جريدة الوطن:
2025-04-23@17:05:36 GMT

متحدون من أجل فلسطين

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

متحدون من أجل فلسطين

كما هو متوقَّع، اعتمدت الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة بأغلبيَّة ساحقة ليلة الأربعاء 13 كانون الأوَّل/ديسمبر 2023، قرارًا يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النَّار في قِطاع غزَّة، بعد أن عجز مجلس الأمن الدولي عنِ اتِّخاذ هكذا قرار بسببٍ من استخدام الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة لحقِّ النقض (الفيتو) مرَّتين اثنتَيْنِ منذ بدء العدوان على القِطاع.


ويُعدُّ قرار الجمعيَّة العامَّة تاريخيًّا بالنسبة لمُقدِّمات صدوره، عدا أنَّه يأتي في ظلِّ العراك السِّياسي المُحتدم داخل مجلس الأمن، وظاهر الأمْرِ هو العدوان على القِطاع، لكنَّه يستبطن أكثر من هذا في صراع الكتل والأقطاب الدولي، بَيْنَ واشنطن من جهة، وموسكو وبكين من جهة ثانية، مع دَوْرٍ أوروبي متذيِّل للمواقف الأميركيَّة، لكنَّه موقف مهزوز، وخير دليل على ذلك امتناع بريطانيا عن التصويت في آخر جلسة لمجلس الأمن، وما طرأ من استدارات في الموقف الفرنسي من شعار «إقامة تحالف دولي ضدَّ الإرهاب في قِطاع غزَّة» إلى الحديث عن وقف النَّار والحلِّ السِّياسي، وهكذا.
لقَدْ صوَّت إلى جانب القرار ولصالحه في الجمعيَّة العامَّة (153) دَولة من أصْل (193) دَولة عضوًا في الأُمم المُتَّحدة، مقابل معارضة عشرة بُلدان من بَيْنِها الولايات المُتَّحدة و»إسرائيل» والدوَل المجهريَّة كدَولة ميكرونيزيا وجزر بالاو… في حين امتنعت (23) دَولة عن التصويت اتِّقاء لشرور واشنطن. إنَّ قرار الجمعيَّة العامَّة، في جلستها استنادًا للقرار 377 «متَّحدون من أجْل السَّلام»، يأتي للمرَّة الخامسة في تاريخ الأُمم المُتَّحدة. المرَّة الأولى في الحرب الكوريَّة عام 1952، وفي المرَّة الثَّانية إبَّان اجتياح الجيش الأحمر السوفييتي للمجر (هنجاريا) ردًّا على انقلاب الأمين للحزب الشيوعي الهنجاري (إيمري ناجي) الَّذي كان يريد الخروج من حلف وارسو. والمرَّة الثَّالثة إبَّان عدوان عام 1956 على مصر، وقَدْ أَدَّى التلويح باستخدام القوَّة من جانب الاتِّحاد السوفييتي إلى انسحاب دوَل العدوان نهائيًّا من سيناء وقِطاع غزَّة الَّذي تمَّ احتلاله خلال العدوان الثلاثي، ومن كُلِّ مُدُن قناة السويس. والمرَّة الرَّابعة كانت إبَّان اندلاع أزمة الصواريخ السوفييتيَّة العابرة للقارَّات المنصوبة في كوبا عام 1962. فقرار الجمعيَّة العامَّة «متحدون من أجْل السَّلام» والَّذي صدر بشأن وقف العدوان على القِطاع، له مفاعيل تحت الفصل السَّابع، حال توافر الإمكانات والإرادات، ومِنْها الإرادة العربيَّة السِّياسيَّة وفق معادلة (الرطل يحتاج رطلًا) بمعنى استخدام الحالة العربيَّة لدبلوماسيَّة ناشطة وضاغطة، وليس الدبلوماسيَّة القائمة على الاستجداء. كما يبقى المُهمُّ بالنسبة لقرار الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة، أنَّه يحمل ثقلًا سياسيًّا يُعَبِّر عن رأيٍ وموقف عالَمي بشأن الحرب الظالمة الَّتي ترتكب ضدَّ شَعب فلسطين في قِطاع غزَّة وعموم الأرض المحتلَّة عام 1967. فضلًا عن كونه يستجيب لنداء الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة أنطونيو جوتيريش في رسالة وجَّهها لمجلس الأمن بموجب المادَّة 99 من ميثاق المنظَّمة الدوليَّة، وفيها يُعَبِّر عن قلقله من «انهيار كامل ووشيك للنِّظام العامِّ» بعد فشل مجلس الأمن بوقف الحرب الهمجيَّة المجنونة ضدَّ شَعبٍ أعزل، في وقتٍ تسبيح فيه «إسرائيل» كُلَّ شيء وتزرع بذور الشَّر.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة العام قرار ا

إقرأ أيضاً:

قبائل الضامر والخلفية في الحديدة تعلنان النفير العام

وردد المشاركون في الوقفتين اللتين تقدمهما عدد من القيادات التنفيذية والتعبئة العامة، والشخصيات الاجتماعية، هتافات توعدت الخونة والعملاء، مؤكدين الجاهزية الكاملة للقتال في ميادين المواجهة، ومواصلة التصعيد الثوري ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، بما يعكس التلاحم الشعبي في مواجهة العدوان.

وأعلن المشاركون براءتهم من كل خائن وعميل تواطأ مع الأعداء، مشددين على أن هؤلاء ليسوا سوى أدوات رخيصة في خدمة مشاريع الاحتلال والاستكبار، وأنهم أهداف مشروعة في ميدان المواجهة، ولن يفلتوا من عقاب الشعب اليمني ومقاومته الباسلة.

وخلال وقفة عزلة الضامر أكد مدير مديرية باجل عبدالمنعم الرفاعي، أن الوقفة رسالة وفاء للشهداء، وتأكيد على وحدة الصف في مواجهة العدوان، وإعلان صريح بأن كل أبناء باجل على عهد التضحية والفداء من أجل الوطن، ولن يتراجعوا عن الموقف المبدئي في نصرة قضايا الأمة.

وحيا الخروج المشرف لأبناء الضامر والاحتشاد القبلي لإعلان موقفهم الواضح في نصرة الشعب الفلسطيني، ورفض الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، بالتوازي مع جرائم أمريكا في اليمن، ومنها مجزرة ميناء رأس عيسى، التي لن تسقط بالتقادم وستظل محفورة في ذاكرة الأجيال كشاهد على إجرام العدوان.

وحمّل البيان الصادر عن الوقفتين، الإدارة الأمريكية مسؤولية الجريمة البشعة بحق العاملين في منشأة رأس عيسى، واعتبرها جريمة حرب تكشف الوجه القبيح للاستكبار العالمي، مؤكداً أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه هذا الإجرام المتواصل.

واعتبر البيان، هذه الوقفة إعلان نكف قبلي مفتوح، واستعداداً شعبياً شاملاً للرد على كل من تسول له نفسه المساس بسيادة الوطن أو دعم أعداء الأمة.

ودعا كافة قبائل محافظة الحديدة، وكل أبناء الوطن الأحرار، إلى إعلان النفير والانخراط في معركة التحرر والمواجهة الشاملة، في ظل تصاعد العدوان وتكالب قوى الطغيان على الشعبين اليمني والفلسطيني، لافتاً إلى أن المرحلة تستدعي وحدة الصف وتكثيف الجهود للتصدي للعدوان.

وثمن أبناء عزلتي الضامر والخلفية في بيانهما، المواقف الشجاعة والحكيمة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مؤكدين أن دماءهم وأموالهم وأبناءهم رهن الإشارة لخوض معركة الكرامة، حتى يتحقق النصر الموعود وتُستعاد السيادة الكاملة للوطن.

وأشار البيان إلى أن صمود الشعب اليمني سيكون كفيلاً بإسقاط مشاريع أعداء اليمن وفلسطين، وتحويل التحديات إلى انتصارات.

وحذر العدو الأمريكي وأعوانه من أن اليمن لن يركع، وأن كل نقطة دم أُريقت لن تذهب سدى، بل ستكون وقودا لمعركة التحرير، والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • السعودية.. قرار منع دخول المُقيمين إلى مكة يدخل حيز التنفيذ
  • اعتبارًا من الغد.. منع دخول المقيمين إلى العاصمة المقدسة دون تصريح
  • قبائل الضامر والخلفية في الحديدة تعلنان النفير العام
  • فلسطين تكرم عبد المنعم الجمل رئيس اتحاد نقابات عمال مصر
  • الأمن العام يحذر: الرسائل المجهولة بداية سرقة
  • طقس فلسطين : أجواء خماسينية شديدة الحرارة
  • الأمن العام يتسلم كمية من الأسلحة الخفيفة والذخائر بريف حمص
  • ضبط عاطلين ببني سويف لاتجارهما بالأسلحة النارية غير المرخصة
  • السعودية.. ضبط مواطن لتحرشه بحدث والأمن العام يُشهر باسمه
  • عرض فني عن فلسطين.. المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب يختتم الدورة التاسعة