العمانية-أثير

اعتمدت سلطنة عُمان وجمهوريةُ الهند وثيقة رؤية مشتركة بعنوان “شراكة من أجل المستقبل”، تشمل رؤية قيادتي البلدين والتآزر اللافت بين رؤية عُمان 2040 وأهداف التنمية في الهند تحت “أمريت كال”، والتزامهما بتسخير هذه التكاملات لتعميق الشراكة بينهما.

‏وأصدر البلدان بيانا مشتركا بمناسبة زيارة “دولة” التي يقوم بها جلالة السُّلطان المعظم حفظهُ اللهُ ورعاهُ إلى الهند أشارا فيه إلى تحديد مجموعة من المجالات في الرؤية مثل التعاون البحري والتواصل، وأمن الطاقة والطاقة الخضراء، والفضاء، والتقنيات والتطبيقات، والمدفوعات الرقمية والتعاون المالي، والتجارة والاستثمار، والصحة، والسياحة والضيافة، وتكنولوجيا المعلومات والابتكار، بالإضافة إلى الزراعة والأمن الغذائي.

‏وعبر جلالةُ السُّلطان المُعَظَّم حفظهُ اللهُ ورعاهُ ودولة رئيس الوزراء بجمهورية الهند عن رضاهما بالمستوى المُميز للعلاقات الثنائية التي صمدت أمام اختبار الزمن، وتطورت إلى شراكة قوية ودائمة مبنية على الروابط التاريخية، والثقة والاحترام المتبادلين، والاهتمامات المشتركة.

وجاء في البيان:
‏- القائدان يُقدّران المفاوضات التي بدأت للدخول في اتفاقية للشراكة الاقتصادية الشاملة بين سلطنة عُمان والهند، وحققت تقدّمًا كبيرًا، واتفقا على الاستمرار في العمل عن كثب من أجل تسريع المفاوضات وإنهائها.

-القائدان يُعبرّان عن تقديرهما لإعلان الدفعة الثالثة من صندوق الاستثمار المشترك بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند (OIJIF)، وإمكاناته في تحفيز الاستثمارات من سلطنة عُمان ومنطقة الخليج في القطاعات الأسرع نموًّا في الاقتصاد الهندي.
‏البيان: القائدان يتّفقان على توسيع التعاون في مجال الفضاء ويُعربان عن تقديرهما للتفاعلات الثنائية الأخيرة في هذا القطاع والإمكانات الواسعة للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الاستشعار عن بُعد، وإطلاق الأقمار الصناعية والاتصالات، والتطبيقات العملية لتكنولوجيا الفضاء، مؤكديْن على الاهتمام المشترك بين سلطنة عُمان والهند في هذه المجالات.

-القائدان يُدينان الإرهاب بجميع أشكاله ويؤكّدان على التزامهما بتعزيز التعاون من أجل ترسيخ القيم العالمية للسّلام، والعدالة، والتعايش، والتسامح وضرورة التخلي عن جميع أشكال التطرف التي تؤدي إلى العنف، وخطاب الكراهية، والتمييز، والتحريض.

‏- البلدان يؤكّدان ضرورة التزام جميع الدول بالقانون الدولي، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحلّ النزاعات بالطرق السلمية من خلال الحوار والحلول الدبلوماسية.
‏-القائدان يُعبّران عن تقديرهما لمقترح وزارة الثقافة الهندية بإعادة تسيير رحلة بحرية لسفينة يدوية هندية صُنعت بتقنيات تقليدية في الهند، ومخطط الرحلة من ميناء ماندافي في غوجرات إلى مسقط خلال عامي ٢٠٢٥ أو ٢٠٢٦م، تباعًا لرحلة أخرى في مناطق أخرى تركز على الروابط التاريخية بين الهند وعُمان.
‏-القائدان يُعربان عن ثقتهما في النطاق الواسع بتطوير العلاقات الثنائية بشكل أكبر حيث قدّم جلالة السُّلطان المعظم شُكره وتقديره لرئيس الوزراء ناريندرا مودي على حسن الضيافة من الحكومة والشعب الهندي، وقدّم جلالتُه دعوة لرئيس وزراء الهند لزيارة سلطنة عُمان.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

شرارة في كشمير تُنذر بانفجار نووي.. تصعيد هندي باكستاني يفتح أبواب الجحيم

في مشهد يعيد إلى الأذهان كوابيس الماضي، تصاعد التوتر مجددًا بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، بعد إعلان إسلام آباد إسقاط طائرة مسيّرة هندية في أجواء كشمير، في خطوة قد تكون الشرارة التي تُشعل “برميل بارود” إقليميًا لطالما كان على حافة الانفجار، وبينما تتبادل العاصمتان الاتهامات وتلوّحان بخيارات استراتيجية خطيرة، يحذر محللون من أن كشمير قد تتحول مرة أخرى إلى ساحة صراع تهدد أمن جنوب آسيا والعالم بأسره.

أعلن الجيش الباكستاني، يوم الثلاثاء، إسقاط طائرة تجسس مسيّرة هندية على طول “خط السيطرة” الفاصل بين شطري إقليم كشمير المتنازع عليه، وفق ما نقله التلفزيون الرسمي الباكستاني عن وكالة “بلومبرغ”.

وذكرت تقارير إعلامية، نقلاً عن مصادر أمنية باكستانية لم تُكشف هويتها، أن الطائرة المسيّرة اخترقت خط السيطرة، وهو الحد الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها كل من الهند وباكستان في كشمير، الإقليم الذي ظل نقطة اشتعال منذ عقود بين الجارتين النوويتين.

في سياق متصل، ذكر تقرير حديث لمجلة “ناشونال إنتريست” الأميركية أن تركيز العالم قد ينصرف عن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، بينما هناك بؤرتان أخريان مرشحتان للانفجار: شبه القارة الهندية وبحر الصين الجنوبي.

وقال المحلل العسكري الأميركي براندون وايكيرت إن تصاعد التوتر بين الهند وباكستان، إلى جانب التنافس في بحر الصين الجنوبي، يمثلان تهديدين كبيرين للاستقرار العالمي.

وأشار إلى أن تصعيدًا جديدًا قد يُشعل حربًا بسبب هجوم إرهابي وقع مؤخرًا في منطقة باهالجام بكشمير، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا هنديًا.

وردّت الهند بخطة دبلوماسية من خمس نقاط، مطالبة باكستان بالتحقيق في الحادث وتقديم الجناة للعدالة، بينما رفضت إسلام آباد الاتهامات، ووصفتها بأنها “غير عقلانية ومنافية للمنطق”، مؤكدة استعدادها الكامل للدفاع عن سيادتها.

وأفاد التقرير بأن الهند ردّت أيضًا بتعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند، التي تُعد ركيزة أساسية في العلاقات بين البلدين منذ توقيعها عام 1960. وقد يشعل هذا التعليق شرارة نزاع جديد، نظرًا إلى أن المعاهدة تمنح باكستان حقوقًا حيوية في مياه الأنهار العابرة للحدود.

وحذّر وايكيرت من أن إلغاء المعاهدة قد يؤدي إلى تصعيد خطير، خاصة أن باكستان تتحالف بقوة مع الصين، التي تسيطر على منابع عدد من الأنهار التي تصب في الهند، وقد تستخدم بكين هذه الورقة كورقة ضغط، كما فعلت خلال الاشتباكات الحدودية مع الهند في عام 2020، التي كان جزء منها مرتبطًا بالسيطرة على موارد المياه.

وفي الجبهة الآسيوية الأخرى، لفت وايكيرت إلى أن مضيق لوزون، الذي يفصل الفلبين عن تايوان، يشهد توترًا متزايدًا، في ظل نشر الولايات المتحدة لمنصة الصواريخ المتقدمة “نيميسيس” في محاولة لردع النفوذ البحري الصيني.

وأشار إلى أن عبور حاملة الطائرات الصينية “شاندونغ” المضيق مؤخرًا كان بمثابة رسالة تحدٍ للولايات المتحدة، في وقت تعاني فيه واشنطن تشتتًا استراتيجيًا نتيجة تورطها في عدة نزاعات حول العالم، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

واختتم وايكيرت تحليله بالتأكيد على أن الصين تتبع استراتيجية طويلة الأمد لتفكيك النفوذ الأميركي من خلال تأجيج الأزمات الدولية، بهدف ضمان تفوقها عند لحظة المواجهة الحاسمة.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين البلدين، بعد الهجوم الذي استهدف سائحين في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير الأسبوع الماضي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وردًا على الحادث، عززت السلطات الهندية الإجراءات الأمنية وأغلقت أكثر من نصف الوجهات السياحية في الإقليم.

وفي الهند، تزايدت المطالب الداخلية باتخاذ إجراءات حازمة ضد باكستان، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، خاصة أن كشمير تُعد من أكثر بؤر النزاع حساسية في جنوب آسيا، وقد خاضت الدولتان ثلاث حروب منذ استقلالهما في عام 1947، معظمها بسبب الصراع على هذا الإقليم الجبلي الاستراتيجي.

ويُعد النزاع في كشمير واحدًا من أطول وأخطر الصراعات الإقليمية في العالم، وتعود جذوره إلى عام 1947، حين نالت الهند وباكستان استقلالهما عن بريطانيا واختلفتا حول تبعية الإقليم الجبلي الاستراتيجي الواقع بينهما، وعلى الرغم من انضمام مهراجا كشمير آنذاك إلى الهند، فإن غالبية سكان الإقليم من المسلمين كانوا يفضلون الانضمام إلى باكستان، ما أشعل أولى الحروب بين البلدين.

ومنذ ذلك الحين، اندلعت ثلاث حروب بين الهند وباكستان، معظمها بسبب النزاع على كشمير، إلى جانب العديد من الاشتباكات والعمليات العسكرية المتقطعة. وتم تقسيم الإقليم فعليًا بين الدولتين عبر ما يُعرف بـ”خط السيطرة”، إلا أن كلاً من نيودلهي وإسلام آباد لا تزالان تدّعيان السيادة الكاملة على كامل الإقليم.

ويزيد من تعقيد الأزمة الطابع النووي للنزاع، إذ يمتلك الطرفان ترسانة نووية كبيرة، ما يجعل أي تصعيد ميداني في كشمير يحمل مخاطر كارثية، ليس فقط على المنطقة، بل على الأمن العالمي بأسره، وقد أدى هذا التوازن الحرج إلى إبقاء كشمير تحت التوتر المزمن، وسط غياب حل سياسي شامل يُنهي عقودًا من العنف والمعاناة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • قمة لبنانية-إماراتية: توافق على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين
  • «الخزانة الأمريكية»: توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية مع أوكرانيا
  •  هجوم هندي وشيك.. وباكستان تدعو “ترامب” لمنع “حرب نووية”  
  • باكستان تتوقع هجومًا عسكريًا هنديًا على أراضيها في غضون 36 ساعة
  • في بيان مشترك.. الرئيس السيسي ونظيره الأنجولي يؤكدان ضرورة تعميق التعاون الاقتصادي
  • شرارة في كشمير تُنذر بانفجار نووي.. تصعيد هندي باكستاني يفتح أبواب الجحيم
  • عاجل - بيان مشترك بمناسبة الزيارة الرسمية للرئيس الأنجولي "جواو لورينسو" إلى مصر
  • وزير الدفاع الباكستاني يحذر من توغل عسكري هندي وشيك عند الحدود
  • وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية سلطنة عُمان ويستعرضان العلاقات الأخوية بين البلدين
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين