أوراق ضغط أميركية على إسرائيل لتخفيف حدة حرب غزة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
بدأت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة بـ"الضغط" على إسرائيل، بهدف الانتقال إلى مرحلة أقل حدة من الحرب التي تشنها ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، حيث طالب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل، بـ"التركيز على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين".
كما ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، مع المسؤولين الإسرائيليين، الابتعاد عن عمليات عسكرية "عالية الشدة" في قطاع غزة، وتخفيف حدتها، وفق بيان للبيت الأبيض، الخميس.
وتناولت صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، "الأوراق" التي تمتلكها واشنطن ويمكن استخدامها للضغط على إسرائيل، من أجل الالتزام بتلك المطالب، في ظل ضغط دولي متزايد، كان في أوضح صوره حينما وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يقضي بوقف إطلاق النار في غزة، ولم يعترض عليه سوى 10 دول فقط.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة كاليفورنيا، دوف واكسمان، قوله: "رأينا تحولا من الضغط الذي تمارسه الإدارة (الأميركية) من خلف الكواليس، إلى ما تمارسه حاليا.. المزيد من المناشدات العلنية والتسريبات"، وأضاف: "من الواضح أن صبر الإدارة الأميركية بدأ في النفاد".
مساعدات بمليارات الدولاراتوأشارت "نيويورك تايمز"، إلى أن الولايات المتحدة تمتلك "عدة استراتيجيات" يمكن الضغط من خلالها لإقناع إسرائيل بتغيير أسلوبها في الحرب، لكنها أوضحت أن تلك الاستراتيجيات سيكون لها "تكلفة دبلوماسية وسياسية" على الرئيس بايدن.
تتمثل إحدى طرق الضغط في "فرض شروط على الأموال التي يتم منحها إلى إسرائيل"، وفق الصحيفة، حيث تتلقى إسرائيل بموجب اتفاق أمني يعود لفترة حكم باراك أوباما، حوالي 3.8 مليار دولار من الولايات المتحدة سنويا، وهو المبلغ الذي يعادل نحو 15 بالمئة من ميزانية الدفاع في إسرائيل.
ويجب أن توافق وزارة الخارجية الأميركية حينما يتعلق الأمر باستخدام إسرائيل لتلك الأموال في شراء كميات ضخمة من الأسلحة أو الذخيرة، لذلك يمكن للإدارة إيجاد طرق لمنع أو إبطاء عملية وصول الأسلحة إلى إسرائيل، بحسب الصحيفة.
بايدن: أريد من إسرائيل التركيز على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين في غزة قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، إنه يريد من إسرائيل التركيز على إنقاذ أرواح المدنيين، وذلك عند سؤاله عما إذا كان يريد من إسرائيل تقليص نطاق هجومها على غزة بحلول نهاية هذا العام.كما أن أغلب مبيعات الأسلحة الأميركية تكون مقيدة بشروط واشنطن، فعلى سبيل المثال، مُنعت أوكرانيا من إطلاق صواريخ أميركية الصنع على الأراضي الروسية. وبالتالي، بحسب نيويورك تايمز، يمكن لبايدن استخدام نفس النهج ومنع استخدام القنابل الأميركية في المناطق السكنية المكتظة بالسكان في قطاع غزة.
لكن مثل تلك الخطوات قد تضع بايدن في مواجهة وخلاف مع مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، التي كانت داعمة لبايدن على مدار سنوات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، قوله إن "ربط المساعدات الأميركية بشروط معينة، ليس جزءا من الاستراتيجية الحالية لواشنطن".
ضغط سياسيوقالت "نيويورك تايمز"، إن "إسرائيل تحتاج الولايات المتحدة دائما لدعمها في إعادة إمداد قواتها (بالأسلحة والذخيرة)، بجانب صناعة درع حماية ضد الضغط الدولي الذي يمكن أن يمارس عليها، على غرار ما تواجهه في الأمم المتحدة".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، لمنع صدور قرار يدعو لوقف إطلاق نار فوري في غزة. وتشير الصحيفة، إلى أن الولايات المتحدة "بإمكانها أن تقرر عدم استخدام (الفيتو)".
كما أن بايدن يمكنه وضع "ضغط سياسي" على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وذلك في ظل دعوة الرئيس الأميركي المتواصلة لضرورة العمل على الوصول إلى حل الدولتين.
الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للشروع في "إنهاء الحرب" تضغط واشنطن على إسرائيل من أجل إنهاء حملتها البرية والجوية واسعة النطاق بقطاع غزة في غضون أسابيع والانتقال إلى مرحلة "أكثر استهدافا" في حربها ضد حركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة وعدة دول أخرى"، بحسب ما ذكرته صحف أميركية.وقال واكسمان لنيويورك تايمز: "من الواضح أنه (بايدن) بإمكانه تصعيب الأمور على نتانياهو محليا وداخل حكومته، عبر كونه أكثر وضوحا وصراحة" فيما يتعلق بالانتقادات، لكنه أضاف: "لا أعتقد أن بايدن يرغب في مواجهة علنية مع نتانياهو".
وكان بايدن قد حذر إسرائيل، الثلاثاء، من أنها بصدد خسارة الدعم العالمي لحربها ضد حركة حماس، بسبب قصفها "العشوائي" لقطاع غزة.
وفي أشد انتقاد يوجهه لرئيس الحكومة الإسرائيلية، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، قال بايدن خلال تجمع انتخابي في واشنطن إنه ينبغي على نتانياهو "تغيير" موقفه بشأن حل الدولتين، داعيا إياه إلى تغيير حكومته المتشددة.
من جانبه، أقر نتانياهو بوجود "خلاف" مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة.
دبلوماسية الأبواب المغلقةذكر تقرير نيويورك تايمز، أن استراتيجية بايدن طالما كانت إظهار الدعم الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه كان يوجه انتقادات "بشكل سري".
وقال مسؤولون أميركيون، إن الرئيس ومستشاريه اعتمدوا على "دبلوماسية الأبواب المغلقة" لتشجيع الإسرائيليين على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإعادة الاتصالات، والعمل على مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، وتقليل عدد القتلى المدنيين خلال العملية العسكرية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن قرار إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم البري مع قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية، كان أكبر اتفاق يتم التوصل إليه من خلال الدبلوماسية المكثفة.
لكن تلك الاستراتيجية "لا تعمل دائمًا"، بحسب واكسمان، الذي قال إنه فيما يتعلق بأعمال الحرب نفسها "يبدو أن لديهم نفوذ أقل"، في إشارة إلى واشنطن.
وأعلنت إسرائيل، الجمعة، أنها ستسمح بمرور أول شحنة مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة، في خطوة لاقت ترحيب البيت الأبيض.
وستساعد الخطوة إسرائيل في الحفاظ على التزاماتها بالسماح بدخول 200 شاحنة مساعدات يوميا، وهو ما تم الاتفاق عليه في صفقة الرهائن التي جرى التوصل إليها وتنفيذها الشهر الماضي، بحسب بيان لمكتب رئاسة الوزراء.
إسرائيل تفتح معبر كرم أبو سالم.. وواشنطن ترحب أعلنت إسرائيل، الجمعة، أنها ستسمح بمرور أول شحنة مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة، في خطوة لاقت ترحيب البيت الأبيض.وتعليقا على الخطوة، قال سوليفان في بيان بعد زيارة لإسرائيل، إن الولايات المتحدة "ترحب" بقرار إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة أمام المساعدات الإنسانية.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد نقلت عن مسؤولين أميركيين، الجمعة، أن سوليفان "حث القادة الإسرائيليين على التحول من الاعتماد على الغارات الجوية والهجمات البرية في غزة، إلى العمليات العسكرية ذات الاهداف المحددة"، وحذر من أن الصراع الذي طال أمده "سيجعل من الصعب حكم الأراضي الفلسطينية بعد الحرب".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير منفصل، عن 4 مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هويتهم، قولهم إن "بايدن يريد أن تتحول إسرائيل إلى تكتيكات أكثر دقة في غضون 3 أسابيع تقريبا".
وقد أوضح المسؤولون الأميركيون هذا الجدول الزمني لنظرائهم الإسرائيليين في الأيام الأخيرة، وهي الخطوة الأخيرة ضمن "خطوات تدريجية" من جانب الإدارة، للإعلان عن أن الصبر الأميركي تجاه الوفيات بين المدنيين على نطاق واسع "بدأ ينفد"، حسب الصحيفة.
وفي السابع من أكتوبر الماضي، شنت حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) هجوما على إسرائيل قتل فيه 1200 شخص، غالبيتهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال. واقتادت نحو 240 رهينة إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تنفذ إسرائيل هجوما جويا وبريا على القطاع راح ضحيته أكثر من 18 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة معبر کرم أبو سالم نیویورک تایمز على إسرائیل قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد عودة ترامب.. كيف ستتعامل الصين مع متغيرات السياسة الأميركية؟
يرى خبراء السياسة الدولية أن الصين تسعى لتجاوز الولايات المتحدة كقوة رائدة عالميا، وهناك اتهامات صينية بأن أميركا تسعى لعرقلة هذا التقدم بوصف بكين التحدي الرئيسي أمام هيمنة واشنطن وسيطرتها عالميا.
ولذلك تذهب مجموعة الأزمات الدولية -في تقرير سابق لها- إلى أنه يجب على الإدارة الأميركية القادمة تحقيق تعايش قابل للتطبيق يتيح لكل من واشنطن وبكين التنافس بمسؤولية، وتقليل خطر النزاع المسلح والحفاظ على العناصر الأساسية للوضع السياسي الراهن، وأنها لا تسعى إلى انتصار في حرب باردة ضد الصين.
ومع نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية التي أجريت مطلع الشهر الحالي، واستعداده لإدارة دفة السياسة الأميركية تجاه الصين يستحضر العالم عهدته الرئاسية السابقة وتوجهات سياسته نحو الصين.
منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين في سبتمبر/أيلول الماضي (الأناضول) ترامب والصينتقول مجموعة الأزمات إن هناك 3 نقاط رئيسية تميز النهج الذي سيتبعه ترامب في علاقته بالصين:
أنه يرى العلاقات الأميركية الصينية من منظور التجارة بشكل رئيسي، ويبدو أنه ملتزم بتسريع فك الروابط الاقتصادية بين واشنطن وبكين. تظهر تصريحاته خلال حملته الانتخابية عقلية تجارية في الأساس، لذلك فإنه يُخضع معظم أهدافه لتحقيق علاقة اقتصادية أكثر توازنا مع الصين. هناك مستوى من عدم القدرة على التنبؤ بمواقف الرئيس الأميركي السابق، فقد اتخذ مواقف متناقضة طوال فترته الرئاسية فيما يتعلق بالقيادة الصينية نفسها أو القضايا الاقتصادية والسياسية.وبناء على ذلك، يرى محللون وخبراء أنه يمكن أن تتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأن الصعود الاقتصادي السريع للصين أثار غضب المحافظين الجدد في واشنطن.
أميركا والصين تمثلان معا نحو 43% من الناتج العالمي (شترستوك) التنافس الاقتصاديتعد الولايات المتحدة والصين القوتين الاقتصاديتين والعسكريتين الرائدتين في العالم، حيث تمثلان معا نحو 43% من الناتج العالمي، و49% من الإنفاق الدفاعي العالمي في عام 2023، وإن تصاعد المنافسة الإستراتيجية بينهما يعد محورا رئيسيا في النظام الدولي المتطور، حسب ما تراه مجموعة الأزمات.
ويقول كبير الباحثين في معهد "تايهي" إينار تانجين إن الولايات المتحدة انخرطت في صراعات مدتها 231 عاما من أصل 248 عاما من وجودها، فغزت دولا وخرقت معاهدات وتجاهلت القانون الدولي، وقوضت مؤسسات دولية، وسعت لتحقيق مصالحها على حساب الآخرين.
وأضاف تانجين -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن صراع أميركا مع الصين بدأ منذ أدراكها أن السماح لبكين بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لن يغير الحكومة الاشتراكية في الصين، وأن هذا الصراع يمتد لسنوات، وما نراه اليوم هو مجرد مرحلة جديدة.
أما خبير الشؤون الأميركية الصينية لدى مجموعة الأزمات علي واين فيرى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من المرجح أن تتصاعد الفترة القادمة، "إلا أن القلق الأكثر إلحاحًا على الأمدين المتوسط والطويل هو أن استمرار تقليل التعاون بينهما قد يجعل كلا منهما يعتقد أنه يمكنه تحمل الأضرار الاقتصادية التي قد يسببها الآخر إذا دخلا في نزاع مسلح".
التحالفات الصينيةحتمية التنافس الحالي بين القوتين الأميركية والصينية تفرض على الطرفين شبكة من التحالفات التي قد يستثمر فيها كل طرف، ويجعلها دعامة يستند إليها في كسب المزيد من المزايا الإستراتيجية على حساب الطرف الآخر.
لذلك يقول واين -في مقابلة مع الجزيرة نت- إنه من المرجح أن تعمل الصين على إضعاف علاقات أميركا مع الحلفاء والشركاء من خلال الإشارة إلى أنه لم يعد بإمكانهم اعتبار عقلية "أميركا أولا" الخاصة بترامب حالة استثنائية، بل يجب عليهم افتراض أنها ستشكل صورة عامة للسياسة الأميركية في المستقبل.
وأضاف خبير مجموعة الأزمات أن الصين ستستمر على الأرجح في تطوير علاقاتها مع أعداء الولايات المتحدة (مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية) ومع القوى المتوسطة (مثل إندونيسيا والسعودية وجنوب أفريقيا) للتعويض عن الضغوط المتزايدة من الديمقراطيات الصناعية المتقدمة.
لكن تانجين يختلف مع هذا الطرح، ويرى أن الصين تدرك التاريخ جيدا، فهي لا تريد اتباع المسار الذي أدى إلى الحرب العالمية الأولى، وأن إنشاء تحالفات من شأنه فقط أن يجعل السلام أكثر صعوبة.
وأضاف الباحث في معهد تايهي "أن نهج الصين السياسي للتعامل مع الولايات المتحدة هو الصبر الإستراتيجي، وأنها ستستجيب للضغوط ولكنها لن تصعد". ومن الناحية الاقتصادية، ستواصل التوجه نحو الجنوب العالمي وآسيا الوسطى للحصول على الموارد والأسواق.
تايوان تعد بؤرة التوتر بين الصين ومحيطها الجيوسياسي (الجزيرة) ملف تايوانتعد تايوان بؤرة التوتر بين الصين ومحيطها الجيوسياسي، وتعارض الحكومة بحزم أي حديث أو عمل يهدف إلى الاعتراف بتايوان كيانا مستقلا عنها، وازدادت قضية تايوان سخونة بعد مناورات صينية على ما يشبه اقتحام الجزيرة، وازداد التصعيد أكثر بالحشود التايوانية في المقابل.
ورغم أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالخطوط الحمر، ولم تعترف رسميا باستقلال جزيرة تايوان عن البر الصيني، فإنها لم تضيع وقتا ودانت المناورات الصينية، مما استدعى تصعيدا في التصريحات الصينية ضد التدخل الأميركي.
وأمام هذه القضية المحورية في الأبعاد الإستراتيجية بين بكين وواشنطن، ومع عودة ترامب إلى الرئاسة الأميركية فمن المحتمل "أن تعمل الصين على دق إسفين بينه وبين مستشاريه العسكريين الذين يريدون تعزيز الدعم العسكري لتايوان"، حسب المتخصص في الشؤون الصينية الأميركية علي واين.
وأضاف واين أن الصين ستعمل على أن يكون ردها بقوة أكبر على الإكراه البحري الذي تمارسه الولايات المتحدة في بحر جنوب الصين، ومنع ترامب من تقييد حريتها في المناورات إذا كان يأمل الحفاظ على إمكانية صفقة شاملة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويذهب الباحث الصيني خطوة أكبر إلى الأمام، ويرى أن "تايوان واحدة من الخطوط الحمر الأربعة التي وضعها الرئيس الصيني صراحة أمام الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة الأبيك" (منظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي). وهو إذ يقولها لبايدن فإن الرسالة في الحقيقة كانت موجهة لترامب.
ويضيف تانجين أن الولايات المتحدة إذا حاولت تزويد تايوان بصواريخ طويلة المدى يمكنها ضرب بكين، أو حاولت تايبيه إعلان الاستقلال، فإن القوات الصينية ستعبر مضيق تايوان نحو تايبيه.
الحرب الروسية الأوكرانية
شكلت الصين موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية بما يتماشى مع سياستها الإستراتيجية، وإدراكها القيمة والهدف من التحالفات الدولية، وكانت بالنسبة لها فرصا ومخاطر محددة حسب طبيعة التدخلات الدولية في هذه الحرب، وكانت العلاقة مع الولايات المتحدة على رأس ذلك.
ويقيّم تانجين هذه العلاقات قائلا إن "الصين لا تدعم حرب روسيا في أوكرانيا، ولديها علاقات مع موسكو تتعلق بالتجارة والسياحة والثقافة"، لكنها "تواجه ضغوطا مماثلة من واشنطن التي تحاول عزلها وإجبارها على تغيير النظام".
وأضاف كبير الباحثين في معهد تايهي أن الصين تعتقد أن جميع القضايا الأمنية والسياسية يجب أن تحل من قبل الأطراف المعنية، وليس بالإملاءات من العواصم الأجنبية، كما أن الصين تدعو باستمرار إلى المحادثات، لأن "الحروب نادرا ما تحل أي شيء، وفي معظم الحالات تهيئ المسرح للحرب التالية".
أما علي واين فيري أن "الصين ستستمر في دعم روسيا، ليس فقط لأن أوكرانيا تواجه ضغوطا متزايدة للوصول إلى طاولة المفاوضات، ولكن أيضا لأن المسؤولين الصينيين لا يعتقدون أن التخلي عن موسكو سيغير الاتجاه العريض للسياسة الغربية تجاه بكين".