فتاوى تشغل الأذهان
هل يغفر الله كبائر الذنوب أم يجب الكفارة بعد التوبة.. الإفتاء تجيب
سبعة أخلاق أمرنا النبي بتربية أنفسنا عليها .. المفتي السابق يوضحها
هل يجب أن تتزين المرأة لزوجها؟.. 10 حقائق لا تعرفها الزوجات

 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تهم كل مسلم في حياته اليومية، ونحاول نشر أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.

في البداية، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: “هل يغفر الله للإنسان جميع الذنوب حتى الكبائر إذا تاب وندم وأصلح عمله، أم هناك ذنوب لابد من الكفارة فيها؟”.

وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائل: إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه الكريم أنه يغفر الذنوب جميعا سوى الشرك به، فلابد من التوبة من الشرك والتبرؤ منه والدخول في التوحيد والإسلام.

واستشهد أمين الفتوى بقوله تعالى : “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افترى إِثْمًا عَظِيمًا”.

وأضاف أمين الفتوى أن كل المعاصي قابلة للغفران عند الله تعالى، إلا الشرك فإنه قد أخذ على نفسه انه لا يغفره لأحد مادام قد قامت عليه الحجة الرسالة.

وأوضح أن أي ذنب يفعله الإنسان فهو داخل في المشيئة الإلهية إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه وإذا تاب منه في الدنيا توبة نصوحة فإن الله سبحانه وتعالى يقبل منه هذه التوبة بفضله ومنه ورحمته ويعوض سيئاته بالحسنات.

قال الدكتور علي جمعة المفتي السابق، إن رسول الله أوصانا بمحاسن الأخلاق وفي الحديث «وعليك بحسن الخلق»، وقال: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وبالأخلاق تقوم الأمم، وتقوى الشعوب والمجتمعات، وإذا ما تركنا الأخلاق النبوية والحِكَم المصطفوية فإن المشكلات تُحيط بنا من كل جانب، والأخلاق مبدؤها النفس.

وأضاف علي جمعة، عبر صفحته على فيس بوك أن رسول الله كان حريصًا على أن تبدأ بنفسك، ثم بمن تعول؛ فيقول دائمًا: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» ويقول: «أترى القذاة في عين أخيك، وتدع جذع النخلة في عينك» فالبداية بالنفس عدل، ومقدورٌ عليها، ونوعٌ راقٍ من التربية تركه لنا رسول الله.

وذكر علي جمعة،  أنه روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله: «من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا يسر الله له طريقًا إلى الجنة» ورواية مسلم «سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة» ، «وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ عليه عمله لم يُسرع به نسبه» نصائح سبع، وإن شئت فقل هي أخلاقٌ سبع، وإن شئت فقل هي حكمٌ سبع، يأمرنا فيها رسول الله ﷺ أن نربي أنفسنا عليها، وأن نحذر أن تنتهي من مجتمعاتنا، وأوساطنا، وأنفسنا، وينبغي علينا أن نأتمر بها بالمعروف، وأن نتناصح بها في دين الله.

«من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة» والله لو درَّبت نفسك على هذا، ولو جعلت كل ما تفعله من تنفيس الكرب عن الناس لوجه الله تعالى مخلصًا به ربك، راجيًا ثوابه يوم القيامة لكان ذلك تخفيفًا عليك ورحمةً يوم المشهد العظيم، ولنوَّر الله به قلبك في الدنيا، ولجعلك تفهم معنى الإنسان الذي أمامك، وأنه بُنيان الرب كما ورد في الحديث فيما أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني «الإنسان بنيان الرب» لو عرف الطبيب أن الذي بين يديه ليس قطعة رخام، ولا خشب، ولا حديد، إنما هو إنسان، وأنه مكرمٌ من الرحمن لاختلفت المعاملة، واختلف الاهتمام، لو حمل الهم في قلبه عن الكربة التي فيها ذلك المريض.

ونوه  لو أن الموظف في دوائر الحكومة حمل هم هذا المراجع، وأراد أن يُنفِّس كربته، وأن يزيل ما فيه من همٍ، وأن يقضي حاجته، وأن يجعل ذلك لوجه الكريم لجعله الله سبحانه وتعالى له في الدنيا والآخرة؛ فإذا ما يسَّرنا على الإنسان، وعرفنا أنه ليس عددًا، وإحصاء، وإنما هو مكرمةٌ من عند رب العالمين أسجد له الملائكة، لو عرفنا أن من يسَّر على المعسر في الدنيا يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والمعسر قد يكون مديونا؛ فإذا ما سددت عنه دينه -ولو من الزكاة- فإنك تكون قد يسرت على معسر، أو أخرت دينه الذي في ذمته لك، أو أحسنت المطالبة، أو خففت عنه وأسقطت عنه بعض دينه، أو سترت عليه فلم تفضح حاله، والدين همٌ بالليل، وذلٌ بالنهار، لو فعلت هذا لوجه الله لشعرت بحلاوة ذلك في قلبك.

وتابع علي جمعة: لو أنك سترت على الناس عثراتهم، وأقلتهم ذنوبهم لوجدت ذلك في قلبك، وفي نفسك، ولستر الله عليك في الدنيا والآخرة، ولكن كثيرًا من الناس تلوك أعراض الناس بألسنتهم في مجالسهم غيبةً، ونميمةً، وافتراءً، وبهتانًا، والنبي ﷺ يقول: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» وتحت شعار حرية الرأي، وحرية التداول تحدث الغيبة والنميمة، وحرية الرأي ليس هذا مجالها، ليس مجالها الكذب، والافتراء، والغيبة والنميمة، وأعراض الناس، والتكلم بالفاحشة، إنما عرضها أن يكون الإنسان حرًا، وأن يأمر بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر، وأن يكون قلبه على مجتمعه وناسه ومصالحهم، يريد الخير، ولا يريد الشر، و «الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» وانظر إلى هذا الإطلاق الذي خاطب فيه النبي ﷺ البشرية جمعاء وهو رحمةٌ للعالمين إلى يوم الدين، وقال العبد، ولم يقل المسلم، ولا حتى المؤمن، ولكن قال العبد، مفهومٌ واسع، نسقٌ مفتوح، قلبٌ يسع الناس أجمعين لأننا إنما ندعو إلى رب العالمين، وإنما ندعو إلى سيد الخلق أجمعين، وإنما ندعو إلى خلقٍ قويم لا يختلف عليه اثنان من العقلاء، ولا يتناطح فيه أحدٌ من العلماء.

وفي النهاية يضع لنا رسول الله ﷺ قاعدةً ذهبية «من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه» فالقضية هي قضية العمل الصالح، والعمل الصالح أن تبدأ بنفسك، ثم بمن تعول، أو أن تبدأ بنفسك، ثم بمن يليك؛ فعليك أن تبدأ بنفسك من هذه اللحظة بعد أن سمعت نصيحة رسول الله ﷺ ، جدد إيمانك، قل لا إله إلا الله، ابدأ السير في طريق الله، متخلقًا بما أراده لنا رسول الله ﷺ إن نحن فعلنا ذلك، وتناصحنا فيما بيننا، والدين النصيحة لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، نرجو الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة، وهذا هو شأن المسلم الحق.

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن الشريعة الإسلامية راعت ما فُطِرت عليه النفس الإنسانية من ميول ورغبات، فجعلت سدَّ حاجات الإنسان فيما جُبِلتْ عليه نفسه من المقاصد الشرعية التي تحثه على السعي في تحصيلها دون إفراطٍ أو تفريط.

واستشهدت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: (  هل يجب أن تتزين المرأة لزوجها ، حيث يطلب مني زوجي أن أتزين وأتجمل له ونحن في المنزل. فما التوجيه الشرعي في ذلك ؟) ، بما قال تعالى : ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ الآية 14 من سورة الملك.

وأوضحت أن من الأمور التي فُطِرَت عليها النساء حبُّ الزينة، فشَرع لهنَّ لأجل ذلك من وسائلها ما لم يُشرع للرجال كالحرير والذهب، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ الآية 18 من سورة الزخرف.

ودللت بما قال العلامة الواحدي في "التفسير الوسيط" (4/ 67، ط. دار الكتب العلمية): [قال المبرد: تقدير الآية: أوتجعلون له ﴿مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾؟ يعني: البنت تنبت في الزينة] اهـ ، منوهة بأنه قد حث الشرع الشريف الزوجة على التزين والتجمل لزوجها وطلب الحُسْن في نظره.

وأشارت إلى ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «الَّتي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"؛ قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (5/ 2132، ط. دار الفكر): [(قال: التي تسره).

وتابعت:  أي: زوجها، والمعنى تجعله مسرورًا (إذا نظر)؛ أي: إليها ورأى منها البشاشة وحسن الخلق ولطف المعاشرة، وإن اجتمعت الصورة والسيرة فهي سرور على سرور، ونور على نور] اهـ.

ولفتت إلى أنه قال الإمام المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 528، ط. مكتبة الإمام الشافعي): [(إذا نظر) إليها؛ لأن ذَات الجمال عون لَهُ على عِفَّته ودِينه] اهـ، وعن بَكْرَة بنت عقبة: أنَّها دخلت على أمِّ المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها وهي جالسةٌ في مُعَصْفَرَةٍ، فسألتها عن الْحِنَّاءِ؟ فقالت: "شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ". وسألتها عن الـحِفَافِ؟ فقالت لَها: "إِنْ كَانَ لَكِ زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنَّ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي" أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى".

ونبه إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنْ تَنْزِعِي مُقْلَتَيْكِ فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا" نصٌّ في مشروعية استعانة المرأة بما من شأنه تجميل وجهها وتحسين هيئتها وإزالة ما قد لَحِقَ بها من أمور تؤثر في زينتها.

وأفادت بأنه قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (20/ 193، ط. دار إحياء التراث العربي): [ولا يمنع من الأدوية التي تزيل الكلف وتُحَسِّن الوجه للزوج، وكذا أخذ الشعر منه، وسئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن قشر الوجه فقالت:.. إن كان شيء حدث فلا بأس بقشره] اهـ، وبمثله قال العلامة ابن الملقن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (25/ 45، ط. دار النوادر).

وتابعت: وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي في "الفروع" (1/ 161، ط. مؤسسة الرسالة): [ويتوجه وجه إباحة تحمير ونقش وتطريفٍ بإذن زوج فقط] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان الذنوب التوبة الكفارة الإفتاء الزوجات المراة الله سبحانه وتعالى فی الدنیا والآخرة رسول الله ﷺ الله تعالى ة رضی الله الله عنه الله علی علی جمعة الله فی طریق ا ر الله فی عون

إقرأ أيضاً:

رمضان عبدالمعز: هذا الأمر يغفر ذنوب العبد كل يوم

أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الله سبحانه وتعالى يوزع متاع الدنيا على من يحب ومن لا يحب، لكن الدين لا يُعطى إلا لمن أحب، قائلا: "من منح الله الدين فقد أكرمه وأحبه، ومن هنا ندرك أن الدين هو أعظم نعمة يمنحها الله لعباده".

وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على فضائية "dmc" اليوم الاثنين: "الله أمرنا بعمارة الأرض، وكل من يغرس شجرة أو يزرع زرعًا ويستفيد منه إنسان أو طائر أو حيوان، فإن له صدقة، العمل الجاد والمخلص لا يتوقف في الإسلام، ونعلم أن من يعمل بيده يُغفر له"

خالد الجندي: التعصب بداية التطرف حتى في مباريات كرة القدم خالد الجندي: حدود العقل البشري يحمي من الزيغ والانحراف

 

وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل بيده ويعيش من كسبه، ونحن يجب أن نتبع نفس النهج ونجتهد بجد، ولا يوجد طعام أطيب من ما يكسبه الإنسان من عمل يده، ولا يوجد تعارض بين الطموح والسعي في الدنيا وبين الحفاظ على ديننا، بل يجب أن نتعب ونجتهد في الدنيا بقدر استطاعتنا، وفي النهاية الرزق بيد الله".

وشدد على أن الرزق في النهاية بيد الله، سواء كان قليلًا أو كثيرًا، وما علينا سوى السعي والجد، أما الرزق فهو من عند الله، وعلينا أن نكون قانعين بما قسمه الله لنا.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • شمس البارودي في رسالة مؤثرة لزوجها وابنها الراحلين: الحزن تعدى صبري واحتسابي
  • قصة المثل الشعبي «على قد لحافك مد رجليك».. بدأت من شاب غرته الدنيا فانقلبت عليه
  • كيف يغفر الله لي ذنوب اليوم؟.. تخلص من سبب المصائب بهذا العمل
  • رمضان عبدالمعز: هذا الأمر يغفر ذنوب العبد كل يوم
  • أستاذ تفسير: القرآن أمرنا بإجراء "fake check" للأخبار لمنع الشائعات
  • أستاذ بالأزهر: الإسلام أمرنا بالتحقق من الأخبار قبل نشرها لمنع الشائعات
  • "أوقاف الفيوم" تُنظم لقاءات دعوية في المدارس
  • دعاء الوضوء.. بـ10 كلمات عند المضمضة يسقيك رسول الله من حوضه