الجزيرة:
2024-12-25@04:45:23 GMT

تدنيس المقدسات بفلسطين.. استهتار يقابل باستخفاف دولي

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

تدنيس المقدسات بفلسطين.. استهتار يقابل باستخفاف دولي

رام الله – منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحوّلت المقدسات الإسلامية والمسيحية بفلسطين إلى هدف في العمليات العسكرية الإسرائيلية وفي اعتداءات المستوطنين، في رسالة تحدٍ تتجاوز حدود فلسطين المحتلة، حيث جغرافيا الصراع المستمر منذ أكثر من 75 عاما، إلى عموم المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم.

وإن تركز الاستهداف الإسرائيلي بشكل كبير وواسع على المقدسات والرموز الإسلامية، وتحديدا المساجد والقرآن الكريم، فإن مقدسات ورموزا مسيحية كانت في دائرة الاستهداف، وفق جهات رسمية فلسطينية.

فمنذ بدء معركة طوفان الأقصى، دمر الاحتلال في قطاع غزة 100 مسجد بشكل كلي، بينها المسجد العمري التاريخي، و192 مسجدا و3 كنائس بشكل جزئي، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، يضاف إليها تدمير وتجريف عدة مقابر.

سهام ورسائل

من الضفة الغربية المحتلة وجّه جيش الاحتلال سهامه إلى صدور أكثر من مليار و700 ألف مسلم عندما ردد جنوده ترانيم توراتية عبر مكبرات الصوت في مسجدين خلال اقتحامهم مدينة جنين من الثلاثاء إلى الخميس الماضيين، ومن خلالها وجه تحذيرات للسكان.

لم تكن حادثة جنين منعزلة، فقد سبقتها حوادث أخرى اقتحم فيها الجنود مساجد بمدن وقرى ومخيمات الضفة، وعلقوا العلم الإسرائيلي على المآذن. كما ألقى جنود للاحتلال قنبلة داخل مسجد في قرية بُدرس غرب رام الله، وفي جميع الحالات حرصوا على أخذ صور لتلك الأفعال ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي العبرية.

تلك ليست حالات فريدة، إذ سرعان ما يشارك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تلك المشاهد على حساباته مشيدا بالجنود، وكلما أعلن جيش الاحتلال توقيف بعض جنوده أو التحقيق معهم، سارع بن غفير إلى الدفاع عنهم ورفض محاسبتهم.

أما المسجد الأقصى فيعيش منذ نحو شهرين عزلة لم يسبق لها مثيل منذ احتلاله عام 1967، إذا لا يتمكن سوى بضعة آلاف من أداء صلاة الجمعة، بعد أن كان يؤمه عشرات الآلاف في أحلك الظروف.

وفي المقابل، فُتح على مصراعيه لاقتحامات المستوطنين مع توفير قوات عسكرية وشرطية ترافق المقتحمين وتتيح لهم أداء طقوس توراتية فيه.

اقتحام ومنع للأذان

وبينما تعرض المسجد الأقصى لاقتحام المستوطنين 46 مرة خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيي، مُنع رفع الأذان 204 مرات في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، وفرضت إجراءات مشددة على دخوله للصلاة، وفق وزارة الأوقاف الفلسطينية.

أما القرآن الكريم، أقدس مقدسات المسلمين، فوردت شهادات من معتقلين أفرج عنهم بأن الجنود مزقوا نسخا من المصحف الكريم، ودعسوا عليها في منازلهم خلال عمليات الاعتقال وداخل السجون خلال اقتحام الغرف.

وفيما يتعلق بالمقدسات المسيحية، لم يكن الوضع أحسن حالا وإن كان أقل عددا، ففي القدس تكرر قيام جماعات دينية يهودية متطرفة بالاعتداء والبصق على المسيحيين.

كما بدأت جمعيات استيطانية خلال الحرب مساعيها للاستيلاء على نحو 11 دونما (الدونم يساوي ألف متر) من الحي الأمني داخل السور المحيط بالبلدة القديمة من القدس، ويبذل سكان الحي -الذين تقلص عددهم إلى نحو ألف نسمة- قصارى جهدهم لمنع الاستيلاء على الأرض.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يفرض الاحتلال قيودا على دخول المسلمين للمسجد الأقصى ويفتحه أمام المستوطنين (الجزيرة) مزيد من العنف والاحتراب

في تفسيره لما يجري، يقول وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري، للجزيرة نت، إنه منذ سيطرة الاحتلال على الضفة عام 1967 يحاول تغيير المعالم الدينية ودورها كما فعل بعد النكبة في مساجد أراضي الـ48.

وأضاف أن الاحتلال استهدف المسجد الأقصى من اليوم الأول، ثم أحرقه عام 1969، ويحاول تقسيمه كما فعل في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل والذي حول جزءا منه إلى كنيس عام 1994.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يقول البكري "رأينا استهدافا كبيرا للمساجد، تدمير ما لا يقل عن 100 مسجد بشكل كلي، ومئات أخرى بشكل جزئي من خلال الاستهداف المباشر بالقصف".

في جنين، يضيف وزير الأوقاف "تم تدمير مسجد الأنصار بشكل كلي، ثم رأينا التصرفات الحمقاء للجنود من تدنيس واعتلاء للمنابر وترديد خزعبلات، وهذا لقي قبولا من وزراء في حكومة الاحتلال".

وقال البكري إن مجمل تلك التصرفات لا تقود إلا إلى مزيد من العنف والاحتراب، وتستوجب موقفا عالميا واضحا خاصة من المرجعيات الدينية على المستوى العالمي التي سارعت إلى إدانة تلك التصرفات.

وتابع أن "تلك التصرفات بما في ذلك إعطاء الأوامر للجنود لدخول المساجد، ستجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه، الأمر يمس الحالة الإسلامية العالمية، ما حدث لا يمس مخيم جنين فقط أو فلسطين، بل يمس مشاعر مليون و700 ألف مسلم".

الاحتلال يمنع الوصول إلى المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل (الجزيرة) استهتار وشراكة

من جهته، يقول رئيس مركز القدس الدولي والمختص بشؤون المسجد الأقصى حسن خاطر إن المساس بمقدسات المسلمين يعني "دخول مرحلة خطيرة من الاستهتار بالمقدسات الإسلامية وبمشاعر المسلمين في أنحاء العالم".

وأضاف أن ما يجري يعكس "هستيريا تستهدف استفزاز المسلمين بتدنيس مقدساتهم ومحاولة كسر المُقدس وإسقاط رمزية المقدسات لديهم بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ولذلك ستكون نتائجه عكسية تماما".

وأضاف خاطر في "استهداف المقدسات بشكل مباشر والاستخفاف بها والسخرية منها ومحاولة إنقاص قيمتها بشكل كبير إلى درجة تدميرها، فيه دفع خطير باتجاه حرب دينية".

وبالعودة إلى دروس الماضي، يقول الباحث الفلسطيني إن كل اعتداء على مقدسات المسلمين كان يقابله رد فعل وفاتورة تكون باهظة على المعتدي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

استشهاد 10 فلسطينين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة بغزة

 

استشهد 10 فلسطينيين، وأصيب آخرون، صباح اليوم الاثنين، جراء قصف طائرات الاحتلال لمناطق متفرقة في قطاع غزة.

الأونروا: جميع قواعد الحرب تم انتهاكها في غزة مسعفون في غزة يكافحون لإنقاذ المرضى بعد أمر الاحتلال بإخلاء مستشفى كمال عدوان

وأفادت مصادر طبية فلسطينية، في بيان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، باستشهاد 4 مواطنين، وإصابة ثلاثة آخرين، في قصف الاحتلال منطقة المخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات، كما استشهد مواطن، وأصيب آخرون، جراء إطلاق الاحتلال الرصاص الحي صوب مدرسة تؤوي نازحين شمال غرب المخيم.

 

وأشارت إلى ااستشهاد أربعة مواطنين آخرين، جراء قصف مسيرة للاحتلال تجمعا للمواطنين في مواصي مدينتي رفح الفلسطينية، وخان يونس، جنوب القطاع، كما استشهد مواطن جراء استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة الجندي في منطقة الشعف شرق محافظة غزة.

 

في سياق متصل نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف لبنايات سكنية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تزامنا مع إطلاق نار من قبل الآليات العسكرية المتمركزة في منطقة الصفطاوي، إضافة لغارات جوية متواصلة شمال وجنوب محافظة غزة ،كما نسفت قوات الاحتلال عددًا من المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

 

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 45,259 مواطنا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107,627 آخرين، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع.

 

مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يستدعي عددًا من حراسه

اقتحم مستوطنون، اليوم الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأفادت محافظة القدس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

 

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

 

وفي السياق ذاته.. استدعت شرطة الاحتلال، 7 من حراس المسجد الأقصى؛ للتحقيق، في مراكزها.

 

وكانت ما تسمى جماعات "الهيكل" المتطرفة، قد دعت، أمس، لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال عيد "الحانوكاة" اليهودي في 25 من الشهر الجاري.

 

إعلام إسرائيلي: النيابة العامة أكدت تورط نتنياهو بشكل واضح في قضية الرشوة

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بوصول رئيس وزرء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى قاعة المحكمة للإدلاء بشهادته في قضية الرشوة المتهم فيها، وذلك حسبما أوردته فضائية "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل لها.

 

وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية، أن النيابة العامة أكدت أن نتنياهو متورط بشكل واضح في قضية الرشوة.

 

ووجهت إلى نتنياهو في عام 2019 تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وبدأت المحاكمة في عام 2020 في 3 قضايا جنائية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

 

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تحاصر مستشفيات طولكرم شمالي الضفة الغربية
  • استشهاد فلسطينية مسنة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي في غزة
  • نتنياهو: لن نكشف عن تفاصيل المفاوضات والإجراءات التي نقوم بها
  • نتنياهو: هناك تقدم في مباحثات صفقة تبادل الأسرى
  • 50 شهيدًا ومصابًا في اقتحام قوات الاحتلال لمخيم النصيرات
  • استشهاد 10 فلسطينين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة بغزة
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يستدعي عددًا من حراسه
  • النيابة العامة الإسرائيلية: نتنياهو متورط بشكل واضح في قضية الرشوة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى