مصادر: الدفاعات الجوية المصرية تسقط جسما طائرا قبالة سواحل دهب
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر وصفتها برفيعة المستوى، السبت، أن الدفاعات الجوية المصرية تعاملت مع "جسم طائر" قبالة المياه الإقليمية المصرية بمدينة دهب، في محافظة جنوب سيناء.
وقالت المصادر إن "الدفاعات الجوية المصرية رصدت الجسم الطائر وتعاملت معه بشكل فوري".
وقال شهود عيان، وفق القناة، إن "جسما طائرا سقط قبالة المياه الإقليمية المصرية بمدينة دهب"، موضحين أنه "سقط على بعد حوالي كيلومتر ونصف قبالة سواحل دهب".
يأتي ذلك في وقت تستهدف فيه جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، مدينة إيلات الإسرائيلية القريبة من محافظة جنوب سيناء المصرية. ويقول الحوثيون إنهم يفعلون ذلك ردا على الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.
بعد حادثتي "طابا ونويبع".. السيسي يحذر من "قنبلة موقوتة" حث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، الجميع على احترام سيادة مصر وموقعها في المنطقة، وذلك في أعقاب الأحداث التي وقعت الجمعة عندما سقطت طائرات مسيرة على مدينتين مصريتين على البحر الأحمر، وفق وسائل إعلام محلية.وشهدت مدينة طابا الواقعة بمحافظة جنوب سيناء والمطلة على البحر الأحمر، انفجارا أواخر أكتوبر الماضي. وأعلن الجيش المصري آنذاك أن الحادث ناجم عن سقوط "إحدى الطائرات الموجهة بدون طيار، مجهولة الهوية".
كما سقط جسم آخر قرب محطة للكهرباء في نويبع المجاورة لطابا ودهب، والمطلة على خليج العقبة. وقال الجيش المصري حينها إن التحقيقات في حادثتي سقوط جسمين غريبين، أظهرت أنهما "طائرتان مسيرتان كانتا قادمتين من جنوب البحر الأحمر".
وكشف البيان أنه بعد تحليل وجمع المعلومات المتعلقة بالحادثتين، تبين أن طائرتين من دون طيار كانتا متجهتين من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال، وعند استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري بمنطقة خليج العقبة، سقط بعض حطامها بمنطقة غير مأهولة بالسكان في نويبع، بينما سقطت الثانية في طابا.
وحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، آنذاك، جميع الأطراف على "احترام سيادة مصر". وحذر في أكتوبر الماضي، قائلا: "اتساع الصراع يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
التنافس الدولي في البحر الأحمر.. تداعيات التحركات الإسرائيلية والفرنسية على الأمن المصري .. والسودان كساحة للتنافس الدولي
أصبح البحر الأحمر في السنوات الأخيرة ساحةً لتنافس دولي وإقليمي متصاعد، حيث تتسابق قوى عالمية وإقليمية ليكون لها موطئ قدم في هذه المنطقة الحيوية في الشرق الأوسط خصوصًا في ظل ما يحدث في المنطقة في الشهور الأخيرة. التحركات الإسرائيلية والفرنسية في المنطقة تُشكِّل تحدي مباشرة للأمن القومي المصري، خاصةً في ظل التوترات السياسية والتحولات المتسارعة في أفريقيا.
الأهداف الإسرائيلية في أفريقيا والبحر الأحمر
منذ اتفاقية السلام مع مصر عام 1979، ساد هدوء نسبي بين البلدين، تخللته اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة. لكن إسرائيل بدأت مؤخراً بتكثيف جهودها لتعزيز نفوذها في أفريقيا، مستهدفةً دولًا مثل السودان والصومال وجيبوتي المطلة على البحر الأحمر.
في عام 2020، سعت إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية مع جيبوتي بهدف استخدام قواعد عسكرية لتعزيز سيطرتها على البحر الأحمر ومواجهة الحوثيين في اليمن، إضافةً إلى الضغط على مصر. ورغم رفض جيبوتي، استمرت إسرائيل في مساعيها، مستفيدةً من علاقاتها القوية مع فرنسا والإمارات العربية المتحدة، كما يؤكد عدد من الباحثين أن إسرائيل تولي أهميةً كبيرة لإقامة علاقات مع جيبوتي لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر ومكافحة الحوثيين بشكل أكثر فعالية، بالإضافة إلى الضغط على مصر.
التعاون الفرنسي-الإسرائيلي وتأثيره الإقليمي
تمتلك فرنسا وجودًا عسكريًا كبيرًا في جيبوتي، حيث تستضيف أكبر قاعدة عسكرية فرنسية خارج أراضيها. تسعى فرنسا لتعزيز نفوذها في أفريقيا بعد تراجعها في مناطق نفوذ تقليدية في غرب القارة. وبحسب تقارير، تضغط فرنسا لتقريب وجهات النظر بين جيبوتي وإسرائيل، وتسمح للاستخبارات الإسرائيلية بالعمل من قواعدها.
ويشير مراقبون إلى أن السودان والقرن الأفريقي أصبحا نقاط التقاء للمصالح الفرنسية والإسرائيلية والإماراتية، خاصةً في ظل التحولات السياسية والعسكرية العالمية.
السودان كساحة للتنافس الدولي
يعيش السودان صراعًا داخليًا بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما جعله ساحة لتدخلات خارجية. تدعم إسرائيل حميدتي لتحقيق مصالحها، بما في ذلك تقويض نفوذ الإسلاميين والضغط على مصر، وفقًا لخبراء عسكريين.
في المقابل، تسعى فرنسا لاستعادة نفوذها في أفريقيا بدعم بعض الشخصيات السياسية السودانية بهدف إقامة قاعدة عسكرية في السودان. ويرى مختصون في الشأن السوداني أن فقدان فرنسا نفوذها في دول أفريقية أخرى دفعها للبحث عن موطئ قدم جديد عبر السودان.
التحديات الأمنية لمصر
تشكل التحركات الإسرائيلية والفرنسية تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري. التواجد الإسرائيلي في مناطق مثل أرض الصومال وجيبوتي يهدد حرية الملاحة في قناة السويس، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري.
بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد التحالفات بين إسرائيل وفرنسا والإمارات من الضغوط على مصر في قضايا إقليمية مثل أمن نهر النيل والأمن في البحر الأحمر.
الاستراتيجيات المصرية المحتملة لمواجهة هذه التحديات
قد تحتاج مصر لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية ودعم الاستقرار في السودان والقرن الأفريقي. يمكن لمصر تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع دول المنطقة لمواجهة النفوذ الخارجي المتزايد.
كما قد تسعى لتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر لحماية مصالحها وضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الحيوية.
التنافس الدولي المتصاعد في البحر الأحمر والقرن الأفريقي يفرض على مصر والدول العربية تحديات جديدة. تتطلب هذه الظروف تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحركات الخارجية التي تهدد استقرار المنطقة ومصالحها الحيوية.
محمد صادق .. الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا