عربي21:
2024-07-04@13:44:02 GMT

تطور موقف عقيلة صالح تجاه تركيا

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

حل رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ضيفا على تركيا اليومين الماضيين، وهي الزيارة الثانية له بعد الخلاف الشديد على خلفية دعم تركيا لحكومة الوفاق في الحرب التي شنها خليفة حفتر على العاصمة العام 2019م ودعمه فيها عقيلة صالح، حتى أن الأخير تماهى مع وصف التدخل التركي بالاستعمار وأنهم لن يقبلوا بدفع "الميري" للاتراك مرة أخرى كما كان عليه الحال إبان حكم العثمانيين لليبيا.



الزيارة الأولى كانت بمثابة إذابة الجليد، غير أن صالح كان متحفظا نسبيا في كلامه، لكنه انطلق في الثناء على الأتراك ومديحهم في زيارته الأخيرة، مشيدا بدور الأتراك في مواجهة الاستعمار الإيطالي جنبا إلى جنب مع المجاهدين الليبيين، حتى ان "الدم التركي أمتزج بالدعم الليبي"، ومهللا بدورهم في دعم القضية الفلسطينية، والدعم قضايا العالم الإسلامي. ولم ينس عقيلة صالح أن يثني على الدور التركي في الكارثة التي حلت بمدينة درنة وان تركيا كانت في مقدمة الدول التي قدمت مساعدات في الفيضان الذي اجتاح الشرق الليبي.

هذا الخطاب الجديد المفعم بالود والثناء، والذي صار على قطيعة مع الموقف المتشدد جدا خلال الأعوام 2019-2021م ، إنما يتعلق بتطورات المشهد الليبي والتدافع الحاصل اليوم حول ملفين مهمين هما: قوانين الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة.

الجمود الذي يكتنف الوضع السياسي في ليبيا سببه تحفظ المجلس الأعلى للدولة على قوانين الانتخابات التي أصدرها مجلس النواب بعد أن قامت لجنة 6+6 بالتعديل عليها، فيما يرفض الأعلى للدولة هذه التعديلات.

الملف الأكثر إلحاحا بالنسبة لرئيس مجلس النواب هو الحكومة، ذلك أن عقيلة صالح لا يلقي بالا لموقف الأعلى للدولة من القوانين بعد أن أعلن المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن وسفراء الدولة المعنية بالنزاع الليبي والبعثة الأممية الخاصة بليبيا قبولها واعتبروها الأساس التشريعي لإجراء الانتخابات.

التطور الأهم في موقف عقيلة صالح من الأتراك هو الإشارة الصريحة إلى إمكانية تغيير موقف مجلس النواب من الاتفاقيات التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني في نوفمبر 2019م، الاتفاقية العسكرية والأمنية، واتفاقية النفوذ الاقتصادي البحري.عقيلة صالح يضع كل البيض في سلة الحكومة مع إدراكه أن دعم المجتمع الدولي للقوانين لا يعني أن الطريق صار ممهدا لإعمالها وإجراء الانتخابات، بمعنى أن المسار السياسي سيتعطل ويتعثر وتتدحرج الأزمة وتظل حكومة الشرق بلا سلطة ولا نفوذ حقيقي، وأن إعادة تشكيل الحكومة قد يقود إلى تغليب رؤية مجلس النواب، أو رئاسته، في الشكل الذي ستكون عليه الحكومة حتى لو تجرى الانتخابات.

حديث عقيلة صالح مع الاتراك دار في أهم نقاطه حول ضرورة تشكيل حكومة موحدة، ونبه إلى أنه ليس من مصلحة تركيا الانقسام الحكومي، وأن الاستقرار الذي تنشده أنقرة لليبيا والذي لا يكون إلا عبر الانتخابات لن يتحقق في ظل الوضع الحكومي الراهن.

التطور الأهم في موقف عقيلة صالح من الأتراك هو الإشارة الصريحة إلى إمكانية تغيير موقف مجلس النواب من الاتفاقيات التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني في نوفمبر 2019م، الاتفاقية العسكرية والأمنية، واتفاقية النفوذ الاقتصادي البحري.

صالح ذكر أن سبب عدم مصادقة مجلس النواب على الاتفاقيات إنما وقع بسبب عدم قدرة الحكومة السابقة على تقديم الاتفاقيات للمجلس لأنها لم تنل ثقة المجلس، وهذا تفسير جديدا يشير إلى تحول كبير مبعثه قناعة بأن صالح يحتاج أن يعطي لكي يتحصل على ما يريده وهو تشكيل حكومة جديدة وأن الاتراك لهم دور في إنجاح ذلك.

بقي أن نقول أن عقيلة صالح لا يمكن أن يقدم على هذه الخطوات في التقارب مع الأتراك منفردا، فتجاوز كل الحواجز بما في ذلك ملف الوجود التركي في الغرب الليبي هو ملف حساس جدا بالنسبة للشريك المحلي، خليفة حفتر، الحاكم الفعلي في الشرق، والحليف الخارجي، القاهرة التي كانت وراء التوازن الحالي بينها وبين أنقرة في النزاع الليبي، وهو إما أن يكون قد نسق مع الرجمة والقاهرة فيما يتعلق بالتطور في العلاقة مع أنقرة،  أو أنه راهن على دعم الأتراك للتغير الحكومي دون ضمانات حقيقية فيما يتعلق بالمصادقة على الاتفاقيات في المجلس، فهذه مسألة تحتاج إلى وقت، ومرهونة بموقف أعضاء المجلس، وغالبيتهم يتحفظون عليها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الزيارة ليبيا ليبيا تركيا علاقات زيارة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس النواب عقیلة صالح

إقرأ أيضاً:

دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة دامت ٣ سنوات.. هل يلتقي السيسي؟

طرحت زيارة رئيس حكومة الوحدة في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة إلى العاصمة المصرية "القاهرة" بعد قطيعة لأكثر من 3 سنوات بعض الأسئلة عن أهداف ودلالة الخطوة وما إذا كانت لتحقيق مصالح اقتصادية أو سياسية أو مجرد زيارة روتينية.

وبدأ "الدبيبة" نشاطاته في القاهرة التي يزورها لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات بكلمة في جامعة الدول العربية رفقة الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط خلال افتتاح أعمال المؤتمر الاستعراضي الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية.

"قوانين توافقية"
وناقش الدبيبة خلال لقاء ثنائي مع أبو الغيط دعم الجهود المحلية والدولية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين توhفقية، وتفعيل دور الجامعة العربية في الملف السياسي الليبي وفي دعم واستقرار ليبيا في مختلف الجوانب.

وترددت أنباء عن لقاء بين السيسي والدبيبة خلال تواجد الأخير في القاهرة من شأنه إنهاء مرحلة القطيعة مع حكومة طرابلس وإعادة التنسيق معها في عدة مجالات خاصة الاقتصادية كون النظام المصري في حاجة ملحة لدعم الاقتصاد المحلي بعد الأزمات المتتالية.

مراقبون رأوا أن الطرفين "الدبيبة والسيسي" في حاجة لبعضهما البعض اقتصاديا وسياسيا، فالسيسي يحتاج إلى مزيد من الاستثمار والمشروعات الاقتصادية التي من شانها إنعاش الوضع الاقتصادي هناك، والدبيبة في حاجة لداعم إقليمي سياسيا بعد حالة العزلة الإقليمية والدولية لحكومته والحديث عن تشكيل حكومة جدبدة.

فهل تحمل زيارة "الدبيبة" للعاصمة المصرية أي دلالات سياسية واقتصادية أم هي خطوة روتينية؟ وهل يلتقي السيسي فعلا أم يكتفي بلقاءات تخص الجامعة العربية؟.

"ضغوط دولية على الدبيبة"
من جهتها، أكدت عضو مجلس النواب الليبي عن طرابلس، ربيعة بوراص أن "العلاقات بين ليبيا ومصر تاريخيا كانت دائما معقدة بسبب التقلبات السياسية في كلا البلدين، وما زاد من حجم هذه التعقيدات الاضطرابات التي مرت بها ليبيا بعد سقوط النظام السابق والانقسامات التي شهدتها ليبيا جراء تنافس شركاء الثورة "17 فبراير" في شرق وجنوب وغرب البلاد على السلطة بشكل سلبي ومسلح".


وأشارت في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "زيارة الدبيبة اليوم إلى مصر جاءت بصفته وزيرا للخارجية الليبية للمشاركة فى الحوار الاقليمي حول الهجرة، ولا مفر أمام حكومة الدبيبة من التقارب مع القاهرة وخاصة بعد المصالحة السياسية التي حصلت بين مصر وتركيا، وكذلك الضغوط الدولية والمحلية التي تطالب بتوحيد الحكومة للوفاء بعقد الانتخابات التي ينتظرها الليبيون منذ سنوات"، وفق قولها.

وأضافت: "بشكل آخر التنافس بين القوى الإقليمية مثل مصر وتركيا يعقد جهود حكومة الدبيبة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، دعم تركيا لحكومة الدبيبة ودعم مصر للجهات المعارضة للحكومة يخلق بيئة من التوتر والانقسامات، مما يعرقل التقدم نحو وحدة وطنية واستقرار دائم، لذلك اليوم لا مفر أمام الحكومة من فتح حوار دبلوماسي مع الجانب المصري لجسر الهوة الاقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار ليبيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني"، حسب رأيها.

"تراجع القاهرة وأطماع اقتصادية"
في حين رأى عضو التكتل السياسي لإقليم "فزان" والناشط السياسي الليبي، وسام عبد الكبير أن "القاهرة تراجعت منذ عدة أشهر عن رفضها المطلق لبقاء حكومة الدبيبة بعد محاولات عديدة من القاهرة لدفع رئاسة مجلسي النواب والدولة من أجل تشكيل حكومة جديدة موحدة".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الزيارة غير المعلنة لرئيس الملف الليبي في المخايرات المصرية إلى طرابلس من أجل تشكيل حكومة برئاسة الدبيبة فشلت نتيجة رفع السقف من قبل القاهرة، كما أن عودة العلاقات المباشرة من جديد بين الدبيبة والقاهرة يحمل أبعادا اقتصادية في الظروف المتعسرة التي تعيشها مصر من الناحية الاقتصادية وكذلك له دوافع سياسية"، حسب تقديره.

وتابع: "أسباب تراجع القاهرة وإعادة علاقاتها بحكومة الدبيبة يرجع لعوامل وظروف مصر الاقتصادية والسياسية، وكذلك تأثير الحرب في غزة على الأوضاع المعيشية والخدمية في مصر، وتراجع الدور المصري في السودان مع بروز أقطاب اقليمية تختلف أهدافها مع السياسة الخارجية المصرية، كل هذه العوامل دفعت الدبلوماسية المصرية لإعادة ترتيب علاقاتها مع حكومة الدبيبة"، كما قال.


"دور مصري قوي"
الأكاديمي والباحث الليبي في الأزمات الدولية، إسماعيل المحيشي قال من جانبه إن "الدبيبة أبدى مرونة في التعامل مع عدة ملفات وكسياسي نجح في احتواء بعضها، وكون مصر دولة ذات تأثير قوي في المشهد السياسي الليبي كان لابد أن يعيد الحسابات في علاقاتها بها".

وأكد أنه "من المعروف في ليبيا أنه من يريد أن يحكم البلاد أو يظل متواجدا بقوة في المشهد السياسي عليه أن يكون له علاقات جيدة وقوية مع الدولة المصرية سواء كانت دبلوماسية واقتصادية أو حتى أمنية كونها دولة ذات تأثير في المنطقة بأكملها وليست ليبيا فقط"، بحسب تعبيره.

وأضاف لـ"عربي21": "نترقب اللقاء بين السيسي والدبيبة وطي صفحة الخلافات السابقة، فمن مصلحة الدبيبة إعادة العلاقات مع الجانب المصري وكذلك من مصلحة القاهرة ذلك من أجل تحقيق مصالح اقتصادية ومنافع بينهما وهذا كله يصب في تحقيق مصالح سياسية ايضا"، كما رأى.

مقالات مشابهة

  • دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟
  • «عقيلة صالح» يبحث مع «خوري» سبل إنهاء الأزمة في البلاد
  • دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة دامت ٣ سنوات.. هل يلتقي السيسي؟
  • المستشار “صالح” يؤكد على ضرورة تشكيل حكومة موحدة تشرف على الانتخابات
  • مسؤول ليبي لـعربي21: تحركات لتشكيل حكومة موحدة قبل نهاية العام الجاري
  • صالح لـ سفير الاتحاد الأوروبي: الحل في ليبيا لن يكون إلا من خلال إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة موحدة
  •  «عقيلة صالح» يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
  • بحث الجهود الحالية والمستقبلية لإنهاء الأزمة في ليبيا
  • كم عدد الرياضيين الأتراك المشاركين بالألعاب الأولمبية في باريس 2024؟
  • عضو مجلس النواب عياصرة يعرب عن صدمة بأداء الأحزاب تقنيًا ويطالب بتعديل الأوتار