفض تكلفة رأس المال وصولا إلى توفير تمويل ميسر من جانب المؤسسات الدولية سوف تقترح الوكالة سلسلة من التوصيات.

وعلى صعيد متصل أفادت الوكالة الدولية للطاقة بأن الطلب على الفحم العام الجاري سوف يكون أعلى من أي وقت مضى.

وأعلنت الوكالة في باريس أمس ، أن من المتوقع أن يرتفع الطلب على الفحم بواقع 1.4% في 2023 ليتجاوز حاجز الـ 8.5 مليار طن للمرة الأولى.

غير أنه نظرا لزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، يتوقع الخبراء تراجعا بنسبة 2.3% في استخدام الوقود الأحفوري بحلول 2026 .

وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي تتوقع فيها الوكالة الدولية للطاقة تراجعا في استهلاك الفحم.

ووفقا للوكالة، هناك اختلافات كبيرة بين الدول الصناعية والناشئة فيما يتعلق بتطورات الطاقة العام الجاريز وعلى سبيل المثال، من المرجح أن يكون هناك انخفاض قياسي بواقع نحو 20 % في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأضافت الوكالة "من ناحية أخرى، مازال الطلب في الاقتصادات الناشئة والنامية قويا للغاية".

وتتوقع الوكالة زيادة بنسبة 8 % في الهند و5 % في الصين. ويرتفع الطلب في البلدين لتوليد المزيد من الكهرباء، في حين تنتج محطات الطاقة الكهرومائية طاقة أقل.

ورغم التراجع المتوقع، يعتقد الخبراء أن استهلاك الفحم سوف يظل أعلى من 8 مليار طن في السنة حتى عام 2026 .

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الوقود الأحفوری الدولیة للطاقة

إقرأ أيضاً:

قطر للطاقة توقع اتفاقية لتزويد شل بالمكثفات لـ25 عاما

وقعت قطر للطاقة اتفاقية طويلة الأمد لتوريد المكثفات لشركة شل الدولية للتجارة الشرقية ومقرها سنغافورة، وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة شل المدرجة في بورصة لندن.

وبحسب بيان لقطر للطاقة، وقع الاتفاقية كل من سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، والرئيس التنفيذي لشركة "شل" وائل صوان.

وتنص الاتفاقية على تزويد شل بما يبلغ 285 مليون برميل من المكثفات اعتبارا من يوليو/تموز 2025 ولمدة 25 عاما.

ونقل البيان عن الوزير الكعبي قوله "نحن سعيدون بالتوقيع على أول اتفاقية لقطر للطاقة لبيع المكثفات تبلغ مدتها 25 عاما، وهي الاتفاقية الأكبر والأطول مدى لبيع المكثفات حتى الآن".

قطر للطاقة توقع اتفاقية لتزويد شركة شل بالمكثفات لمدة 25 عاماً#قطر_للطاقة⁣ #قطر pic.twitter.com/zIVqliIe8L

— QatarEnergy (@qatarenergy) April 30, 2025

وأضاف "تكتسب هذه الاتفاقية أهمية كبرى كونها مع شريكتنا الإستراتيجية، شركة شل، التي أبرمنا معها مؤخرا اتفاقية لبيع النافثا لمدة 20 عاما، وهو ما يدعم جهودها في تقديم قيمة أكبر لعميلنا شل".

من جانبه، عبّر وائل صوان عن سعادة شركة شل بتوقيع هذه الاتفاقية الطويلة الأمد وبالبناء على العلاقة الإستراتيجية الراسخة مع قطر للطاقة.

إعلان

وتتمتع قطر للطاقة وشركة شل بشراكات مثمرة في العديد من الاستثمارات المشتركة في صناعة الطاقة في قطر وحول العالم، بما في ذلك مشاريع قطر للطاقة للغاز الطبيعي المسال، ومصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل، والعديد من الاستثمارات المشتركة الأخرى.

قطر للطاقة توقع اتفاقية لتزويد شركة شل بالمكثفات لمدة 25 عاماً#قطر_للطاقة⁣ #قطر pic.twitter.com/fQmcww4P21

— QatarEnergy (@qatarenergy) April 30, 2025

مقالات مشابهة

  • “الإمارات للطاقة النووية” تشارك في معرض الظفرة للتوظيف لتطوير القادة المستقبليين في قطاع الطاقة النظيفة
  • الأمم المتحدة تحذّر: قطاع غزة تحول إلى أنقاض
  • «مصدر» تستكمل استحواذها على «تيرنا إنرجي» للطاقة المتجددة في اليونان
  • الإمارات للطاقة النووية تشارك في معرض الظفرة للتوظيف لتطوير القادة المستقبليين في قطاع الطاقة النظيفة
  • مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الاتفاق النووي الإيراني أصبح من الماضي
  • العفو الدولية تدعو سلطات مالي للتراجع عن مقترح حل الأحزاب
  • الحاقاً ببقية مدن الجنوب.. أزمة الكهرباء تضرب “المهرة”
  • صحفيات بلاقيود تدعو للتحقيق دولي في قصف مركز احتجاز للمهاجرين بصعدة   وتدعو المؤسسات الدولية الى التحرك الفوري لتوفير الحماية للمهاجرين الأفارقة
  • قطر للطاقة توقع اتفاقية لتزويد شل بالمكثفات لـ25 عاما
  • «فينسنت وو»: تحقيق رؤية مصر للطاقة المتجددة 2035 بنسبة 42%