بينما تتواصل الحرب التي تشنها إسرائيل على مدن وبلدات قطاع غزة، يتكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في صفوف قواته، حيث لقي أكثر من 445 عسكريا، منهم 119 ضابطا حتفهم منذ تجدد الصراع بين المقاومة والمحتل "كان آخرها سقوط 10 بكمين نصبته المقاومة بحي الشجاعية"، بحسب إحصائيات عسكرية إسرائيلية.

خسائر جيش الاحتلال 

وقال داني دانون، النائب الإسرائيلي عن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "أشعر بالقلق من أننا سنعلن النصر قبل الفوز في الحرب"، مضيفا: "نحن بحاجة إلى توضيح ما هي أهداف الحرب بالضبط، وما يعنيه حقاً الانتصار على حماس والقضاء عليها".

وتحتدم العمليات القتالية على الأرض بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل مدن وبلدات قطاع غزة منذ 71 يوما، فيما نحج مقاتلو القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في خداع ضباط وجنود الاحتلال خلال توغلهم البري داخل القطاع حتى يتمكنوا من قنصهم والقضاء عليهم وأسقطوا منهم عددا كبيرا.

ويشير عدد من المحللين السياسيين إلى أن ما فعلته كتائب القسام الذراع العسكري لحماس في إيقاعها الخسائر الكبيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي آلته الحربية وما تسببت به في إرباك كبير في الأوضاع الداخلية خصوصاً الأوضاع الاقتصادية لإسرائيل لم يتوقعه لا الساسة ولا القادة العسكريين الإسرائيليين ولم تتوقعه حتى أمريكا والدول الغربية.

وتفاجأ ضباط وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بقدرات حماس العسكرية وبقوتها وبأسلحتها التي تسببت في تدمير دباباتهم الميركافا المحصنة والمحمية بأجهزة حماية إلكترونية تمنع المقذوفات والصواريخ المضادة للدروع من الوصول إليها، لكن مقاتلو القسام دمروا هذه الدبابات واحرقوها بمن فيها كما دمروا ناقلات الجنود بقذائفهم (الأر بي جي 7) وقذائف الياسين (105) المحلية الصنع وهاجموا تجمعات آليات العدو وتجمعات جنوده وأوقعوا بهم خسائر كبيرة.

كما تمكن مقاتلو القسام من مهاجمة جنود العدو الذين تحصنوا داخل عدد من مباني غزة المدمرة جراء القصف الجوي والمدفعي العشوائي وأوقعوا بهم خسائر كبيرة، حيث تشير بعدض الأرقام غير الرسمية إلى أن عدد قتلى جنود وضباط الاحتلال تجاوز ربع الألف وجرح ما يزيد عن 6 آلاف.

إسرائيل تقاتل أشباحا

ورغم مضي أكثر من شهرين على عملية طوفان الأقصى فلم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيق أهدافه التي أعلن عنها عند بدء عملياته البرية داخل قطاع غزة رغم قصفه الممنهج للإحياء السكنية وهدمها على رؤوس ساكنيها واستهدافه المستشفيات والمدارس التابعة لوكالة لـ "الإنوروا" والتي تؤوي النازحين، إضافة لقصف عربات الإسعاف التي تنقل الجرحى وتدميرهم المساجد والمدارس والعمارات السكنية وقتلهم أكثر من 18 ألف مدني من سكان غزة غالبيتهم من الأطفال والنساء في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أدانتها كل دول العالم والمنظمات الدولية ولم يحصلوا من توغلهم البري في القطاع أي انجاز مهم والذي حذرهم حلفائهم وشركائهم في الإدارة الأمريكية منه.

من جانبه قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، إنه مر سبعون يوما على الحرب الإسرائيلية على غزة من دون أنّ تحقّق إسرائيل أياً من أهدافها التي أعلنتها أو تُحقّق الانتصار الذي تأمل في تحقيقه ومن دون أن تستسلم حركة "حماس" أيضاً، وما زالت رحى الحرب دائرة وسط مطالبات أميركية بإنهائها عبر قرار إسرائيلي أو من خلال استسلام "حماس"، كما طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ذلك قبل أيام.

وأكد أديب، أن كل المؤشرات تذهب إلى قرب انتهاء الحرب، ولكن إسرائيل تبحث عن انتصار ولو كان زائفًا، مشيرا إلى أن الضغوط الأميركية باتت أكبر على الحليف الاستراتيجي لوقف إطلاق النّار، وما زالت إسرائيل ترفض قبوله أو حتى إنهاء الحرب من دون أن تُحقّق أهدافها المعلنة والمتضاربة في الوقت نفسه.

وأشار أديب إلى أن إسرائيل تضع أهدافا معلنة من وراء هذه الحرب مثل القضاء على "حماس" وتحرير الأسرى؛ ولعلهما هدفان متناقضان؛ فإذا قضت إسرائيل فعلياً على "حماس" لن يكون هناك أسرى إسرائيليون، والحفاظ عليهم يعني التفاوض مع الحركة وليس القضاء عليها، وإذا تمّ التفاوض مع الحركة بشأن خروجهم، فهذا يعني انتصاراً لـ"حماس"، كما أنّه لا يعني تحقيق هدف القضاء عليها!.

وتابع أديب: لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أياً من الأهداف الثلاثة المعلنة والمرتبطة كلها إما بتحرير أسراها أو الانتصار على "حماس" أو القضاء على حكمها في غزة، ورغم ذلك طالبت تل أبيب "حماس" بالاستسلام، بل ورفع المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان لافتة كتب عليها رقم هاتف يحيى السنوار، مسؤول "حماس" في غزة، مطالباً المجتمعين في الأمم المتحدة بالتواصل معه لإنهاء الحرب، مع أنّ إسرائيل توعّدت بقتله قبل سبعين يوماً.

واختتم أديب: الحرب لم تحقق لإسرائيل شيئاً على الأقل حتى هذه اللحظة، فجزء من أزمة إسرائيل في هذه الحرب أنّها تُحارب أشباحاً يسكنون في قلب الأرض، لا يحضرون في مكاتب ولهم أرقام هواتف يُعلنها جلعاد في المقر الأممي قبل أيام، وإنما يوجدون في شبكة أنفاق فشلت إسرائيل في الوصول إليها أو في تفجيرها أو في غمرها بالمياه كما صرّحت أكثر من مرّة في وسائل الإعلام المختلفة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل جيش الاحتلال خسائر جيش الاحتلال قطاع غزة المقاومة القسام حماس جیش الاحتلال أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

48 قتيلاً ومصاباً من ضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلي بنيران المقاومة في لبنان وغزة

متابعات:

اعترف أعلام العدو الإسرائيلي بمصرع وإصابة أكثر من 48 ضباطاً وجندياً صهيونياً بنيران المقاومة الإسلامية في غزة وجنوب لبنان.

وأوضح إعلام العدو في بيانات رصدها 21 سبتمبر: أن 15 من ضباط وجنود الاحتلال سقطوا ببين قتيل وجريح بينران المقاومة في الحدود الجنوبية للبناني فيما لقي 3 مستوطنين حتفهم دهساً اثناء هروبهم نحو الملاجئ في حيفا والكريوت هرباً من صواريخ حزب الله.

إلى ذلك اعترف إعلام العدو بمصرع ضابط من لواء “غفعاتي” بنيران القسام شمال قطاع غزة.. كما اعترف بمصرع 29 من ضباط وجنود الاختلال بنيران المقاومة الفلسطينية في غزة منذ بدء “العملية العسكرية” الأخيرة للاحتلال في جباليا شمالي قطاع غزة.

إلى ذلك إعلام العدو بفضل الدفاعات الجوية للاحتلال في التصدي للصواريخ المقاومة اللبنانية التي تنهمر كل لحظة على حيفا المحتلة وعطا ونهاريا ومستوطنات الشمال..

كما اعترف بإصابة صاروخ بالسيتي يمني لهدفة في منطقة النقب المحتل

مقالات مشابهة

  • بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
  • خبير عسكري: المقاومة ما زالت تمتلك قدرات كبيرة وتوجد بكل مناطق غزة
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
  • 48 قتيلاً ومصاباً من ضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلي بنيران المقاومة في لبنان وغزة
  • استطلاع: ثلثا الإسرائيليين لا يثقون بإدارة حكومة نتنياهو خلال الحرب على غزة
  • عاجل.. الرعب يسود إسرائيل وزنزانة تنتظر نتنياهو وانفجارات تهز حيفا وبيروت وكوريا الشمالية تشعل الحرب
  • أول بيان من حماس عقب اقتحام بن غفير للحرم الإبراهيمي
  • إسرائيل: الظروف تغيرت ونقترب لاتفاق يوقف الحرب في غزة قبل تنصيب ترامب
  • حكومة الاحتلال: نتنياهو لن يخضع للضغوط ولن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب