صدى البلد:
2024-09-21@02:30:44 GMT

هالة الحلفاوي تكتب: عام جديد.. أمل جديد

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

دائما، ما نجد أنفسنا أمام هذا الموقف المتجدد، في بداية كل عام، وغالبا ما نطرح على أنفسنا هذا التساؤل المهم: ما حصاد عامنا الذي مضى؟ وسرعان ما نضيف إليه تساؤلا آخر: وماذا ننتظر من عامنا القادم؟

إذن، فهو عام فات أو راح أو انصرم وطويت أيامه وأسابيعه وشهوره، ثم يأتي عام جديد، بأيامه وأسابيعه وشهوره.. من عام نأخذ الدروس ونتعلم من تجاربه، فيما نتطلع بأحلامنا إلى العام الجديد، ننتبه ونفكر لنتعلم، ونحسب لمواقع أو مواضع أقدامنا.

في هذه اللحظات المفصلية من "الزمن"، وفي هذه اللحظات الفارقة، يتجه الجميع إلى التفكير، ويتوقفون للتأمل. لا يختلف الأمر بين الأفراد كانوا، أو مؤسسات، أو دولا وحكومات، أو شعوبا وجماعات.

ونحن ــ هذه الأيام ــ علي وشك انتهاء عام 2023 بكل ما فيه من إيجابيات، وسلبيات، وما انطوى عليه من آلام ومآسي، ومن أحزان وأتراح، وأفراح.. وسوف تستقبل البشرية كلها عاما جديدا في 2024، وهو استقبال تمتزج فيه التهاني والأماني من ناحية، بالمخاوف والقلق من ناحية أخرى، خاصة في ظل تلك التوترات والاضطرابات العالمية والإقليمية، وذلك الفوران أو الغليان الذي أصبح السمة الغالبة في كل مكان من عالمنا المضطرب، لأسباب عدة! 
في مقدمة هذه الأسباب، يأتي بالطبع ذلك تزايد التوحش الذي أصاب الذئب الإسرائيلي، الذي فقد وعيه وازداد ضراوة ــ بعد السابع من أكتوبر الماضي خاصة ــ والذى لم يعد لعدوانه حدود، ولا لجرائمه قيود، وقد أصبح فى كل لحظة، يؤكد أنه لا يعنيه من خلال مخططاته، وأهدافه، وجرائمه ــ مستندا إلى قوة الممولين لمخططاته، والمؤيدين لجرائمه ــ سوى مجرد التدمير، والتفجير، وقتل الأطفال والنساء، وهدم المنازل والبيوت على رؤوس ساكنيها من المدنيين الأبرياء، لا يهم ذلك الذئب "المسعور" سوى إحداث أكبر قدر من الشروخ في السياج الأمني النفسي والمادي، إضافة إلى حلمه بردع وتخويف محيطه العربي، والفلسطيني خاصة، متوهما أنه بذلك يستطيع في النهاية أن يكون هو السلطة الحاكمة إقليميا، والمتسيدة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، ليسود الشر كبديل للخير، وهو ما تدحضه قوى المقاومة الفلسطينية التي أرهقته وكبدته خسائر لم يكن يتخيلها عندما بدأ حربه على الفسطينيين عامة وقطاع غزة الأبية خاصة.

أما حلمه فلن يكون أبدا، لأن ذلك يجافي الفطرة القويمة، ويناقض الخلقة السوية. لقد راهن الاحتلال على القهر والقتل والإمعان في الظلم والترويع، تحقيقا لمفهوم الردع. وفي الواقع ــ وعلى الأرض ــ فإنه لم ينجح حتى الآن، ولم يحدث شيء مما أراد، فقد رأينا أهل غزة الذين أراد منهم الاحتلال أن ينزحوا جنوبا يصرون على الاتجاه شمالا، عكس ما يطلب منهم، وبالآلاف، غير عابئين بمنع الاحتلال، بل ويفتشون عن الإعلاميين والصحافيين، ويقصدون الكاميرات للتحدث، وإظهار حجم التعلق بالأرض والوطن والهوية.

وفي الحقيقة، فإن ما يحدث الآن في غزة هو معمل تجارب لأفكار المستقبل، بوصفه جزءا من نظام وممارسة استعمارية لن يطول أمدها بالشكل نفسه، كما لن يستمر ما سينتج عنها، حتى وإن حاول الاستعماري "القديم" تغطية النقص المعروف عنه سابقا والمتمثل في نظرية الاستشراق، بمحاولة القرب بين المستوطن وصاحب الأرض.

وللأسف، فإن أحدا لا يملك حتى الآن تصورا تفصيليا وواضحا للمرحلة التي ستعقب توقف الحرب في غزة، حتى الاحتلال الاستعماري الاستيطاني نفسه، ولا قوى الاستعمار "التقليدي" الراعية له. وبرغم تلك المرارات، والتخوفات والحسرات، والصدمات، إلا أن طبيعة الأشياء، ودروس التاريخ، وتجارب الشعوب الحية تبقى نبراسا لكل من يتطلع إلى المستقبل، وتبقى هي الأمل، وتبقى هي الدواء الواجب على كل قوى الحرية ــ في عالمنا العربي، وفي العالم أيضا ــ التقوي بمفعوله، والتصدي بعزمه، لتهزم قوى الشر والظلم والعدوان، لتستمر الحياة حقا للشعوب الساعية إلى الحرية والديمقراطية والعدل. وبفضل ذلك الأمل يتعين علينا كافة أن نتبادل التهاني، ونتكامل بالأماني، لنزيل ما في الحياة من قلق ومخاوف، وليدوم الوجود الإنساني بالرضا والتسامي.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الملك في زيارة خاصة بفرنسا ويعود قبل افتتاح البرلمان

زنقة 20 | الرباط

يقوم الملك محمد السادس، بزيارة قصيرة إلى فرنسا منذ أمس الأربعاء.

و حطت طائرة الملك بمطار باريس، في زيارة خاصة لفرنسا، قبل أن يعود للوطن في الأيام القليلة المقبلة.

وتتواجد الطائرة الملكية التي أقلت عاهل البلاد في مطار شارل دو غول.

ويرتقب أن يقضي الملك بضعة أيام في فرنسا قبل العودة إلى المملكة لتراس افتتاح الدورة التشريعية الجديدة يوم 11 أكتوبر المقبل.

مقالات مشابهة

  • النائبة عايدة نصيف تكتب: الهوية الدينية في مواجهة التحديات
  • هالة صدقى تنشر فيديو لها بالذكاء الاصطناعي: "أيه رأيكم وأنا رفيعة؟!"
  • الإعلام العِبْري..  و"دولة الدّم"
  • الملك في زيارة خاصة بفرنسا ويعود قبل افتتاح البرلمان
  • بالصور نقل سيّدة من فان إلى المستشفى... ما الذي حصل معها؟
  • هند صبري تكشف حقيقة وجود جزء ثانٍ من فيلم "أحلى الأوقات"
  • بعد 20 عاماً.. هل توافق هند صبري على تقديم جزءٍ ثانٍ من فيلم “أحلى الأوقات”؟
  • شاهد - الصاروخ اليمني فلسطين (2) الذي ضرب قلب يافا
  • مكاري: لا أحد كان يتوقع الخرق الاسرائيلي الذي حصل أمس
  • وكالة أمريكية: ما هو التهديد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)