شكوك حول السياسة الأمريكية مع قيام الحوثيين بتعطيل عمليات الشحن العالمي.. ومطالبات بتحرك واشنطن سريعًا لإيقاف الحوثي
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
واجه البيت الأبيض أسئلة متزايدة مع نجاح الحوثيين المدعومين من إيران في تعطيل حركة الشحن العالمي على الرغم من وجود القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.
وأعلنت شركتان عملاقتان للشحن والخدمات اللوجستية، مولر ميرسك وهاباج لويد، تعليق جميع الرحلات عبر البحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين على سفنهما.
على مدار أسابيع، ظل الحوثيون يستهدفون ويضايقون السفن مع رد فعل ضئيل من الولايات المتحدة، مما يؤكد المخاوف بشأن التردد الواضح لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن أو عدم قدرتها على تأكيد سلطتها في مواجهة إيران ووكلائها.
وقال نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق الجنرال جاك كين في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: "أنا مندهش للغاية لأننا ما زلنا نجلس هناك في وضع دفاعي لإحباط هؤلاء الأشخاص، عليك أن تحرمهم من قدرتهم على القيام بذلك".
ويشعر الكثيرون في واشنطن بالحيرة إزاء ما يعتبرونه رد فعل إدارة بايدن غير الكافي على التصرفات العدوانية لإيران وحلفائها في المنطقة.
وبينما يعترف المسؤولون الإيرانيون بدعمهم الحوثيين في اليمن، فإنهم يؤكدون أن الجماعة تتخذ قرارات مستقلة وتتصرف بشكل مستقل، ومع ذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن إيران تلعب دورًا كبيرًا في عملياتها.
وأعلن الحوثيون لأول مرة عن عزمهم وقف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر إلى إسرائيل بينما تستمر الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. لكن في 10 ديسمبر، امتد التهديد ليشمل جميع شركات الشحن. لقد كانوا يستهدفون السفن التجارية لعدة أسابيع، وحقق هجوم يوم الجمعة نجاحًا كبيرًا.
مولر ميرسك وهاباج لويد هما من رواد الصناعة العالمية، وقرارهما بتجنب البحر الأحمر يمكن أن يكون له تداعيات ملموسة على الاقتصاد الإقليمي والعالمي، خاصة إذا حذت شركات أخرى حذوها، مما يزيد من تكاليف الشحن.
ويتم تنفيذ ما يقرب من 80% من التجارة العالمية عبر الطرق البحرية، حيث يعمل مضيق باب المندب كبوابة حاسمة للبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. وتلعب دورًا محوريًا في الوصول البحري إلى قناة السويس المصرية.
في الأسبوع الماضي، كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن إدارة بايدن تواصلت مع الحلفاء لتشكيل قوة عمل تهدف إلى ضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البيت الأبيض إيران الحوثيين البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
صفقة البحر الأحمر.. السفير الأمريكي يفجّر مفاجأة بشأن التسوية الشاملة في اليمن
أنباء على اتفاق جديد في اليمن (وكالات)
في تحول لافت في لهجة واشنطن تجاه الصراع في اليمن، أعلن السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن أن بلاده تدعم تسوية سياسية شاملة، لكنها تربط هذا الدعم بشرط أساسي: وقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر.
تصريحات فاجن جاءت عبر تغريدة بدت وكأنها إشارة ضمنية إلى أن واشنطن تسعى للخروج من مأزق التصعيد العسكري الأخير، خاصة بعد فشلها في احتواء الهجمات المساندة لغزة من الجانب اليمني، والتي أربكت المعادلة الإقليمية في البحر الأحمر.
اقرأ أيضاً ذهب اليمن يشتعل: فجوة أسعار ضخمة بين صنعاء وعدن اليوم.. وقت البيع أم الشراء؟ 23 أبريل، 2025 هل طعامك يخدّرك؟: اكتشف السر العلمي وراء شعورك بالنعاس بعد الأكل مباشرة 23 أبريل، 2025التحرك الأمريكي جاء في وقت تشهد فيه الرياض حراكاً دبلوماسياً واسعاً، حيث عقد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر سلسلة لقاءات مع قادة أحزاب ومكونات يمنية موالية، في محاولة لإحياء اتفاق سلام مع صنعاء تم تجميده منذ عامين.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن ما يُطرح حالياً ليس مجرد تفاهمات سياسية، بل محاولة لإعادة ضبط المشهد برمّته، تحت مظلة أمريكية – سعودية مشتركة تهدف لتخفيف الضغط العسكري المتصاعد واحتواء الموقف قبل أن يفلت من أيدي الجميع.
ويرى مراقبون أن الحديث الأمريكي عن "تسوية شاملة" لا يُفهم بمعزل عن التعثر العسكري في اليمن منذ بدء الحملة الأخيرة، ودخولها شهرها الثاني دون نتائج حاسمة، ما دفع الولايات المتحدة إلى إعادة فتح ملف السلام كورقة تفاوضية تحفظ بها ماء وجهها في الساحة الإقليمية.
ورغم أن البيان الأمريكي لم يتضمّن تفاصيل، إلا أن التوقيت وحجم التحرك السعودي يؤشران إلى طبخة سياسية قد تكون في مراحلها الأخيرة. لكن يبقى السؤال: هل ستقبل صنعاء بوقف العمليات في البحر الأحمر دون ضمانات حقيقية؟ أم أن هذه المبادرة ولدت ميتة كما سابقاتها؟