السودان.. نزوح السكان بعد أن طالت الحرب مدينة ود مدني بين الجيش و”الدعم السريع”
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
السودان – وصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أطراف مدينة ود مدني وهي الملاذ الآمن لآلاف النازحين جراء النزاع هناك، ما أرغم عائلات على الفرار مجددا.
وأفادت المصادر امس الجمعة بأنّ “القتال يصل إلى ود مدني من الناحية الشمالية الشرقية”. وكان قد أشار في وقت سابق من اليوم، إلى سماع دوي انفجارات من الأطراف الشمالية الشرقية للمدينة، ومشاهدة تحليق طائرات مقاتلة في أجوائها وسحبا من الدخان الأسود.
إلى ذلك، منع الجيش المدنيين من دخول المدينة – 180 كيلومترا- جنوب الخرطوم، وبقيت إلى حد كبير في منأى عن القتال الذي اندلع في 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو.
وتعتبر مدينة ود مدني مركزا لولاية الجزيرة التي نزح إليها نصف مليون شخص وفق أرقام الأمم المتحدة.
من جهته، أكّد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان، “اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع صباح الجمعة في ضواحي ود مدني”.
وأشار المكتب الى أن زهاء 500 ألف شخص نزحوا الى ولاية الجزيرة منذ اندلاع المعارك بين الجيش و”الدعم السريع” منتصف أبريل، وأن نحو 86400 منهم يقيمون في ود مدني.
وأوضح أن إجمالي عدد سكان المدينة يبلغ حاليا 700 ألف شخص، منهم 270 ألفا “يحتاجون الى مساعدة إنسانية”.
وبعدما بقيت الولاية في البداية بمنأى عن الحرب، بدأت قوات الدعم السريع منذ الأشهر القليلة الماضية تنتشر فيها وأقامت نقاط تفتيش على طول الطريق بين الخرطوم وود مدني.
وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد).
كما تسببت بنزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1.5 مليون شخص فرّوا إلى دول مجاورة.
وتداول نازحون من الخرطوم على وسائل التواصل الاجتماعي، صورا لأعمدة الدخان الأسود، معربين عن مخاوفهم من الاضطرار للفرار من القتال مرّة أخرى.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان على منصة إكس إنها “تود… أن تطمئن المواطنين الأعزاء” في ولاية الجزيرة وود مدني “أن هدف قواتنا هو دك معاقل” الجيش.
ويُتهم الطرفان بقصف مناطق سكنية بشكل عشوائي واستغلال المدنيين ونهبهم ومضايقتهم.
المصدر: أ ف ب
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الدعم السریع بین الجیش ود مدنی
إقرأ أيضاً:
هل تسعى الدعم السريع لتقسيم البلاد؟
مع تسارع الأحداث بالسودان، بين التقدم الميداني المتواصل للجيش السوداني وارتفاع مستويات النشاط السياسي الإقليمي لإيجاد مسارات تؤدي لإنهاء الحرب الأهلية، برز تفصيل جديد مرتبط بسير الأحداث العامة يبدو أنه سيكون له أثر كبير، على الأقل في الوقت الحالي، على مجريات الأحداث. دخلت كينيا، الدولة الواقعة إلى الجنوب الشرقي لجنوب السودان، على خط الحدث السوداني، واستضافت مؤتمرا ضم قوات الدعم السريع، أعلن فيه عن توجه لتشكيل حكومة سودانية موازية. ماذا يعني هذا الكلام؟ وهل يتجه السودان نحو تقسيم جديد؟
اتهمت الحكومة السودانية كينيا بانتهاك سيادة السودان، من خلال استضافة حدث يرتقب أن تعلن خلاله قوات الدعم السريع حكومة موازية الجمعة.
وأدانت الخارجية السودانية كينيا لسماحها باستضافة الحدث، وفي بيان صدر مساء الثلاثاء قالت الوزارة “هذا يعني تشجيع تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها، في خرق لميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي والقواعد التي استقر عليها النظام الدولي المعاصر”.
الحكومة الموازية التي يعتزم الدعم السريع ومجموعة من القوى السياسية والحركات المسلحة الإعلان عنها في مناطق سيطرة الدعم السريع، تأتي في وقت عصيب يمر به السودان حيث تعاني البلاد من انقسام سياسي وفوضى أمنية.
ويأتي قرار قوات الدعم السريع بالتوقيع على ميثاق مع الفصائل السياسية الموالية لها وإعلان حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز قبضتها على دارفور ما سيؤدي فعليا إلى تقسيم السودان.
“نظام حكم جديد في السودان”
عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية شمال، وهي إحدى التشكيلات التي شاركت بالمؤتمر في كينيا وقاتلت الحكومات السودانية المتعاقبة من قواعدها في جبال النوبة، تعهد بالعمل على وضع نهاية للحروب في السودان، والانخراط مع الأطراف الداعية لبناء نظام حكم جديد في البلد.
وأكد الحلو في خطابه خلال فعاليات توقيع ميثاق تشكيل حكومة مدنية في السودان في العاصمة الكينية نيروبي الثلاثاء، أن “الحركة الشعبية شمال ستعمل مع الأطراف السودانية لوضع حلول جذرية لأزمة البلاد”، التي قال إن جلها يتمثل في “هيمنة المركز وتجاهل قضايا الهامش ومحاولة فرض دولة دينية في بلد متعدد الأعراق والثقافات”.
وأضاف الحلو أن الحرب كشفت عن جوهر الصراع في السودان، موضحا “السودان يعيش صراعا بين المركز والهامش، مركز استأثر بالسلطة والثروة والتفوق الاجتماعي، وهامش محروم من كل شيء”.
وقال الحلو “نحن بحاجة إلى دستور جديد وصياغة عقد اجتماعي جديد من شأنه أن يحل السؤال الأبدي حول كيفية حكم السودان”.
كما قدم متحدثون آخرون قوات الدعم السريع على أنها حركة مؤيدة للديمقراطية، وبُثت صور عدة خلال الاجتماع لزعيم المجموعة محمد حمدان دقلو من شاشة ضخمة وسط هتافات صاخبة.
“حكومة موازية ستؤدي للتقسيم”
صحيفة “نيويورك تايمز” اعتبرت في تقرير أن السودان بات على طريق التقسيم، حيث أن الجماعات الانفصالية التي شاركت في مؤتمر كينيا اقتربت الثلاثاء من الإعلان عن حكومة انفصالية.
وجاء في تقرير الصحيفة أن اجتماع كينيا جاء بمثابة “لحظة رمزية مذهلة” لقوات الدعم السريع، التي تعاني من ضربات مستمرة من الجيش السوداني ومن خسارات متتابعة لمواقعها في عدد من المحاور.
وعليه، تأمل الدعم السريع إنهاء سلسلة الهزائم وتعزيز مطالبها بالحكم، من خلال تشكيل حكومة تسيطر من خلالها على المساحات الشاسعة التي تسيطر عليها من السودان.
ومنذ نيسان/أبريل 2023، تسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بمقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، وبأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وفيما يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، تسيطر قوات الدعم السريع على كل منطقة دارفور تقريبا ومساحات من الجنوب. وفي الأسابيع الأخيرة، قاد الجيش هجوما في وسط السودان واستعاد المدن الرئيسية وكل العاصمة الخرطوم تقريبا.
مونت كارلو
إنضم لقناة النيلين على واتساب