منع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، حزمة مساعدات مالية حاسمة من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (أكثر من 54 مليار دولار)، مما يلقي بظلال من الشك على دعم أوروبا المستمر لكييف، في الوقت الذي تواجه فيه الأخيرة شتاءً قاسياً تقاتل خلاله القوات الروسية الغازية، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وقبل ذلك كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد احتفى بموافقة الاتحاد الأوروبي أخيرًا على فتح محادثات عضوية بلاده، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد أن وافق أوربان على مغادرة القاعة عندما صوتت بقية الدول الـ 26. 

ومع ذلك، قال أوربان للتلفزيون الرسمي المجري، الجمعة، إنه "لا يزال بإمكانه عرقلة عملية انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي"، والتي تستغرق سنوات، "إذا كان يعتقد أن ذلك يقوض مصالح بودابست".

وأوضح: "إذا كنا لا نريد أن تصبح أوكرانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، فإن البرلمان المجري سيصوت ضد ذلك"، مردفا: "قبل أن تصل المسألة إلى برلمانات دول الاتحاد، فإنها ستمر بمراحل طويلة جدا، وبالتالي فإن هناك حوالي 75 مناسبة يمكن فيها للحكومة المجرية أن توقف هذه العملية".

واعترف أوربان إنه يقف "وحيدا" فيما يتعلق بقضية أوكرانيا، في حين يرى مراقبون أن مواقفه التي تغرد خارج سرب الاتحاد الأوروبي تستهدف جمهوره المحلي، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي في يونيو المقبل.

لإنهاء الحرب على أوكرانيا.. هل يمكن التفكير بـ"تسوية" مع بوتين؟ قبل الحرب الروسية على أوكرانيا كررت الولايات المتحدة تأكيداتها أن الخيار الدبلوماسي يبقى قائما من أجل ردع نشوب الحرب، والتي دفعت الغرب إلى معاقبة موسكو بحزمة عقوبات غير مسبوقة.

وتشكل مسألة عرقلة التمويل أزمة حادة لكييف، خاصة أن الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الديمقراطي، جو بادين، لا تزال تكافح من أجل إقناع الكونغرس بالتصويت لحزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار.

اعتراضات أوربان

أوربان يعد حليفا قويا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتعامل مع موسكو حتى في أعقاب غزو قوات الكرملين لأوكرانيا، علما أن حكومته رفضت إرسال أسلحة إلى كييف.

لكن القضية الأكثر إلحاحاً بالنسبة لأوربان هي ذات طبيعة اقتصادية، وفق محللين، حيث شدد على أن بلاده تساهم في أموال الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن هذه "أموال الشعب المجري تذهب إلى كييف"، على حد قوله.

وفي أعقاب القمة التي استمرت يومين في بروكسل، وانتهت بعد ظهر الجمعة، نشر أوربان على وسائل التواصل الاجتماعي تدوينة جاء فيها: " لم نسمح بالتبرع بأموال المجريين!".

ومن ناحية أخرى، يطالب أوربان بالأموال المستحقة لبودابست من الاتحاد الأوروبي، التي كان قد جرى تجميدها بسبب "التحول الاستبدادي" المتزايد الذي تتجه المجر نحوه، وسط وجود اعتراضات أوروبية بشأن "تآكل القيم الديمقراطية وسيادة القانون" في ذلك البلد الذي خضع سابقا لحكم شيوعي.

وسمحت المفوضية الأوروبية بوصول 10.2 مليار يورو من الأموال المجمدة، الأربعاء، بعد أن أقرت بودابست قوانين تعالج بعض مخاوف الاتحاد الأوروبي.

ما مدى أهمية التمويل؟

يهدف التمويل الأوروبي الذي سيوزع على الفترة من 2024 إلى 2027، إلى إبقاء كييف صامدة، بينما تضخ المزيد من الأموال في المجهود الحربي ضد روسيا. 

ومن المقرر أن يكون ذلك التمويل مزيجًا من المنح والقروض.

"وضع صعب".. مسؤول روسي يتحدث عن تداعيات "تراجع الدعم الغربي" لأوكرانيا أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في مقابلة نشرت الأربعاء أن الجيش الأوكراني يخسر "بسرعة" مواقعه على الجبهة وأن تراجع الدعم الغربي لكييف يضع قواتها في "وضع صعب".

وتعاونت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في دعم أوكرانيا، حيث قدم الاتحاد الأوروبي ما قيمته 133 مليار يورو من إجمالي التمويل، فيما قدمت واشنطن 72 مليار يورو. 

وأخذت الولايات المتحدة زمام المبادرة في مجال المساعدات العسكرية المباشرة، بقيمة 48 مليار دولار، أي أكثر من ضعف أي دولة أخرى، تليها ألمانيا في القائمة بنحو 18 مليار دولار.

ونظراً لأن الجمهوريين في الكونغرس الأميركي يعطلون المساعدات البالغة 61 مليار دولار، فإن كييف تخشى أن تحاول موسكو الاستفادة من هذا التردد، أو أن يؤدي ذلك إلى خسارة الدعم الدولي على نطاق أوسع.

وقد ذهبت عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها الولايات المتحدة بالفعل كمساعدات عسكرية لشراء أكثر مليوني قذيفة مدفعية (تستخدم القوات الأوكرانية الآلاف منها يومياً على خط المواجهة) و60 ألف صاروخ، و76 دبابة، و35 ألف قاذفة قنابل يدوية وأكثر من 400 مليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة والقنابل اليدوية، وفق الصحيفة.

بلومبرغ: البنتاغون قادر على تزويد أوكرانيا بأسلحة.. رغم موقف الكونغرس كشفت محللون لوكالة "بلومبرغ"، أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على تزويد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، على الرغم من التحذيرات من عدم إمكانية تزويد كييف بالأسلحة بسبب موقف الكونغرس.

وعندما تعلق الأمر بحماية السماء فوق المدن الأوكرانية من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الروسية، أرسلت الولايات المتحدة أيضًا أنظمة دفاع جوي وآلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار وعددًا من أنظمة الرادار.

ماذا بعد؟

بالنظر إلى أن 26 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي لديها موقف موحد بشأن دعم أوكرانيا، فإن قادتها أوضحوا أنهم "متأكدون من إمكانية التوصل إلى اتفاق" عندما يجتمعون مرة أخرى في يناير.

وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أنه سيتم الإفراج عن 1.5 مليار يورو أخرى في الأيام المقبلة، بموجب تلك الترتيبات الحالية. 

وفي نفس السياق، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، بعد انتهاء أعمال القمة، إنه "واثق" من أن الكتلة "ستكون في وضع يمكنها من الوفاء بوعودنا بدعم أوكرانيا بالوسائل المالية" في عام 2024.

ومع ذلك، قالت فون دير لاين إن الكتلة "ستعمل في هذه الأثناء على بدائل محتملة" للحصول على "حل عملي في حالة عدم إمكانية التوصل إلى اتفاق".

وقد تشمل الحلول البديلة، إنشاء صندوق ائتماني مع الدول الأعضاء الـ26 باستثناء المجر، أو محاولة التعامل مع القروض على من خلال كل دولة على حدة، لكن القيام بذلك سيكون بطيئا وأكثر تكلفة، وهو ما لا يتناسب مع حاجات أوكرانيا الملحة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی ملیار دولار ملیار یورو

إقرأ أيضاً:

أمريكا تستنجد الاتحاد الأوروبي.. ما الحكاية؟

تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، ارتفاعا حادا في أسعار البيض بسبب تفشي “إنفلونزا الطيور”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن جمعية منتجي البيض في دول الشمال الأوروبي، أن “السلطات الأمريكية اتصلت مع الدنمارك، وعدد من الدول الأوروبية الأخرى بطلب تصدير البيض إلى السوق الأمريكية وسط نقص في البلاد”.

وقالت جمعية تربية الدواجن الفنلندية، لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفنلندية Yle، إن “الولايات المتحدة اتصلت أيضا بالسلطات الفنلندية بخصوص تصدير البيض إليها”.

وأعلنت المديرة التنفيذية للجمعية، ليرا ليهتيلا، يوم السبت، “أنها لا ترى أن من الممكن تصدير هذه المنتجات في الوقت الحالي، حيث أن فنلندا لم تجرِ بعد مفاوضات مع الولايات المتحدة حول حيثيات “الوصول إلى السوق”، موضحة أن هذه العملية الطويلة قد تتطلب إجراء فحوصات مستمرة”.

وقالت ليهتيلا: “بدء التصدير ليس أمرا بسيطا، حيث لا توجد قواعد محددة”، وأكدت أيضا أن “البلاد لا تمتلك تصريحا بتصدير البيض إلى الولايات المتحدة”.

وقالت إن “الحصول على تصريح محتمل لنقل البيض سيتطلب الكثير من العمليات البيروقراطية والدراسات، حيث أن البلاد لم تكن تصدر مثل هذه المنتجات من قبل”.

وأضافت: “كان لا بد من ذبح ملايين الطيور بسبب إنفلونزا الطيور. لدينا في فنلندا أربعة ملايين دجاجة بياضة. الكمية التي يمكننا تصديرها لن تحل مشكلة نقص البيض”.

هذا وبحسب وكالة “نوفوستي”، فإن “البيض في مارس الجاري، كان الأغلى بين دول مجموعة العشرين في الولايات المتحدة”.

وفي وقت سابق، أظهرت بيانات من “يوروستات”، أن أسعار الجملة للبيض في الاتحاد الأوروبي ارتفعت إلى 268.5 يورو لكل 100 كيلوغرام، لتصل إلى مستوى قياسي تاريخي وسط تفشي “إنفلونزا الطيور” في دول الاتحاد، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الإحصاءات الرسمية، أن تكلفة البيض في الولايات المتحدة ارتفعت في فبراير الماضي، بنسبة 59% على أساس سنوي، بينما قُدر النمو الشهري بنسبة 10.4%”.

مقالات مشابهة

  • فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 2.5 مليار يورو لدعم سوريا
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 5ر2 مليار يورو لدعم سوريا
  • أمريكا تستنجد الاتحاد الأوروبي.. ما الحكاية؟
  • الاتحاد الأوروبي يتعهد ب2,7 مليار دولار لدعم سوريا
  • «رئيس الوزراء الأوكراني»: الاتحاد الأوروبي يخصص 3.5 مليار يورو كمساعدات لأوكرانيا
  • مسئولة بـ الاتحاد الأوروبي: شروط روسيا تظهر أنها لا تريد السلام مع أوكرانيا
  • وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يناقشون التسوية السلمية في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي حشد 35 مليار يورو كمساعدات للسوريين منذ 2011
  • رئيس الوزراء المجري: سنطهر البلاد ممن يعملون لصالح قوى أجنبية
  • المجر تطالب بحماية التراث المسيحي وإغلاق الباب الأوروبي أمام أوكرانيا