إتساع دائرة الحرب وإقتفاء أثر الموارد البترولية «أحداث ولاية الجزيرة»
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
إتساع دائرة الحرب وإقتفاء أثر الموارد البترولية
«أحداث ولاية الجزيرة»
بقلم : محمد بدوي
الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع اليوم 15 ديسمبر2023 على ولاية الجزيرة بوسط السودان، يعتبر تطورا من الناحية الجغرافية لنطاق الحرب، بالنظر إلى وصول القتال الى منطقة ام عليلة 15 كيلو مترا شرق مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان تكشف من ناحية ثانية التطور النوعي للحرب في السودان، وكذلك قد يكشف مسارات الحرب في الفترة القادمة في حال استمرار الاطراف في الفشل في الجلوس الى التفاوض والتوصل الى اتفاق للحل الشامل أو الجزئي المتمثل في وقف لإطلاق النار يساهم في فتح المسارات الانسانية ويحد من اتساع رقعة الحرب بما يمهد للحل الرئيسي
بالنظر الى استهداف منطقة ام عليلة فهي تحتضن مستودعات الوقود الرئيسية لولاية الجزيرة عبر الخط الناقل للبترول، هذا يقودنا الى سيطرة الدعم السريع على مصفاة الجيلي للبترول بالخرطوم بحري منذ بدء الحرب، الى ان تم قصفها من في 6 ديسمبر 2023 للمرة الرابعة مع تبادل الاتهامات بين طرفي الحرب حول المسئولية بما جعلها تخرج من الخدمة
لابد من الاشارة الى انها مملوكة كشراكة بين وازرة الطاقة والتعدين والشركة الوطنية الصينية للبترول بالمناصفة 50%، كما سبقتها بالخروج عن الخدمة مع التخريب مصفاة الابيض في يوليو 2023، لتظل المصفاة الثالثة والرئيسية ببورتسودان الوحيدة قيد العمل، قبلها قام الدعم السريع بالسيطرة على عدد من حقول انتاج النفط باقليمي كردفان ودارفور وهي (هجليج،بليلة ،ابو جابرة،شارف ،دفرة،الروات،نيم كنار،سفيان، اب كارنكا ويس) وجميعها خرجت دائرة الانتاج ، قبل أن يقوم الدعم السريع في وقت سابق بالسيطرة على محطة العيلفون وهي مرتبطة بالخط الناقل والتي تعمل علي تنشيط الخط لاحتواء البترول السوداني على مادة شمعية تتطلب ذلك لضمان الضخ
بخروج الحقول المشار اليها من الخدمة وتوقف محطة العيلفون ومصفاتي الجيلي والابيض جاءت احداث ولاية الجزيرة بمنطقة ام عليلة حيث مستوعات ولاية الجزيرة بما يحعل التطور يذهب الي ان السجل منذ 7 اكتوبر 2023 انصبت على محطات وحقول النفط بعد فترة قصيرة دخول المسيرات في الحرب من الطرفين في شهر سبتمبر 2023 .
الاثر المترتب على هذا التطور هو اللجوء الي استيراد البترول لتغطية الاحتياجات مما يعني المزيد من التراجع الاقتصادي المرتبط بالصرف على الحرب كما ان الاثر الاخر فهو مرتبط بدولة جنوب السودان المتعامل عبر الخط وما يترتب من خسارات على كليهما جراء ذلك .
مما لا شك فيه ان الاثر المترتب على الدعم السريع يعتبر الاكبر اثرا ولا سيما انه قد يضطر للبحث عن موارد بترولية عبر الحدود لخريطة مناطق سيطرته بينما يظل الجيش يمتلك البدائل لكن ستكون بتكلفة ترحيل بما يزيد من التكاليف لإيصالها الي مناطق سيطرته .
الاستهداف لقطاع البترول يكشف عن خريطة مسار الحرب في الفترة القادمة بتركزها على مسارات مرتبطة بوصول البترول من مصفاة بورتسودان الي المناطق الاخرى تحت سيطرة الجيش .
اخيرا: ان التدمير الممنهج للبنية و دخول الحرب الي هذا الطور مع استمرار تعنت الاطراف في الوصول الي اتفاق يضع حدا لهذه الحرب سيكلف السودان معاناة تزيد من المعاناة المركبة ولا سيما تاثيرها على المساحات الامنة التي لجا اليها المدنيين في ظل تاثير اخر ينصب في الخدمة الصحية الشحيحة التي تعتمد على الكهرباء او الوقود بشكل واخر، اضافة الي الازمات المستقبلية المرتبطة بتضرر اطراف دولية على علاقة بقطاع البترول وما قد ينتج عنها .
الوسومالجزيرة الحرب ط محمد بدوي ود مدني
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجزيرة الحرب محمد بدوي ود مدني
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يصد هجمات لـ«الدعم السريع» على مقرات عسكرية
أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، أن “قواته أسقطت مسيرات أطلقها “الدعم السريع” لاستهداف مقر قيادة الفرقة ١٩ مشاة وسد مروي”.
وجاء في بيان بصفحة “الفرقة 19 مشاة”على منصة “فيسبوك” “أن قوات الجيش السوداني مستعدة للتصدي لأي تهديدات وحماية المناطق الاستراتيجية والبنى التحتية في الولاية الشمالية”.
وأضاف البيان: “محاولات الاستهداف المتكررة للبنية التحتية للمواطن لن تنجح في تحقيق أهدافها، والجيش مستمر في حماية مقراته، وتأمين المناطق الاستراتيجية”.
وفي الساعات الأولى من اليوم، أفادت وسائل إعلام إخبارية بأن “هناك مسيرة “للدعم السريع” تضرب كهرباء سد مروي شمال السودان وتتسبب في انقطاع تام للكهرباء في عدد من المدن”.
وقبل عدة أيام، أعلن الجيش السوداني “تمكنه من تطهير آخر جيوب “الدعم السريع” في محلية الخرطوم، مؤكدًا أنه لا صحة بأن انسحاب مليشيا “الدعم السريع” من المواقع كان باتفاق مع الحكومة”.
في السياق، “انقطع التيار الكهربائي بشكل كامل في عدد من ولايات السودان، بعد تعرض محطة كهرباء سد مروي الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال العاصمة الخرطوم لهجوم جديد باستخدام الطائرات المسيرة”.
ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد “قوات الدعم السريع” منذ أبريل 2023، بعد خلافات حول خطط لدمج “الدعم السريع” في القوات المسلحة”، وتشير تقديرات إلى “خسائر مباشرة في البنية التحتية تتراوح ما بين 180 إلى 200 مليار دولار، وغير مباشرة تفوق 500 مليار دولار، أي نحو 13 مرة من ناتج السودان السنوي البالغ متوسطه نحو 36 مليار دولار”.