إغراق أنفاق حماس..خطة صعبة بعواقب مدمرة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
بعد مرور 7 أسابيع على العملية البرية الإسرائيلية في غزة، تبقى الأنفاق تحدياً رئيسياً لتحقيق ما ترنو إليه تل أبيب في القضاء على حماس وقوتها، فهي شبكة كبيرة معقدة، وتمتد على طول قطاع غزة وعرضها.
مع مرور الوقت، وتزايد خسائر الجيش الإسرائيلي، برزت إلى السطح فكرة إغراق الأنفاق بمياه البحر، ومؤخراً بدأ الجيش بتطبيق الخطة الجديدة على نطاق ضيق، لاختبار نجاحها وفعاليتها، وفي حال أثمرت نتائج إيجابية، وهو أمر غير متوقع، فسيزيد الجيش كميات المياه، لتشكل فيضانات، تغرق وتهدم كل أنفاق حماس، وفق ما ذكرته شبكة "سي أن أن".
تقول الشبكة، إن الطريقة، صعبة ومثيرة للجدل، وقد يثبت نجاحها جزئياً، لكن آثارها الأخرى مدمرة للحياة بالمجمل، فهي تهدد بتلويث إمدادات المياه العذبة، وبتدمير البنى التحتية، وحياة المحتجزين لدى حماس، والذين يعتقد أن غالبيتهم داخل الأنفاق.
وإلى الآن، فإن إسرائيل غير متأكدة من فعالية الخطة وإمكانية نجاحها، وهي تؤكد للجانب الأمريكي، بأن ما يختبر محدود، ويطبق على أجزاء معينة من الأنفاق، التي لا يتوقع وجود محتجزين فيها.
حلول استباقية
ويبدو، أن فكرة الإغراق، وجدت حماس حلاً مكبراً لها، ووضعتها في حسبانها خلال عمليات البناء، وقال متحدث باسم الحركة يوم الخميس الماضي، إن "الأنفاق قادرة على الصمود في وجه محاولات إغراقها، فهي بنيت من قبل مهندسين متعلمين وخبراء، درسوا جميع احتمالات التدمير الإسرائيلية، بما في ذلك ضخ المياه".
ويصف المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس داني أورباخ الأنفاق في غزة، بأنها "مبتكرة للغاية في عمقها، وفي تطورها".
ويمكن أن تكون أنفاق حماس كبيرة بما يكفي لاستيعاب المقاتلين والأسلحة والبضائع وحتى السيارات، وفقاً للخبراء ومقاطع الفيديو التي نشرتها الحركة. ويقول الخبراء، إن بعضها معزز بجدران إسمنتية سميكة، وليست جميعها متصلة ببعضها البعض.
وتقول الشبكة الأمريكية، لكي تنجح عملية الإغراق، يجب أن يكون ضغط المياه مرتفعاً جداً لتدمير الجدران الأسمنتية، والأبواب المعدنية السميكة.
وعلى أقل تقدير، يقول أورباخ، إن عملية الإغراق، يمكن أن تجبر مقاتلي حماس على التحرك داخل الأنفاق، الأمر الذي من شأنه أن يساعد المخابرات الإسرائيلية في التعرف على المسلحين وربما المحتجزين.
يقول أورباخ، "أرى مشكلة واحدة تتعلق بإغراق الأنفاق بمياه البحر، وهي طبيعة الأرض الرملية في غزة، وهذا يعني أن مياه البحر يمكن أن تتسرب وتدمر طبقات المياه الجوفية ومياه الشرب".
ويضيف الخبير، أن "مصدر المياه العذبة الوحيد في المنطقة، هو طبقة المياه الجوفية الساحلية، المستنزفة في الأصل".
وتابع أورباخ، أنه إذا غمرت مياه البحر شبكة الأنفاق بأكملها، فقد تنهار المباني المبنية فوقها، مضيفاً أن الأضرار قد تكون واسعة النطاق لأن الكثير منها يقع تحت البنية التحتية المدنية.
لكن بعض الخبراء قالوا، إن الهدف من الإغراق قد لا يكون تدمير الأنفاق بالكامل في الوقت الحالي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
قرار إسرائيل بوقف المساعدات إلى غزة يهدد حياة الأطفال والأسر بعواقب كارثية| إليك التفاصيل
في تصاعد جديد، قررت الحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو القرار الذي قوبل بإدانة شديدة من مصر، والتي اعتبرت هذا القرار انتهاكا لاتفاق الهدنة الذي ساهمت مصر في جهوده للتوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس.
وهذا القرار يأتي في وقت حساس، حيث كان من المتوقع أن يشهد الوضع في غزة تحسنا تدريجيا مع التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار.
القرار الإسرائيلي بوقف دخول المساعداتوفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف المساعدات لقطاع غزة يعد بمثابة خطوة للضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات، خاصة في ما يتعلق بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا القرار ليس سوى البداية، ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية مزيدا من الإجراءات العقابية لدفع حماس إلى العودة إلى المفاوضات.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في بيان رسمي عن قرارها بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هذا القرار جاء في إطار الضغط على حركة حماس، والتي لم تلتزم بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى الحركة. كما ذكر البيان أن استمرار رفض حماس للإفراج عن المختطفين سيترتب عليه عواقب أخرى.
من جانبها، أبدت وزارة الخارجية المصرية رفضها الشديد للقرار الإسرائيلي، معتبرة إياه انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بمشاركة مصرية.
وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها أن "هذه الإجراءات تعتبر خرقا واضحا للاتفاق"، مشددة على أنه لا يوجد مبرر منطقي أو إنساني يمكن أن يبرر استخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، خاصة في شهر رمضان.
وطالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية التي تستهدف المدنيين، مؤكدة أن تلك المحاولات تشكل تهديدا لحياة الأبرياء وتعرض الأمن الإنساني في غزة للخطر.
ودانت العديد من الدول والمنظمات الدولية القرار الإسرائيلي، إذ اعتبرت حركة حماس أن هذا القرار هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب وأنه يعد انقلابا على اتفاق غزة.
من جانب آخر، أدانت باكستان بشدة هذا القرار، حيث اعتبرت أن إسرائيل تسعى من خلاله إلى حرمان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية الأساسية.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية أن هذا القرار يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، داعيا المجتمع الدولي إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي قيود.
كما أصدرت منظمة اليونيسف بيانا حذرت فيه من العواقب الوخيمة التي ستترتب على توقف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة على الأطفال والعائلات التي تعاني من الظروف الصعبة.
وناشدت المنظمة الأطراف المعنية بالاحترام الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ودعت إلى توفير الخدمات الأساسية بشكل عاجل وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية عبر معابر متعددة.
التداعيات الإنسانيةومن جانبه، أشار إدوارد بيجبيدير، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن القرار الإسرائيلي سيؤثر بشكل كبير على عمليات الإنقاذ الحيوية في القطاع، حيث تمكنت المنظمات الإنسانية خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار من توصيل المزيد من المساعدات الأساسية للأطفال في غزة.
وأضاف أن استمرار وقف إطلاق النار مع السماح بتدفق المساعدات بشكل حر هو الأمر الضروري لمواصلة توسيع الاستجابة الإنسانية في غزة.
والجدير بالذكر، أن القرار الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يثبت التحديات المستمرة التي تواجه المدنيين في غزة، فضلا عن تعقيداته السياسية والإنسانية.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية والمحلية، لا يبدو أن الوضع سيشهد تحسنا قريبا ما لم تتم العودة إلى طاولة المفاوضات وضمان الالتزام الكامل باتفاقات وقف إطلاق النار.
وبينما تستمر الأزمة الإنسانية في غزة، تظل الدعوات الدولية لضرورة الوصول إلى حل دائم تزداد إلحاحا، مع ضرورة تفعيل آليات إنسانية أكثر فعالية لضمان سلامة المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.