فساد الأمن الغذائي اللبناني.. على مشرحة الإستهتار
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
بشكل شبه يومي، يتكرّر سيناريو ضرب الأمن الغذائي في لبنان والذي بات موضوعًا معتادًا عليه، إذ تبدأ الضجة بالموسم الصيفي حيث تنتشر خلاله حالات التسمم الجماعية والفردية سواء خلال التواجد بالحفلات والمطاعم أو بسبب شراء المواد الغذائية التي تُنتج بشكلٍ شبه يومي مثل الألبان أو الأجبان، أو من خلال شراء اللحمة والمياه التي بظلّ أنّه تتم مراقبتها بشكل دوريّ من قبل الجهات المعنية، إلا أن معاملها المخالفة تتكاثر بشكل يطرح علامات استفهام.
وفي أحدث فصول قضايا الأمن الغذائي، ملحمة في بلدة الجاهلية قضاء الشوف، قرّر صاحبها أن يبيع لحم خنزير مشوبٍ بطفيليات على اساس أنّها لحم بقر وغنمٍ لينتج عن ذلك تسمم جماعي أصاب أهالي البلدة.
وباتصال لـ"لبنان24" مع رئيس البلدية أمين بو ذياب أكّد أن حالات التسمم ناتجة عن جرثومة مصدرها اللحمة، وقد نتج عنها إصابة أكثر من 40 شخصًا على مدى أيام متتالية، نُقلوا إلى مستشفيات المنطقة، والعدد مرجحٌ الى ارتفاع.
الأزمة عزّزت التفلت
لا تخفي مصادر في وزارة الإقتصاد لـ"لبنان 24" خطورة الفساد الغذائي الذي يشوب لبنان من شماله إلى جنوبه، فأرقام المعامل المخالفة المعلن عنها والتي تُعنى بإنتاج الغذاء خير دليل على ذلك، حيث توضح أن مئات المعامل سواء أكانت معامل مياه أو ألبان وأجبان قد تمّ ضبطها خلال الربع الأخير من السنة. كما تم ختم البعض بالشمع الأحمر، والعدد الأكبر وجّهت إليه الإنذارات، وطلب منه القيام بالتعديلات التي تراعي شروط الصحة العامة.
ومن هنا يمكن تفسير سبب وجود بضائع رخيصة الثمن داخل السوق اللبناني، وأسباب انتشارها داخل محال الأحياء التي تكون الرقابة عادة عليها أقل بكثير مما هي عليه في السوبرماركت. وتؤكّد المصادر أن عمل وزارة الإقتصاد المستمر لناحية سحب العينات من ماركات جديدة وغير معروفة ساهم بفضح عشرات المعامل التي تستخدم مادة النشاء خلال عملية تصنيع الألبان والأجبان، عدا عن استعمال الزيوت النباتية خلال عملية التصنيع والتي من شـأنها أن تسبب أمراضًا خطيرة.
الأرقام مرتفعة
ومنذ بداية العام وحتى اليوم، شهدت أرقام التسمم ارتفاعًا ملحوظًا سواء على صعيد المياه أو الغذاء. واظهرت أرقام حصل عليها "لبنان 24" أن معدل الاصابات حتى بداية شهر كانون الأول قد وصل إلى ما يقارب 620 إصابة، موزعة على 483 إصابة من البنانيين وحوالي 137 إصابة من السوريين، حيث تركزت الإصابات في محافظة بعلبك – الهرمل.
وعلى صعيد المياه، فالأمر ليس أفضل حالاً، إذ سجّلت الأرقام حوالى 830 إصابة بتسمم جرّاء استهلاك مياه غير نظيفة، حيث تركزت الإصابات في عكار إذ شكّلت ما مجمله 66% من مجمل الحالات في لبنان.
بهذا السياق تؤكّد المصادر أن أكثر من 50% من مصادر المياه في لبنان هي مصادر غير صالحة للشرب، وذلك بسبب سوء البنى التحتية، واختلاط الماه الصالحة للشرب مع مخلفات المصانع والمنازل، والإهمال الكبير من قبل المواطنين، إذ يؤكّد رئيس بلدية الجاهلية ل"لبنان 24 " أنّه ليس من المستبعد أن تكون حالات التسمم في المنطقة على صلة أيضًا بالمياه التي يستخدمها أهالي البلدة، إذ إن العديد من الأشخاص يقومون برمي المخلفات، وجثث حيوانات الخنازير، وغيرها من الملوثات مباشرة على مصادر المياه والأنهر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لبنان 24
إقرأ أيضاً:
بهاء أبو شقة: تحقيق الأمن الغذائي لم يعد خيارًا بل ضرورة قومية
أكد المستشار بهاء أبو شقة، وكيل أول مجلس الشيوخ، أن تحقيق الأمن الغذائي لم يعد خيارًا بل ضرورة قومية، ولتحقيق ذلك يتطلب منظومة زراعية تقوم على التكنولوجيا، وغزو الصحراء، والتصنيع الزراعي، وتطوير البحوث الزراعية، لتحقيق اكتفاء ذاتي حقيقي يوفر غذاءً كاملًا للأجيال القادمة، مشددًا على ضرورة عودة الدورة الزراعية لأنه "كل واحد بيشتغل وبيزرع بمزاجه".
وطالب أبو شقة، في كلمته في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم، المخصصة لمناقشة تقرير لجنة الزراعة والري عن الدراسة المقدمة من النائب إيهاب وهبة بشأن: "الأمن الغذائي في مصر.. التحديات والفرص في 2025"، بوضع حوافز وضمانات لتشجيع المستثمرين، وأن نكون أمام استراتيجية تضم خبراء ومتخصصين وفنيين في مجال البحوث الزراعية، بالإضافة إلى وضع منظومة تشريعية تساهم في الارتقاء بمنظومة الزراعة المصرية، باستخدام أحدث الطرق التكنولوجية، كالأجهزة وتحليل البيانات وتصميم خصائص ونُظم الري الذكي، والتحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة التعاقدية.
وشدد أبو شقة على استثمار توجيهات الرئيس السيسي والسير في ركابها على جميع المحاصيل الزراعية، كالنجاحات التي حققتها توجيهات الرئيس بزراعة 16 مليون نخلة من أجود أنواع التمور في العالم، وأصبحنا نصدر بنحو مليار دولار سنويًا، وتحتل مصر المركز الأول لإنتاج التمور عالميًا.
وتابع أبو شقة بأننا أمام تحديات حقيقية تحتم علينا تطوير المنظومة الزراعية، خاصة أننا أمام تغيرات مناخية، ومشكلة رئيسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمأساة حقيقية، لأن الجميع يعمل في جزر منفصلة، وهناك أيضًا تحديات مشكلة الزيادة السكانية، حيث بلغت الزيادة السنوية 2 مليون مولود سنويًا، وهذا كثير، إذ يلتهم كل تقدم في الإنتاج، بالإضافة إلى تحديات الشح المائي.