قطر : نواصل جهودنا الدبلوماسية لتجديد الهدنة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
تواصل دولة قطر جهودها الدبلوماسية لتجديد الهدنة، حيث أعربت عن امالها بأن يتم البناء على ما تحقق حتى الآن لإنجاز اتفاق شامل ومستدام ينهي الحرب ويوقف سفك دماء أشقاءنا الفلسطينيين، ويقود إلى محادثات جادة وإطلاق عملية سياسية تفضي إلى سلام شامل ودائم وعادل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، على أساس مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه.
جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية؛ و الذي ألقته الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمــــام الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة للجمعية العامة.
وأوضحت الشيخة علياء ، أن الجهود الدبلوماسية الحثيثة لدولة قطر بالشراكة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، في الشهر الماضي، أثمرت اتفاقاً تم بموجبه تطبيق هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، وتم الاتفاق لاحقا على تمديدها وصولا إلى سبعة أيام، وتم إخلاء سبيل أكثر من مئة من الأسرى من النساء والأطفال المحتجزين في قطاع غزة، ومئات النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، كما سمحت الهدنة بدخول المزيد من المساعدات الإغاثية التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة.
ولفتت إلى أن استئناف عقد الدورة الاستثنائية الطارئة يأتي بسبب فشل مجلس الأمن مجدداً في اعتماد مشروع القرار العربي المقدم استجابة للوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، على الرغم من أنه قرار إنساني محض، وحظي بتبني قرابة المئة من الدول الأعضاء، وأتى على إثر التحرك غير المسبوق للأمين العام للأمم المتحدة، من خلال رسالته في السادس من ديسمبر إلى رئيس مجلس الأمن، تفعيلاً للمادة تسعة وتسعون من ميثاق الأمم المتحدة، حيث طالب فيها المجلسَ بإعلان وقف إنساني عاجل لإطلاق النار.
وجددت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، ادانة دولة قطر للعدوان الإسرائيلي الذي تسبب بأكثر من ثمانية عشرة ألفا من الضحايا المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تهجير قرابة مليوني إنسان قسريا، وحرمان المدنيين من وسائل الحياة، واستهداف الأعيان المدنية وقتل الصحفيين، وكذلك استهداف المنشآت الدولية، ومقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، في خرق صارخ للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة.
ونوهت إلى أن رسالة المفوض العام لوكالة الأونروا بتاريخ 7 ديسمبر 2023، إلى رئيس الجمعية العامة جاءت في ذات السياق، حيث أشار فيها إلى أنها تأتي في "أحلك ساعة في تاريخ الوكالة الممتد لـخمسة وسبعون عاما".
وقالت : "لقد آن الأوان لأن يطبَّق القانون الإنساني الدولي بدون تمييز وبدون ازدواجية في المعايير، ولذلك نرحب باعتماد الجمعية العامة يوم الثلاثاء الماضي القرار المقدم من المجموعة العربية الذي صوتت لصالحه 153 دولة، مما يعكس رغبة المجتمع الدولي بوضع حد لما يشهده يومياً من سفك للدماء ومعاناة إنسانية تفوق الوصف".
وأضافت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن أهمية القرار يكمن في أنه يطالب بوقف إطلاق نار إنساني، ويدعو كل الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، خاصة حماية المدنيين، ويطالب بالإطلاق الفوري والغير مشروط للرهائن، إضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية، مشيرةً إلى أن القرار يأتي استجابة لنداء الأمين العام، والمفوض العام للأونروا، كما أنه يعكس بوضوح المبادئ، والضرورات الإنسانية المُلِّحة، المتفق عليها دوليا، وراسخة في القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة السابق رقم 21 وقرار مجلس الأمن رقم 2712.
وأشارت ،في ختام البيان ، إلى أن اعتماد الجمعية العامة القرار العربي يوم الثلاثاء الماضي أعطى أملاً جديداً للمدنيين في غزة لاسترداد حقوقهم الأساسية، خاصة حقهم في الحياة، كما أرسل رسالة مهمة بأنّ المجتمع الدولي ممثلاً بالجمعية العامة راغب وقادر على الاستجابة للتهديدات الخطيرة للسلم والأمن الدوليين والخروقات السافرة للقانون الدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس الأمن لدولة قطر إلى أن
إقرأ أيضاً:
الفرصة سانحة.. الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بن كاردن إدارة الرئيس جو بايدن، إلى استغلال فرصة تولي البلاد رئاسة مجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، للضغط نحو اتخاذ إجراءات "جريئة" لحل أزمة السودان، ووقف الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
وانتقد كاردن التقاعس العالمي تجاه السودان، مشيرا إلى أن المزيد من السكان يعانون ويموتون بلا داع.
وفي رسالة وجهها لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وسفيرة البلاد لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، قال كاردن إن تولي الولايات المتحدة رئاسة مجلس الأمن "يشكل فرصة لعقد إحاطة رفيعة المستوى، واقتراح خارطة طريق لمعالجة الأزمة في السودان والعمل على حل الصراع".
كما دعا كاردن لدفع الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين، ودعم تدابير المساءلة عن الفظائع المرتكبة. وأوضح "ضخامة أعداد السودانيين الذين يعانون ويموتون من الجوع والمرض، والذين تعرضوا للضرب والاغتصاب، والذين قتلوا بسبب لون بشرتهم، أمر لا يمكن تصوره".
وتأتي دعوة السيناتور الأميركي في ظل تسارع مؤشرات الانهيار في السودان، حيث تتدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية بشكل كبير نتيجة للحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.
تجاهل عالمي
وسط تقارير مقلقة عن تزايد المعاناة الإنسانية وارتفاع أعداد القتلى إلى أكثر من 61 ألفا بحسب كلية لندن للصحة، ومواجهة نصف السكان البالغ عددهم 48 مليون نسمة خطر الجوع، حذر كاردن من أن "أي يوم يمر دون الوصول لحل للأزمة يعني موت المزيد من السودانيين".
ووجه اللوم للمجتمع الدولي لعدم التجاوب بالشكل المطلوب مع الأزمة السودانية، وأوضح في رسالته: "يواصل العالم الابتعاد عن الجرائم المأساوية ضد الشعب السوداني بدلا من مواجهتها بشكل فعال".
وذكر أن أيا من الأمم المتحدة أو المنظمات الإقليمية مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في إفريقيا (إيغاد) أو الاتحاد الإفريقي، لم تتخذ أي خطوات ملموسة ومهمة لإنشاء آليات لحماية المدنيين، ودعم تدابير المساءلة عن الفظائع التي ارتكبت في الحرب، أو لتقريب الأطراف من وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع.
وتتسق رؤية كاردن مع التحذيرات التي أطلقها الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، في ختام زيارته للسودان، الجمعة، التي قال فيها إن البلد "يمضي نحو الانهيار الشامل تحت أنظار وصمت العالم".
استثمار الضغط الأميركي
وشدد كاردن على ضرورة "عدم السماح بسقوط السودان حتى مع اقتراب نهاية فترة الإدارة الأميركية الحالية".
ورأى أن تولي الولايات المتحدة رئاسة مجلس الأمن الشهر المقبل يشكل فرصة سانحة للضغط أكثر في اتجاه حل الأزمة.
وأضاف: "تستطيع الولايات المتحدة أن تستخدم رئاستها الأخيرة لمجلس الأمن تحت هذه الإدارة لتسليط الضوء على الأزمة في السودان وتحفيز اتخاذ إجراءات جريئة، بعد فشل قرار مجلس الأمن الذي تقدمت به المملكة المتحدة للاستجابة للأزمة في السودان من خلال عقد إحاطة رفيعة المستوى".
وتابع: "علينا أن ندفع الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة وإبداعا وتوجها إلى الأمام، لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، سواء بموافقة الأطراف المتحاربة أو من دونها".
وطالب كاردن وزير الخارجية الأميركي بأن يستغل الإحاطة الرفيعة المقترحة أمام مجلس الأمن لإعلان الفظائع التي تم توثيقها بدقة على أنها إبادة جماعية، واقتراح عقوبات متناسبة علنا على أولئك الذين تم تحديدهم على أنهم مسؤولون.
وقال: "ستمهد مثل هذا الإحاطة الطريق لمناقشة مجلس الأمن في المستقبل والتحرك للضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لاتخاذ إجراءات ذات مغزى لمعالجة أزمة السودان والضغط نحو حل الصراع".