حرب غزة.. معاناة نساء القطاع مفزعة وأحوالهن تهدد مستقبله
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
من أبرز ما جذب اهتمام جهات حقوق الإنسان والجهات الفاعلة الإنسانية في الحرب الدائرة على قطاع غزة حاليا هو فداحة تأثيرها على المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، ومن بين أكثر 18 ألف شهيد في القطاع حتى اليوم، يوجد نحو 70% منهم من النساء والأطفال، وفقا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
الباحثة الأمريكية يارا عاصي تلقي الضوء، في مقال نشره "مركز ويلسون"، وترجمه "الخليج الجديد"، على المعاناة الكبيرة التي تتكبدها المرأة الفلسطينية في قطاع غزة جراء الحرب الوحشية الحالية.
وتقول الكاتبة، إنه نظرًا لأن العديد من النساء اللاتي نجين حتى الآن تُركن كمقدمات الرعاية الوحيدات لأفراد أسرهن المتبقين، فقد شعرن بشكل مباشر بعبء محاولة العثور على الطعام والماء والرعاية الطبية، وحتى مأوى آمن لأسرهن.
وبما أن فلسطين تسجل واحدة من أدنى معدلات مشاركة الإناث في العمل في العالم، على الرغم من ارتفاع مستوى تعليمهن، ستكون هناك عوائق اقتصادية كبيرة أمام هؤلاء النساء أثناء محاولتهن إعادة بناء حياتهن، تضيف الكاتبة.
اقرأ أيضاً
أسيرات فلسطينيات محررات يكشفن معاناتهن في سجون الاحتلال.. ماذا قلن؟
واليوم، بعد نزوحهم من منازلهم أو تدمير منازلهم، لجأت العديد من الأسر إلى ملاجئ مكتظة تعاني من نقص الخدمات، حيث أصبحت الظروف مهيأة للتدهور السريع في الصحة والرفاهية، وخاصة بالنسبة للنساء والأطفال.
معاناة الحوامل وحديثات الولادةوتشير عاصي إلى أن هناك ما يقدر بنحو 50 ألف امرأة حامل في غزة ليس لديهن مكان آمن للولادة، ويعانين من صعوبة الحصول على المياه النظيفة والغذاء، وقلة الرعاية الطبية المتاحة للمساعدة في رعاية ما بعد الولادة.
وتشير التقديرات إلى أن 15% من تلك الولادات ستعاني من مضاعفات تتطلب تدخلاً طبياً غير متوفر.
وأبلغ الأطباء عن اضطرارهم إلى ولادة الأطفال وحتى إجراء عمليات قيصرية دون تخدير، ويُطلب من الأمهات القادرات على الوصول إلى منشأة طبية المغادرة بعد وقت قصير من الولادة بسبب ضيق المساحة.
ولسوء الحظ، فإن بعض الأمهات اللاتي تمكنن من الولادة في هذه الظروف ما زلن يفقدن أطفالهن بسبب عدم توفر الكهرباء للحاضنات.
اقرأ أيضاً
معاناة متفاقمة لحرب غزة.. الفلسطينيات يكافحن للعثور على منتجات الصحة الشخصية
وتواجه الأمهات الجدد أيضًا مخاطر كبيرة على صحتهن وصحة أطفالهن.
ومن المعروف أنه يطبيا يُنصح الأمهات المرضعات بشرب ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يوميًا، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي.
لكن هذا لم يعد هذا خيارًا متاحًا للنساء في غزة، حيث تفيد النساء بعدم قدرتهن على إنتاج ما يكفي من الحليب أو أن أطفالهن يبدون متوترين للغاية بحيث لا يستطيعون الرضاعة.
كما أن الافتقار إلى حليب الأطفال والحفاضات وغيرها من الضروريات الأساسية يؤدي إلى تعقيد تجربة الأمهات الجدد.
وعندما تمكنت النساء من تأمين الغذاء، اقتصرن على وجبة واحدة في اليوم من أجل إعطاء الأولوية لإطعام أطفالهن.
الصحةكما تدهورت إمكانية الحصول على خدمات الصحة الإنجابية.
ولم يعد بإمكان النساء والفتيات العثور على منتجات نظافة الدورة الشهرية والوصول المنتظم إلى الحمامات، حيث تشير العديد من الملاجئ إلى وجود حمام واحد فقط لكل 150 شخصًا.
إن الرعاية غير الكافية للدورة الشهرية تزيد من خطر الإصابة بالعدوى التي لا يستطيع النظام الصحي في غزة التعامل معها ويمكن أن تتسبب في تفشي أمراض يمكن الوقاية منها.
اقرأ أيضاً
حقوقي فرنسي: الوضع في غزة أشد خطورة من سربرنيتسا
كما أن التخلص غير المناسب من هذه المنتجات يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالعدوى إذا كانت المياه الملوثة أو المنتجات المهملة تجتذب ناقلات المرض، مثل الذباب والقوارض.
وتُبلغ النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل داخل الرحم عن الإصابة بالعدوى والنزيف بسبب الظروف المعيشية السيئة دون الحصول على الرعاية الطبية، في حين فقدت النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية إمكانية الوصول إلى الصيدليات ومقدمي الخدمات للحفاظ على أدويتهن.
لجأت بعض النساء إلى استخدام الأدوية الهرمونية خارج نطاق التسمية لتأخير الدورة الشهرية وسط هذه الظروف.
التعليموبطبيعة الحال، ليست الاحتياجات الصحية الفريدة للنساء والفتيات فقط هي المعرضة للخطر في غزة.
وبالنسبة للكثيرين، وعلى الرغم من قلة الفرص الاقتصادية في غزة، فإن النساء والفتيات يعتبرن التعليم أحد مساراتهن المحتملة لتحسين حياتهن في ظروف قاسية، على الرغم من استمرار بعض المعايير الجنسانية التي تشمل التوقعات بشأن الزواج والأمومة.
واليوم، أصبح جميع الأطفال في غزة خارج المدارس، وتم تدمير جميع الجامعات في القطاع تقريبًا.
وحتى عندما ينتهي العنف، لا يزال من غير الواضح كيف سيتمكن الناس في غزة، وخاصة النساء والفتيات، من استئناف تعليمهم والبحث عن الفرص التي سيفتحها لهم التعليم.
اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة تحث إسرائيل على التحقيق في تعرية فلسطينيات قسريًا
خطر العنفوتقول الكاتبة إنه من المعروف أن النساء النازحات يتعرضن بشكل متزايد لخطر العنف وسوء المعاملة في أماكن الإيواء المكتظة، ولا توجد تقريبًا القدرة على المراقبة أو الاستشارة أو الإسعافات الأولية اللازمة للاستجابة للحوادث.
وتضيف: لقد تيتمت العديد من الفتيات الصغيرات، مما جعلهن في حالة ضعف شديد إذا لم يكن لديهن أسرة ممتدة على قيد الحياة.
وقد دفعت الكارثة الإنسانية في غزة رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بوصف الوضع بأنه "الأسوأ الذي شاهده على الإطلاق".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول: حتى بعد أن تتوقف الحرب، تظل هناك أسئلة كثيرة حول نوع المجتمع الذي سيبقى.
ولا يمكن لأي مجتمع أن ينجح في إعادة البناء دون مشاركة جميع أعضائه، بما في ذلك النساء، لذلك يجب أخذ احتياجاتهم المحددة، بما في ذلك الصحة والتعليم والاقتصاد، في الاعتبار في أي جهود تهدف إلى إفادة سكان غزة والنازحين في أماكن أخرى.
المصدر | يارا عاصي/ مركز ويلسون - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة المرأة الفلسطينية النساء في غزة شهداء غزة الحرب العدید من اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة أكثر مناطق العالم التي يعيش فيها مبتورو الأطراف .. والسبب العدوان الإسرائيلي
الثورة /
رؤى محفوظ فتاة فلسطينية تعيش في قطاع غزة عمرها “19” عاما “كانت تحلم قبل العدوان الإسرائيلي على غزة بأن تكمل دراستها وتذهب إلى الخارج لدراسة الطب، لكنها الآن تنتظر بفارغ الصبر أن يفتح المعبر ويسمح لها بالسفر لتلقى العلاج في أقرب وقت ممكن .
أصيبت رؤى المرة الأولى في منزلهم في أكتوبر 2023م، وفقدت خلالها اثنتين من شقيقاتها وثلاثة من أشقائها والشظايا ملأت وجهها وهذا خير شاهد ودليل على إجرام العدو الإسرائيلي .
وفي يوليو 2024 م أصيبت رؤى للمرة الثانية، إصابة بالغة جعلتها مقعدة على كرسى متحرك.
رؤى ليست سوى واحدة من آلاف الجرحى في القطاع الذين تسبب لهم العدوان بإعاقة دائمة أفقدتهم أحلامهم، وذنبهم الوحيد أنهم من سكان قطاع غزة .
ونتيجة العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق المدنيين تحول قطاع غزة إلى أكثر المناطق التي يعيش فيها أشخاص مبتورو الأطراف وجلهم من الأطفال والنساء في ظل منع كامل من العدو الإسرائيلي لإدخال المستلزمات الطبية من القطاع ومنع الجرحى من الخروج لتلقي العلاج في الخارج .
ووفق تصريح للمدير العام لمجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة محمد أبو سلمية فإن عدد الجرحى الذين بترت أطرافهم نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع بلغ أكثر من أربعة آلاف مبتور جلهم من الأطفال.. فيما منهم بحاجة إلى تأهيل إثر إصابات بليغة في العمود الفقري والدماغ بلغ عددهم أكثر من ألفي شخص وهم طريحو الفراش، إضافة إلى أن هناك الآلاف من الجرحى الذين لديهم إعاقات بصرية وسمعية.
ويضيف أبو سلمية انه لا توجد أية رعاية طبية وصحية في القطاع حتى المشافي دمرها العدو الإسرائيلي، حيث دمر مشفى حمد الوحيد للتأهيل في القطاع ومشفى الوفاء ومركز غزة للأطراف الصناعية ويمنع دخول أية مستلزمات لهذه الشريحة من المرضى ويمنعهم من الخروج للعلاج في الخارج.
وطالب أبو سلمية جميع الأحرار في العالم والمنظمات الإنسانية بالتحرك لوقف العدوان بشكل عاجل وفتح المعابر جميعها لسفر الجرحى والمصابين وإدخال المستلزمات الطبية جميعها والأدوية وللجرحى كراسٍ متحركة وعكاكيز وأطراف صناعية، وإعادة تأهيل المشافى التي دمرها الاحتلال لخدمة الجرحى.