حتى قبل أن تبدأ، كان من الواضح أن حرب «١٥/أبريل » تحت شعار «التحول الديمقراطي » لن تفي بالتوقعات العالية التي كان بعضها متناقضاً، لدى (7) دول تلك التي دعمت تمرد “الدعم السريع” بمختلف الأجندات، بما في ذلك بعض الأجندات الخفيّة، وعليه، فليس من المستغرب أن تسحب بعض الدول دعمها للمليشيا حتى قبل أن يدق الجيش السوداني ، بمطرقة نهاية الحرب .

بعد افتضاح امر مطار ” أم جرس” على الحدود التشادية السودانية ، والذي أعدته الإمارات كخط إمداد خلفي لمليشيا الدعم السريع، وأنشأت به مشفى ميداني لإجلاء وعلاج الجرحى من الطبقة العُليا بالمليشيا وهم ( مقاتلي اسرة آل دقلو و ابناء الإدارة الأهلية لعشيرة الماهرية)، بينما تترك جثث المرتزقة وأبناء بقية الاثنيات في الطرقات، مسرح المعركة ، تلتهمها الكلاب الجائعة بالخرطوم ودارفور.

اتجهت الإمارات الى توفير بدائل لمطار “ام جرس” ، ووقع الاختيار على سفوح “جبل مرة” ، وبالفعل بدأ التفاوض مع حركة مسلحة لمنحهم مساحة لاقامة مشفى ميداني ومهبط طائرات عمودية .

على صعيد آخر، يخلط “عبدالرحيم دقلو” الاوراق على الجميع، ويرفض الانصات الى اصوات داخل اسرة “دقلو” وبعض المستشارين، داعية للتهدئة حتى تكتمل فصول التسوية الامريكية السعودية في جدة ، والتي قد تضمن مساحة جيدة للدعم السريع في مشهد السنوات القادمة ، وهو ما ترفضه القوات المسلحة جملة وتفصيلاً.

يقود “عبدالرحيم” عمليات عسكرية تصعيدية، هدفها الاول السيطرة على إقليمي دارفور وكردفان حيث مناجم الذهب الذي تطلبه خزائن الإمارات حتى وإن كان ثمنه حياة ومستقبل شعب السودان ، بجانب صناعة الفوضى في الخرطوم وبعض الولايات المجاورة لإرهاق الحكومة والقوات المسلحة، وعرقلة مهام الجيش الوطني في تحرير البلاد من بطش التمرد .
أمس الأول تمكن “دقلو” من توفير حوالي (180) تانكر وقود عبر قوات فاغنر التي تنتشر على حدود أفريقيا الوسطى والسودان ، وتشوين (200) عربة مدججة بالسلاح والجنود ، هدفها الولاية الشمالية حيث مناطق التعدين بغرض نهب “الدهابة” وخلق فرقعة اعلامية كما حدث أمس بولاية الجزيرة .

استأنف “دقلو” نشاطه في تعدين الذهب ، وقام بتشغيل مناجم “سنقو” و”الردوم” بجنوب دارفور ، والآن تحرس المناجم عشرات السيارات المقاتلة و المزودة بمضادات طيران متطورة ، تحت اشراف قوات “فاغنر” التي تحرس أنشطة تعدين الذهب ب “افريقيا الوسطى”.

الامارات التي فتحت أبواب الصدام، و حركت البوصلة لعدد من دول الجوار ، نفسها اقتنعت بفشل الدعم السريع في الاستيلاء على السلطة في السودان ، وباتت أقل اقتناعاً بفكرة أن تصل الى غاياتها عبر الدعم السريع وظهيره المدني (ق.ح.ت) ، ولكنها أنفقت اموالاً طائلة على محاولة “دقلو” الفاشلة ، ولزاماً عليها الاستمرار على أمل أن تحصل على مبتغاها بعد ضعف الدولة السودانية وتفككها.

ما زال كثير مما يخص الحرب الدائرة حالياً في السودان مجهولاً، وربما تفصح الأيام المقبلة عن أسرار خطيرة ستُعيد صياغة كثير من الأحداث والمفاهيم المتصلة بهذه الحرب. وبموازاة ذلك، فإن تفاعل المحيط الدولي والإقليمي بما يحدث في السودان ، لا يزال ساخناً وكثيفاً ومُهيمناً على الساحات المختلفة -سواءً كان ذلك في الشرق أو في الغرب.
محبتي واحترامي

رشان اوشي
رشان اوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قتلى وجرحى بسبب هجوم «الدعم السريع » على قرى الكنابي بالجزيرة

نفذت قوات الدعم السريع،الهجوم من ثلاثة محاور، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص والجرحى..

التغيير:الخرطوم

قالت لجان مقاومة بولاية الجزيرة، إن واصلت قوات الدعم السريع حصدها لأرواح المدنيين دون وازع أو ضمير متبعة سلوكها “الإجرامي المستبد” الذي هدفه التنكيل بالمواطن.

وأفاد بيان أصدرته لجنتا مقاومة منطقة أبو قوتة وغرب المحيريبا بتجمع الدعم السريع، الثلاثاء، في مدينة المحيريبا مستخدمة سيارات الدفع الرباعي المدججة بالأسلحة الثقيلة.

وتابعت: إثر ذلك نفذت الهجوم علي قرى الكنابي (الحداحيد، أبوكرنة، جابر تميرةـ، بالإضافة إلى قرية كترة).

ووفقا للبيان، كان هجوم الدعم السريع، من ثلاثة محاور، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص والجرحى.

وأدانت لجنتا المقاومة ما أسمته بـ”السلوك الإجرامي” وطالبت الدعم السريع بسحب قواته المحاربة من مناطق المدنيين.

وشدد البيان على أن لجان المقاومة توثق لكل الجرائم التي تُرتكب في حق المدنيين العزل.

وأكدت اللجنتان على أن القرى التي تستهدفها قوات الدعم السريع تخلو من المظاهر العسكرية. وطالبت هذه القوات المعتدية البعد من مناطق المدنيين.

وفي 19 ديسمبر 2023 انسحب الجيش مع تقدم قوات الدعم السريع للسيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في العاصمة الخرطوم وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.

الوسومالجرائم والانتهاكات حرب الجيش و الدعم السريع ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الفنان عاطف السماني يقود احتفالات للجيش بمناطق أم بدة والدوحة بعد تحريرها وتنظيفها من قوات الدعم السريع والجنود يغنون معه في الشارع العام (طريق حبك)
  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • قتلى وجرحى بسبب هجوم «الدعم السريع » على قرى الكنابي بالجزيرة
  • اللاجئون السودانيون في أوغندا.. “واقع بائس” وتحرك أممي جديد
  • الدعم السريع تواصل تقدمها في سنّار بالسودان والقتال يتجدد في أم درمان  
  • حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!
  • البندقية التي تقتل السودانيين.. ماذا تريد من الأرض؟
  • قائد قوات الدعم السريع يعلّق على عقوبات الاتحاد الأوروبي
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!