شهود عيان للجزيرة نت: هكذا عاث الاحتلال فسادا في مخيم جنين
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
جنين – يجتهد أحمد أبو العز لإخراج قطع كبيرة من الأثاث المحطم والقديم، التي قضى سنوات من عمره في جمعها، إلى خارج منزله في حارة جورة الذهب في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية بعد تلفها بشكل كبير، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله ليلة الخميس.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت منزل أبو العز، واحتجزته بداخله رفقة عائلته المكونة من 12 فردا، وحطمت جميع مقتنيات المنزل، وتنقلت عبر طوابقه الثلاثة، وصولا إلى شقته ابنه في الطابق العلوي.
"وضعوني مع أولادي في زاوية المنزل بالقرب من المدخل مكبلي الأيدي، ودخلوا بأعداد كبيرة، فتشوا جميع الغرف، وحطموا كل ما لمسته أيديهم. أنا أجمع القطع الأثرية، هذه هوايتي منذ زمن، أنشأت لها غرفة خاصة، ورتبتها بطريقة مختلفة، وأصبحت تشبه المتحف حتى إن طلاب المدارس كانوا يأتون إلى هنا في زيارات تعليمية للتعرف إليها.. حطموها كلها، لم تعد تصلح للعرض أو حتى للزينة".
أحمد أبو العز يخرج مقتنيات منزله التي أتلفها الاحتلال بعد اقتحامه (الجزيرة) تخريب وتحطيموفي الشقة العلوية لمنزله حيث يسكن ابنه المتزوج منذ أقل من عام واحد، تظهر بوضوح آثار الخراب في كل زوايا المنزل، لكن الشيء الأبرز في كل ما حصل مع عائلة أبو العز هو دخول الجنود على نساء المنزل حاملين سكينا حادة.
يقول أبو العز "دخلوا على زوجتي وبناتي بالسكين، هددوهن بها، وحين رآهم طفلي الصغير وقع مغشيا عليه من شدة الخوف، هذا منزل ابني لم يفرح به، المفروض أنه عش الزوجية له، تحوّل إلى كومة من الركام، حتى المطبخ كسروه، وحطموا خزائنه، شاشة التلفاز كسروها كلها، حتى الستائر قطعوها بالسكين".
وفي حارة الدمج، إحدى أكثر الحارات مواجهة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في اقتحاماتها المتكررة لمخيم جنين، قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية منزل عائلة الصباغ، المكون من ثلاثة طوابق، فأحرقته بالكامل، ووسط المنزل المحترق وقفت سماح الصباغ تشير إلى معالم المنزل المختفية، وتشرح ما كان يوجد في كل ركن فيه.
وتقول الصباغ "هنا كانت تسكن شقيقتي مع أطفالها، وشقيقي الصغير في هذه الزاوية، كانت غرفة نومه وخزانة ملابسه، وهنا كانت غرفة الضيوف، وهناك المطبخ، الآن لا يوجد سوى هذا المربع الأسود".
وتضيف "لقد أذابوا البيت بشكل كامل، حتى الجدران والأرضية، البيت الآن لا يصلح للسكن ولا يمكن إصلاحه، هذا البيت يعيش فيه 15 شخصا، الآن لا نعرف أين سنذهب، والدتي الكبيرة في السن بقيت بعد هذا العمر من دون مأوى، وعائلة أخي في الطابق السفلي أيضا".
مشهد يذكّر بغزة
وفي مشهد يذكر بقصف البيوت السكنية في قطاع غزة، قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة مرعي، فهدم بشكل كامل واشتعلت النيران في جزء منه.
ويعود المنزل إلى الأسير تامر مرعي الذي اعتقل في اقتحام الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
تقول زوجته آلاء إنها كانت توجد في منزل خالتها لحظة الاقتحام، وإن الأخبار كانت تصلها من سكان الحي بأن الجنود دخلوا المنزل وبدؤوا بتخريبه، لكنها لم تتوقع أن يكون بالحالة التي رأته عليها عندما وصلت إليه "حتى حين أخبرني الجيران أنه تم قصف المنزل لم أتوقع أن يكون قد سوي بالأرض بهذه الطريقة".
وحتى انسحابها مساء الخميس من مخيم جنين، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دمرت قرابة 7 منازل بشكل كامل، وعددا آخرا من المنازل بشكل جزئي. وحتى الآن لم تتمكن أي جهة رسمية من إحصاء الأضرار في المنازل وممتلكات السكان.
تجمع المياه العادمة في ساحة بمخيم جنين بعد أن دمرت جرافات الاحتلال شبكة الصرف الصحي (الجزيرة) سرقات ونهبولم يكتف جنود الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل وحرقها، بل يتحدث أهالي المخيم عن سرقات تمت في عدد من البيوت التي اقتحمها الاحتلال، وأخرى في محال تجارية.
ويقول كفاح أبو السرور الذي يسكن الحارة الشرقية، إن "جنود الاحتلال حاصروني مع عائلتي في المنزل بعد قصفه بقذائف الإنيرجا"، فاضطر إلى أن يجمع عائلته في الطابق السفلي، وبعد تواصل ضرب المنزل بالقذائف، حاول الاتصال بالدفاع المدني والإسعاف لمساعدته وعائلته وإخلاء المنزل.
"اتصلت بالدفاع المدني، وأخبرتهم أن المنزل يتعرض لإطلاق النار والإنيرجا وأن أجزاء منه بدأت تحترق، لكنهم لم يسمحوا لأي سيارة إسعاف وطواقم الدفاع المدني بالوصول إلينا، ثم تواصلت مع الارتباط المدني الفلسطيني الذي بدوره تواصل مع الارتباط الإسرائيلي، ونسق معهم موعدا لخروجنا"، يقول أبو السرور.
ويضيف "اتصل بي ضابط من الجيش الإسرائيلي، وقال لي ستخرجون واحدا تلو الآخر رافعي الأيدي، ويجب أن تخرجوا كلكم من المنزل، وبعدها سأدخل المنزل، وإذا وجدت أحدا فيه سأقتله ثم سأعود إلى قتلكم جميعا هنا، وخرجنا كما قال لنا، ثم دخلوا، وفتشوا المنزل وكسروه".
بعد خروج أبو السرور، أطلق جنود الاحتلال عليه كلبهم البوليسي، فعضه في قدمه وذراعه، وبقيت العائلة خارج منزلها طوال الليل حتى سمح لها بالعودة فجر الخميس، وبعد تفقدهم المنزل وجدوا أن الجنود سرقوا مبلغا ماليا يقدر بـ8 آلاف شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكلات)، إضافة للمصاغ الذهبي لزوجة أخيه.
وقال عز الدين أبو سرية إن "قوات الاحتلال سرقت من منزله حاسوبا محمولا إضافة لجهاز آيباد"، في حين قال محمد طالب، وهو صاحب محل تجاري، إن "جنود الاحتلال كسروا قفل محله ودخلوا إليه، وسرقوا كافة علب السجائر من المحل، إضافة إلى علب العطور".
وكان شهود عيان من المخيم قالوا إن "جنود الاحتلال كانوا يدخلون المحال التجارية ومحال البقالة المغلقة، ويخرجون محملين بأكياس وكراتين معبأة بالمونة (المواد الغذائية) من هذه المحال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال جنود الاحتلال مخیم جنین أبو العز
إقرأ أيضاً:
«هيدي أرضنا ما لكم مكان هون».. لبنانية تقف في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي (فيديو)
في بلدة مارون الراس جنوب لبنان، وقفت اللبنانية زهراء قبيسي، تصرخ في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي، فتحت ذراعيها ودعتهم لإطلاق النار إن أرادوا «قوص إذا بتريد.. بس ما رح نترك أرضنا.. هيدي أرضا فلوا ما إلكم مكان هون»، رافضة أن تترك هي أو ذويها أو مواطنيها أرضهم للمحتل، الذي تعهّد بالانسحاب من الجنوب اللبناني بعد مهلة الـ60 يوما، لكنه نكث عهده ويماطل في الخروج.
للأمانة، ما يحدث في جنوب لبنان من انتفاضة شعبية ضد المحتل هو حدث تاريخي.
نساء ورجال وأطفال، عائلات كاملة عادت بالقوة إلى قراها في الجنوب، متحدية الآليات الإسرائيلية وجنودها.
شجاعة وتحدٍّ وإصرار لا مثيل له pic.twitter.com/CZdcduyl4E
في فيديو قصير عبر حسابها على «إكس»، روت زهراء القبيسي تفاصيل ما حدث أمس في جنوب لبنان: «امبارح كنت في الأراضي والحدود اللبنانية بمارون الرأس، كنت أمشي على أرضنا وبمجرد رصدتني دبابات الاحتلال بدأوا بإطلاق النار وأمروني بالتراجع، رفعت إشارة النصر في وجهمم، واتجهت نحوهم بلا خوف».
شكرًا لكل الأحرار باختلاف انتماءتهم ودياناتهم وبلدانهم..
نحن نصنع حرية وطننا بدمائنا، سلام الله على الشهداء العظماء وعوائلهم والشفاء للجرحى.. وحماكم ربي يا أشرف الناس..
يا ليتني معكم اليوم..
زهراء قبيسي#طوفان_الجنوب#الزحف_المقدس#راجعين_يا_جنوب pic.twitter.com/O40NafLkjG
ما إن رآها جنود الاحتلال الإسرائيلي تقترب منهم، أطلقوا عليها النيران، ورغم إصابتها لم تتراجع: «حين رأوا الدم على وجهي أوقفوا إطلاق النار ووجهوا الدبابة نحوي لإبعادي، وقفت أمامهم وصرخ (هذه أرضنا وما لكم وجود بأرضنا)، لم أتراجع، اقتربت آلية إسرائيلية مني وترجّل منها بعض الجنود والتفوا حولي، طلبوا مني التراجع والابتعاد رفضت، أخبروني أنّي أنزف ويجب أن أذهب إلى المستشفى رفضت، وقولت لهم إنّي واقفة على أرضي سأنزف عليها وأستشهد فوق أرضها وأنا كلي فخر، حاولوا إعطائي مياه كي أشرب أو أغسل وجهي فرفضت، وفي النهاية حاولوا أسري لكني ما خلتهم يلمسوني».
تخضع زهراء حاليا للعلاج في المستشفى، حيث تتلقى علاجا لـ8 شظايا أصابت جسدها، 6 منها إصابات سطحية، واثنان إصابتهم خطيرة منهما واحدة قريبة من القلب.
محلل سياسي لبناني: رد طبيعي من الشعب اللبنانيالمحلل السياسي اللبناني خليل القاضي، رأى أنّ ما شهدته قرى جنوب لبنان رد طبيعي من الشعب اللبناني، المؤمن بحقه في العودة إلى دياره التي هجّرهم منها الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير.
وأكد القاضي في تصريحاته لـ«الوطن» أنّ توقّع أن يرفض الأهالي الالتزام بتوجيهات جيش الاحتلال بعد أن ذاقوا مرارة النزوح، وأنّ الشعب اللبناني لن يقبل أبدا بمماطلة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ ما يفعله الشعب دليل على أنّهم متمسك بحقه في العودة إلى قراه، وهو حق لا يمكن لأحد أن يوقفهم عن المطالبة به.