ما تريد معرفته عن «الجزيرة» مسرح المواجهات الجديد لطرفي النزاع بالسودان
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
تكتسب ولاية الجزيرة جنوبيِّ الخرطوم، أهمية اقتصادية وجيوسياسية كبيرة، ما يعني أن العمليات العسكرية الجارية فيها منذ الجمعة، ذات أثر كبير على مسار الحرب في السودان.
مدني – التغيير
جغرافياً تعتبر ولاية الجزيرة الولاية الواسطة بين عدة أقاليم سودانية، فهي المدخل الجنوبي لكامل العاصمة الخرطوم، وهي رمانة العقد بين ولايات الخرطوم وسنار والقضارف.
وتعد الولاية نقطة محورية في ربط غرب البلاد بشرقها، حيث تعد معبراً للواصلين من دارفور وكردفان والنيل الأبيض عبر طريق كوستي، ومن ثم يتفرع منها طريق رئيس يفضي إلى القضارف وكسلا وموانئ شرق السودان على البحر الأحمر.
وللتدليل على الأهمية الاستراتيجية لحاضرة الولاية ود مدني، فقد علقت منظمات الأمم المتحدة عملياتها في الجزيرة، ما يعني قطع الإمدادات والمساعدات العابرة للولاية إلى الخرطوم وإلى ولايات غرب السودان.
وعسكرياً، يتمركز الجيش في بفرقة كاملة (الفرقة الأولى مشاة) في مدينة ود مدني، بالقرب من جسر حنتوب الذي تحاول قوات الدعم السريع عبوره منذ توغلها الجمعة لاجتياح المدينة.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، أقام الجيش عدة ارتكازات في الطرق الرئيسة بالولاية، للحيلولة دون تسلل عناصر الدعم السريع، أو عبور الأسلحة والأموال والمقتنيات المهربة من الخرطوم.
اقتصادياً، تحتضن الولاية أكبر مشروع ري انسيابي في القارة الإفريقية، ويعد المشروع الرافد الرئيس للمخزون الاستراتيجي بمحصولات القمح والذرة، وقد يؤدي تأثر الموسم الزراعي فيه جراء الحرب إلى تزايد أزمة الغذاء في كامل البلاد.
ونجح المشروع والإسلام الصوفي –كتفاً بكتف- في جذب عدد كبير من القوميات والإثنيات التي تعيش بتسامح كبير لعدة قرون خلت، ولكن وسط مخاوف موضوعية من أن يؤدي الاستقطاب السياسي وتطاول أمد الحرب إلى سقوط الولاية في أتون صراع أهلي على أسس عنصرية وقبلية.
وعودة إلى الاقتصاد، تعد مدن ود مدني (العاصمة)، المناقل، الحصاحيصا، أكبر حواضر الإقليم، وهي أسواق ضخمة للقرى المجاورة خاصة في قطاعات المحاصيل والسلع، ويضم الثالوث عدد ضخم من مطاحن الدقيق ومصانع الغزل والنسيج على نحو خاص.
وصحياً، تعد الولاية مستوطنة للخدمات الطبية والصحية، حيث تضم في ثناياها مشافي مركزية متخصصة، وعدد كبير من المستوصفات والعيادات الخاصة، والصيدليات.
وأثمرت الجهود الشعبية، في إقامة عدد كبير من المنشآت الطبية لخدمة أهالي القرى والأرياف، بما في ذلك خدمات الغسيل لمرضى الفشل الكلوي.
وبالطبع، قادت حركة النزوح الضخمة، بما في ذلك هجرة الكوادر الطبية، إلى تحول الولاية إلى وجهة للباحثين عن التطبيب والعلاج، وهو أمر بات على المحك، عقب انتقال العمليات القتالية إلى شرق وشمال الولاية.
تعليمياً، تحتضن الولاية أكبر وأول جامعة أقيمت خارج أسوار العاصمة الخرطوم (جامعة الجزيرة) منذ سبعينيات القرن المنصرم.
وقدمت الجامعة خدمات جليلة للولاية خاصة مشروعها الزراعي الأبرز (مشروع الجزيرة) وتحديداً في مجاليِّ الزراعة وإدارة عملياتها المختلفة، بجانب تميزها الكبير في البحوث الزراعية.
وبعد عمليات التوسع الأفقي غير المدروس على مستوى جودة التعليم في حقبة الإسلاميين، نشأت عدة كليات وجامعات أقل شأناً من الجامعة الأم (جامعة الجزيرة) في كل من مدني، الحصاحيصا، المناقل، والمحيريبا.
وسياسياً برزت الولاية مبكراً، حيث تعد ود مدني النواة لقيام مؤتمر الخريجين صاحب الكفل الأكبر في استقلال السودان من نير الاستعمار الانجليزي.
وبعد وصول الإسلاميين للسلطة كانت الجزيرة محل هجمة كبيرة من النظام المباد، حيث جرى تفكيك مشروعها الزراعي، مخافة التحركات النقابية، وهو عداء عبر عنه المخلوع عمر البشير صراحة بقوله: (مزراعي الجزيرة شيوعيين) في إشارة واضحة إلى غرمائهم السياسيين.
ولم تحل اختراقات جماعة الإخوان المسلمين للولاية التي تحتضن أكبر عدد من رايات الطرق الصوفية باستخدام الشعارات الدينية تارة وتكفير الآخر المختلف تارات أخرى؛ في لمعان عدة أسماء عديدة في سماء العمل المعارض للانقلابات وعسكرة الحياة السياسية، أبرزهم في الوقت الحالي وزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة المدنية المعزولة، خالد عمر يوسف، ورئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان، اللذان أدانا بشكل صريح الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة ومن قبله هجوم الطيران الحربي على نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، وعدا هذه التحركات بأنها استهداف صريح للمدنيين، مع إصدارهما دعوات لطرفي النزاع بتحكيم صوت العقل.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
التهاب بكتيري في العين يهدد الملايين بفقدان البصر.. كل ما تريد معرفته عن التراخوما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف الدكتور روشني باتيل خبير البصريات بالمركز الطبي الروسي، حقيقة مرض التراخوما والمعروف أيضا باسم الرمد الحبيبي أو الحثار، وهو التهاب بكتيري يصيب العين نتيجة عدوى تسببها جرثومة المتدثرة الحثرية وفقا لما نشرتة مجلة إكسبريس.
أوضح الطبيب أن المرض يبدأ عادة في مرحلة الطفولة وتزداد حدته مع التقدم في العمر وينتشر التراخوما بسبب ممارسات صحية غير سليمة تؤدي إلى التهابات متكررة في العين مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية للعمى في العالم.
وصنفت منظمة الصحة العالمية التراخوما كمشكلة صحية عامة حيث تسبب العمى أو ضعف البصر لنحو 1.9 مليون شخص حول العالم.
تنتقل العدوى عبر: ملامسة الأيدي أو الملابس أو الفراش الملوثة بإفرازات العين أو الأنف وانتقال البكتيريا من خلال الذباب الذي يلامس إفرازات الشخص المصاب والتعرض للأسطح الملوثة بالجرثومة.
مضاعفات للعين
يعد التراخوما أحد الأمراض المعدية الأكثر خطورة على صحة العين حيث يؤدي إلى تهيج و أحمرار شديد وقد يتطور إلى تلف دائم في القرنية وتتمثل تلك الأعراض في الآتي:
أعراض التراخوما
الشعور بوجود جسم غريب في العين واحمرار العينين الشديد و التحسس الشديد من الضوء وإفرازات غزيرة من العين وجفاف العين وتندب الجفون و تهيج العين وحكة مستمرة و تشوش الرؤية وزيادة الدموع و نمو الرموش نحو الداخل، مما يؤدي إلى خدش القرنية و آلام حادة في العين قد تؤدي إلى فقدان البصر.
بحسب منظمة الصحة العالمية ينتشر المرض في المناطق التي تعاني من سوء الخدمات الصحية خاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.
طرق الوقاية
ولهذا يجب اتباع طرق العلاج والوقاية للحفاظ على صحة جيدة والتي تتمثل فى الاتي:
استخدام المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا وجراحة الجفون في الحالات المتقدمة لعلاج انحراف الرموش و استخدام بدائل الدموع لتخفيف جفاف العين و اتباع عادات النظافة الشخصية مثل غسل اليدين والوجه بانتظام والحد من انتشار العدوى عبر تحسين البيئة الصحية وتقليل تواجد الذباب الناقل للجرثومة.
يظل التراخوما أحد التحديات الصحية العالمية و لكن يمكن الحد من تأثيره عبر التوعية الطبية وتحسين سبل النظافة العامة مما يسهم في تقليل معدلات الإصابة والوقاية من العمى الناتج عنه.