النهار أونلاين:
2025-02-23@00:44:57 GMT

الماضي يلاحقني.. والناس لا ترحمني

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

الماضي يلاحقني.. والناس لا ترحمني

الماضي يلاحقني.. والناس لا ترحمني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي قراء المنبر الكرام، اتمنى من كل قلبي أن أجد التفهم من طرفكم. لأنني تلقيت ما فيه الكفاية من الجلد بسبب الماضي السيء الذي لا يريد نسيانه كل من عرفني.
سيدتي صدقيني انا أتعذب كثيرا كلما استرجعت تلك الأخطاء التي اقترفتها، لذا لن أقلب في دفاتره الماضي اليوم.

لأن لله هداني لجادة الصواب، وأقلعت عن المعاصي وقد ندمت عليها والحمد لله. لكن أكثر ما يمزقني هي نظرات المجتمع فمن كان يعرفني تقريبا لا يصدّق التّغير الذي حصل معي. كنت متبرجة والله هداني للحجاب، كنت غير مبالية بما يقول الغير والآن صرت أصرّ إصرارا على إرضاء المولى عزَّ وجل في كل أموري. كنت بعيدة عن أسرتي واليوم صاروا قرّة عيني التي لا يمكنني أن أخطو خطوة بدون رضاهم عني. لا أريد أن تحكموا عليّ أنّني كنت ضالة، لقد كان ولا زال قلبي مفعم بالخير، أحتضن كل من يلجأ إليّ وأحب كل من يبدي لي الطّيبة. فهل سيلازمني هذا الماضي طيلة حياتي؟ وإلى متى تبقى نظرات الاتهام تلاحقي وتُدخل الرّيب في نفسي؟ وهل أعود ذات حياء يراني الغير كما انا عليه اليوم؟
قارئة من الوسط

الــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، مرحبا بك أختاه معنا، قبل الرد علينا ان نعلم جميعا أننا خلقنا لعبادة الله. وليس للحكم على عباده، فما بين المرء وربه لا يعلمه إلا الله ولا شأن لنا به، بل على العكس. مجبرون على احترام بعضنا والتعامل برفق وإحسان فيما بيننا، كما أتمنى أن تقرئي ما سأقول بتمعن كبير. وأنت مبتسمة لا منكسرة، بإيمان أن الله رحيم على عباده التوابين لا قانطة من الآراء السلبية. وصدقيني إنها لا تسمن ولا تغني في شيء، حبيبتي سأجيب على سؤال الخير الذي ختمت به رسالتك وأقول: نعم تعود، والله ستعود، وبفضل الله تعود صافية نقية كأنّها لم تكن.
تعلمين لماذا؟ لأنّ المعدن أصيل والقلب مفعم بالخير، بل بإمكانها أن تعود أفضل من ذي قبل، صادقة شريفة مكسوّة بالحياء. تماما كما يعود اللّحم لينبت في عضو أبلاه المرض، تعود صلبة وقوية مستعدّة لمسح كل ما يمرّ على بالها من الماضي. فتستغفر ربها وتجدّد توبتها، وكأنّ في الفؤاد قلب آخر، ليس هو القلب الذي كان على ما كان عليه. فالقلوب حبيبتي كجذور الشجرة، وأوراقها تنبت وتحيا إن هي عاشت ربيع الهداية والصّلاح. أنظري كيف يمرض الجسد فيعتلّ الوجه ويصفرّ، فإذا عادت العافية وسرت في الجسد. أشرق الوجه وأبهر، فكيف بقلب تزول غشاوته، ويعود إلى رشده ويتمسك بربّه.
حبيبتي لا تبالي بضعاف النفوس، فنظراتهم لن تهز ما أصلحتِه مع الله، وما أصلحتٍه مع نفسك، لأنّك لم تلجئ إلى طبيب. الأرض، بل إلى طبيب السماء، الذي يعفو ويفرح بعودة التّائب إليه، فالله جل جلاله يخرج الحي من الميّت. ومخرج الميّت من الحيّ، أفلا يخرج السّوء من القلب الذي تَطهّر والمعاصي هَجر؟. أفلا يخرج الذنب من الروح التي اغتسلت بماء الندم وتدارك الطريق المستقيم قبل فوات الأوان؟
أختي الفاضلة، انتبهي إلى دربك الجديد ولا عليك بجهل الناس، فكرّي فقط كيف ترضي رب العباد وإن أحبك الله. فلا محال سيلقي محبته إليك في قلوب البشر، فمهمّتك اليوم. هو الحرص على دوام الصّفاء في ذلك القلب، فوالله لتائبة حديثة العهد بتوبة تكون أكثر وعيًا. ممن اعتادت الحياء فصارت به تتباهى كأنها ملاك معصوم، تدعي به لنفسها ما لا تدعيه مكسورة القلب التي ترجو رضوان الله عليها.
حبيبتي لا تضعي نفسك وراء قضبان ما يقوله الغير، بل حلّقي وارتقي وتمكسّي بالعروة الوثقى. وتأملي كيف أن الله يحي الأرض بعد موتها، ولا يسعني في الأخير غلا أن أتمنى لك سعادة الدارين، وبالتوفيق إن شاء الله.

الماضي يلاحقني.. والناس لا ترحمني

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

هل تعود رؤوس الأموال المهاجرة قريبا إلى سوريا؟.. هذا ما يؤخرها

مرت أكثر من ثلاثة أشهر على سقوط النظام السوري السابق، ولم تسجل البلاد عودة لأصحاب رؤوس الأموال والصناعيين بعد، وخاصة من دول الجوار السوري (تركيا، الأردن، مصر)، الأمر الذي يطرح باب التساؤلات واسعاً عن الحسابات التي تعرقل ذلك.

ويرى محللون اقتصاديون وخبراء تحدثوا لـ"عربي21"، أن سوريا بقيادتها لم تلتقط أنفاسها بعد لتتحول إلى بلد جاذب للاستثمار، وأرجعوا ذلك إلى جملة من الأسباب، أهمها استمرار العقوبات الغربية على البلاد، إلى جانب عدم استقرار سعر العملة المحلية، وصولاً إلى فقدان حوامل الطاقة، وانقطاع التيار الكهربائي.




ومنذ اندلاع الثورة السورية، شهدت البلاد هجرة غير مسبوقة لأصحاب رؤوس الأموال من الصناعيين والتجار، وغالبيتهم استقروا في دول الجوار السوري.

سطوة العقوبات

الأكاديمي والباحث في الاقتصاد يحيى السيد عمر، يتحدث عن جملة من الموانع أمام عودة أصحاب رؤوس الأموال السوريين إلى البلاد، قائلاً لـ"عربي21" إن "الحديث عن استقطاب الاستثمارات لا يزال مبكراً، فحتى الآن لا تزال سوريا تحت العقوبات، والذي حصل حتى الآن هو تعليقها وليس إلغاء، العقوبات موجودة، وهي تمنع أي استثمارات حقيقية، أو على الأقل تضع عقبات أمامها".

ومن جهة أخرى، وفق الباحث، فإن سوريا في هذه اللحظة ليست جاهزة لاستقبال الاستثمارات، فالطاقة في حدودها الدنيا، ولا يمكن تأسيس أي مشروع، كما أنه لم تصدر حتى الآن قوانين جديدة لتحفيز الاستثمار.




وتابع السيد عمر بالإشارة إلى عدم استقرار قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية، معتبراً أن "من الضروري استقرار العملة قبل الحديث عن الاستثمار".

وفي السياق ذاته، كشف المستشار الاقتصادي الدولي أسامة قاضي، عن تريث الدولة السورية في موضوع استبدال العملة السورية، إلى حين معرفة القيمة الحقيقية لليرة في السوق.

وأضاف لـ"عربي21"، أن ثبات سعر الصرف العملة يعد من العوامل الجاذبة للاستثمار، وهذا ما تعمل عليه الحكومة السورية الجديدة.

ضعف القدرة الشرائية

في الاتجاه ذاته، أشار المفتش المالي منذر محمد إلى ضعف القدرة الشرائية لدى غالبية السوريين، وقال لـ"عربي21": إن "في سوريا لا زال متوسط الدخل في الحد الأدنى، وهذا ما يجعل القدرة الشرائية ضعيفة وغير مشجعة للمستثمرين".

لكن مع ذلك، لفت إلى "تعطش الأسواق" في سوريا، وقال: "باعتقادي تشكل سوريا فرصة واعدة للمستثمرين، والبلاد تحتاج إلى بعض الوقت حتى تستطيع جذب المستثمرين".

وقال محمد، إن غالبية المستثمرين السوريين يترقبون القوانين الاقتصادية الجديدة، التي ستنظم سوق الاستثمارات.

عودة قريبة

في المقابل، تحدث مصدر من دمشق عن "عودة قريبة" لأصحاب رؤوس الأموال السورية إلى البلاد، مشيراً في حديثه لـ"عربي21" إلى الاجتماعات التي أجراها الرئيس السوري منذ تسلمه السلطة مع الوفود الاقتصادية ورجال الأعمال السوريين.

على النسق ذاته، اعتبر يحيى السيد عمر أنه رغم كل العقبات والتحديات، فإن علاجها يبقى بالأمر الممكن خلال أقل من عام، وأضاف أنه "من الممكن ملاحظة تغيرات إيجابية، في حال وضع خطة واضحة لتشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي، وهنا يمكن الاستفادة من التجارب الدولية المماثلة، مثل تجربة ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من التجارب".

يونس الكريم وهو خبير اقتصادي، قال لـ"عربي21" إن دمشق سجلت زيارات متلاحقة للتجار ورجال الأعمال ما بعد سقوط النظام، واستدرك: "لكن للآن لم تبدأ المشاريع الاستثمارية بالعمل، وذلك بسبب العقوبات".




وأضاف: "للآن الجميع ينتظر خطوات حكومة دمشق، وخاصة في إطار إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية الموسعة"، مؤكداً أن "جذب الاستثمارات يتطلب إشراك الجميع في حكم سوريا، وعزل أو إزاحة الأسماء الخاضعة للعقوبات، وأخيراً تفعيل القضاء".

مقالات مشابهة

  • بيروت تعانق الفن.. موسيقى الحُجرة تعود مُجدداً
  • مبيعات البنك المركزي العراقي تتجاوز مليار دولار خلال الأسبوع الماضي
  • صابرين تثير الجدل مجددًا بتصريحها حول ارتداء الحجاب
  • قبل الانتخابات..ميرتس: تحالف شولتس أصبح من الماضي
  • أقليات العراق قلقة.. تخوف من إسلاميي دمشق وتكرار الماضي الإرهابي
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • قد تعود كورونا مجدداً.. ظهور فيروس جديد لدى الخفافيش في الصين
  • جيش الاحتلال يكشف عن مفاجأة في نتيجة فحص جثامين المستوطنين المحتجزين
  • هل تعود رؤوس الأموال المهاجرة قريبا إلى سوريا؟.. هذا ما يؤخرها
  • نجمة التشيك تعود من «الغيبوبة»