مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثالث، وامتداد حالات العنف إلى الضفة الغربية، يُسلط تقرير مجلة تايم الضوء على الواقع المروع المتمثل في احتجاز إسرائيل المنهجي للأطفال الفلسطينيين.

ويذكر التقرير الذي أعده أرماني سيد في المجلة الأميركية، أن حجم هذه القضية قد اتضح خلال وقف إطلاق النار الذي استمر 7 أيام في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي شهد إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقابل إطلاق سراح 240 امرأة وطفلا فلسطينيا.

وأثارت الصفقة، التي توسطت فيها قطر ومصر وتمت عبر 6 تبادلات، تساؤلات حول سبب احتجاز هذا العدد الكبير من الأطفال في السجون الإسرائيلية. والحقيقة هي أن التهمة الأكثر شيوعا الموجهة إليهم هي رشق الحجارة.

ولفت التقرير إلى احتجاز نحو 10 آلاف طفل فلسطيني في السجون العسكرية على مدى السنوات الـ20 الماضية، حيث أشارت منظمة "أنقذوا الأطفال"، وهي منظمة مستقلة بريطانية، إلى أنهم "الأطفال الوحيدون في العالم الذين يحاكمون بشكل منهجي في المحاكم العسكرية".

وأضاف أنه حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 880 طفلا فلسطينيا هذا العام، وهي ممارسة ممكنة بموجب القوانين العسكرية الإسرائيلية التعسفية.

 

العيش تحت القانون العسكري

وألمحت التايم إلى أن أصغر طفل أطلقت سراحه السلطات الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار هو الصبي أحمد السلايمة، البالغ 14 عاما، وكان قد اعتقل في مايو/أيار الماضي بتهمة رشق الحجارة على مستوطنة يهودية في القدس الشرقية المحتلة (التي هي غير قانونية بموجب القانون الدولي كبقية المستوطنات).

ورغم بعده عنهم، أمرت القوات الإسرائيلية عائلته بعدم الاحتفال بعودته، ولم يسمح له بمغادرة منزله ورفع أي لافتات، وقالوا له عند إطلاق سراحه "إذا كسرت أيا من هذه القواعد فستعود إلى السجن".

وأردف التقرير أن عشرات الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم خلال تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، اعتقلوا مرة أخرى بحلول عام 2014 وأعيدت أحكامهم. وهكذا فإن إعادة اعتقال الأطفال المسجونين سابقا أمر محتمل جدا، كما أخبر التايم براد باركر، محامي وكبير مستشاري السياسات في الحركة الدولية للدفاع عن الأطفال، وهي منظمة مستقلة تقدم المساعدة القانونية للأطفال الفلسطينيين المحتجزين.

جنود إسرائيليون يعتقلون طفلا فلسطينيا لرشقه الحجارة خلال احتجاج لمتظاهرين أجانب وإسرائيليين وفلسطينيين ضد مستوطنة كرمي تسور، شمال مدينة الخليل (الفرنسية)

ويقول باركر إنه سواء شملتهم المبادلة أم لا، يواجه العديد من الأطفال خطر إعادة الاعتقال لأنهم مذنبون سابقون عليهم أحكام مع وقف التنفيذ، وتقييد حرية الحركة، ويوجد فرص ضئيلة لمنحهم تصاريح سفر.

وأشارت المجلة إلى انتقاد جماعات حقوق الإنسان لأساليب عمل القانون العسكري الإسرائيلي بأنه يطبق بشكل انتقائي على الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، بينما يتمتع المستوطنون الإسرائيليون بحقوق متزايدة بموجب القانون المدني. وقد ذكرت منظمة أنقذوا الأطفال أن 86% من الأطفال يتعرضون للضرب في الاحتجاز الإسرائيلي، بينما يُفتش 69% منهم تفتيشا ذاتيا بخلع الملابس و42% منهم يتعرضون لإصابات أثناء اعتقالهم.

جندي إسرائيلي يسيطر على صبي فلسطيني خلال اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في أعقاب مسيرة ضد مصادرة الأراضي الفلسطينية (الفرنسية) سوء المعاملة في الاحتجاز

وفي الوقت نفسه، يستطيع نظراؤهم في المستوطنات الإسرائيلية تلقي مكالمة هاتفية أو استدعاء للاستجواب من قبل الشرطة، والتي تتم عادة خلال النهار بوجود أولياء الأمور أو الأوصياء في المخفر. ومن المرجح أيضا أن يُفرج عنهم بكفالة.

وفي عام 2015 وجدت هيومن رايتس ووتش أن المحاكم العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية رفضت الإفراج بكفالة عن الأطفال الفلسطينيين في 72% من القضايا، بينما رفضت المحاكم المدنية الإفراج بكفالة عن الإسرائيليين في 17.9% من القضايا.

أطفال الحجارة يواجهون تهمة الإرهاب في محاكم الاحتلال (الجزيرة)

ونبه التقرير إلى أن العديد من الأطفال الفلسطينيين يعتقلون خلال مداهمات ليلية والبعض يحتجز ضمن اعتقال إداري بدون محاكمة. ويقول محامو حقوق الإنسان الفلسطيني إن هناك "عددا هائلا من المخاوف الحقوقية الخطيرة" بشأن هذه الممارسات.

وأقسى مثال على ذلك حالة أحمد مناصرة، الذي كان عمره 13 عاما، عندما اعتقل بحجة طعن مواطنين إسرائيليين في القدس الشرقية المحتلة في عام 2015.

ووجدت المحكمة الإسرائيلية أن مناصرة لم يشارك في عمليات الطعن، وفقا لمنظمة العفو الدولية، لكنه يقضي منذ ذلك الحين عقوبة السجن 9 سنوات ونصف بتهمة الشروع في القتل. واستشهد ابن عمه أحمد حسن (15 عاما) بالرصاص في مكان الحادث.

وعن الوضع في السجن، يقول باركر إن الأطفال الفلسطينيين يحتجزون في زنازين بها عدد كبير من الأشخاص في وجود سريرين أو 3 أسرة مع شباب آخرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من الأطفال

إقرأ أيضاً:

الفلسطينيون: أرضنا ليست للبيع أو المقايضة

عواصم "وكالات": أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم، أن "حقوق شعبنا والضفة بما فيها القدس وقطاع غزة، ليست للبيع أو المساومة أو المقايضة".

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن وزارة الخارجية القول، إن "أية أفكار من هذا القبيل هدفها إطالة أمد الصراع وبقاء (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في سدة الحكم في إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني ومعاناته والمنطقة واستقرارها".

من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس خليل الحية من العاصمة الإيرانية طهران اليوم إن مشاريع الغرب والولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب "إلى زوال".

وقال "مشاريع الغرب وأمريكا وترامب إلى زوال. وسنسقطها كما أسقطنا المشاريع التي قبلها. هذا عهدنا لأمتنا ولشهدائنا وشعبنا الفلسطيني لن ينسى أبدا كل من وقف معه".

وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد على خطته لتهجير سكان القطاع، وقال إنه ملتزم بشراء غزة وامتلاكها.

وأكد ترامب أن الفلسطينيين لن يحظوا بحق العودة إلى غزة بموجب خطته للسيطرة على القطاع، وذلك في مقتطفات من مقابلة أجريت معه ونُشرت اليوم.

وقال ترامب لشبكة "فوكس نيوز" لدى سؤاله عما إذا كان سيحق للفلسطينيين العودة "كلا، لن يعودوا إذ سيحصلون على مساكن أفضل بكثير".

وأضاف "بعبارة أخرى، أتحدث عن بناء مكان دائم لهم"، مشيرا إلى أن العيش في القطاع لن يكون ممكنا قبل سنوات.

كشف ترامب عن خطة غزة الصادمة للمرة الأولى في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ما أثار غضب الفلسطينيين.

وشدد الرئيس الأمريكي على وجوب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الذي دمرته الحرب، داعيا مصر والأردن إلى استقبالهم.

وقال في مقابلة "فوكس نيوز" إنه سيبني "مجتمعات رائعة" لأكثر من مليوني فلسطيني يقطنون غزة.

وقال "سنبني مجتمعات آمنة، بعيدة بعض الشيء من مكان وجودهم حيث كل المخاطر".

وأضاف "في الأثناء، سأملك أنا هذه (الأرض). فكروا فيها كمشروع تطوير عقاري من أجل المستقبل. ستكون قطعة أرض رائعة. لن يتم إنفاق كثير من المال".

وفي وقت سابق، قالت الصحافة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعمل لحشد الدعم لخطة ترامب لترحيل سكان غزة، التي وصفها بأنها فكرة "إبداعية وثورية".

في غضون ذلك، طالب وزراء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو أن يفرض رئيس الوزراء "السيادة" على الضفة، وذلك في رسالة وجهوها إليه، مشيرين إلى أن هذا هو الوقت المناسب لذلك.

ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصورة صارمة خطط أمريكا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة توطينهم، وبدلا من ذلك دعا إسرائيل لإعادة بناء القطاع التي الذي لحق به دمار هائل.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور "من وجهة نظرنا، لن يتم النظر بجدية إلى المقترحات التي تهدف لتهجير الفلسطينيين من الأرض التي عاشوا فيها لآلاف الأعوام ".

وأضاف"لا يملك أي شخص القدرة على إحداث نكبة ثانية بحق الشعب الفلسطيني، ولن يملك هذه القدرة مطلقا".

وشدد أردوغان على أنه بدلا من البحث عن مكان جديد لشعب غزة، يتعين محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الضرر الذي تسبب فيه خلال العملية العسكرية ضد حركة حماس في غزة.

مرحلة انتقالية

وحول مفاوضات المرحلة الثانية، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي عاد من الدوحة وإن المجلس الوزاري المصغر سيجتمع اليوم لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، في الوقت الذي تحدث فيه مصدر إسرائيلي عن استياء قطر من سلوك نتنياهو.

من جانبها، أفادت صحيفة معاريف بأن إسرائيل تفكر في طرح الذهاب إلى مرحلة انتقالية بين المرحلتين الأولى والثانية في تطبيق اتفاق تبادل الأسرى.

وأوضحت أن المرحلة الانتقالية لن تشمل إعلان وقف الحرب لكنها ستضمن استمرار دفعات إطلاق سراح الأسرى، وأشارت معاريف إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخشى أن يشهد شهر رمضان انهيار المفاوضات.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن قطر تشعر بالاستياء الشديد من سلوك نتنياهو وتصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين.

وقال المصدر الإسرائيلي للصحيفة إن قطر مستاءة من فشل نتنياهو في إرسال وفد إلى الدوحة الاثنين الماضي لبدء المفاوضات.

وأضاف أن قطر نقلت رسائل غاضبة، وذكّرت إسرائيل بأن هذا الاتفاق يشمل الدوحة أيضا باعتبارها ضامنا لتطبيقه.

وذكر المصدر أن القطريين قالوا إن السلوك الإسرائيلي يُعرّض استمرار إطلاق سراح الأسرى في المرحلة الأولى للخطر.

وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تبدأ بعد، وإن هناك مناقشات إسرائيلية داخلية وأخرى بين حماس والوسطاء.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن نتنياهو يخطط لعرض مطالب إسرائيل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة للموافقة عليها في اجتماع الكابينت اليوم الثلاثاء.

وذكرت الصحيفة أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حركة حماس لن تقبل بالمطالب الإسرائيلية بشأن المرحلة الثانية، والتي تشمل إبعاد قيادة الحركة من غزة، وتفكيك جناحها العسكري كتائب القسام، ونزع سلاحها، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين.

وقد توصل نتنياهو بالفعل إلى تفاهمات بشأن مبادئ المرحلة الثانية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

ومع ذلك، قالت الصحيفة إنه نظرا لرفض حماس المتوقع، فمن المرجح أن تدفع إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى لأطول مدة ممكنة لتأمين إطلاق سراح المزيد من الأسرى المحتجزين والحفاظ على وقف إطلاق النار المؤقت.

وقال مسؤول إسرائيلي إنه إذا رفضت حماس تمديد المرحلة الحالية، وانتهت بإطلاق سراح 33 محتجزا، فقد تواجه إسرائيل خيارا صعبا، إما استئناف العمليات العسكرية في وقت لا يزال فيه 65 محتجزا في الأسر، وإما الانتقال إلى المرحلة الثانية وفقا لشروط حماس.

من جهته، قال وزير "الشتات الإسرائيلي" عميحاي شكلي إنه سيعارض المرحلة الثانية من الصفقة لأنها خطيرة وغير واقعية، مؤكدا أن "الإدارة الأمريكية تدرك ذلك".

وأضاف شكلي أنه يجب العودة إلى الحرب والتمسك بمناطق في غزة وعدم الاكتفاء بعمليات محدودة، مشيرا إلى أن "إسرائيل لم تكمل مهمتها في قطاع غزة ولم تحقق أهدافها بعد".

وفي 19 يناير الماضي بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم في الأولى التفاوض لبدء المرحلة الثانية، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تطلق برنامجاً جديداً للعلاج المجاني لسرطان الأطفال
  • الفلسطينيون: أرضنا ليست للبيع أو المقايضة
  • الصليب الأحمر الدولي: إسرائيل رفضت طلباتنا بزيارة الأسرى الفلسطينيين
  • 49 شهيدا في الضفة الغربية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية
  • على غرار غزة.. إسرائيل توسع أوامر إطلاق النار ضد الفلسطينيين بالضفة
  • "أسوشيتيد برس": الفلسطينيون في الضفة الغربية يواجهون المزيد من الحواجز الإسرائيلية والاضطهاد
  • أسوشيتيد برس: الفلسطينيون في الضفة الغربية يواجهون المزيد من الحواجز الإسرائيلية والاضطهاد
  • كيف تختفي المؤسسة العسكرية خلف باراغون الإسرائيلية المتهمة بالتجسس على واتساب؟
  • صفقة تحرير الأسرى الفلسطينيين تجمع شمل الأسير شادي البرغوثي بأسرته بعد فراق 45 عاما.. قصة مأساوية بسجون إسرائيل.. عاجل
  • منظمة حقوقية: توفي "النسيم" نتيجة مضاعفات التعذيب الوحشي في سجون مليشيا الحوثي