شريك في حرب الإبادة … حكمه بأثر رجعي .
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
#شريك في #حرب_الإبادة … حكمه بأثر رجعي .
بقلم / احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم
أخيراً انقلب الرئيس الأمريكي #بايدن على شريكه في الحرب على #غزة رئيس وزراء الكيان الصهيوني #نتنياهو ، وحملة مسؤولية بداية فقدان تأييد المجتمع الدولي للكيان نتيجة #القصف_العشوائي الذي أودى بحياة آلاف من المدنيين الفلسطينيين على حد تعبيره .
إستدارة انتخابية للرئيس الأمريكي بايدن وتبادل أدوار لم تكن بحجم جرائم الحرب والمجازر الوحشية التي أُرتكبت في غزة ضد الفلسطينيين الأبرياء ، تحتاج إلى وقف فوري ومحاسبة المسؤولين عنها .
عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين الذين ما زالوا تحت الركام ، مليوني نازح فلسطيني داخل القطاع ، دمار هائل للمساكن والبنى التحتية ، قتل ، تشريد ، جوع ، عطش ، لم تؤثر قيد أُنملة في تأييد فخامة الرئيس للحملة العسكرية الصهيونية على غزة ، ولم يرف له جفن ، ولكن عندما شعر أن كرسي الرئاسة مهدد بسبب موقفه الداعم للحرب بحسب آخر استطلاعات الرأي التي أظهرت تفوق الرئيس السابق ترامب ، ضحى بشريكه ” نتنياهو ” وحملة مسؤولية ما آلت إليه الأمور .
لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك أساسي وفاعل في إدارة الحرب الهمجية على غزة ، والإدارة الأمريكية في واشنطن مركز صناعة الفعل ورد الفعل في كل ما يجري للشعب الفلسطيني من إبادة جماعية داخل قطاع غزة والضفة الغربية ، ولولا الدعم العسكري والإقتصادي والسياسي غير المحدود لما تمادى الكيان المحتل في غطرسته .
الإدارة الأمريكية ممثلة بشخص الرئيس بايدن ” الصهيوني ” ، ووزير الخارجية بلينكن ” اليهودي ” ، ومجلس الأمن القومي ، و البنتاغون ، وكافة مؤسسات الدولة الأمريكية التي ترتبط بتحالف إستراتيجي ” عائلي ” مع الكيان الصهيوني ، يتسابقون في تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد بلا حدود للكيان المحتل الغاصب في حربه الظالمة على قطاع غزة والضفة الغربية ، في ظل عجز وهوان عربي لم يسبق له مثيل في العصر الحديث ، وقد وصل الأمر من بعض الأنظمة العربية إلى حد إدانة حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” ووصف مقاومتها الإحتلال بالعمل الإرهابي .
منذ اللحظة الأولى لاِنكشاف الهزيمة الإستراتيجية التي مني بها الكيان الصهيوني الغاصب يوم السابع من أكتوبر على يد مجاهدي حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” ، بفعل عنصر المباغتة والتخطيط المحكم ، سارعت أمريكا والدول الإستعمارية الغربية إلى تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي والعسكري ، لمساعدة الكيان على إستيعاب الصدمة ، وتجاوز ما حل به من هزيمة وإنكسار ، حيث أصبحت تل أبيب محج لزيارات التضامن على مستوى رؤساء هذه الدول وما دون ، بهدف إظهار الدعم والتأييد لأي خطوات عسكرية قادمة تقوم بها سلطات الإحتلال ضد حركات المقاومة الفلسطينية ، وأيضاً التلويح ” بالويل والثبور ” لكل من يجرؤ على الوقوف بجانب المقاومة من دول شقيقة أو صديقه .
الرئيس الأمريكي بايدن إعتبر ما قامت به حماس يوم السابع من أكتوبر ضربة استباقية لإجهاض جهوده الرامية إلى عقد معاهدات سلام وتطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية ، و بمثابة استهداف شخصي له يساهم في إضعاف فرص فوزه بولاية ثانيه .
ولأن الإدارة الأمريكية بكافة أجهزتها صاحبة نفوذ قوي في الشرق الأوسط ، وبيدها خاتم الطاعة لبعض حكام المنطقة والبعض الآخر تتعاطى معه بمنطق العصا والجزرة ، سعت منذ اليوم الأول إلى ضبط إيقاع ردود الأفعال المحيطة سياسياً وعسكرياً ، من خلال خفض التصعيد وتهدئة بؤر التوتر المحتملة ، والعمل على تبريد باقي الجبهات ولو مرحلياً بحجة الحفاظ على استقرار المنطقة ومنع توسع نطاق الحرب ، بما يضمن بقاء اليد العليا في العمل العسكري و ” اجتثاث ” المقاومة الفلسطينية كما تزعم بيد الكيان المحتل .
ومن أجل التغطية على حرب الإبادة الجماعية والمجازر الهمجية التي يقوم بها جيش الإحتلال الصهيوني في قطاع غزة ” بأسلحة أمريكية ” ، وبهدف تمكينه من إنجاز مهامه في القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية ، وتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني من وطنهم فلسطين ، أرسلت واشنطن حاملتي طائرات ، وعشرات من السفن المساندة والبوارج الحربية ، وآلاف من جنود النخبة والمارينز ، ولغاية الإسناد اللوجستي أقامت جسر جوي لنقل معدات عسكرية وعتاد حربي بهدف تعويض خسائر الكيان أثناء الحرب وضمان تفوق قواته .
وإمعاناً في المغالاة بتأييد كل ما يقوم به هذا الكيان الغاصب من كذب وخداع وتزييف للحقائق وأعمال إجرامية ، قامت الإدارة الأمريكية ممثلة بشخص الرئيس وطاقمة المساعد بتبني مزاعم وأكاذيب الحكومة الصهيونية ، والترويج لها على إعتبار أنها حقائق بدءاً من إدعائها بقيام مقاتلي المقاومة بقطع رؤوس الأطفال ، قبل أن تتراجع عنه لاحقاً بعد انكشاف ” فبركة ” الفيديوهات ، مروراً بالترويج لإستخدام حركة حماس مستشفى الشفاء الطبي لأغراض عسكرية ” مركز قيادة وتحكم ” ولم تستطع حكومة الإحتلال إثبات ذلك بعد سيطرتها عليه ، وآخرها إدعاءات التحرش الجنسي والاغتصاب الزائفة .
الإعلام الرسمي الأمريكي المرتبط بالبيت الأبيض ، والإعلام الممول من الحركة الصهيونية و اللوبي اليهودي في جميع أنحاء العالم ، يهدف إلى شيطنة حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية ، وحرف بوصلة مسارها النضالي ضد الإحتلال الصهيوني لدى الرأي العام العالمي ، واعتبارها منظمات إرهابية ، وفي المقابل تصوير الإحتلال الصهيوني النازي كضحية للإرهاب .
تقمص شخصية الواعظ الحصيف الرزين الحريص على مستقبل الكيان الغاصب المحتل من خسارة تأييد المجتمع الدولي لحملته الإجرامية ضد أهالي غزه ، لا يعفي الرئيس الأمريكي جو بايدن من المسؤولية تجاه الجرائم الوحشية التي ارتكبها جيش الإحتلال الصهيوني ، وما زال دم أهل غزة والضفة الغربية يُراق .
رحم الله شهداء فلسطين .
حمى الله الأردن واحة أمن واستقرار . وعلى أرضه ما يستحق الحياة .
احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم .
كاتب أردني .
ناشط اجتماعي و سياسي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حرب الإبادة بايدن غزة نتنياهو القصف العشوائي المقاومة الفلسطینیة الإحتلال الصهیونی الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
تتوقّف الحرب.. وتستمر الإبادة
تتوقف الحرب في غزة بشكل أو بآخر، ستكتب الصحف وتبث الشاشات خبر «انتهاء الحرب في غزة»، وبذلك، ستكون بقعة صغيرة في زاوية المنطقة، اسمها قطاع غزة، عاشت الحرب لنحو 15 شهراً، ورغم أن كلمة «عاشت» لا تتناسب وكلمة «حرب»، إلا أنها تتناسب مع الأمل، والرغبة في الحياة. تتوقف هذه الحرب المستمرة بإبادتها، بعد أن قتلت من الأرواح ما يزيد، وفقاً للأرقام الرسمية، عن 46 ألفاً، وبحسب جهات أخرى، معروفة بدقة أرقامها وحساباتها، أكثر من 200 ألف، هؤلاء، بالرقمين، أو برقم ثالث أو رابع سينتج لاحقاً، يضاف إليهم ضحايا لا يدخلون في إحصاء رسمي، منهم أمهات سيعشن بقية أعمارهن في كمد على أبنائهن، ومنهم أبناء أيتمتهم الحرب، ومنهم زوجات ترمّلن، وأزواج ترمّلوا، وإخوة فقدوا إخوة، ولاختصار المشهد، نكتفي بما قاله محمود درويش في «حالة حصار»:
«من مات… من؟
الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد
وأخت الشهيد وأخت الشهيدة كِنَّة
أم الشهيد حفيدة جد الشهيد
وجارة عم الشهيد إلخ … إلخ…»
ورغم ذلك، هذا المشهد المختصر بشعر درويش، هو زاوية صغيرة في وصف الحال، فلو عدّدنا الضحايا فعلياً، لكانوا بعدد أهل غزة، أكثر من مليوني ضحية، على الجميع أن يعترف بهم، بوصفهم نالوا ما نالوه من القتل والسفك والسفح والتدمير.
تتوقف الحرب، ولا تنتهي. فما زال بوسع إسرائيل أن تستمر في حربها بلا هوادة، وبوسعها أن تقول للعالم كذباً، فتصدّقها عواصم الغرب الأغرب، وتنتفض من أجلها سياسات الحكومات، وتكذب وتغطي الجريمة كرمى لعيون تل أبيب، وتدفع من جيوب ضرائبها مالاً ليستمر القتل طالما تريد إسرائيل ذلك، وطالما بكائيات قادتها تلقى لطّامين في أمريكا، فالحرب لن تنتهي في أي يوم من الأيام، وستستمر، وإن اتخذت شكلاً جديداً مؤقتاً، ريثما تذخّر الأسلحة، ويستريح الجنود في إسرائيل.
وما هذا سوى الحرب التي تخاض بالأسلحة، أما الحروب الأخرى المفتوحة على القدس، وعلى اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم، وعلى الأونروا، وعلى المياه، وعلى الأسرى، وفي الإعلام وعليه، وفي الأكاديميات وعليها، وفي السينما، وفي التراث، من طعام ولباس وغيرهما… هذه الحروب كلها وغيرها لا يتسع المكان لذكرها، فلا تواجه بفعل، ولا تقابل بأكثر من تعليق يحمل شكل واسم بيان لتسجيل «موقف»، والقول في مجلس «أصدرنا بياناً».
إن هذه الحروب المستمرة، والتي رافقتها حرب غزة، والحرب على الضفة، تُشن لإنهاء الفلسطينيين، وبالتالي إنهاء فكرة الأرض لهم، وتحويلهم إلى مجموعة كانت تحمل اسم «شعب فلسطين»، وهذا الواقع الذي لا يواجه منذ وقت، لن يواجه في القادم، ففصائل المقاومة، دخلت في نفق صعب، قد يطول الوقت حتى تخرج منه، بعد كل هذه الأشهر من القتال المستميت، وفصائل المنظمة، لا حول لها ولا قوة، تفتي بما تفتي به «فتح» رغم المعارضة الصورية بين حين وآخر، وفتح آه منها؛ تحاصر السلطة الفلسطينية مخيم جنين، وأبناء من «فتح» يمررون كذبة «الخارجين عن القانون» لتبرير انتهاك المخيم، الدور الذي للأسف يضطلع به الاحتلال عادة.. فماذا بعد هذا الكلام؟!
ما يحدث في مخيم جنين، أحد الدلائل الكبيرة على تضعضع حالنا، فالصمت شبه المطبق على ما تفعله السلطة الفلسطينية في مخيم جنين، والحصار الذي تفرضه عليه وعلى أهله، يذهل أكثر من الحصار، أما المصيبة، فهي أنها تقوم بما قامت به أنظمة عربية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من قبل، وربما غداً، فبعد وقت قصير، لن يُقبل بواقع المخيمات الراهن، وستوضع الذرائع ذاتها التي وضعتها السلطة (خارجون عن القانون)، وهل من يلوم؟ لا لوم، فالسبّاق بالفعل ربّ البيت.
هل غاليت؟ نعم ولا! ما سبق نظرة مبسّطة وواقعية كما أراها في القادم الفلسطيني والعربي، لكن من شدة تعقيد الواقع الفلسطيني والعربي الذي نحن فيه، والذي نؤول إليه، ليس سهلاً النظر وتوقّع سيناريوات أفضل، ومشكلة الكلام السابق أنه يجترّ نفسه من كثرة ما انكتب عنه وفيه، وهذا ضروري ومهم، لكن ما يهم أيضاً، هو الكتابة عن حالنا، ووصف شؤوننا بواقعية مفرطة، وجلد الذات لو تطلّب الأمر. المهم أن لا نبقى ضحايا أنفسنا، مثلما نحن ضحايا الغرب ومستعمراته المنتشرة في منطقتنا بأشكال مختلفة.
استدعيت ما يحدث في مخيم جنين، وذهبت إلى المستقبل، وربما لم أذهب بعيداً، لأضع ظني في ما سيحدث في المخيمات بعد حين، وبهذا لا أكون قد ابتعدت عن غزة، وما حدث ويحدث فيها. ستتوقف الحرب في غزة، وجراحها لن تندمل بسهولة وسرعة، والأعضاء التي بُترت من أجساد أهلها، بُترت من جسد فلسطين.. لذا، لن تقوم قائمة لفلسطين من دون حق غزة المكان، وحق غزة الأهل، وحق غزة الشعب الفلسطيني، حقهم من كل شخص يفكر في أمر ولا يقيم للشعب حق مقامه، والحق هذا في جانب منه، هو ترك مجال للنضال الوطني للفلسطينيين، من دون عظات، ومن دون مؤامرات واتهامات، ومن دون كذب على العامة والخاصة، كما أنه حق الشعب في أن يقرر مصيره، ومن يمثّله من كل القوى، بقبولها أو لفظها من حياته؛ وحقه في أن يحاسب المسؤولين في فلسطين والعالم العربي والعالم عمّا آلت إليه أموره في كل مكان، من موت وجرح وسجن، وتغييب لقضايا كقضايا اللاجئين، ومن استخدام للفلسطينيين وقضيتهم في غير مكان في الإقليم والعالم.
اتفاق وقف إطلاق النار، والذي قدّم تنازلات عن ثوابت كبرى، يجعل فكرة تحميل المسؤوليات، واقعاً لا بدّ منه… ليس للمقاومة، بل لمسؤولي المقاومة، فالمقاومة مقدّسة، وفعلها مقدّس على مدار الزمان وفي كل مكان، كانت قبل «فتح» و»حماس»، وستبقى بعدهما، المقاومة هي الشعب، هي إدراك الحرية، والنضال من أجلها، بكل الأساليب. أما من يتولون المقاومة، فليسوا مقدّسين، يخطئون ويصيبون، وربما يحاسبون.
*كاتب فلسطيني