توقيع بروتوكول تعاون لتنفيذ 15 ألف مشروع لتمكين النساء والشباب
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
وقعت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ومحمد الإتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر بروتوكول تعاون بين بنك مصر ووزارة التضامن الاجتماعي لدعم مشروعات التمكين الاقتصادي للسيدات والشباب بقري المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» في 6 محافظات، وذلك بقيمة 300 مليون جنيه لتوفير فرص عمل من خلال تنفيذ نحو 15,000 مشروع للأسر المستحقة.
حضر التوقيع رامونا كنعان مستشار وزيرة التضامن الاجتماعي للتسويق المجتمعي، والدكتورة فاطمة الجولي رئيس قطاع اتصالات المؤسسة ببنك مصر، ولفيف من قيادات البنك والوزارة.
ويأتي توقيع هذا البروتوكول في إطار حرص بنك مصر على استكمال دوره الرائد في مجال المسئولية المجتمعية، وذلك من خلال دعم تمويل المشروعات المتناهية الصغر لتمكين الأسر المستحقة بقرى «حياة كريمة» في 6 محافظات منتشرة بجمهورية مصر العربية وهي أسيوط – أسوان – بني سويف- الجيزة – الإسكندرية- الدقهلية.
«القباج» أعربت عن سعادتها بالتعاون الجديد مع بنك مصروأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بهذا التعاون الجديد مع بنك مصر ككيان مصرفي له إسهامات تنموية عديدة تعكس مسئوليته المجتمعية، كما أن له دور واضح في التعاون مع المجتمع المدني للدفع بعجلة التنمية في مجالات عديدة. كما أوضحت القباج انتهاج الوزارة لسياسات تدمج بين الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي في سياسة استهدفت الأولى بالرعاية للتحفيز على العمل والإنتاج من منظور أكثر شمولية وأكثر استباقية لمواجهة الفقر متعدد الأبعاد، وأكدت على العديد من الشراكات التي تثمنها الوزارة مع الكيانات المصرفية وقطاع الأعمال وجهاز تنمية المشروعات في إطار المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.
وأخيراً، أفادت القباج أنه من المقرر أن يشهد نهاية الشهر الجاري إطلاق المنصة الموحدة «تمكين» لميكنة جميع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر تحت مظلة الوزارة واحدى الجهات التابعة لها، حيث يقدر إجمالي رأس المال المخطط لهذا الغرض بنحو 4,2 مليار جنيه مصري، بالإضافة إلى بداية ميكنة التعاونيات الإنتاجية.
ومن جانبه عقب محمد الإتربي، رئيس مجلس إدارة بنك مصر، قائلا: «إن شراكة بنك مصر في هذا البروتوكول تأتى انطلاقا من حرص البنك الدائم على التعاون مع مؤسسات الدولة لدعم المشروعات التي تحقق التمكين الاقتصادي للأسر الأولى بالرعاية في قرى حياة كريمة، وذلك تماشيا مع توجهات الدولة المصرية لدعم الفئات الأكثر استحقاقا من خلال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بما يحقق رؤية مصر 2030، مع التركيز على تنوع المشروعات سواء حرفية أو تجارية وخدمية تبعا لاحتياج المحافظات، وبما ينعكس إيجابا على خلق فرص عمل وتحقيق عائد يساعد في تحسين المستوى المعيشي للأسر وتحقيق التكامل بين مجال التنمية المجتمعية والتمكين الاقتصادي.
كما أكد الإتربي على أن بنك مصر يوجه دعمه لمختلف برامج العمل التنموية مما يساهم في تمكين المجتمع بهدف رفع مستوى المعيشة لغير القادرين والوصول إلى مجتمعات مستدامة وكذلك المساهمة في تحسين نوعية حياه المواطن، ويحرص البنك دائما على تشجيع الشراكات بين القطاعات المختلفة بالمجتمع المصري؛ الحكومي والأهلي والخاص، من خلال تقديم نموذج ناجح بالمجتمع يتم تعميمه فيما بعد على جميع المستويات والقطاعات؛ وذلك للمساهمة الفعلية والحقيقية في تنمية ونهضة المجتمع المصري؛ حيث أن قيم واستراتيجيات عمل البنك مصر تعكس دائماً التزامه بالتنمية المستدامة والرخاء لمصر.
وجدير بالذكر أن البروتوكول يهدف إلى فتح آفاق العمل وإتاحة فرص التشغيل أمام فئات متعددة من المواطنين الذين يرغبون في تحسين سبل العيش، والعمالة الموسمية التي ترغب في تأمين مصدر للدخل بالإضافة إلى العائد غير المنتظم، والنساء بصفة خاصة في المناطق الريفية والمناطق المطورة، وذلك سعياً لمواءمة سياسات الحماية الاجتماعية بسياسات ومبادرات التشغيل، مع التشجيع على الحماية التأمينية للفئات المستهدفة، بالإضافة إلى الحرص على تنمية مهاراتهم وشمولهم مالياً.
وتشمل أنشطة المشروع التدريب على إدارة المشروعات الاقتصادية، وعقد لقاءات توعية، وإتاحة القروض متناهية الصغر، والوحدات الإنتاجية، والتأمين على المشروعات، والوحدات الإنتاجية، وتدعيم الفرص التسويقية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الجمعيات الشريكة المنفذة لخدمات التمكين الاقتصادي؛ لضمان تقديم خدمات تتناسب مع الفئات المستهدفة ووفق منهجيات وأليات التنفيذ الخاصة بالوزارة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بنك مصر رئيس مجلس إدارة وزارة التضامن المشروعات الصغيرة المشروعات المتوسطة التضامن الاجتماعی بالإضافة إلى حیاة کریمة بنک مصر من خلال
إقرأ أيضاً:
قراءة في مشروع بصائر المعرفة القرآنية والتفسير الوسيط لسورة النساء
الحياة مع القرآن الكريم؛ من تلاوة وتدبر وتفكر واستنباط وامتثال لأوامر الله تعالى، كانت وستظلّ نهج العلماء الربانيين وطلاب العلم المخلصين. وقد شاء الله لي أن أَطَّلع على كتاب “التفسير الوسيط لسورة النساء (بث الحياة الإنسانية، وتنظيمها الإلهي الحقوقي، وحماية المستضعفين، وخاصة النساء والأطفال مِن الاضطهاد)” لمؤلفه الشيخ الدكتور عبد السلام مقبل المجيدي اليماني[1]، ضمن موسوعة بصائر المعرفة القرآنية في 256صفحة. فوجدت فيه تميزًا وإبداعًا واضحين في منهجه، وروحًا متألقة في صياغة العبارات، وتفسير آيات الذكر الحكيم. وبدت كلماته، وكأنها ترافقني خلال القراءة، تُنير لي المعاني، وتقرّبني من أفق الفهم العميق لهذا العلم الرفيع.
بصائر المعرفة القرآنية “التفسير الوسيط لسورة النساء”في قراءتي، لاحظت أنّ الشيخ حرص فيه على خطابه العالمي لكلّ بني الإنسان، كما هو رسالة القرآن الكريم بلغة سهلة، معبّرة، ممزوجة بالأدب الرفيع، حقّقتْ أهدافها فيما يرمي إليه المفسرّ المجيدي في الوصول إلى العقل، وتحريك المشاعر وملامسة القلب، ورفع الران عن الفطرة، كما أنّ المتبحّر في علم التفسير، يُلاحظ استفادته الكبيرة ممن سبقوه في هذا الفن من المتقدّمين؛ كالطبريّ، وابن كثير، والقرطبي، والزمخشري وغيرهم.. ومن المعاصرين؛ كمتولّي الشعراوي، وصاحب الظِّلال وغيرهم.. فمزج بين معارفهم وبين ما وصل إليه، وأضافه في مقطوعات فنيّة وأدبيّة رائعة، تُسرُّ الباحثين عن بصائر المعرفة القرآنيّة.
وحسب علمي المتواضع؛ فإنّه قد انفرد بعناوين خاصّة به؛ فمثلاً عند تفسيره لسورة النّساء، وضع هذا العنوان على الغلاف: (بث الحياة الإنسانية، وتنظيمها الإلهي الحقوقي، وحماية المستضعفين، وخاصة النساء والأطفال مِن الاضطهاد). والعنوان الطويل يُعبّر عن مضمون السورة، وما وصل إليه من بحث ودراسة حسب اطّلاعه.
وتحدّث الشيخ في كتابه عن السِّياق التَّاريخي لسورة النِّساء، ولم يكن ناقلاً بل ناقداً لمن سبقوه عندما فسّر بعض الآيات الكريمة من خلال أسباب النّزول وعزّز أدلّته بالسّيرة النبويّة، مستخدماً منهج العلماء المتخصّصين في روايات السيرة النبويّة.
وقد ركّز على الأحكام المتعلّقة باليتامى والنّساء، والميراث، وقدّم خريطةً بيانيّة لبصائر سورة النّساء للتَّعبير عن صورتها المتكاملة.
محتوى كتاب “التفسير الوسيط لسورة النساء”كتب مقدّمة في أهمّ الأسس الحقوقيّة التي تضمن (بثّ الحياة الإنسانيّة) ووضعها في سبعة محاور، وقسّمها على الآتي:
– المحور الأوّل: (بداية الحياة الإنسانيّة – الطفل والمرأة)، وفصّل في هذا المحور من خلال حديث السورة عن اليتامى وحقوق المرأة، والمستضعفين في المجتمع، وحمايتهم من الظلم والجور وفقَ التَّشريعات الربّانيّة التي جاءت في القرآن الكريم.
– المحور الثاني: (نشوء الأسرة المركزيّة)؛ أهمّ قوانين الزواج التي تقيم البناء الأُسريّ وتُحافظ على حقّ الإنسانيّة في الاستقرار والانتشار، وأبحر في الآيات المتعلّقة بذلك فتوسّع في تفسيره الكبير المتكوّن من ثلاثة أجزاء، واختصره في كتاب (العرض الوسيط).
– وفي المحور الثالث: (حصون استقرار الأسرة المركزيّة ليتحقّق بث الحياة الإنسانيّة)؛ وتحت هذا العنوان شرح الآيات الكريمة المتعلّقة بالمحور، فأفاد وأجاد، وتميّز عن غيره في تقسيمه وعرضة واستنباطه، وجزالة أسلوبه وروحه المتدفقة، ومناقشاته العقليّة، وعاطفته الإيمانيّة، وحرصه على هداية الناس. ذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء.
تأملات في الموسوعة والكتابإنّ ما قدّمه الشيخ من كتابات رائعة في تفسيره (بصائر المعرفة القرآنيّة)؛ تدلّ على أنّ هذا العالِم الكبير في علم التفسير عاش بمشاعره وأحاسيسه وضميره وقلبه وعقله عقوداً من الزمن لهذا المشروع الكبير، الذي أخذَتْ ثمارهُ تظهر للوجود بفضل الله ومنّه وتوفيقه: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
فهذا التَّفسير (بصائر المعرفة القرآنيّة)، في السورة التي درستها وقرأتها، واستفدت منها، لاحظت أنّه ليس نسخةً من الطبريّ، ولا الرازيّ، ولا القرطبيّ، ولا ابن كثير، ولا الشعراويّ، ولا السعديّ، ولا سيّد قطب، ولا النابلسيّ، ولا الزحيلي، ولا الشنقيطيّ، ولا النسفيّ، ولا النيسابوريّ (رحمهم الله)، ولا غيرهم..
وإنّما هو خاصّ بالمجيدي، بما فتح الله عليه فله طعمه الخاص، ولونه الخاص، ومنهجه الخاص. ونستطيع أن نقول منهجيّته مُبتكرة مباركة بإذن الله، تُعبّر عن روح العصر الذي يعيش فيه الدكتور المفسّر عبد السّلام، من حيث التقسيمات والمنهجيّات، ووسائل الإيضاح، وتوزيع الأفكار، واستخراج الدروس والفوائد، والوقوف على العبر والأحكام، واستخدام الألفاظ والمصطلحات للتّعبير عن المعاني والقيم والجواهر المكنونة في كتاب الله العزيز، فخاطب الفرد والأسرة والمجتمع، ومنظمّات حقوق الإنسان، والمرأة، والمؤسّسات القضائيّة والدوليّة، والإنسانيّة بخطاب الله لها من خلال القرآن الكريم. كما أنّه استخرج الكثير من القوانين من الآيات القرآنيّة، فمثلاً:
قانون نظام الإرث الإسلاميّ القائم على ستّة مقاصد: بثّ الجنس الإنسانيّ، والعدالة والتكافل والحقوق والواجبات وإعانة الوارث حسب المسؤوليّات القائمة والمستقبليّة، فيُمثّل رحمة حقيقيّة بالإنسانيّة، وتكريم لها، وإعانة لها على البثّ الذي يعني الإظهار والاستقرار والانتشار والتكاثر المؤدّي إلى الإعمار، وبيّن من خلال استخراجه لمجموعة من القوانين من الآيات المتعلّقة بالإرث: أنّ نظام الإرث الإسلاميّ تكريم للإنسانيّة، ورحمة بها، وإعانة لها على الاستقرار والانتشار والتكاثر المؤدّي للإعمار.
وفي تفسيره لقوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾؛ قال: يجب على الأجيال الحاليّة الاهتمام بالأجيال القادمة، وكلمة (وصيّة) فرض خاص يُشعر بمدى العناية والرعاية للموصي بهم، والمخاطب هنا: الوالدان والأقرباء والمنظمات الأهليّة والحكوميّة.
ففكرة اِستخراج قوانين روحها العدل والحكمة والمصلحة من الآيات الكريمة، فكرةٌ رائعة، وهي نادرة في التَّفاسير الّتي اطّلعت عليها على حسب معرفتي المتواضعة.
كيف أرى مشروع بصائر المعرفة القرآنية؟إنّ الحديث عن مشروع الشيخ الدكتور عبد السلام المجيدي اليماني (بصائر المعرفة القرآنية) يطول، ولكنّ هذا المشروع في نظري من أعمدة النهوض الحضاري الإسلامي، ويتضمّن مقوّمات ووسائل وبصائر معرفيّة قادرة على المساهمة الجادّة والعظيمة، للتصدّي للمشاريع الغازية التي تجتاح الأمّة الإسلاميّة، وتستهدف ثوابتها العقائديّة والأخلاقيّة والروحية، ومرجعيّتها الكبرى القرآن الكريم والمقام الرفيع لنبيّنا صاحب الخلق العظيم ﷺ، ولأصحابه الميامين (رضوان الله عليهم).
كما استعرض المؤلف في تفسيره نهاية السورة التي تأتي بخاتمة تحمل رسالة شاملة. فخاتمة سورة النساء تقدم إعلاناً عن الدستور الإلهي الذي يدعو الأمم كافة إلى التمسك به بوصفه منهجاً متكاملاً يجمع بين العقل والهداية الإلهية، ويمثل حلاً شاملاً لمشكلات البشرية، وهي دعوة للأمم لتقدير القيم القرآنية واعتبارها رافداً أساسياً لحماية الإنسانية من الضياع.
إن التفسير الذي قدّمه أخي الدكتور عبد السلام المجيدي اليماني، يتميز بعمق التحليل وتركيز واضح على الجوانب الإنسانية والتشريعية في السورة. كما يهدف إلى إبراز كيف أنّ السورة تُعنى بتأسيس مبادئ العدالة الاجتماعية، وحقوق الفئات المستضعفة كالأيتام والنساء، وتفاصيل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في تعزيز التماسك الأسري والمجتمعي.
في ختام القوللا يسعني إلا أن أثمّن هذا الجهد المبارك الذي بُذل في تفسير سورة النساء، والبقرة، والأعراف، وغيرها من الكتب، وفيها قَدّم بصائر عميقة توجّه القارئ نحو الفهم الكلي للمفاهيم القرآنية والحقوق الإنسانية. وقد أظهر المؤلف عبد السلام المجيدي هنا فهماً دقيقاً للمعاني والغايات الإلهية التي جاءت في هذه السورة المباركة، وحرصه على تبيان الحكمة الربانية وراء تشريعات الإسلام فيما يتعلق بحقوق المستضعفين من النساء والأطفال وغيرهم.
هذا التفسير ليس مجرد شرح للآيات، بل هو عرض لأبعاد إنسانية واجتماعية بُنيت عليها الآيات، ما يجعله مرجعاً مميزاً لمن يرغب في فهم عميق للقرآن. إنه تفسير يعكس رسالة الإسلام في العدل والرحمة، ويُظهر كيف يمكن للتفسير أن يكون دليلاً عملياً ينير دروب السالكين.
نسأل الله (عزّ وجل) بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى وباسمه الأعظم أن يُسهّل الصِعاب ويُزيل العقبات من أمام شيخنا وأستاذنا الدكتور عبد السلام المجيدي، ويُمدّه بالقوّة الماديّة والمعنويّة، ويهيّئ له من يُعينه على تحقيق هذا الهدف النبيل والمقصد السامي، ليرى النور متكاملاً، ويضع له القبول ممتدّاً عرضاً وطولاً زماناً ومكاناً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن يتولّى ويوفّق كلّ العاملين لنصرة دين الإسلام أينما كانوا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
[1] أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة قطر حالياً.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.