“دقلو” تمكن من تشوين (200) عربة مدججة بالسلاح والجنود هدفها الولاية الشمالية حيث مناطق تعدين الذهب بغرض نهب الدهابة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
حتى قبل أن تبدأ، كان من الواضح أن حرب «١٥/أبريل » تحت شعار «التحول الديمقراطي » لن تفي بالتوقعات العالية التي كان بعضها متناقضاً، لدى (7) دول تلك التي دعمت تمرد “الدعم السريع” بمختلف الأجندات، بما في ذلك بعض الأجندات الخفيّة، وعليه، فليس من المستغرب أن تسحب بعض الدول دعمها للمليشيا حتى قبل أن يدق الجيش السوداني ، بمطرقة نهاية الحرب .
بعد افتضاح امر مطار ” أم جرس” على الحدود التشادية السودانية ، والذي أعدته الإمارات كخط إمداد خلفي لمليشيا الدعم السريع، وأنشأت به مشفى ميداني لإجلاء وعلاج الجرحى من الطبقة العُليا بالمليشيا وهم ( مقاتلي اسرة آل دقلو و ابناء الإدارة الأهلية لعشيرة الماهرية)، بينما تترك جثث المرتزقة وأبناء بقية الاثنيات في الطرقات، مسرح المعركة ، تلتهمها الكلاب الجائعة بالخرطوم ودارفور.
اتجهت الإمارات الى توفير بدائل لمطار “ام جرس” ، ووقع الاختيار على سفوح “جبل مرة” ، وبالفعل بدأ التفاوض مع حركة مسلحة لمنحهم مساحة لاقامة مشفى ميداني ومهبط طائرات عمودية .
على صعيد آخر، يخلط “عبدالرحيم دقلو” الاوراق على الجميع، ويرفض الانصات الى اصوات داخل اسرة “دقلو” وبعض المستشارين، داعية للتهدئة حتى تكتمل فصول التسوية الامريكية السعودية في جدة ، والتي قد تضمن مساحة جيدة للدعم السريع في مشهد السنوات القادمة ، وهو ما ترفضه القوات المسلحة جملة وتفصيلاً.
يقود “عبدالرحيم” عمليات عسكرية تصعيدية، هدفها الاول السيطرة على إقليمي دارفور وكردفان حيث مناجم الذهب الذي تطلبه خزائن الإمارات حتى وإن كان ثمنه حياة ومستقبل شعب السودان ، بجانب صناعة الفوضى في الخرطوم وبعض الولايات المجاورة لإرهاق الحكومة والقوات المسلحة، وعرقلة مهام الجيش الوطني في تحرير البلاد من بطش التمرد .
أمس الأول تمكن “دقلو” من توفير حوالي (180) تانكر وقود عبر قوات فاغنر التي تنتشر على حدود أفريقيا الوسطى والسودان ، وتشوين (200) عربة مدججة بالسلاح والجنود ، هدفها الولاية الشمالية حيث مناطق التعدين بغرض نهب “الدهابة” وخلق فرقعة اعلامية كما حدث أمس بولاية الجزيرة .
استأنف “دقلو” نشاطه في تعدين الذهب ، وقام بتشغيل مناجم “سنقو” و”الردوم” بجنوب دارفور ، والآن تحرس المناجم عشرات السيارات المقاتلة و المزودة بمضادات طيران متطورة ، تحت اشراف قوات “فاغنر” التي تحرس أنشطة تعدين الذهب ب “افريقيا الوسطى”.
الامارات التي فتحت أبواب الصدام، و حركت البوصلة لعدد من دول الجوار ، نفسها اقتنعت بفشل الدعم السريع في الاستيلاء على السلطة في السودان ، وباتت أقل اقتناعاً بفكرة أن تصل الى غاياتها عبر الدعم السريع وظهيره المدني (ق.ح.ت) ، ولكنها أنفقت اموالاً طائلة على محاولة “دقلو” الفاشلة ، ولزاماً عليها الاستمرار على أمل أن تحصل على مبتغاها بعد ضعف الدولة السودانية وتفككها.
ما زال كثير مما يخص الحرب الدائرة حالياً في السودان مجهولاً، وربما تفصح الأيام المقبلة عن أسرار خطيرة ستُعيد صياغة كثير من الأحداث والمفاهيم المتصلة بهذه الحرب. وبموازاة ذلك، فإن تفاعل المحيط الدولي والإقليمي بما يحدث في السودان ، لا يزال ساخناً وكثيفاً ومُهيمناً على الساحات المختلفة -سواءً كان ذلك في الشرق أو في الغرب.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
رشان اوشي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
MEE: الإمارات تستخدم مطارا في بونت لاند لدعم الدعم السريع بالسودان
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقرير، قال فيه إن الإمارات العربية المتحدة نشرت رادارا إسرائيلي الصنع في الصومال ضمن اتفاق سري عقده رئيس جمهورية "بونت لاند" التي تتمتع بحكم ذاتي، سعيد عبد الله ديني لإدارة مطار بوساسا وبدون موافقة برلمانية.
وقال الموقع، إن الرادار العسكري في "بونت لاند" جاء لحماية مطار بوساسا من هجمات حوثية محتملة قادمة اليمن.
وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية تركيب رادار من نوع "إي أل أم -2084 3" دي متعدد المهام الممسوح إلكترونيا في المطار.
وتكشف البيانات المتوفرة في المصادر المفتوحة أن الإمارات تستخدم وبشكل متزايد مطار بوساسا لتزويد قوات الدعم السريع في السودان بالإمدادات العسكرية.
وفي بداية هذا العام، تقدم السودان بدعوى قضائية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بتهمة دعم الإبادة الجماعية بسبب علاقاتها مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال مصدر في المنطقة: "ركبت الإمارات الرادار بعد خسارة الدعم السريع معظم العاصمة الخرطوم"، مضيفا أن "هدف الرادار هو اكتشاف التهديدات النابعة من الطائرات بدون طيار أو الصواريخ، وتقديم إنذار مبكر ضدها، وخاصة تلك التي قد يطلقها الحوثيون، والتي تستهدف بوساسو من الخارج".
وتم نشر الرادار في المطار أواخر العام الماضي حيث لم يتمكن موقع "ميدل إيست آي" من التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل. وأفاد المصدر الثاني بأن الإمارات تستخدم مطار بوساسو يوميا لدعم قوات الدعم السريع، حيث تصل طائرات شحن كبيرة بانتظام لتحميل الأسلحة والذخيرة - وأحيانا تصل إلى خمس شحنات كبيرة في المرة الواحدة. وطلب موقع "ميدل إيست آي" من وزارة الخارجية الإماراتية التعليق.
وعند التواصل معه بشأن هذه الادعاءات، رفض عبد الفتاح عبد النور، وزير الدولة لشؤون رئاسة بونتلاند، التعليق على المسألة، وبدلا من ذلك نشر صور ساخرة تسخر من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وزعم مصدران صوماليان منفصلان أن رئيس بونتلاند، ديني، لم يطلب موافقة الحكومة الفدرالية الصومالية أو برلمان بونتلاند على هذا الترتيب.
وتعتبر بونتلاند كيانا مستقلا بحكم الواقع وتتمتع بحكم ذاتي تابعة للصومال.
وقال مصدر صومالي مطلع على الأمر: "هذه صفقة سرية وحتى أعلى مستويات حكومة بونتلاند، بما في ذلك مجلس الوزراء، لا علم لها بها".
وأضاف أن: "صمت الحكومة الوطنية الصومالية حيال هذه القضية غير مفهوم".
وأشار المصدر إلى تقارير عن جلب جنود كولومبيين إلى مطار بوساسا ومن أجل إعادة نشرهم في السودان، مع أنه ليس من الواضح من أصدر لهم التأشيرات، حيث لم تلعب مقديشو أي دور في الترتيبات. وأقامت الإمارات علاقات قوية مع الحكومة الصومالية، حيث وفرت لها الدعم ودربت جنودها على مواجهة الجماعات المتمردة مثل حركة الشباب. وكانت الإمارات ناشطة في بونتلاند والتي تعتبر قريبة من الناحية الجغرافية لليمن والإمارات.
ودربت الإمارات قوات في بونتلاد لمواجهة القرصنة. وينظر إلى ديني على أنه موال للإمارات بسبب الدعم المالي الذي تقدمه له ويعزز طموحاته السياسية. وقال المصدر: "هناك انتخابات رئاسية في عام 2026، وهو بحاجة لكل الدعم للحصول على الأصوات الوطنية".
وأشار سالم سعيد سالم، الخبير الإقليمي والمدير التنفيذي لمعهد سيدرا في بونتلاند، إلى أنه على الرغم من التقارير المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية، لم يعلق ديني ولا إدارته على وجود الرادار.
وأضاف: "هذا الصمت يشير إلى صحة الادعاءات"، مضيفا أنه لم يفاجأ بهذا التطور نظرا لعلاقات ديني الطويلة مع الإمارات. وأشار سيدرا إلى أن مقديشو قد اختارت، على الأرجح، عدم معاداة الإمارات وفضلت الصمت بشأن الأنشطة العسكرية الإماراتية في بونتلاند.
وقال سيدرا: "يعتمد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على دعم الإمارات لمحاربة حركة الشباب والسعي إلى السلام في البلاد. من المنطقي أن تعالج هذه القضايا خلف الأبواب المغلقة".
وقد تعرضت حكومة محمود لضغوط كبيرة في الأونة الأخيرة، حيث حققت حركة الشباب مكاسب كبيرة قرب مقديشو. بالإضافة إلى تزايد المعارضة لقيادته بسبب الطبيعة القبلية لنظام الحكم في الصومال. واقترح محمود الانتقال من نظام انتخابي قائم على العشائر إلى نظام اقتراع عام. إلا أن هذا الاقتراح واجه مقاومة من بعض السياسيين البارزين وحوله إلى قضية خلافية.
كما تنشط الإمارات في دولة أرض الصومال الانفصالية، حيث تقوم باستثمارات كبيرة هناك أيضا، مما أثار حفيظة مقديشو. وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد محمد فقي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن حكومته قدمت رسالة إلى الإمارات حث فيها أبو ظبي على التوقف عن التعامل مع رئيس أرض الصومال عبد الرحمن سيرو وكأنه رئيس للدولة.